أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-09-2006, 05:25 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!!

    أيكون الماء ساكنا في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!؟

    (1)

    تتطاول العمارات، وتعلو، وتعلو، ليست كالبخور، ولكن كدخان لستك محروق، ورغم طولها العظيم، لا يرى ساكنوها الملائكة، ولا تعشش فيها العصافير، كالأشجار، الأقصر منها والأسمى، والأكرم، ومن نوافذها القصية، مثل بثور الجدري، يخرج الصراخ والانين، والصلف، ففرت الملائكة من تلك السموات الأسمنتية، ونزلت كالأمطار، وكوحي الشعراء، إلى ظلال الاشجار، المليئة بالاوراق الصفراء وصراخ الباعة ودعوات الشحاذين، نزلت إلى سموات لم تفارق أديم الارض الطيبة، قلوب بسيطة، وحالمة، بغد بسيط، قوت وراحة بال، وعاطفة ندية!!...

    كل الأشياء ستنزل للفقراء والحالمين والشعراء، كقطرات المطر، وكالملائكة، وكسحر الفلسفة، فعلى يد سقراط هبطت وحيها للأرض، إلى بيوت اثينا الفقيرة، فصار ا لبسطاء، يخوضون في اعتى معضلات الوجود، بقلوب سليمة، وعقول صافية، فأنتشت الاجساد البسيطة بخمر الحكمة، والإشراق والاستقراء، فأعظم الجامعات في العالم، هي قلوب البسطاء..

    أنها سور صين حقير، عمارات عمارت، فوضى اقتصاد رأسمالي، ديني، مهوس بالصعود لله، ليس بالزهد والصلاة، ولكن بالاسنصير، والاسمنت، جشع، بلحمه وشحمه، ودقنه، أحال الحيشان البسيطة، والتي لم يعد القمر يحلق فوق سمائها الصافية، والشمس لا تشرق من خلف أفق العمارات القاسي، إلا بعد الواحدة ظهرا، وتختفي بعد سويعات، عتمة في قلب النهار، تقاصر نهار البيوت القصيرة، إلى سويعات، ثم تغرق في ليل مصطنع، لا شعر فيه، ولا هدوء ولا نجوم....حولتها إلى سجون، لا ضوء، ولا نسيم، ولا رحمة..

    وتنعس العناقريب، في ضجيج، لا تأخذه سنة ولانوم، حتى الواحدة ليلا، حين كان الكاشف يخرج عوده، ويستمتع لضربات قلبه، ويلحن الاغاني بمناقير الملائكة، كانت اصوات الرقشات والامجاد والحافلات، تنقل العمال من أماكن العمل القصية، داخل الخرطوم، وإلى إماكن السكن، زنزانات النفي في أطرافها القصية، والتي يرجع البصر خسيئا، و هو حسير...(كم يستغل الإنسان أخية الإنسان)..والشجرة، توزع قوتها على كل الفروع, بلا زيادة أو نقصان، كونوا شجرا...

    وحيشان الاحياء الشعبية، ذات الاربعمائة متر مربع، بل ذات الثلاثمائة متر مربع، صارت تأوي تحت عشها، حوالي ثلاث اسر، أو أكثر، الفقرا اتقسمو النبقة، ولو انقلبت في السرير، فسيصحو جارك، وجارك هو اخوك، المتزوج، وستبكي طفلة في الحجرة الأخرى، وتسمع كلام غزل، عروس لعروس في غرف أخرى، تلاشت الحدود، احتشد الناس، قطرات مطر في بركة، استدرجها الجاذبية الارضية، كما استدرجتهم المعاناة، والحاجة ام الاختراع...الحياة والموت يتصارعان في الجسد الإنساني، أبشع ما يكون...

    شوارع، ليتها ترتاح على أريكة فرويد، أو كارل يونج، كي يمسح عنها عنت دخيل، (بوحي ا يتها الشوارع، لليونج، للمسيح، لله)، سيبكي يونج، ويضئ نور خفيف، أكثر هذالاً من شحوب الغروب، كي تبوح، كي تمارس غريزتها المكبوتة، في القوت، في الحب، في دار وسعيه، في كتاب محلق، في جسد شهي...مارسي حياتك الممنوعة، والمباحة، انت بعيدة عنك، وعن الشمس، وعن جلسات المغربية، وعن غد ضاحك..تفر أقلام الرصاص والألوان من أنامل الأطفال، لا فرق بين الطفل والكهل، فالتجربة تختصر المسافات، الأعمار، فالنار، تحرق الاشياء القديمة والجديدة بنفس الواحد، شاخ الجميع، الجميع شارد، وساكن، في انتظار جودو..

    تبدو الشوارع، كشخوص في رواية، برزخ بين الحياة والموت، قدم في الموت، اليمنى بلاشك، واليسرى على وشك أن ترفع كعبها من الحياة الدنيا، مثل النعاس، تتداخل من سطوته العوالم الداخلية، والخارجية، يتشابه عليك الحلم والواقع، أنها نار المعاناة، أحرقت فضول القول، وفضول الاهتمام، وملذات كثر، ألقاه في اليم، مكتوفا من الأيدي، وقال له: إياك إياك ان تبتل بالماء، تبتل الجنون، تبتل بالخطيئة المبارك، أي كانت..الأسرة المحظوظة، هي من ترى أبيها نائما، (إن لم أقل ميت) من وعثاء العمل، كي تعلو العمارات، وتعلو وتعلو...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 05-13-2006, 01:29 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! عبدالغني كرم الله بشير05-09-06, 05:25 AM
  Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! مأمون التلب05-09-06, 07:32 AM
    Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! عبدالغني كرم الله بشير05-13-06, 01:20 AM
  Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! أبوذر بابكر05-09-06, 07:47 AM
  .................. Abu Eltayeb05-13-06, 02:13 AM
  .......... عبدالغني كرم الله بشير05-13-06, 02:31 AM
  Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! Tabaldina05-13-06, 03:01 AM
    Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! Abu Eltayeb05-14-06, 05:28 PM
  عباد الشمس عبدالغني كرم الله بشير05-15-06, 04:36 AM
  حياة ناقصة، وواقعية الخرطوم... عبدالغني كرم الله بشير05-15-06, 04:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de