|
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: (Re: mutwakil toum)
|
الأخ فلان: تحياتي: كلنا نتطلع لعودة أيام البورد الذهبية، لكنها كما هو واضح أصبحت مرتبطة بسلام دارفور والإنتخابات والمذكرة إياها وسد مروي ورجوع الكهرباء الي ما كانت عليه قبل السد : _ إذا كنت تقصد النص ( أحمر أحمر ) فالنص موجود في الرابط ده احمر احمر كالخجل – نص قصصي - وإذا كنت تقصد أخضر أخضر فالنص ياهو ده ---- اخضر اخضر -
ا من حسن حجم الظلام انه يبتلع مدينتنا، هكذا، بغتة. لا تدريجيا كسائر المدن ،أنا، الملم أطراف احباطات هذه المدينة ، اجمعها وانزوي بها علي هذه الحجارة، مختبئا من المارة ، ابدأ في إخراجها من جيبي سيجارتين برنجي ملفوفتين بقصدير - سيجارة لمهمة لف البنقو والاخري لتثبيت الجدار الذي أقامه البنقو داخل وعيً، نسميها الـ(التثبيتة) - و كراس من ورق اللف الأبيض، وأخيرا وبعد مسح الطريق بعيني قط اخرِج البنقو في ورقة صفراء . دائما تكون صفراء كأنما البنقو ينبت فيها ، ثم بهدوء ولهفة ابدأ في إعداد سيجارتي. افرد ورق اللف علي كف يدي واثنيها بإصبعين ، ثم أتناول سيجارة البرنجي التي كنت قد خبأتها تحت احدالحجارة، أنا بالمناسبة، أجيد توظيف الحجارة، هذا الحجر الذي اجلس عليه الآن، مدبب من قاعدته وعريض سقفه، اسميه كرسي الوزير، يتيح لي التحرك ويتمايل شرقا وشوقا ، باتجاه عنقي كما -كأنه- يدرك متى أتكي على الحائط، (الحائط المغلق النوافذ ، خلف الحائط شيخ عابدين ، قال لي ذات وضوح بصيغة منتهى النفاق والأنوثة . - لولا ارتيادك المشبوه لهذه الحجارة لدفعتك تشارك في دعاية الحملة الانتخابية التي تخصني . ولكنا كما تعلم نحمل راية لا اله .). كما -انه- هذا الحجر ، كرسي الوزير ، يسهل علي الأمر حال عبور عابر، العابرون اغلبهم نساء، و لأني موقن بان الحوار الذي يجري بين الهواء وأثواب النساء بمثابة جرس إنذار لنا نحن المساطيل، عفوا تسميتي بالمساطيل لا تروقني، لكن، هكذا جرت العادة. لكنه – أعني الحوار بين الهواء والثياب- يزيح عني عبء الإنتباه (حين قبضتني عواطف الجميلة الخبيثة متلبسا بالزفير . كانت بصمت تجر ثوبها صوبي، كان الدخان الأبيض المتجمد، عالق، يحجب عني الرؤية، بدأت أزيحه بيدي كأني اطرد ذباباً، رأيتها بطريقتها الرديئة في ارتداء الثوب، نظراتها طعنة رثاء - لم اهتم، فهكذا النساء - ، كانت عينيها تتابع تفرق الدخان، تمعنتها بصلابة المهزوم، اختلط الرثاء في عينيها المجوفتين من المعنى بالازدراء، تساءلت يومها، مالهم كيف يفكرون، أنا لا افعل مريبا سوي ارتياد واستباحتي لهذه الأحجار لأنه لا مكان لدي في هذه المدينة، اسحب الدخان بفمي أنا، إلي وعي أن، عبر صدري أنا،البنقو يدفعني إلي النوم حين ترتوي اليقظة بإغاظتي، يساعدني على الأكل، اشدَ به غيبوبتي، واتلكأ به علي الواقع ولي فيه مآرب أخرى). وبما انه لابد من عابرين فانا أفضل عبور النساء، العابر الرشيق لا يسبب لي ضيق، - العابرون ينقسمون الي نوعين - النوع الرشيق وهو الذي يعبر سريعا والذي لا يستدعي عبوره رمي السيجارة ، ولهذه المهمة أنا قمت بتعيين حجر يقف بشكل طولي، اترك السيجارة فيه بين أصابعي وانفخ الدخان الأبيض المتجمد من حول وجهي المحنط برغبة عبور هذه العابرة ، وهناك العابر المتدحرج الذي أما يرميني فضولا باذراء كـ(عواطف)و أما انه مشغول عني، مثلي، بفك طلاسم هذه المدينة. في حال العابر المتدحرج اترك السيجارة بشكل كامل تحت احد الحجارة التي تكون أفقية و عريضة، واشبك أصابع يدي يبعضها أتأمله، أفرقعها، أصابعي سوداء، بلا بصمات، كقفاز أملس . نعم لي أن اعترف رغم قيادتي الطويلة للحجارة، إلا أنني فشلت في تعيين حجر تقضي فيه سيجارتي ليلة كاملة بهدف إكمالها غداً، أحيانا اترك ما تبقي من سيجارة تحت احد الحجارة لالتقاطها في موعد أخر، اتركها بسهولة وثقة، لكني، دائماً، ما أعاني في وجودها في اليوم الآخر أو في الموعد، تجذبني كلمة الموعد، فهي تقيم بيني وبين السيجارة علاقة حية تتنفس وتتألم كسكان المدينة . المهم .. كعازف أمسكت بسيجارة البرنجي ، مسحتها بطرف لساني، نظرت لها، تأكدت من ابتلالها، أمسكت طرف نهايتها بأسناني، برفق بدأت سلخ جلدها، وهي كالعادة تترك أثار لها على لساني تخلصت منها ، ردمتها بشكل مقلوب علي صفحة ورق اللف المفرود علي أصابعي، بحصافة، بيقظة تلفت حولي ، لا احد ، أخرجت ورقة البنقو الصفراء - التي كأن البنقو ينبت فيها- ، وبثلاثة أصابع كمن يطعم سمكة صرت اخلط البنقو بالبرنجي، أبِل طرف أصبعي بلساني أغمسه في ورقة البنقو الصفراء لتصفى من الحبوب، أواصٍل في مهمة فرز الحبوب عن البنقو بصبر أيوبي، فالحبوب تصنع تفرقعاًوثقوباً قي السيجارة الملفوفة. أبدأ اللف تدخل يدي اليمني تشارك في مهمة اللف، اكتملت دائرتها، أخرجت عود ثقاب وبدأت في طعنها من الداخل كي يشتد عودها . وقبل اشعالها فتحت كف يدي اليمين وضربتها بشكل رأسي لتتماسك. رفعتها لأتملها، قبلتها ثم اشعلتها . --- دمت
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-28-09, 04:03 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | تراث | 04-28-09, 05:05 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | filan | 04-28-09, 06:55 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-29-09, 02:41 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-29-09, 03:24 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | Giwey | 04-29-09, 06:39 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-29-09, 07:18 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | Samau'al Abusin | 04-29-09, 09:10 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | الجندرية | 04-29-09, 11:13 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | خدر | 04-29-09, 01:44 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | filan | 04-29-09, 07:30 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-30-09, 01:34 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-30-09, 07:03 AM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-29-09, 09:43 PM |
Re: كوجا ود المريسة : سنة حلوة يا جميل: | mutwakil toum | 04-29-09, 09:32 PM |
|
|
|