|
النقر جـــا !
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ النقر جـــا ! بدأ والينا وقرة أعيننا حملته الانتخابية باكراً، وأسبغ على وليمة أقامها اخاه الشقيق نفحات فخيمة من مطايب الخرطوم ومستورداتها الفكهانية، غير ان (ثلج) الوليمة جيء به من بلاد الاعاجم، من دنقلا العرضي.. كانت وليمة مترعة، بها كل شئ، حتى الزلابية. ودارت الاطباق والصحون، او بالاحرى دارت الصواني بين الملافح، وتصاعدت روائح الشواء اللذيذ، وشرب أعاريب بيوضة المرابطين في ثغور القبولاب الجديدة والحماداب (الاصل) موية الحكومة المعلبة في العلب المقرطسة، وتدشعوا بالسفن أب.. وتبهرج جو قوشابي حتى ايقن اعاريب بيوضة ان من علامات الساعة تطاولهم في البنيان. وكان متداولاً ساعة دوران الاطباق والاكواب (الحلال) بين الجمع الكريم عبارة (جزاك الله خير)، بيد ان (بعضهم) جذبته البهرجة فجنح الى المشاركة في الكرنفال الولائي على طريق (تكسير التلج).. بيد ان الثلج الذي يتأذى بالتكسير لم يكن ذلك الوافد الى قوشابي من بلاد بني دنقل الاعجمية! وزاد العيار حبتين.. وجرت الونسة، وتصدر الوالي المجلس وقال: (ان بلادنا خيرها كثير)، واضاف: (حتى الطير يجيها جعان، من اطراف تقيها شبع).. وبعد المقدمة اللازمة والمتلازمة، دخل الوالي في الموضوع، وقال للجمع الكريم، مستفتحاً ببعض الآيات الكريمات: ( طبعاً انا ولدكم البتعرفوه من سنين) ـ في اشارة الى ان الانقاذ ستحتفل بعد اسابيع بعيدها العشرين ـ ومضى الوالي الى القول: ان بلادنا خيرها كتير.. الخ. ثم دخل الوالي الى رسم صورة وردية عن الوضع الراهن، وقال: ان الكهرباء ستدخل كل البيوت، وان السائر من كربكان الى وادي الحمار ستحرسه خيول الحمد، وتسهر على راحته النواضر. ودلف الوالي.. الى الفقرة الرئيسة في اللقاء وقال: طبعاً انا ولدكم البتعرفوه، ونحن دايرين نصلح البلد، وإن خير من استأجرت القوى الامين.. ولاجل ذلك انا قررت ـ من اجلكم ـ ان انزل في الانتخابات.. وداير اصواتكم، وقبل ذلك داير اسمع رأيكم في سُبل الاصلاح، وبناء مجتمع الخير والنماء.. ودب الصمت خفيفاً، بيد أن البعض انتهز فرصة (الدبيب) وطفق في تكسير المزيد من الثلج.. ورمى احدهم ببنت (الكوبة) أو الشيريا، واشار الى كثرة السدود والجسور، والى اهازيج الطير الخُداري. سار موكب الوليمة الى مقاصده، لولا ان عمنا ـ الله يطراهو بالخير ـ وقف دون استئذان وقال للوالي: والله يا ولدي، نحن سمعنا انو السيد جاء، ونزل في بيتو في الخرطوم بحري. والانتخابات ان جات، ح تجينا معاها الاشارة، اذا السيد رسل لينا مرشح من الخرطوم يكون كفانا من الدوشة والكواريك وتأجير الميكرفونات.. واذا السيد ما رسل لينا مرشح للانتخابات يبقى بختك!.. وكان الوالي ذكياً، لكونه لم يناقش اهل الدائرة المقفولة تمسكهم بـ(الاشارة) في عصر الانترنت.. وركب الرتل عائداً الى مأمنه، وترك وراءه المتخصصين في تكسير الثلج، وهم يحاولون فك طلاسم كانت مكتوبة على المعلبات التي قرطستها مصانع الدول الاستكبارية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|