هكذا الموت غائبا في لاوعينا ولكنه يطفو علي القلب فجأة عندما يرحل صديق او قريب او صاحب قضية فيورقنا شبحه ونخشي ان يعالجنا قبل ان نحقق مانصبو اليه او قبل ان نخوض غمار معركة او لعب دور مهم نتجنب مرارة الاسف علي فراش الموت كما في القصص ...والسير ..والسينما. عندما نفقد احد انما نفقده جسدا,نفقده صوتا اما الظل فانه يبقي حيا اما الصدي فيبقي متألقا ويخلد المعني. حينما سمعت برحيل الصديق"رومانو بوج" ترددت في ذاكرتي نبرات صوته وهو يدلوا بدلوه في حواراته الكثيره التي تنثال انثيالا وابتسامته الودوده, وارتسمت في ذهني آخر مرة التقيته فيها واستمعت لافادته العميقة المرتبة وقرأت مقالاته بجريدة الخرطوم بالقاهرة في نهاية التسعينات وبعدها,فخاض في دهاليز السياسة وتعرجاتها والمعارك الصحفية التي قادها...والحوارات وافاداته حول قيمة الاسطورة في مجتمعه واهميتها ودورها في تشكيل الانسان. ذلكم هو صديقنا...رومانو بوج ,الذي ولد ونشأ في ربوع "التونج" وترعرع بين الخضرة والماء في ولاية " واراب" والتحق بكلية الزراعة بجامعة الاسكندرية وتخرج فيها ثم كان من دعاة التغيير والعاملين عليه, في صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان مبشرا ببرنامج السودان الجديد ومسوقا له باسلوبه الهادي المقنع بحاوراته اللبقة الذكية وكان يقودك للاتفاق او الاختلاف بايصال فكرته الكبيرة بكلمات بسيطة سبعة اعوام مرت علي رحيله عن عالمنا وكلما نجتمع نحن اصدقائه ننظر باحترام لما تركه من اثر لايمحي واذا كانت نجوم الليل كما يقول نقولا فياض: مانجوم الليل الا مقل ترنو الينا مقل الاموات ممن ذكرهم غال علينا فان نجوم اصدقاءنا لن يطفئها النسيان, ستظل مضيئة مادمنا نعيش ذكراهم العزيزة.ان ذاكرة الاصدقاء اقوي من الرحيل والغياب.فيا رومانو بوج...نم هادئا ياصديق ولذكراك الخلود ولذويك وكل اصدقاءك جميل الصبر والعـزاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مطر قادم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست