|
Re: سيد القمني يرد علي جمال البنا (Re: Sabri Elshareef)
|
فى زمن الخليفة المأمون و ما أدراك ما عصر المأمون ، عصر الانفتاح العلمي على الدنيا و ظهور كوكبة من الفلاسفة و العلماء ، و مع ذلك كان حظنا من علوم السياسة هو صفر ، و من علوم الرياضيات نظر دون تطبيق و اجتهادات عظيمة خارج الواقع مفارقة له نتيجة ارتباط هذا الواقع بالتزمين القمري المقدس.
الخليفة المأمون نزل مصر على رأس جيش عظيم لقمع ثورتها ضد الاحتلال العربي و المعروفة بثورة البشموريين ، وصل إلى الأهرام و وقف أمام الهرم الأكبر الذي تم بناؤه بأدق التفاصيل الهندسية و الرقمية ، و نظر إلى المسطح الموجود أعلاه ، و طلب من بدوي من رجاله أن يصعد ليعرف مساحة هذا المسطح ، و عندما عاد البدوي أخبر سيده ، أن مساحة المسطح فوق الهرم تبلغ مبرك ثمان جمال؟ !
حتى أن القرآن الكريم نفسه لم يخرج عن العادة المألوفة في زمنه لأنه كان يخاطبهم بحجم معارفهم و لغتهم و قدر استيعاب عقولهم ، أنظر مثلاُ قوله تعالى و ابحث معي عن الزمن المطلوب تحديداً للتهجد ليلاً فى خطاب اللة تعالى لنبية : " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ، نصفه ، أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلا.... إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفة وثلثة – 1 : 4 ، 20/ المزمل ".
و هو دلالة صدق القرآن الكريم ، فلو خاطبهم برياضيات فيثاغورث و هندسة إقليدس و عبقريات المصريين المعمارية لما كان مفهوماً و لما كان صادقاً ، فالصدق بقدر توافقه مع واقع زمنه و معارف زمنه ، و هو ما تطابقه الآيات الكريمة بشكل فذ و شديد الوضوح. كان العربي يؤرخ بالأحداث الكبار ، فيقول قبل أو بعد عام الفيل ، أو قبل أو بعد عام الفجار ، او قبل أو بعد يوم داحس و الغبراء ، و ما أكثر أيام العرب أى حروبهم ضد بعضهم في صراع صفري دائب . و هي تحديدات مطبوعة بمحاولة تحديد المكان في صحراء متشابهة ، يتم استخدامها مع الزمان ، فقبل عام الفجار ، تساوى تحديد المكان الموجود قبل موقع الحرة الفلانية أو أدنى للكثيب الفلاني مثل : أدنى من ثلثى الليل ، وأدنى دلالة مكانية واستعملها العربى كدلالة زمانية ، هذا علماً أن الكثيب نفسه يكون دوما عرضة للتحرك و ربما للزوال بفعل تغير الرياح ، و القول بعد عام الفيل تتساوى عنده مع ما بعد العلامة المكانية الفلانية المتعارف عليها والتى قد تغير مكانها أوتزول نهائيا ، فالمكان سائب بلا حدود ، و الزمان سائل دون تدقيق. لأن الحاجة إليهما كانت مفقودة فى بيئة طبعها الفوضى والقسوة.
هذا ناهيك عن كون الباحث الأستاذ بحيري انتقل في عملية مقارنة ما بين عمر عائشة و عمر شقيقتها أسماء و عمر فاطمة الزهراء.. إلخ ، ليصل إلى ما أسماه عمر عائشة الحقيقي ، معتمداً في هذه الأرقام على ذات المصادر الإسلامية التي ارتكبت العوار الرقمي الذي رآه هو خاطئ و مخطئ؟ ! و هو برهان دوار على ذات الرحي و بصماتها ذاتها ويحمل أخطائها نفسها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|