"...نعم أنا أعلم أن الحكمة القريبة المنال , تخرج من أفواه البسطاء, هي كل أملنا في الخلاص . الشجرة تنمو ببساطة ,و جدّك عاش و سيموت ببساطة . ذلك هو السر . صدقت يا سيدتي , الشجاعة و التفاؤل . و لكن إلى أن يرث المستضعفون الأرض , و تسرّح الجيوش , و يرعى الحمل آمناً بجوار الذئب , و يلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر , إلى أن يأتي زمان السعادة و الحب هذا , سأظل أنا اعبّر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية. و حين أصل لاهثاً إلى قمة الجبل , و أغرس البيرق, ثم ألتقط أنفاسي و استجم – تلك يا سيدتي نشوة أعظم عندي من الحب , و من السعادة . و لهذا , فأنا لا أنوي بك شراً , إلا بقدر ما يكون البحر شريراً , حين تتحطم السفن على صخوره ,و بقدر ما تكون الصاعقة شريرة حين تشق الشجرة نصفين ..
من (موسم الهجرة إلى الشمال)
|
|