ابو قردة يمثل امام قضاة المحكمة الجنائية الدولية (صور)!!

Quote: صباح الخير أوكامبو متآمر على السودان كله ** لماذا يواصل وزيرالخارجية التغريد خارج سرب الدولة؟ ** العودة الى الحرب لا يحقق شيئاً.. رغم رفض الحكومة العودة لها كان رد الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير لبعثة مجلس الأمن التي اختتمت زيارتها للسودان بزيارة لدارفور.. صاعقاً ونهائياً، حيث جدد تأكيداته السابقة أنه لن يسلم أي مواطن للاهاي.. لأسباب كثيرة ومتعددة أهمها أن السودان ليس من بين الدول الموقعة على اتفاقية لاهاي.. وهذا مبرر قانوني قوي يمنع السودان من التعامل مع المحكمة الدولية خاصة بعد سيطرة الإدارة الأمريكية عليها، كما سيطرت على مجلس الأمن. نفس الصفعة وجهها سفير السودان لدى الأمم المتحدة عبدالمحمود عبدالحليم لأوكامبو.. الذي وصفه بالمفلس المهني.. وأنا أقول إنه مفلس سياسياً «كمان». وجاء تعليق السفير عبدالمحمود للتقرير سيىء الصيت الذي قدمه أوكامبو لمجلس الأمن.. وأكد ان الرجل يخدم أجندة دولية لا تريد السلام أن يتحقق في دارفور.. وهذه الدول تريد ان يكون السودان دائماً موجوداً في غرفة العناية المكثفة. تقرير أوكامبو الذي قال فيه إن الدولة السودانية كلها متورطة في جرائم حرب دارفور. وبالفعل هذا حديث إنسان مفلس سياسياً ومهنياً. ونريد أن نعرف منه وهو يقدم هذه الشهادة الداعمة للهجوم الغادر الذي دعمته تشاد وغيرها من الدول على العاصمة الوطنية أمدرمان.. أم لماذا أطلق هذه الإتهامات في الوقت الذي أدان فيه العالم الحر تلك المغامرة الانتحارية على العاصمة الوطنية، ولكن السيد أوكامبو أراد أن يعطي تلك المغامرة دعماً من محكمته التي طالبت أيضاً في أيامها الأولى بتسليم الدكتور خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة.. ولم نسمعه بعد ذلك يطالب بتسليمه.. رغم علمه أنه يعيش.. ويجتمع دوماً مع قائد قوات الهجين في دارفور. أليس هذا هو الكيل بمكيالين؟ ولماذا المطالبة بتسليم مولانا أحمد هارون وكوشيب وغيرهما ولماذا لم يطالب بتسليم الرئيس بوش وأركان حربه وقواته التي ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإنسانية في العراق وقادت حرب إبادة جماعية لم يشهد لها العصر مثيلاً. والمشكلة.. دائماً تأتي الى السودان من أبنائه الذي يشاركون في الحكومة ويخلقون لها المشاكل في كل لحظة.. وهنا أود أن أعلق على حديث صديقي دينق ألور وزير الخارجية الذي تعود علاقتي به الى سنوات طويلة، وأول من قدمته للإعلام السوداني.. عندما كان «متمرداً» واضحاً.. حيث قرأت له تصريحاً مدهشاً.. وهو قوله (أنا موافق على تسليم أحمد هارون وكوشيب «لا يا شيخ دينق»). والمدهش.. كيف لوزير خارجية السودان ان يواصل تغريده خارج السرب.. في موضوع قالت فيه حكومته قولاً فاصلاً.. والى متى نعيش هذا التناقض بين الشريكين.. دينق ألور.. هنا وزير خارجية السودان وليس وزير خارجية الحركة الشعبية ولا وزير أبيي الذي لم يكن له عمل أو حديث غيرها عندما كان وزيراً لشؤون مجلس الوزراء.. أهم الوزارات بل أم الوزارات.. وقارنوا بين أداء باقان أموم الآن وبين أداء دينق ألور عندما كان وزيراً لشؤون مجلس الوزراء. الفرق شاسع.. الآن باقان وزيراً في حكومة السودان وأصبح مثقلاً بهموم مسؤولية العمل لذا أصبحت نبرته هادئة.. وحديثه موزوناً وذهنه مشغولاً بأعمال كبيرة تهم الوطن جميعاً. ودينق ألور.. كانت مواقفه متشنجة دائماً في مسألة أبيي لأسباب شخصية نحن نقدرها.. لكن يجب ان يتذكر الوطن.. ويتذكر المسؤولية ويتذكر مهامه في الحكومة، ولأبد لرجل السياسة والعمل العام ان يقدم تضحيات سواء مسته شخصياً أو مست أسرته أو قبيلته، وكيف وهو وزير الخارجية الذي أوكل له الرئيس البشير معالجة ملف العلاقات السودانية الأمريكية أن يسهم في تعليق اجتماعات لجنة الحوار السوداني الأمريكي في جولتها الثانية.. ثم يقف موقفاً متطرفاً في قضية أبيي. وكما ذكرت من قبل فإن الحركة الشعبية لديها «جراب الحاوي» تخرج لنا في كل مرة أفعى جديدة.. أو مشكلة جديد.. تشد أعصاب أهل السودان وتوقف انفاسهم لأنهم حريصون على اتفاقية السلام وحريصون على مستقبل ووحدة السودان. والغريب أن مشكلة أبيي.. وصلت عنق الزجاجة وقوات الحركة متأهبة.. وإدوارد لينو يهدد.. وسلفا كير يؤكد أن لا عودة للحرب.. لكن ما يجري في الميدان وفي المشهد السياسي كله يؤكد رغبة عدد كبير من قادة الحركة.. انتزاع منطقة أبيي بالحرب أو السلم.. ولكن يميلون الى الحرب كثيراً.. ولا يحتملون انتظار الحلول المطروحة.. وفي تقديري لو حلت مشكلة أبيي فإن جراب حاوي الحركة مليء بالأفاعي. الحرب.. يا سادة.. لم تعد تخيف أهل السودان.. فقد خاضوا غمارها ثلاثين عاماً ثم توقفت باتفاقية أديس أبابا ثم خاضوها ثانية لمدة عشرين عاماً وعادت واشتعلت.. وخسر فيها السودان.. شماله وجنوبه وغربه وشرقه أعز أبنائه.. ودائماً الحرب بين أبناء الوطن الواحد.. ليس فيها خاسر ومنتصر.. والحرب لا تؤدي الى طريق السلام.. بل الى طريق الموت والدمار. ومشكلة الحركة.. أنها ما زالت عائشة بعقلية أيام زمان.. أيام الحرب و«قلع» المطالب بالبندقية.. لكنها جربت الحرب وجربت السلام.. وما حققه لها السلام لم يحققه لها الحرب، تحكم بنسبة عالية في الشمال.. وتحكم الجنوب بشكل شبه كامل.. وتقتسم الثروة كما اقتسمت السلطة.. فماذا تريد أكثر من ذلك؟! والفرق بين الدكتور الراحل جون قرنق وقيادة الحركة الحالية.. ان الدكتور جون قرنق رجل سياسي من طراز خاص.. وديمقراطي.. وصاحب عقل استراتيجي وكاريزما طاغية وتوصل الى معادلة مهمة أصبحت عنده قناعة.. إن من يريد ان يحكم السودان كله عليه بالعمل لتوحيد السودان وإقامة التنمية والتحول الديمقراطي.. ثم الاحتكام لصناديق الاقتراع. لكن هذه القيادة يبدو أنها تريد أن تحكم السودان بخلق المشاكل المفتعلة وغير المفتعلة وتريد أن تحكم السودان عبر استنزافه ثم تقسيمه.. لتتمكن في النهاية.. من ضم دارفور وجنوب كردفان بجانب الجنوب ثم بعد ذلك لتلتهم الشمال. إن كان هذا هو حلمها وأجندتها.. فنقول لها إنها «أحلام زلوط» فشعبنا السوداني الذي توحد مع الدولة.. والتف حول ميثاق التراضي الوطني.. وفي الطريق مبادرة مولانا الميرغني للوفاق الشامل.. لن يسمح بتحقيق تلك الأحلام الوردية. المطلوب من الحركة ان تعيد حساباتها وتكون شريكاً حقيقياً.. يسهم في خلق سودان موحد يعبر هذه المرحلة الانتقالية بلا مشاكل.. الى أن يصل مرحلة الاستفتاء.. وبعدها فليقرر أهل الجنوب ماذا يريدون.. إما وحدة حقيقية إما جوار بلا مشاكل وبلا حرب. إن المرونة في العمل السياسي مطلوبة من الأحزاب والتنظيمات السياسية في بلادنا كافة. إن تحول الثائر.. ولا أقول «المتمرد» الى رجل دولة أمر في غاية الصعوبة.. ولا يتحمل كثيرون هذا التحول.. ودونكم الثائر جيفارا الذي لم يحتمل ان يكون رجل دولة.. بعد أن عُين وزيراً وضاق ذرعاً بالوظيفة.. وعاد الى الأدغال مرة اخرى ليقود الكفاح المسلح.. أقول هذا مع ان الفارق شاسع جداً بين جيفارا وقضيته.. وأصدقائي في الحركة الشعبية وقضيتهم. نحن نريد لهذا المسلسل «المشاغب» ان ينتهي.. وأن يعمل الشريكان على طي الخلافات كافة.. وأن لا يترك المؤتمر الوطني ثغره «لصقور» الحركة لخلق مزيد من المشاكل ومزيد من الاحتقان.. لأن السودان لا يحتمل أكثر مما احتمل.. خاصة أن معظم دول العالم كلها انطلقت الى آفاق التنمية والحريات، إلا أننا ما زلنا أسيرين لقضايا ومشاكل صغيرة داخلية، ورغم صغرها إلا أنها عطلت السودان كثيراً. اللهم اجعل هذا البلد آمناً.. وارزق أهله من الثمرات.. واجعله خيمة كبيرة تجمع أهله جميعاً.. ونيله يروي أهله جميعاً. والله الموفق وهو المستعان،،،