|
Re: الأدب... والمنفى!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
وأدب المنفى مزيج من الاغتراب، والنفور المركب، لانه يتردد بين وهم الانتماء المزدوج، إلى هويتين، ثم في الوقت نفسه، عدم إمكانية الانتماء الحقيقي لأي منهما....
ذكرني حديث الناقد بمقولة لسلمان رشدي، عن أزمة المنفي، ويرى أنها ليست مشكلة عدم انتماء، بل الإنتماء لأكثر من جذر( الثقافة التي وفد منها و الثقافة التي وفد إليها) أي أنها مشكلة فائض. وأعتقد أنه يرى أنها ليست أزمة، بقدر ما هي مشكلة تفهم وقبول، قبول الروافد التي تسير في دم المنتمي لأكثر من جذر. أن يتخلى عن الرغبة في الإنتماء غلى الجذر الأصيل "النقي". أن يحتفي بكل هذه الجذور، وكيف تعمل بتناقض - بتناغم- بتنازع في داخله.
لكني كثيرا ما كنت أفكر، أليس كل الأدب منفى؟وكل أديب منفي؟ لأني حاولت أن أجد النقيض للكلمة، أدب المنفى... بدءا بالفكرة البسيطة إلى أنه الأديب داخل موطن نشأته، ولم اجده أقل اغترابا أو نفيا، وربما اتسم بكل ما وصف به أدب المنفى (الترفع الفكري عن الواقع..الخ) ربما لأن فعل الكتابة هو خروج الكاتب لوهلة الكتابة عن صفة الـ we إلى I . او عندما يتحول كل ما عداك إلى "موضوع" ، وتكون أنت الذات إما: الراوية عن الموضوع، الواصفة للموضوع، الناقدة للموضوع، المتسائلة عن الموضوع أو الفاحصة للموضوع..الخ من مواضع التي يتخذها الكاتب عندما يكتب. حتى عندما يكتب عن ذاته (التي تصبح موضوعا) عتقد أن أدونيس تناول جانبا من ذلك.. وأعرف أن أدونيس معجب "بالكوزموبوليتية" في الأدب (أحسب ذلك) . وادوارد سعيد في تناوله للمنفي وأدب المنفى و مبدعيه، أعتقد ان كان يشير إلى ما نجده كثيرا في كتاباته، وهو التوق إلى الإنتماء الأوسع "الإنسانية"، والذي به يتصالح الأديب المنفي مع فكرة الإنتماءات المتعددة. ادب المنفى.. يا له من موضوع، منذ بدايات عهدي بقراءة المواضيع الأدبية وهو من المواضيع العالقة أبدا (خاصة في أدب العالم الثالث والعالم العربي) و إلى حد ما لم تتغير المواقف النقدية منه.
ربما كنت أحاول أن أقول UP بطريقة أخرى!!!
|
|
|
|
|
|