الرئيس جعفر نميري في ذمة الله

Quote: من جهة اخري عبود عبد الرحيم جعفر محمد نميري شغل الدنيا حاكما ورئيسا سابقا ومشاركا في الحياة السياسية بعد الانقاذ ... ومثله مثل كل الذين تقلدوا منصب الرئاسة في العالم حظي بالحب والبغض من هذه المجموعة او الاخري .. والرئيس الأسبق جعفر محمد نميري تغلبت كفة حبه من الشعب علي كفة بغضه ، ورغم الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد في أبريل 1985 م وأطاحت به فقد ظل يجد تقديرا واحتراما كبيرين من المواطنين خلال فترة اقامته الاختيارية في مصر أو بعد عودته للبلاد بترحيب واستقبال كبير أدهش العالم الذي شهد الانتفاضة .. ومما يحسب ايجابا لحكومة الانقاذ علي مستوي قيادتها العليا هو انها حفظت للنميري مكانته العسكرية والسياسية والاجتماعية وتم اتخاذه مرجعا رئاسيا .. فعاش مكرما معززا حتي انتقل امس الي الرفيق الاعلي ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعل معاناته الطويلة مع المرض كفارة له علي كل شييء . وعندما قامت الانتفاضة كنت في مدينة الابيض واستمعت مع مجموعة من الأهل والاصدقاء لخبر الاستيلاء علي السلطة في الخرطوم من خلال اذاعة الجماهيرية الليبية التي كانت مسموعة بأكثر من اذاعة أم درمان في ذلك الوقت ،، فخرجنا الي الشارع بفورة شباب تاثر كثيرا بما كان يجري من سياسات في (اواخر أيام نميري) وظللنا نهتف (رأس نميري مطلب شعبي) بعد تجمعنا عشوائيا في الاحياء السكنية ... تلك الايام والمواقف كانت لها مبرراتها ، ومن بعد ذلك وفي مرحلة لاحقة كتبت معتذرا عن ذلك الموقف ، وقلت لنفسي أن ما تحقق في عهد النميري كان يستحق مني أفضل من تلك العبارات التي هتفنا بها خاصة بعد أن راينا ما جري في عهد الأحزاب حيث قادنا الحنين الي نميري وعهده ولم نخاطبه الا بلقب الرئيس القائد حتي بعد مغادرته كرسي الحكم . الآن والرئيس الاسبق نميري يطوي آخر صفحات عمره ويودع الدنيا الفانية لا يجوز عليه الا طلب الرحمة والمغفرة من الله ، والشعب السوداني المؤمن يدرك تماما (اذكروا محاسن موتاكم) لذلك فان أي دعوة (نشاز) تظل مرفوضة جملة وتفصيلا مهما كان ما علق في النفوس تجاه فترة مايو . اللهم وسع مدخله وأرحمه وأحسن قبوله وألحقه بالصالحين المؤمنين واجعل المرض كفارة له وأمنح اللهم الصبر والعزاء لأسرته واهله وعشيرته ومحبيه بالداخل والخارج (انا لله وانا اليه راجعون) .