رسالة من السفير الصادق المقلي سفير السودان بكندا ... لأبناء السودان المقيمين بكندا

Quote: كمواطن سوداني ظل الشئ الوحيد الذي يربطني بسفارات البلد الذي ولدت فيه هو تجديد الجواز ودفع الأتاوات وبحمد الله منذ أن أصبحت أحد رعايا صاحبة الجلالة الملكة اليزبيث الثانية ملكة كندا ارتحت من عناء دفع أموال يؤنبني ضميري بأنها تذهب لتقتل الأبرياء في دارفور وغيرها وتضع أغلالا جديدة في عاتق الشعب السوداني. أقول لسعادة السفير إن دعوته لأن نعرف الشعب الكندي بشعبنا تولتها الحكومة التي أرسلته لنا سفيرا والتي ظلت تفجعنا مرارا وتكرارا بتوليد أبشع الأخبار عن السودان التي يتسابق إعلام العالم لترويجها، ندخل أماكن عملنا صباحا أو مساء فيهرع إلينا زميل أو زميلة حاملا أو حاملة صحيفة بها خبر مقزز عن السودان، هو أمر تكرر حتى أصبحت صورتنا هي صورة شعب همجي بربري يقتل أفراده بعضهم بعضا ويحكمه مجرم فار من العدالة الدولية وتسود فيه شريعة الغاب فبالله عليك كيف يمكننا إصلاح صورة كهذه؟ تقديم الصورة الحقيقية لشعبنا وفنونه وإبداعه ليس بيدنا بل ذلك رهين بخلاص الشعب السوداني من الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، الذين "كشفوا حالنا بين الأمم" نسأل الله أن يكشف حالهم هم وينجي الشعب السوداني من شرهم. من ناحية أخرى ورغم أنني شخصيا لا أعترف بأي حكومة اغتصبت الحكم بقوة السلاح ولا أعترف بأي نظام عسكري وبالتالي لا أعترف بأي قرار اتخذته حكومة كهذه وهكذا فلا يمكنني الاعتراف بأن من تجعلهم على رأس سفارات يفترض بها تمثيل بلادنا لديهم أي شرعية في هذا التمثيل، سأتجاوز هذه النقطة وأقول لسعادة السفير ومخاطبتي له بهذا اللقب هي مجرد مجاملة، إنني أكبر فيك أنك تنزلت لمستوى مخاطبة الرعاع من أمثالنا من جماهير الشعب البائس في دول الشتات، فعبر أكثر من عشرين عاما من الغربة ومعايشة عدد من التجارب مع السفارات السودانية رسخ لدي انطباع بأن الخارجية السودانية مثلها مثل الجيش السوداني ترسخ في نفوس مستخدميها أنهم طبقة من فوق البشر تعتبر عامة الشعب نوع من البهائم التي لا تستحق سوق الركل والضرب بالسياط وأسوأ أنواع المعاملة والتحقير لذلك فأنت عندما تتنزل لتخاطبنا بهذا التواضع فلابد أنك تثير غضب الكثيرين من أهل هذه المؤسسة الاستعلائية الذين ربما يرون أنك أهنت مهنتهم الشريفة بمثل هذا التزل لذلك أحييك على هذه الشجاعة وختاما لك التحية وإن كنت صادق النية حقا فيما تقول فأرجو لك التوفيق لما فيه خير الشعب السوداني.