|
Re: سيد القمني يرد علي جمال البنا (Re: Sabri Elshareef)
|
أضرب هنا مثلاً أشد وعورة طالعته لكاتب مجهول على الشبكة الدولية للمعلومات ، لنرى كيف أن اعتماد فكرة مسبقة لاثباتها أو نفيها ، مع تاريخ غير دقيق كالتاريخ الإسلامي ، كيف تؤدي إلى نتائج ربما كانت كارثية.
"عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قالا : كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة ، فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله (أبي رسول الله (ص) فيما بعد) ، فخطب إليه عبد المطلب في مجلسه إبنته هالة بنت وهيب على نفسه ، فزوجه إياها ، فكان تزوج عبد المطلب و ابنه عبد الله في مجلس واحد ، فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب )الاستيعاب / باب محمد رسول الله ، و ابن سعد في طبقاته ، باب تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله(". و يفهم من الرواية أن عبد المطلب ين هاشم تزوج هو و ولده عبد الله في مجلس واحد من بنات زهرة ، تزوج عبد المطلب هالة بنت وهيب و هي التي أنجب منها حمزة (أسد الله فيما بعد) ، و تزوج ولده عبد الله من آمنة بنت وهب ، و هي التي أنجبت له محمداً (رسول الله فيما بعد).
و في ابن سيد الناس أن حمزة و محمد رضعا من ثويبة فأصبحا شقيقين في الرضاعة (عيون الأثر / باب تسمية محمد و أحمد) .
هنا ستواجه مع المصادر مشكلة ، فيقول لنا ابن حجر العسقلاني في الإصابة باب حمزة : "ولد حمزة قبل النبي بسنتين و قيل بأربع" ، و هو ما لا يتفق مع الأخوية في الرضاعة ، أللهم إلا إذا افترضنا أن كل منهما قد رضع في زمن مختلف عن الآخر من ذات السيدة. و مما يدعم ابن حجر هنا ، أن ابن سعد في الطبقات (باب طبقات البدرين في المهاجرين) قوله أن حمزة "قد قتل يوم أحد و هو ابن تسع و خمسين سنة ، و كان أسن من رسول الله بأربع سنوات".
و بعملية حسابية على طريقة الأستاذ بحيري (مع عدم التقليل من جهده و غرضه المشكور) ، ستكون غزوة أحد قد حدثت في السنة الثالثة من الهجرة ، فكان النبي (ص) يقارب الخامسة و الخمسين ، و عليه يكون حمزة أسن من النبي (ص) بأربع سنين لأنه مات عن تسع و خمسين ، و روي ابن إسحق "ولد رسول الله (ص) يوم الإثنين ، لإثنى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، عام الفيل" و غزوة أحد بالاتفاق كانت في شوال سنة ثلاث من الهجرة ، و توفى النبي (ص) في السنة 11 للهجرة أى بعد ثماني سنوات من موت حمزة ، و بطرح ثماني سنوات من ثلاث و ستون هي عمر النبي يصبح عمره في غزوة أحد خمسة و خمسون و عمر حمزة تسعة و خمسون سنة / أنظر الطبقات لابن سعد باب ذكر كم مرض رسول الله و اليوم الذي توفى فيه / أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معشر عن محمد بن قيس أن رسول الله (ص) قد اشتكى مرضه يوم الأربعاء لإحدى عشر ليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشر ، فاشتكى ثلاث عشر ليلة ، و توفى يوم الإثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشر".
و موجزاً للأمر أن النبي مات عن 63 سنة ، بعد موت حمزة بثمان سنوات ، فيكون عمره يوم موت حمزة 55 سنة ، و حمزة مات 3 هـ ، و عمره تسع و خمسون سنة ، فيكون حمزة أسن من محمد بأربع سنوات.
حتى هنا لا توجد مشكلة ، لكنها تبدأ في الظهور عندما نقرأ التالي: "حدثنا عمر بن محمد عن أم سلمة و عامر بن سعد عن أبيه ، قال : أقبل عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله (ص) و كان في بناء له و عليه أثر الطين ، فمر بإمرأة من خثعم و قيل العدوية و قيل أخت ورقة ، فلما رأته و رأت ما بين عينيه دعته إلى نفسها ، و قالت له إن وقعت بي فلك مائة من الإبل ، فقال لها عبد الله : سأغسل عني هذا الطين و أرجع إليك ، فدخل عبد الله بن عبد المطلب على آمنة بنت وهب فوقع بها فحملت برسول الله (ص) الطيب بالمبارك ، ثم رجع إلى الخثعمية أو العدوية ، فقال لها: هل لك فيما قلت ؟ قالت : لا يا عبد الله ، قال لها: و لم؟ قالت : لأنك مررت بي و بين عينيك نور ثم رجعت إلى و قد انتزعته آمنة / الاصبهاني / دلائل النبوة / الفصل العاشر في تزويج أمة آمنة بنت وهب".
لمزيد من القراءة علي من يرغب الاستزادة متابعة الوصله اعلاه لاعمال سيد\ القمني الكامله
|
|
|
|
|
|
|
|
|