(يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2006, 06:28 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    طفولة..!! (الدجاجة أقوى من الأسد)!!


    "هدف .. هدف جميل"

    هكذا صاحت أمي من بنبرها القصير، وكأنه يحن للأرض مثل قبر أبي، حين رأتني وأنا أركل برجلي بصلة بين قوائم حمالة الزير، وقد ارتطمت الكرة النباتية باحد القوائم ثم استقرت في حفرة الدخان وهي تبكي بدموعها الحارة من جرح تسببت فيه قائمة حمالة الزير الحادة.

    كانت حفرة الدخان تحت عنقريب جدتي، فأنحنيت لاستخراج كرتي النباتية، وفجأة نسيت هدفي تماماً، حين وجدت الأرض تحت العنقريب مبلولة من تسلل نقاط الزير، أنني أعشق الطين، الحمير والغنم والاسد والفيل والدجاج يخرجون من الطين بفعل أناملي، ثم أذهب لأرعى بهذا القطيع في ساحة الدار، الجميع يأكل الحشائش، معدة أسدي تتقبل ذلك، وتبدو الحصاتان، واللتان تمثلان عينيه حزينتين وسارحتين، مثل عيون الفتيات العاشقات في بلدي، حجم الفيل أصغر من المعزة، لم يكن يلد أو يتكاثر أو يموت، كنت أظنه كذلك، مثل المعزة، ومثلي، كما ان قرونه كانت مستقيمة، هكذا قدر عودا الكبريت شكل قرنيه.

    كانت أمي تنظر إلى بعطف كبير، ليس لأنني صغير ويتيم، ولكن لأنني قبيح ومرهف وفقير، وأمي تحس بأن هذا الثالوث قادر على صلبي فوق أعمدته القوية قبل سن الثلاثين، ولكن أمي لم تلاحظ بأن فطرتي خلقت الأسد مثل ضابط في ملابس مدنية، وبأن فمه يبدو في وداعة مناقير العصافير، وكأن المسيح قد نزل بأطراف أصابعي، ليته فاح بكفي وجوارحي، " لا تخافي عليه، هكذا قالت حبوبتي لأمي، فهو يتابع نقاط الزير لمدة أربعة ساعات بفرح غامر" كانت قطرات الماء تسقط من قعر الزير عارية تماماً، لم تلف كفناً حول عورتها، مم تخاف، فسيرتها كسريرتها، ماسية القشرة واللب، تلمع مثل خلد الإله، وقد حفرت برشاقتها بركة صغيرة، بركة تفتح فمها وهي مغمضة شفتيها لتلتهم نقاط الزير، محدثة دوياً حنوناً ومنضبطاً كدقات الساعة، بل كشهيق أنفاس "آمنة" وهي تقرأ " جين إير"، بل أكثر عمقاً وتسامحاً وغموضاً، من أنفاس تلك الصغيرة الولهة.

    وأحيانا تترصد "أم اللول" العطشى "لقب دجاجتنا" الكريات في صبر دؤوب حتى تلم جسدها المائي من قعر الزير، ثم تلتهمها بمنقارها في منتصف السماء، السماء القصيرة والتي لم تطفو فيها سحب بيضاء والتي تفصل بين قعر الزير ذي اللون الأخضر اللزج وبين الأرض، كصقر ينشب مخالبه على عصفور غرير، أنها أضأل أمطار في الكون، تسقط من قعر الزير، وبنقطة يتيمة طوال اليوم بلا رعد أو برق أو ملل، سوى ذلك الدوي الحنون، والذي يثير في الدار الساكنة غموض كنه الوقت.

    تتقاتل حيواناتي، تكسر الدجاجة رجل الأسد، ويلتوي عنق الجمل من قمزة منقار الديك، لم ألصقه كما ينبغي، تنتصر قوى خائرة، بموازين فطرتي العذراء كنت أرى الوجود، أنصر أصدقائي، وأهزم أعدائي، يولي الأسد الأدبار أمام العنزة، كما نولي الأدبار من "عجوبة الخربت سوبا" الشرسة "لقب نطلقه على كلبة ضالة" حين تحرمنا من الاقتراب من غابة أشجار الموسكيت، وحين يصيبني الملل تحت ظل البرميل المتقاصر، أدمجهم في كتلة طينية واحدة، مثلما كانوا فيها، قبل أن تخرجهم أناملي من تحت عنقريب حبوبتي، وفي قفزة تطورية، نحو الأسفل، صنعت منهم لوري بدفورد، يحمل على ظهره بطيخاً أسوداً، لم أجد في الدار سوى بعر الغنم ليمثل دور البطيخ، ثم أصيح بزفير طويل،، كما لو أن اللوري يمر عبر خور رملي عميق، كان صوتي يصل لأمي، فتسأل الله أن يخرج اللوري من الخور الرملي قبل أن يبح صوتي.

    ***

    البصلة، أرتجف قلبها حين شعرت بأنه لم يعد لها أي وجود بذهني، ماتت بداء النسيان، ، سقطت في حفرة الفناء المطلقة، بلا ذكر أو صدى، أو بعث جديد.
    ***

    ولم تمض سوى ساعة فقط، حتى استحال اللوري إلى كتلة طين وقد لصقتها على جحر في جدار دارنا، أين الجمل والمعزة واللوري والدجاجة والفيل، ذابت ملامحهم مثل بخور في هواء، وبعد أسبوع، لن يستطيع أمهر ملاك سماوي في تحسس ملامحهم في تلك الطينة، والتي جفت وأتخذت لون الحائط تماماُ، حتى يحاسبهم على ما اقترفوه من هفوات، فأحدي البعرات كانت مالحة وهي تمثل دور البطيخ، والفيل كان ساخطاً على القدر، حين كسرت الدجاجة رجله الضخمة.
    ***
    وفي تلك السويعة، توقف لوري البطيخ بالسوق، ومثل الأهرامات رصصت البطيخ:
    يفتح الله ... هكذا قلت لأبن العمدة
    خذ هذي هديه ...(لحليمة العمياء، واحمد الكسيح)..
    هذا جسدي وهذا دمي، قرباناً لبسمتكم الغالية.
    أنفض السوق، وقد تدحرجت حبات البطيخ السوداء إلى الجيوب الخاوية والمعدمة.. كالماء ينسكب إلى الوهاد الواطئة بفعل غريزته العادلة.

    ***

    حين أمر على مقبرة أبي عند ضفة النيل، أتذكر قطعة الطين، صارت جزء لا يتجزء من الحائط، أين صوت ثغاء المعزة، وخرطوم الفيل، تبددت سحناتهم في تلك الكتلة، مثل نغمات مزمار داؤد الشجية، وقد أطفأها الوهن السرمدي إلى نغمات ساكنة وصامتة ببطن هذه السماء الهائلة.

    هل هذه الأرض كانت في غابر الأزمان عروساً طينية جميلة ؟ ، مل خالقها فكورها بقبضته القوية حتى نز الماء بداخلها في شكل محيطات وأنهار!!، كنت أحدق في الجبال، أنها لا محال نهد العروس، وقد هده الزمن، وجعدته تباريح الانتظار، كنت أسير بمهل في الصحراء الذهبية، بطن العروس المباركة والتي تموجت بموسيقى الرياح بانحناءات مثيرة، يقشعر لمرآها الجسد بوخز الضآلة العظمى، أمام أفق مجهول المصير، كنت أرى جمال العروس الفاتن مخفياً في كتلة الأرض، وهذه الأشجار شعرها، اخضرت بماء الحنين، وخرير الماء لاشك هو همسها لتخرج من هذا القبر الكروي الضخم، الأرض بذرة شجرة عظيمة ضمرت بجوف السماء، وسرتها، هذه المخلوقات التي تخرج من بطنها، من بشر وحجر ونبات، كي يحثوا اليدين الساحرتين كي تعيد خلقها، عروساً كاملة، تملأ بجمالها حنايا الوجود المطلق....كنت أسير ببطء، حتى لا أوذي هذا الجسد النائم في قيلولته الابدية، كنت أسمع نحيبها حين يحفر بنو آدم على جسدها القنوات والجدوال، لقد شلخوها بدمامتهم.. لقد آن لهم أن يتذكروا بأنهم مثلها، في غنى عن كل شئ.

    ***

    عاش الحمار ساعة كاملة تحت ظل البرميل الصغير، بلا جهاز عصبي أو هضمي أو تناسلي، وحمل على ظهره أمنة إلى الطاحونة والترعة، بل أردفتني خلفها حين ذهبت للنهر عبر الغابة، وقد غبطني أصحابي على استوائي على عرش المملكة، وحيداً ويتيماً كالإلهً !!

    ***

    إن متعة خلقه تساوي كفة الكون، كنت متوحداً مع انحناءاته، يفتح الله، لن أبيع حماري.

    ساعة كاملة وأنا أحاول أن أمسك ظل شجرة جيراننا، كانت تتلاعب كعيني حكم التنس في دارنا، كنت أضع الطوبة على الظل المشاغب حتى لا يغطي تمثال آمنة اللين في فسحة الدار، كنت أريد جفافه بأسرع ما يكون، حتى أخيط له فستاناً ذهبياً من طاقية ورثتها عن أبي، كان الفستان في ذهني يحيط بجسدها الفاتن كإحاطة ضوء الشمعة بطيف جنينها بأعماقي.

    ***

    وأنا أزخرف بطن الحمار، كنت أغرق في متعة توحد حواسي، كنت أنفخ روحي في تفاصيل بطنه وذيله ونهيقه، كنت أضع رأسي على الأرض حتى أرى بطنه ورجليه الخلفيتان، كانتا رخوتين، ولكنهما قادرتان على حملي خلف آمنة، وعلى حمل بضاعة عشة العمياء إلى طرف السوق بلا مقابل، وعلى استباق حمارة طه القوية، وقد فوجئت بأن عينيه، ذكيتان وحزينتان كعيني آمنة، متى غافلني طيفها وسرى لرأس حماري الطيني؟!!

    ***
    لم أمسك بالظل، ظل حراً من قيودي، طاف بقلبي إحساس لا يوصف، ولا ينطق ولا يسمى، أهناك حقاً مخلوقات لايمكن الإمساك بها.

    كالبصلة، لم يعد لي وجود بخلد آمنة، بعد أن تلاعبت بحواسي جميعاً، وهاأنذا اسقط سهوا من ذاكرتها المباركة .....

    لم أتحمل شكوى البطيخ من خداعي له، لأني قدمته كبشاً لسكاكين حادة، وقد تصور بأنني سمعت أنينه من قيود جذوره، وأبحت له حرية التجوال، فهي تقيده وتمده بالحياة، كآمنة، كان سعيداً حين أمتطى ظهر اللوري الطيني، وكأن جذوره قد تراخت وسمحت له بالطواف في فجاج الأرض، ولم يدر بخلده بأنه لم يكن غاية، بل وسيلة، يلتذ بها بنو آدم من على ظهر موائدهم.

    موسيقى الكمان، التي تتسلل كأشعة الغروب من أوتاره البتول، هي الشبيهة اليتيم، والخجول لطيف آمنة.

    القطرات متكورة مع ذاتها، وكأنها في قبلة صمدية مع صفائها المكتنز، تلمع مثل "جمال طيفي" حين يمر كسرب القطا بخلد آمنة، وحين أمتلئ بآمنة، تسجد لي الكراسي والعصافير، وأرى رأس أبي متوهجاً على عنقه، مخموراً بالأسماء الحسنى، وكأن الموت لم يكن، سوى أكذوبة حواس محدودة.

    ***
    نهيق حماري الطيني ينبعث من فمي بلا هوان أو أنين، وهذا الكون المترامي الأطراف، كالبطيخة، مكتنز بالسكر والهشاشة والإحساس والمذاق الطيب.

    ***
    القباب كنهدي آمنة، تطعن ستارة السماء لإخفائها وجه الحبيب السرمدي.
    ***

    إنه أبله، أنظري إليه وهو ينظر لأكوام الشمام الصفراء، وكأن الشمام يبعث أغنية كل هذا الوقت، أو ينفث أفيون يشمه بعينيه المسمرتين عليه منذ الفجر، ثم يضربها بكفه الغضة، فيسمع صوتاً مكتنزاً بالروح، صوت الشمام كقلوب العشاق، لا فجوات فيه، سوى للغيرة والجوى، صوت الإمتلاء، الإمتلاء بالحياة.

    ***

    "الحمار تعبان، هسع دي جاء من الطاحونة"
    هكذا قالت أمي لجارتنا سعاد، حين طلبت الحمار لجلب شوال بصل من السوق، سمع حماري هذه الرحمة العظيمة، وكنت قد خبأته تحت علبة أناناس، فانتفخت شعيراته كأشواك أبي القنفذ، أمناً وطرباً وإعتداداً.

    لم يكن في دارنا سوى أمي، وحبوبتي وأنا فقط، فقيض الله لنا هذه المخلوقات الطينية الصغيرة، حتى تملأ سكونه بالثغاء والنهيق والحفيف والنباح وقضاء حوائج المنسيين.

    رائحة الفرن، والترعة، ونقاط الزير، وحائط خالي، وفضية أمي المليئة بالصحون والكبابي وزحف السحب البطئ على رأس السماء، والنعاس الخفيف قبيل النوم، تبدو شيئاً واحداً، كقطرة عسل في لساني، وعيني، وقلبي، حين أرى آمنة وهي منحنية تكنس فسحة دارهم، ركوع في صلاة لا أتمنى لها الختام، كان نهدها وهي منحنية كقطرة الماء البلوري في قعر الزير، إلا أنه ظل ممسكاً بغصن الصدر الحنون، مثل نبوءة سماوية، بخلت على أرضي الجائعة للنور، كان يتموج مع حركة المكشاشة كموج البركة الصغيرة حين تنتمي لها قطرتها العائدة.
    ***
    كانت الزغاريد تملأ ساحة القرية، الاجسام عارية في خيالي، كقطرات الماء في قعر الزير، وقد تهيأت للإنفصال عن ملكوتها، إنه زواج آمنة، طارت الحمامة من يدي، لقفص أخر، جاش بصدري كل ما يعتمل بقلوب البنات والرجال والشيوخ والكلاب والاطفال والملائكة والمساجين والخائفين، كان بكاء أمي، يعبر عن حزني، قالت كل جوارحها لي " بأن كل النبؤات لم تشف الفطرة من مرضها العضال وبأن الفكر هو الذي يصوغ الحياة، وليس الشعور الدافئ الأصيل بقلبك"، بكيت كالعرق من كل جسدي، كانت أصوات الزغاريد الملوثة بالإغاني تسير ببطء في النسيم، كالسلحفاة، تتباطأ في الوصول إلى أذان الحوائط والأبقار والمئذنة والنهر المتضامنة معي، أحسست بأن كل ذرات الأرض محتاجة إلى نبض قلبي، حتى تحس بفداحة الجرح، ثم تنام وديعة بعد أن طهرتها دموع النحيب الغزير من كل رجس.

    لم أرسل الوادعين ؟!! ولم لم يعلم كل إناس مشربهم بعد !!
    ثمة غبار يعلو النبع الخفي !! ولو تدفق لعربدت الإنس والجن.
    ***
    يبدو ظل الحمار وقد مالت الشمس للغروب، وكأنه جبل يمسك بيده صحناً لاستجداء المارة، وقد جلست ثلاث نملات محملات بحبة قمح ثقيلة في ظل الصحن، وكأنهن ما جاد به القدر لهذا الجبل الجائع، ولم يكن الصحن سوى ظل الحمار المشوه بأشعة الغروب المائلة.
    ***
    هب نسيم من قبل النهر، تلاعب شعر آمنة بوجهي، صار الجو خمراً، أرتوت منه البيوت والحقول والسحب، توضأ وجهي بتلك الأشعة السوداء، كما يداعب الظل الأرض، تذوق وجهي طعم الحرير المنفوش بمشط النسيم، أحس حماري بوجيفي، فاتسقت القلوب الثلاثة بوجد صمدي، فاتسقت ايقاعات حوافر الحمار مع نبض قلبي وشهيق آمنة ...
    ***
    أن الظل لا يعبر عن الحقيقة، فلقد توحد جسدي مع آمنة في ظل الغروب المائل، لا شئ يفرق بيننا، حتى الموت، لا يقدر على فك ظلي الذائب بظلها.
    ***
    كانت جثتي طافية فوق أرجلي، تمركزت قوى عجيبة بداخلي، كنت قادراً على استدعاء السمك من النهر حتى يمسد ظهري، وحتى يستنشق أنيني الذائب في موج الهواء، ثم يلد لؤلؤة، ومنقاراً أخبئ فيه بصيرتي، حتى تحلق بعيدا عن هذا الوجود العاري من الخمر، والذي لم يرتشف ولو جرعة صغيرة من غريزة الحياة المخبأة بسويدائه.

    يبدو أنه استغني عن اصدقائه، إنه يتكلم مع المعزة بحنان بالغ، يزخرف الحمار ببساطة، زخارف ساذجة، مدعاة للسكينة، وكأن الماضي والمستقبل لم يخطرا على ذهن الخالق.

    كانت آمنة وعريسها ينظران مذعورين من ثقب الشباك إلى الكلب الطيني الصغير وهو ينبح طوال الليل، كلب مخلوق من طين بول الحمار، نباحه كالنهيق، أرسلته كي ينبح حتى الصبح في دار آمنة، حتى لا يقربها أحد غيري، كان صوت نباحه يصلني، مثل قائد جيش يترنم بأناشيد النصر على فلول الخونة، كان نباحه جداراً كبيراُ بين شفتي آمنة وبعلها الكاذب.

    قال لي الكلب بأني سأتزوجها في البرزخ، وبأن جسدي لم يستو بنار العشق بعد، إلا بعد الموتة الأولى، هناك لك ما تشاء من الأسماء.

    كنت أهدد آمنة، وبأني سأطفئ وجودها للأبد، إذا لم تتزوجني، وسيكون مصيرها، مثل شخوص في حلم سعيد، ستذهب أدراج الرياح مع يقظة النائم، وبأنني قادر على مسخها في كتلة الطين، مثل المعزة والفيل والدجاجة.
    يدي مسيرة، لا حول لي، وبأصابع يدي العشرة ضغطت على كتلة الطين، على التمثال العاق، والذي تنكر لخالقه وأرتمى في حضن غير حضني، أحلته إلى كتلة طين حزينة !!! ثم ضغطت عليه برجلي، فأتخذت ملامح آمنة شكل باطن قدمي، حتى بصمات أصبعي الكبير تموجت من خلال رأسها المهروس، فبكيت بكاءاً مراً وأنا ألم جثمانها الملتصق بباطن قدمي والأرض، فذهبت لدفنها في حفرة الدخان، وفجأة نسيت جثمانها الطيني ملقي عند حافة حفرة الدخان، حين وجدت بصلة ملقية بداخلها، تئن من شرخ ببطنها، ما الذي ألقى بها هنا؟!، غرزت بها عيدان جافة من سنابل القمح، كي تبدو نعامة، وقد أرخيت ذيلها حتى يساعد رجليها على الوقوف.
    عادت آمنة في يقظتي، تجسدت تماثيل رغبات ذاتي المبهمة، وبذات الدوي الحنون، حين تلهتم البركة أعضائها الراجعة، ترنم الكون بعذب اللحون، وصار كل الوجود، قلب يجيش بأطايب الشعور، وزاهي الرؤى.
    ***
    لم أتذكر إطلاقاً، بأن البصلة، كانت في يوم من الأيام، كرتي النباتية الحبيبة.
                  

العنوان الكاتب Date
(يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-11-06, 04:34 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! سامى عبد الوهاب مكى12-11-06, 04:58 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-12-06, 01:59 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! ابو عثمان12-11-06, 05:09 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! hanadi yousif12-11-06, 10:11 AM
      Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-13-06, 02:32 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-12-06, 07:07 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! Nana12-12-06, 02:34 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-14-06, 01:33 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! محمد أبوالعزائم أبوالريش12-12-06, 02:53 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-14-06, 02:59 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! منى أحمد12-12-06, 01:14 PM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! Abu Eltayeb12-12-06, 06:09 PM
      Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! Abu Eltayeb12-13-06, 02:06 AM
        Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-14-06, 07:18 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-13-06, 04:30 AM
      Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! Alia awadelkareem12-13-06, 04:39 AM
        Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! كمال علي الزين12-13-06, 05:45 AM
          Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-17-06, 10:36 AM
        Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-14-06, 04:55 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! خضر حسين خليل12-14-06, 06:11 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-19-06, 06:14 AM
      Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! بدر الدين الأمير12-19-06, 07:16 AM
        Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! garjah12-19-06, 07:57 AM
          Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-21-06, 08:01 AM
        Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-20-06, 10:17 AM
          Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! مي أبوقصيصه12-21-06, 06:00 PM
            Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-24-06, 07:26 AM
              Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-25-06, 06:28 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! Masoud12-25-06, 06:57 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-25-06, 10:14 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! نادر12-25-06, 07:00 AM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير12-26-06, 06:32 AM
      Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير01-07-07, 11:38 AM
  Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! garjah02-05-07, 06:36 PM
    Re: (يا اولاد .. الفطور جاهز).... نداء أمي الصباحي!! عبدالغني كرم الله بشير02-06-07, 08:51 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de