|
Re: سيد القمني يرد علي جمال البنا (Re: Sabri Elshareef)
|
بدايةً فإن الانتقال من مدخل أو طرف حسابي إلى مدخل او طرف حسابي آخر كالانتقال من الهجري للميلادي و بالعكس ، كفيل وحده بفساد القضية كلها ، لما يعتور التأريخ الهجري نفسه و هو تاريخ قمري يزيد و ينقص حسب قدرة البشر على رؤية الهلال و ليس على منظومة فلكية صارمة لا تخضع للتدخل البشري ، بينما الميلادي هو نظام شمسي صارم لا يقبل التدخل الإنساني و قدرات حواسه في تحديد الزمن و التوقيت. هذا ناهيك عن نظام (أو فى الحقيفة فوضى) كان معمولا بة طوال العصر الجاهلى الأول والثانى وشطرا من زمن الدعوة ، حتى تم إلغاؤة بقرار قرآنى ووصفة القرآن بأنة زيادة فى الكفر ، وهو المعروف بنظام النسىء ، والذى كانت تؤجل فية شهور التجارة (الأشهر الحرام) أو تقدم حسب ظروف ومواعيد التجارة الأنسب ، وهو ما أدى إلى فوضى هائل ، يصبح الحديث معها عن تزمين دقيق ضرباً من الشعوذة والافتآت على الحقيقة.
و مثلاً لهذا الانتقال أضرب مثالاُ شديد البساطة بأرقام بسيطة واضحة لكشف العوار الحسابي عند الانتقال من مدخل أو معطى أو مجال لآخر ، لنتصور الآتي : اشترى رجل مذياع من بائع بشركة للأجهزة الأليكترونية بمبلغ عشرة جنيهات ، و في حال معرفة صاحب الشركة أحضر البائع و أخبره أنه قد أخطأ لأن المذياع بسبع جنيهات فقط ، و أعطاه ثلاث جنيهات ليردها للمشتري مع اعتذار لطيف ، و في الطريق ساورت البائع نفسه باختلاس جنيه من الثلاثة ، فرد للمشتري جنيهان فقط و ضرب جنيه في جيبه.
القصة انتهت ، و لنقم بالعملية الحسابية من مدخل صاحب الشركة ، فإنه يكون قد أخذ سبعة جنيهات ، و أعاد ثلاثة ، إثنان وصلا المشتري و جنيه اختلسه البائع ، فيكون المجموع عشرة دون خطأ ، بينما لو أخذنا جانب المشتري فإنه يكون قد دفع عشرة جنيهات ثمناً للمذياع ، ثم استعاد جنيهان فيكون قد دفع ثمانية جنيهات ، و بإضافة الجنيه المختلس يكون المجموع تسع جنيهات ، فإين ذهب الجنيه الباقي من العشرة ؟
و هكذا عندما ننتقل في الحساب بين المجالين أو المدخلين الهجرى والميلادى مع مايلتبس الهجرى من عوار كبير ، سنصل إلى نتيجة خاطئة لأن العملية الحسابية تكون قد فسدت من مقدماتها بهذا الانتقال ما بين مدخل و آخر ، و لا نصل إلى نتائج قاطعة بقدر ما هي مضللة.
البدوي في بيئته لم يكن بحاجة إلى شديد الدقة في الزمن ، فالأيام كلها متشابهة و الصحراء صفراء لا تتغير والمكان بدون أى ملامح ، و الكائنات الحية معدودة معروفة ، خيموي متنقل دوما لا يحتاج أبنية و عمران ، و من ثم فالدقة الهندسية و الرقمية ليست من حوائجه و لوازمه الضرورية. بعكس النهري ، الذي يعتمد في بذاره و ريه و حصاده على مواعيد شمسية دقيقة إن تأخر عنها أو أبكر فسد محصوله ، بينما البدوي ليس بحاجة ماسة لهذه الشئون ، كل ما كان يحتاجه البقاء حياً ليوم آخر يتمكن فيه من غزو جاره و الاستيلاء على ما لديه ، أو غزو النهري زمن الحصاد لسلبه بعض عرق العام. و قد طبع ذلك مجتمعات الثقافة البدوية بطابعها ، فعدم مراعاة الدقة خاصة الرقمية الزمنية هي العملة السائدة ، يقول لك قابلني بعد صلاة العشاء ، يعني معاك للفجر ، الكعبة ظلت بنيان غير سليم هندسياً مختلفة الأطوال زمناً طويلاً ، حتى استكملت قوامها المعماري الدقيق بفنون و علوم بلاد الغرب ، بعد فتنة جهيمان العتيبي و دمار الكعبة الأخير في السبعينات من القرن الماضي.
http://quemny.blog.com/search/
|
|
|
|
|
|
|
|
|