عالم عباس فى ابوظبى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2009, 07:54 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم عباس فى ابوظبى (Re: عبدالله الشقليني)

    أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس
    (كما كشفها حفيد المُهَلْهِلُ بن ربيعة)


    فلمّا وقفتُ أجادِلَهُمْ بالزَّبورِ التي بينهم، حذّروني، وهاجوا وماجوا، ومن بعد ما خَلَصُوا في الحديثِ نَجِيّاً، ركبوا رأسهم، ثم عاجوا فقالوا: "لنا دينُنا"!
    قلتُ: "لي دينِ".
    قالوا: "صبَأْتَ"، وقالوا:" خَسِئْتَ"، وقالوا وقالوا..
    فقلت لهم: " قد كَذَبْتُمْ على الله"! قالوا: " ومن أنْتَ حتى تُحدّثُنا عنهُ؟"
    عندئذٍ، شلَّني الرعبُ حين هوى فوق رأسي السؤالْ!
    فلمّا أفَقْتُ، إذا هُمْ يقولون: "إنّا اخترَعْناهُ، هذا الذي هِمْتَ في حبِّه عاكِفاً، وإنّا صنعْناهُ من حُلْيِنا وهوانا، وأنّا ابْتَدعْناهُ، فَهْوَ لنا دونكم"!
    قُلْتُ : "مهلاً، إذَنْ قد كَفَرْتُمْ!"
    فقالوا: " فنحْنُ الذين نُكَفِّرُ لا أنْتَ، نحنُ لدينا الكتابُ وأمُّ الكتاب!
    نُصوصُ القداسةِ صُغْنا عباراتها سُوَراً، وضربنا عليها الحجاب!
    واحْتَكَمْنا لآياتِها كي نسُودَ عليكم، فنجْعَلُكم تحت أقدامنا، ثُمَّ نحنُ احْتَكَرْنا تفاصيلَها، فَنُفَسِّرَ كيف نشاء. فإنْ ما تناقَضَ الآنَ بعضُ الذي لا نُريدْ، وما قدْ أردْنا،
    نسَخْنَا،
    وصًغْنا الذي نشْتَهِي من جديد!
    وأنَّا لَنُنْقِصُ في مّتْنِهِ ما نشاءُ، وأنّا نُزيد!".
    "ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم،
    ولاَ في القريتينِ عظيم"!

    .....................
    ....................







    .





    أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس
    (كما كشفها حفيد المُهَلْهِلُ بن ربيعة)






    .......................
    وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ "
    إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"!
    قلتُ: "افْتَريْتُم على الله"!
    قالوا: " افْتَريْنا، فماذا إذن! ألهذا أتيتَ تجادلُنا كيْ تسودَ وأنتَ الحقودُ الحسود؟
    نحن نسلُ ثمود، ونحنُ أحبّاءُ هذا الإلهِ وأبناؤهُ نحن، قبل اليهود"!

    غير أني طفِقْتُ أجادلُهم بالتي هيَ أحْسَنُ حتى أساءوا،
    فقلْتُ "اجْعلوا ما لقيْصَر يمْضي لقيصر،
    وما كان للهِ، لله، عَلَّ الذي بيننا اثْنانِ: دُنْيا ودينٌْ،
    فَيَتّضِحُ الفَرْقُ، كي يَسْهُلَ الرّتْقُ، في ثوبِ هذا النِّزاع العقيم"!

    فما قُلْتُ ذلك حتى انْبَرَوا، آخذينَ خناقي،
    فشدّوا وَثاقي، وكانوا يقولون:
    " نحنُ الذين تنادَوا، ومَنْ "قيصرُوا" اللهَ نحنُ، ونحنُ نُؤلِّه قيصرَ كيف نشاءُ وأكثر!
    فما كان لله يمضي لقيصر!
    حَكَمْنا.
    وإنّا ، على ما نشاءُ تصير الأمور"!
    فقُلْتُ: " ولكنكم تزعمون بأنّا سواءً، ولا فضْلَ إلاَّ بتقوى"؟
    فقالوا: " صدقْتَ، فأنتم سواءٌ، ونحن سواءٌ، وشتّانَ بين السوائين"!

    قُلْتُ: " فقد كان يجْمَعُنا الدينُ".
    قالوا: " لقد كان، فالآنَ فرَّقنا الدينُ"!
    قلتُ: " فهذا أوان الفراقِ إذنْ؟
    فليكُنْ!
    فماذا فعلتم بهذا الوطن؟
    وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً.
    وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً،
    كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً!


    :33 في قصيدة :

    أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس
    (كما كشفها حفيد المُهَلْهِلُ بن ربيعة)




    ....................
    صحيحٌ،على كتفنا كان عبءُ البناءِ الكبير.
    والدماءُ التي تتَدَفَّقُ في ساحة الحربِ، كانت دمانا،
    ولا بأسَ أن كانَ أغلبنا في الضَّحايا،
    وقود المعارك، والجند، والهالكين!
    ويوم حملْتُم لواءَ القيادة، ما نازع النّفْسَ شكٌّ يمسُّ جدارتَكم حولها،
    يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال!
    وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ،
    صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال.
    والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال!

    فما بالكم هؤلاء نكَصْتُمْ،
    وآثَرْتُم الظلمَ، والحَيْفَ، جُرْتم؟
    ما عقَدْتُمْ، نَقَضْتُمْ
    ما رَتَقْتُم، فَتَقْتُمْ!
    وها ما بنيْتُم هدمْتُمْ، وما زِلْتُمُ تفعلون:!!

    بَني أُمَّ،
    هذه الأرضُ، كتفاً بكتفٍ،
    وكفّاً بكَفٍّ، شقَقْنا ثَراها، لنصنَعَ هذا الوطنْ.
    سقَيْنا عُروقَ الرِّمالِ العَرَقْ،
    سكبْنا الدموعَ، ليالي الأرَقْ!
    صَبَغْنا النّجوعَ النَّجيعَ،
    وسالت دمانا على كلِّ شقٍ، نشُقُّ الطُّرقْ،
    فَكُنّا بنيها بِحقّْ!
    فها أيْنَعَتْ،
    وحان القِطافْ،
    فما بالكم تفْترون علينا، وعن حقنا تمنعونا،
    ونُمنَعَ حتى الكفاف؟
    ونعطَشُ و النيلُ جارٍ لديكم،
    وأنتم ترونا ظِماءً نموتُ، بقُرْب الضِّفاف!
    ففيمَ نخافُ، وكيف نخافُ، وممَّ نخافْ؟
    هو الظلمُ نخشى، وحَيْفَ القريبِ،
    ونعجب كيف يرقُّ الغريبُ ويقسو الحبيب؟
    سهِرنا عليكم زماناً،
    وما ضَرَّنا لو تناموا ونصحو!
    وقفنا الهجيرَ، نُظَللُّكم كي تسوسوا،
    وذقْنا المراراتِ، كي تنعُموا بالعَسَلْ.
    رعيناكمُ في المُقَلْ.
    فكيف بني أُمَّ هُنَّا عليكم فأقصيتمونا،
    وآذيتمونا،
    فما بالكم تكْفرونَ العشير؟
    وبالأمس كُنّا لكم إخوةً، قبل هذي الفِتَنْ!
    وكنتم زعمْتُم أبانا أباكم،
    ومن ثديِ أمٍّ رضعْنا،
    نذرنا نموتُ وفاءً لهذا التُرابْ!
    لماذا عبثتُم بأحلامنا
    فغَدَتْ في السراب؟

    لِمَ الآنَ صِرْتُم علينا؟
    وصار لكم انتماءٌ جديدٌ،وعِرْقٌ، وسِنْخٌ،
    سِوى ما عهِدْنا؟
    أَلسْنا أتينا، كما النيل أزرقُ،
    جئتُمْ، كما النيل أبيضُ،
    ثُمّ التقيْنا على مَقْرَنٍ بَيِّنٍ،
    وامتزاجٍ أصيل؟
    ألسْنا مضيْنا معاً، نَهَراً واحداً،
    واكتَسَبْنا معاً لوننا النيلَ،
    هذا الجميلُ الذي لا شبيهَ لهُ غيرُهُ،
    ذاتُه فيهِ،
    نيلٌ ولا يُشْبهَ النيلَ،
    ماءٌ وليس بماءْ!
    فكيف تريدونه يَتَحَدَّرُ عكسَ المَصَبِّ،
    وأنْ يتَفرَّقَ أزرقَ، أبيضَ،
    كيف تريدون للدم أنْ يتنكرَ من حمرتهْ،
    فيصبح ماءً، مجرّد ماء!
    ويستبدل الطينُ من سُمرتهْ،
    فيغدو هباءً،
    وأن يتعَرَّى،
    ويستَشْعرَ العارَ في سُمرَتهْ؟
    أتسمحُ كيف بهذا الهُراء!
    وأيُّ الغرورُ اعتراكَ،
    فصِرْتَ كما الثورُ في هيجتهْ،
    صرتَ تُحطِّمُ تلك العلائقَ،
    تُشعِلُ فينا الحرائقَ، تفتننا،
    وتفرّق بين الخليل وبين الخليل.

    آ الآن تطلب مني أدافعُ عنكَ،
    أصُدُّ الغُزاةَ وأفنى لتبقى!
    وها أنت كالسوس تنْخرُ في سامقات الشجر؟
    ودأبكَ الدهْرَ تمضي،
    تقَتِّلُ فينا، وتذبحُ منا،
    وتسحلُ، تنهبُ، تسبي وتهتِكُ عِرْضَ أخيك!

    آ الآن صرْتُ ابنَ شدّاد،
    والأمسَ كنتَ تعيّرني باسم أمي،
    فتصرخُ:( يا ابن زبيبةْ)!
    آ الآن يا عَبْسُ، صرتم تنادوا عليَّ،
    وقد كنتُ أُطْرَدُ، تُلْقى عليّ َفتاتَ الموائدْ!
    أما زلتُمُ آلُ عبْسٍ تظنون أن العصا
    والقيودَ تُطوِّعني لأُواجِهَ أعداءكم،
    فَأَكِرَّ عليهم، كما تشتهون؟

    بَنِي أُمَّ، لا.
    واجهوا من دعوتم،
    بأقوالكم، وبأفعالكم، وأكاذيبكم،
    فهذا حصاد الذي تزرعون!
    وإني ليعجبني أن تذوقوا من السم ما تطبخون،
    وأن تصطلوا بالجحيم التي توقدون!

    فإنْ كان لابد أن اتْبَعَكْ!
    فسأمضي معك!
    وأرقُبُ كيف تسير إلى مصرعكْ،
    وأشْمَتُ فيك، إذا حاصروك، وساقوك قسْراً،
    إلى حيثُ يُقْضَى عليك،
    ومن خاض تلك الخطايا معك،
    إلى مضجعك!
    وأرصد كيف التكبُّرُ والعنجهيّة والغطرسةْ،
    وكل الضّغائنِ والحقدِ، تلك التي وسمَتْ عهدكم،
    والهوان الذي سُمْتُمونا،
    ومُرَّ المآسي ونار الكوارث،
    ثُمّ نرى، كيف تُسْقَوْنَ منها، جزاءً وفاقا،
    وكأساً بكأسٍ،
    وقسطاً بقسطٍ،
    وعدلاً بعدل!

    كُنَّا لكم شجراً في الهجير،
    فكنتم فؤوساً!
    وكُنّا لكم حضن أمٍّ رءومٍ،
    فلمّا ملكتُم قطعتُمْ رؤوسا،
    رعيناكُمُ صبْيَةً،
    ثُمَّ لما شَبَبْتُم عن الطوقِ،
    كبَّلْتمونا!
    وكُنّا نجوع لنطعِمَكم،
    فلمّا بشمْتُم، بصَقْتُم علينا.

    قُضِيَ الأمرُ،
    لاتَ مناص، فليس بِوُسْعِ أَحَدْ،
    أنْ يُعيدَ الحليبَ إلى الضرْعِ،
    بعد الخروج!
    ولا أنْ يُعيدَ الجنينَ إلى رَحِمِ الأمِّ،
    ليس بوُسْع أحد،
    أن يُعيد الرصاص إلى فوَّهات البنادق،
    ما من أحد،
    يعيدُ السهامَ التي انطلَقَتْ،
    بعد نبْضِ القسيِّ،
    وإن أخطِأِتْ قَصْدَها، أو أَصابَتْ!
    وهل مِنْ أحدْ،
    يستعيد الحياة لمن قد قتلْتُم،
    وأحرقْتُمُ ودفنتُمْ؟
    انتهى للأبد،
    فليس بوُسع أحدْ،
    بعد جُرْحِ الكلام،
    أن يعيدَ لنا الابتسام.
    كذبتُم، وخُنتم، وما زلتُمُ تكذبون!
    جرحتُمْ،
    وأوغَلْتُمُ في الجراح، فليس بوسْع أحد،
    أن يُعلِّمَنا كيف ننْسى!
    غفرنا، وقد نغفر الآن،
    أمّا لننْسى، فهذا محالٌ،
    - فيا للأسى- ليس ننسى!!

    وَجَبَ الآن أن نتوقّفَ حتى تَرَوا،
    أيَّ جُرْمٍ جرمْتُم،
    وما تُجْرِمون!
    وكيف اسْتَلَلْتُمْ سكاكينَكم، في برودٍ مخيفٍ،
    تحُزّوُنَ أوصال هذا الوطنْ!
    تفنَّنْتُمُ في البشاعة والموبقات،
    وصِرْتُم تُديرون فَنَّ الفظائعِ، بالحَمْدِ والبَسْمَلَةْ!
    تأكلون الحرام،
    تُحِلُّون مال اليتيم، وتغتصبون،
    كما تسفكون الدماء، وما فوق ذلك،
    بالحمد والبسملة!
    وبالهمْهَماتِ، وبالتمْتَماتِ،
    وبالسَّبْحَلاتِ، وبالحَوْقََلةْ!
    أيُّ شعْبٍ تظنُّونه غارِقاً في البَلّهْ!
    أيُّ ربٍّ تخونون،
    مَنْ تخدعون؟
    وأيَّ إلَهٍ تظنُّونَه غافِلا.!

    قُضِيَ الأمْرُ،
    حلَّ عِقابُ الإله الصمد!
    فليس بوُسْع أحدْ،
    أن يعلِّمَنا كيف ننسى!
    أثرُ الفأس، في الرأس،
    والدم ما زال طَلاًّ،
    وما زِلْتُ مثلَ المُهَلْهِلِ، مثلَ أبي، صارخاًُ:
    (لا صُلح حتى تردوا كليباً)!!

    Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: عبدالله الشقليني)






    إنها فتحٌ في شِعر المديح النبوي .
    يقولون لا نعرف أنفُسنا ، ولا نعرف شُعراءنا وهم يرتقون المَجد في العلا و إلى القمم . بسلاسة يقودون اللغة وقد استعصت على الأعاجم والمُستعربين والمستشرقين من فخامة قاموسها وفتنة جرسها وهو يراوح جوَّالاً بين الأمصار والأرياف والبوادي والحَضر. جَلَستْ اللغة عندهم وتشكلت بساتينها ، وتقاطر الندى يلعق أكمام وردها .كل الذي تعوّد الناس عليه تجده يجاور الغريب بلا نشاز. غطس الحصى في الرمل وتشققت الحجارة و نَبع الينابيع يصيحُ تَفَجُراً :

    هُنا السنابل مُذهبة الألوان بقمحها ترقُص من فرحٍ فمنْ يصنعُ لنا اليوم وليمة ؟

    دعانا الشاعر ( عالِم عباس ) لرحلة صفاء لفحته نسائمها وهو على راحلةٍ مأمون سرجها ، معروف مآلها . تهتز هيَّ ثم تستقر أنى تشاء . الشهر كان شهر صوم منذ عامٍ مضى . على مزامير الزمن الماضي طرِب النبي داؤود وأطْرَب. في الماضي الوسيط لبِس الشعر لغة الموسيقى وشاحاً وأسفرت المعاني عن الجِيد المُرصع بالنعيم . قيثارة الزمن الماضي طوت الشعر في حضنها، ومن الصدور خرج هو صداحاً من ثِقل أحمال الوجدان و دفق العواطف .
    في دروب السيرة النبوية وقفات مع الشعر ونحن نقول بخلاف ما يُعْرَف :
    أبلغ الشِعر أصدقه محبةً .
    ذاك كعب بن زهير بن أبي سلمى، شققنا صدره وأنطقناه فقال:
    عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ،وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا ،
    حيثُ النبي وأصحابه . طرقتُ وأُذن لي ودخلت مُتلثماً أطلب الأمان فأمِنت. استقبلتني الطلعة النورانية ،ولو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً و هادياً . بدأتُ أنشد :



    بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ
    وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ
    هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ
    تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ
    شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ
    .........................................................
    ثم اتكأتُ على مِسند الشِعر حتى دنوت :

    إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ
    فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا
    زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ
    ......................................................



    وما أن بلغت : إن الرسول لنور يستضاءُ به ... ، حتى نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبَسَنِيها عفوا وسماحاً، فسُميتْ قصيدتي من ساعتها : البُردة .
    للتاريخ رنينٌ يأتيك من حفريات الزمن الماضي . أسفار أبطاله كُتبت بمحبة وأحرُف من نورِ أفعالهم . ( عبق البقيع ) : بوح من الطيب يأتيك من مراقد من استحلبوا الحليب من ضُروع العُسرة . نصروا الرسالة فخَلُدتْ ، وأغدق ربُهم على أرواحهم المنَّ والسلوى .
    جاء الشاعر ( عالم عباس ) و مشت عينيه فسيح المكان بأرض البقيع . ومن عَبقه سرى وجدانه بقشعريرة أنبتت لطائفها شِعراً . طرق المصطفى باب محبته الواجِدة ومن سُحبه المُكتَنـِزة أمطر. فكَّت خاطرة الشِعر ضفائرها عند مجلسه وتبخترت لُغة باهرة في المديح النبوي هزت عُروش ممالك الشِعر القديم وفاحت رياحينها. و بُردة النبي ، ومن عبق مِسك صاحبها الأصيل تمايلت أعطافها نشوى حين كتب الشاعر :



    عبق البقيع

    مِنْ نحْوِ طابَةَ كُلُّ الريحِ ريحُ صَبَا ...
    وكلُّ نَشْرِ خُزاماهَا زَهَا و رَبَا
    و رَفّ في الضوءِ مِنْ عطرٍ يَضُوعُ بِه..
    عِطْراً مضيئاً كَأنْفاس الرُّبَى رَطِبَا
    كُلُّ النواضِرِ منْ زهرائِها انْكَسفَتْ...
    كل البدور توارَى نورُهَا و خََبا
    فذا العقيقُ عقيقٌ من سَنَا شُهُبٍ..
    منْ مَِّنةِ الله، قدْ أعْطى وقد وهبا
    فالتُّرْبُ مِْسكٌ ومن عَبَقِِ البَّقيعِ نَدَىً ...
    و النخلُ يَرْشَحُ طِيباً من أريجِ قُبَا
    سما بروحيَ مِنْ ريحانها سببٌ...
    إلى المعارج لَمَّا عَزَّ مُنْسَرَبَا
    هنا الأرضُ من نفحاتِ الله عابقةٌ ...
    هنا السماواتُ قَدْ مَدَّتْ لنا طُنُبَا
    تسري السكينةُ في أوصالنا بَرَدا ...
    ويخفقُ القلبُ من جّرائِها خَبَبَا
    .....................................
    أو حين يقول :

    صَلّى عليكَ إلَهِي قَدْرَ ما وسِعْت ...
    آيُ الكتابِ معانٍ أثْقَلَتْ كُتُبَا
    يا ربِّ صَلِّ على المحبوبِ سيِّدِنَا...
    كما تكونُ صلاة، غَيْدَقَاً سَكِبَا
    سَحّاً سَكُوباً، دوَاماً دُلَّحَاً غَدِقَاً...
    غَيْثَاً غِيَاثَاً، مديداً، دَيْمَةً سُحُبَا
    ..........................



    للقلب أن يطرُق الأضلُعِ من فرحٍ فهُنالكَ من ضاقت نفسه وما وسعتها رغوة كؤوس الصفاء وقد طفحت شعراً ، عميقة جذوره في بطون الأمم . لله درُك أيها الشاعر الذي رقصت أنجُمه مُتلألئة في سماء العتمة وهو المُتيمُ جالس في طيب الثرى ، نَحَرَ الفؤادَ فَعَظُمتْ الذبائح في بهو البقيع الذي تَعرُشه السماء وتَفرُش بساطه الأرض ، وإنك لنازعتَ كعباً بُردته .

    عبدالله الشقليني
    17/05/2007 م

    اعلان هام و نداء عاجل الى جميع الاعضاء





    []·
                  

العنوان الكاتب Date
عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed04-27-09, 05:06 AM
  Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني04-27-09, 06:28 AM
    Re: عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed04-27-09, 07:54 AM
    Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني04-27-09, 04:36 PM
      Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني04-28-09, 03:55 AM
        Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني04-28-09, 04:38 AM
          Re: عالم عباس فى ابوظبى mahdy alamin04-28-09, 05:28 AM
            Re: عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed04-28-09, 06:33 AM
              Re: عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed04-29-09, 04:25 AM
                Re: عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed04-29-09, 11:14 AM
                  Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني04-29-09, 03:34 PM
                    Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني04-30-09, 03:57 AM
                      Re: عالم عباس فى ابوظبى سمية الحسن طلحة04-30-09, 08:59 AM
                        Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني05-01-09, 05:07 AM
                          Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني05-01-09, 05:13 AM
                            Re: عالم عباس فى ابوظبى osama elkhawad05-01-09, 05:49 AM
                              Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني05-02-09, 04:46 PM
                                Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني05-02-09, 05:14 PM
                                  Re: عالم عباس فى ابوظبى عبدالله الشقليني05-02-09, 05:34 PM
                                    Re: عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed05-03-09, 04:39 AM
                                      Re: عالم عباس فى ابوظبى mohmmed said ahmed05-06-09, 07:40 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de