|
Re: خطر الجهوية والقبلية على السودان والاحزاب السياسية . (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
ان استشراء مفاهيم الانكفاء الجهوي والقبلي وباء خطير وشر مستطير لانها تدمر الاوطان وتخرب الوجدان في الانسان وتسمم الاجواء وتعكر الصفاء وتورث الجفاء والبغضاء , فعلينا بحربها وضربها ورجمها وقتلها , وفضح اصحابها وكشف عوراتها وتدمير مخططاتها واهدافها الباطلة ومسبباتها القبيحة ومبرراتها الوقيحة والمشينة .
ابتدعوها لضرب العدالة ومحاربة العقول النيرة وساعدت الشمولية في انتشارها بل كانت السبب الاساسي والمباشر في ظهورها واستشرائها , فهي وسيلة باطلة لهدم النبل في النفوس وزرع الحقد في القلوب بين الاحباب والاصحاب بدواعي القبلية والجهوية .
لايسلم شخص من ضرها ولاينال حزب من نفعها لان سرابها خداع وما نفعها الا كمن يحسب الشحم فيمن شحمه ورم , تبدو للوهلة الاولى نفع للاحزب ولكن مع الايام والازمان ستتجلى حقيقتها وتنكشف سوءتها وتظهر امراضها اوراما خبيثة وحينها تكون النهاية شنيعة واليمة لاينفع معها علاج .
فعندما تعشعش الجهوية والقبلية في العقول وتبيض فيها فانها حتما ستفرخ افكارا خربة تفجر الازمات وتعمق الانقسامات , فتمتلئ النفوس بالضغائن والغبائن ويكثر القيل والقال ويحتدم الصراع وتنتشر الخصومات وتكثر العداءات وتنعدم روح المنافسة الشريفة وتحل محلها التكتلات الجهوية لقتل اصحاب الكفاءات والمؤهلات الذين لايجدون حائط من الجهوية يستندون عليه لان حائط الجهوية مائل مبني على الباطل وانعدام الثقة وضعيف العزيمة وهش الارادة وسينهار حتما طال الزمان ام قصر فالباطل ليلته قصيرة. ان انتشار هذه المفاهيم الخربة في الاحزاب تجعل اصحاب الكفاءات والعقول الراجحة والبصيرة النافذة وسط هذه الاجواء الملبدة بغيوم الجهوية اشبه بالنشاز والمغردين خارج السرب ان قالوا لن يسمع لقولهم وان فعلوا رموهم بالبهائت ونعتوهم باسوء الصفات وان نافسوا منافسة شريفة هزموهم جورا وظلما بغلبة الجهوية وتكتلاتها الباطلة.
علينا ايها الاخوة والاخوات مطاردة الجهوية في أي مكان حتى نهزمهاونكشف حقيقة ضررها على القومية النبيلة يجب ان نمسح معاني الجهوية الضارة ونكتب في مكانها معاني الحرية وقيم الشرف والوطنية النبيلة وان الوطن كل لايتجزاء وان حبه وحب اهله جميعا هو غايتنا (كل اجزائه لنا وطن اذ نباهي به نفتتن نتغنى بحسنه ابدا دونه لا يروقنا حسن).
واكرر يجب ان لا ننسى الشمولية التي اورثت البلاد هذه الكوارث والمهالك واضطرت الناس الى الرجوع القهقري للاحتماء بالقبائل والبحث عن ملاذات امنة بجهاتهم نعم اجبرت الشمولية بسياساتها الرعناء والجوفاء وعملها بسياسة فرق تسد كثير من الناس الى اثارة الجهويات وبسبب فساد الشمولية وسياساتها الفاشلة والخاطئة واحتكارها للثروة والسلطة في اقلية اخطبوطية اضطرت الناس الى الرجوع الى قبائلهم لما يسمى البيعة للنظام من اكل كسب الود او حمل السلاح من اجل اجبار النظام على احقاق الحقوق وحتى نسمى الاشياء باسمائها فان الاقلية الاخطبوطية التي سطت على السلطة الشرعية ممثلة في الجبهة الاسلاموية هي السبب الرئيس في هذا الدرك السحيق الذي وصل اليه السودان وهي السبب في اجبار الاخرين على حمل السلاح عندما قال قائدهم الملطوب للعدالة من اراد السلطة فليحمل السلاح .
يتبع
|
|
|
|
|
|