|
Re: 1976 - 2009: والذكري ال33 علي "حركـة 2 يوليو الـمسلحـة ".... وغـدآ ذكـراها. (Re: بكري الصايغ)
|
د.ياسين عمر يوسف : *** - كنت هناك ..ممثل الاتهام في احداث يوليو 1976في حوار للتاريخ (1-2): *** - تعاطفت مع المتهمين ولست نادما على محاكمتهم!! -----------------------------------------------------------------------------------
http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=540&id=5827
التاريخ: الأحد 24 فبراير 2008م، 17 صفر 1429هـ - 3752.
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الرأي العام © 2008. حوار: مالك طه- ------------------- *** - أحداث يوليو 1976 تمثل بآلامها وجراحها ومواجعها واحدة من المنعطفات المهمة في تاريخ السودان السياسي، وتؤرخ لإنقلاب دامٍ ولمحاكمات دامية كذلك.. هناك من قضى نحبه في المعركة مباشرة وهو موقن بما يقاتل من اجله، وآخرون لقوا ربهم على حبل المقصلة،بعد محاكمات اختلف الناس حولها، والظروف التي انعقدت فيها. تشكلت محاكم بالارقام من(1-7) وفقا للتهم التي واجهها المتهمون: العمل السياسي والعسكري،والتمويل والدعم،والاشتراك في العمل المسلح ضد النظام.
*** - د.ياسين عمر يوسف كان المدعي العام بالانابة خلال تلك الفترة وممثل الاتهام في واحدة من هذه المحاكم الشهيرة التي تم فيها الحكم بالاعدام على: احمد محمد سليمان، ابراهيم احمد عمر، عبدالله ميرغني، عبد الفضيل ابراهيم...واصدرت ذات المحكمة احكاما مختلفة بحق المتهمين الآخرين.
*** - (الرأي العام) قلبت من جديد اوراق المحاكمة مع د.ياسين عمر يوسف بصفته المدعي العام بالانابة وممثل الاتهام في تلك المحكمة،وقد سهل مهمتنا مشكورا في الوصول اليه الزميل محسن الصادق.
*** - متى تم تعيينك مدعيا عاما؟ - ------------------------------------ تم تعييني مدعيا عاما خلفا للاستاذ الصادق الشامي الذي استقال من المنصب في يوليو 1976 على خلفية بعد المضايقات التي تعرض لها اثناء محاكمة المتهمين بتدبير انقلاب 76 او ما يسمى بالغزو الليبي او المرتزقة، فقد اختلف الصادق الشامي مع بعض الجهات داخل الحكومة في توجيه تهم لبعض المتهمين وبالذات المتهم علي محمود حسنين لأن هذه الجهات رأت محاكمته تحت المادتين(6) من قانون امن الدولة و(96) من قانون العقوبات ..وهاتان المادتان عقوبتهما الاعدام.
*** - هل تم تعيينك فقط لموضوع المحاكمة؟ - ----------------------------------- نعم لأني مكثت في منصب المدعي العام خلال فترة المحاكمات فقط، وقبل ذلك كنت وكيل نيابة النيل والشمالية وتم استدعائي «مخصوص» لموضوع المحاكمة بحكم الاقدمية الوظيفية بعد استقالة الصادق الشامي،وبالمناسبة فقد تم استدعائي بايعاذ من الصادق نفسه لأنه كان القاضي المقيم في عطبرة وانا كنت في ذات الوقت في النيابة..كان الصادق يعلم أنه ليس لدي أي توجهات سياسية او ميول نحو مايو.
*** - من الذي اصدر قراراً بتعيينك مدعيا عاما؟ - ------------------------------------------------ النائب العام زكي عبدالرحمن هو الذي اصدر قرارا بتكليفي بالمنصب الى حين انتهاء المحاكمات..وقبلت التكليف وتوليت الادعاء نيابة عن الحكومة ضد المتهمين.. وقد فوجئت بالقرار..وعندما تم استدعائي للخرطوم قال لي احدهم:لو نزلوك في بحري معناها حتكون معتقل في سجن كوبر ولو نزلوك في الخرطوم معناها حتكون وزير طوالي.
*** - من هم المتهمون الذين ترافعت ضدهم في المحكمة؟ - --------------------------------------------------- كانت القائمة تضم خمسة وعشرين متهما ابرزهم علي محمود حسنين وقد كان من المفترض حسب خطة الانقلاب ان يكون نائب رئيس الوزراء المؤقت، وسعد بحر،وعبدالرسول النور،وياسين الحاج عابدين،وابراهيم عجب الدور»وكيل الامام في القضارف»، وحسن حضرة، وابراهيم احمد عمر»ضابط مجلس» وهو الشخص الذي احتل القيادة العامة مرتديا الزي المدني،ودكتور عبدالله ميرغني شقيق الكاتب الصحفي عثمان ميرغني،وعطا الفضيل ابراهيم وكان في السنة النهائية بجامعة الخرطوم، وابراهيم تيمس الذي كان قائد عملية الاغتيالات المفترض ان تتم ضد قادة مايو..كانوا يحملون خرطا لمنازل القادة مثل ابوالقاسم محمد ابراهيم وغيره، ووفقا للخطة فإنهم كان من المفترض ان يهاجموا المنزل من جهاته الاربعة بما يعني انه لا توجد أي فرصة للافلات.
*** - كيف بدأت عملك في محاكمة المتهمين؟ - ------------------------------------- قابلت النائب العام وسلمني لائحة الاتهام وعدد المتهمين،ودرست اللائحة وبموجبها وجهت الاتهام تحت المادتين(6) من قانون امن الدولة و(96) من قانون العقوبات.
*** - هل استلمت بيّنات ضد المتهمين؟ - ------------------------------------- انا استلمت محضر التحري ووجدت فيه اعترافات قضائية من المتهمين.
*** -لم تكن هذه الاعترافات تحت التعذيب؟ - ------------------------------------------ حتى القضاة شهدوا ان المتهمين عندما احضروا امامهم كانوا في حالة سيئة وقد تم منعهم من النوم ولم يكن هناك ضرب..ولاحظت ان هناك اثار ربط وتوثيق على ايادي المتهين.
*** - لماذا تعتمد على اقوال اخذت تحت التعذيب؟ - ------------------------------------------------- المحكمة هي التي تعتمدها او لا تعتمدها، وليس انا. اين جرت المحاكمة؟ - في سلاح المهندسين ولكن اذكر ان الاستاذ علي محمود حسنين كان محبوسا في القيادة العامة وطلب مني ان ينضم الى بقية المتهمين، وقد نقلت طلبه الى اللواء محمود الفكي ووافق على ذلك.. وقد تشكلت محكمة خاصة للمتهمين لها اجراءاتها ومنها ان أي كلام للمتهمين في محضر التحري يعتبر بينة.
*** - لماذا وافقت على محاكمة المتهمين بهذه الوضعية وتحت هذه الظروف؟ - ------------------------------------------------------------------- لأنني موظف..ومع ذلك فقد رفضت بعض البينات التي قدمها الامن في مواجهة المتهم ابراهيم عجب الدور، والتمست من المحكمة اخلاء سبيله وقد فعلت.. واذكر انني قابلت سارة الفاضل رحمها الله وقلت لها انه لن يتم تقديمها لمحكمة عسكرية فقالت لي افعلوا ما شئتم فأنا لا اعترف بمايو ولا محاكماتها. لقد كانت شجاعة.
*** - بغض النظر عن القانون هل كنت تشعر ان المتهمين ابرياء ام مذنبون؟ - -------------------------------------------------------------------- انت تعرف ان المجموعة التي دخلت الخرطوم وخاصة التي اقتحمت المطار قتلت أناساً ابرياء.
*** - ولكن ليس هناك بينة ان فلان قتل فلاناً؟ - ---------------------------------------------- صحيح، ولذلك لم يعدم كل المتهمين وانما تم اعدام اربعة منهم وهم:عطا الفضيل ابراهيم وهو اول طالب يعدم وضابط المجلس ابراهيم احمد عمر والطبيب البيطري عبدالله ميرغني ومحمد احمد سليمان.
*** - هل كان هناك ادلة واضحة ضد هؤلاء الذين تم اعدامهم؟ - ---------------------------------------------------------- لم يكن هناك سوى اعترافاتهم القضائية..وقد رفضوا جميعا تقديم أي اعذار لتخفيف الحكم..ويجب ان اسجل ان ابراهيم عجب الدور(وكيل الامام) لم يسجل اعترافا قضائيا، فقد تم اتهامه بأنه يساعد في ادخل عناصر المعارضة الى داخل البلاد عن طريق الحبشة وتم تقديم كشوفات وجدت بحوزته فيها اسماء اشخاص وامامهم مبالغ مالية،فرد على ذلك بأن هذه الكشوفات عبارة مجاملات اجتماعية تلقاها خلال مناسبات عادية حدثت له، ومن جانبي فقد قبلت كاتهام المبررات التي ساقها وكيل الامام وقبلت المحكمة بها كذلك.
*** - هل تشعر بعقدة ذنب او ندم الآن لهذه الاعدامات؟ - ------------------------------------------------------ لا ابدا..لقد حوكموا بموجب القانون.
|
|
|
|
|
|
|
|
|