|
Re: الأستاذه هاله عبد الحليم (رئيسة حركة حق ) تلقن أحزاب المعارضه درسا (Re: كمال قسم الله)
|
ربما أشفى خطاب الأستاذة هالة, غليل الناس السياسي, بإعتبار جسارته وتعديه للطوق الخانق, الذي فرضه المؤتمر الوطني على الشارع السياسي السوداني, تحت غطاء توحيد الجبهة الداخلية, والحفاظ على السيادة الوطنية ورمزها البشير { كما يزعمون }... تتأتي هذه الوضعية بالطبع خصما على حرية القرار, فرديا كان أم جماعيا, فتحت سيف الجنائية المشهور على كل الرقاب السياسية, إستثمر المؤتمر الوطني أزمة الجنائية إستثمارا عاليا, لمصلحته ككيان سياسي ولمصلحة رئيسه, لأجل إجتياز إشكالية الجنائية, بقدر عالي من الدعم والسند الشعبي, وهم يفعلون ذلك إنما ينظرون في واقع الأمر إلى ما وراء الحدث, إنهم ينظرون إلى الإنتخابات القادمة, ويريدون تجيير التعبئة السياسية والجماهيرية, أصواتا تبقيهم في السلطة وعبر التفويض الشعبي هذه المرة. وبالطبع فإن من الدروس التي قدمتها هالة لبقية القادة السياسيين, هي وحدة الموقف السياسي لمنظمتها من قضايا الساحة السياسية الراهنة, وبما في ذلك الموقف من الجنائية, وهذا فى تقديري مما يفتح جراح الإستهبال الذي مارسته بعض الأحزاب, وهي تعلن رسميا إعتراضها على الجنائية, فيما يعلن أعضاء تلك الأحزاب { خاصة الفي الخارج } تأييدهم المطلق للجنائية, فهذا درس بين فى الشجاعة والثبات على الرأي, وأنا كانت عواقبه. التذكير بضربة شمال بورتسودان والتعتيم عليها, كانت نقطة فى الصميم, وهي ايضا تذكرنا بضعف موقف قوى المعارضة التقليدية من تلك الحادثة, والتي كان فيها الصمت سيد الموقف, حتى لا يتم إحراج المؤتمر الوطني, وهو ينازع الجنائية ويحمي سيادة الوطن ... نعم لقد تدجنت المعارضة لمدى مخجل تماما, وصارت صدي لصوت واحد هو صوت المؤتمر الوطني, غني عن القول أن حجب الرأي الآخر بحجة التضام القومي, لمجابهة موقف محتمل, هي قولة حق يراد بها باطل, ففي غمرة الخوض فى أي حدث سياسي كان, فلا بد للرأي الآخر أن يكون حاضرا, وإلا فإنها بداية نهايته وتقويضه ... برضائة ... للأسف. ونعم أيضا ... لم تلهم المعارضة شعبها أي أفكار, بل ولا روافع معنوية حتى, ناهيك عن تحركات نضالية, أو نشاط سياسي وفكري وثقافي يذكر. أعتقد أن المعارضة الراهنة غير مؤهلة لأن تكون بديلا ديمقراطيا , وذلك لضعف بناءآتها الديمقراطية, ولعدم قابليتها للإستجابة لنداء التغيير والمواكبة, ولشدة تمسكها بمقاليدها الأولى, والقائمة على العشائرية النمطية والشمولية المتسلطة والآيدلوجية البوار. وهذا مما يضعنى فى حالة تماس مع ما قاله الأخ عادل عبدالعاطي, حول { جدوى } التحالف مع قوى تقليدية, إنتهت فترة صلاحيتها, وفقدت القدرة على الإستجابة لتطلعات شعبها والمثابرة لأجل أن تكون, وتجدوني هنا أتفق مع { مبدأ } أن تتحالف القوى المتشابهة فى إطروحتها وفي رؤيتها لحل مشاكل السودان, بدلا عن اللمة الكبيرة للصالح والطالح, فقط فإن أوضاع القوى الجديدة وفصائلها السياسية المتأخرة حاليا, والبعيدة فى واقع الأمر عن موقع الصدارة السياسية, هو الذي يفرض عليها مثل هذه التحالفات العريضة, والتي غالبا ما يذهب ريعها ما وجد إلي القوى التقليدية, أقر بأن هنا إشكالية, وهي تحتاج إلى حوار وتفاهم بين من يعنيهم الأمر. وعلى كل ... فإن كان أضعف النتائج المحتملة هي أن تجد القوى الجديدة منبرا, وكما إعتلته هالة , فهذه حسنة... وربما هي سانحة لحوار قومي, يطور ويعصرن الممارسة السياسية, حتى تكون أقرب إلى المنهاج الديمقراطي, وللتخلص كذلك من معايب حاقت بالعمل السياسي السوداني, مثل العنف, والتنابذ, والضيق بالآخر, والإصرار على الرأي, بل أن مثل هذا الجمع ربما يمكن أن يكون منبرا للتثاقف فى الشأن السياسي السوداني, ولأجل الإلتئام حول أساسيات الممارسة الديمقراطية, وإحترام الخيار الديمقراطي, وإشاعة ثقافة الإعتراف بالهزيمة وتهنئة المنتصر { concede } ... وهكذا. على كل ... ربما هنا تجمع إنتخابي, يمثل إستمرارا للتجمع الوطني الديمقراطي بدون الحركة الشعبية, وأخشى علي الأول من أن يؤول إلى نفس مصير الثاني, فالقوى المكونة هي واحدة تغريبا, والتجربة المتحصلة ما تزال هي تجربة التجمع الوطني, والكوادر القيادية هي هي, وربما الهيكلة وما يتصل كذلك... وبنقص مكون جوهري هو الحركة الشعبية, لهذا فأنا غير متفائل, خاصة حين يربط القارئ عدم تفاؤلى هنا برأي في أحزاب المعارضة الراهنة... وكما عبرت عنه آنفا, يظل مهما النظر فى كل الخيارات المحتملة, وبما فيها إستمرار التحالف الإنتخابي هذا, فيما لا أستبعد من خيالي السياسي أن تكون هناك قائمة موحدة, تتحالف فيها المعارضة والحكومة, وعبر نسب واقعية تاريخية عصرانية, أي إستيعاب مجمل شعب السودان , وتوحيد إرادته, لأجل توحيد جهده فى التأسيس القانوني والفكري والسياسي والأخلاقي لمؤسسات الحكم الديمقراطي, ولأن هذه مهمة تهم كل أهل السودان, فلماذا لا يتداعوا لها جميعا. لقد توحدت كل القوى الإجتماعية والسياسية الأمريكية لصياغة دستور أمريكا, لهذا جاء عملاقا, يحظي بإحترام الناس ولدرجة القداسة ... على كل هنا موضوعة يمكن التوسع فيها فى غير هذا المكان, وما أجبرني على الدفع بها إلا إرتباطها بالموضوعة قيد البحث. ليس غريبا أن أثارت مبادرة هالة أحاسيسا دفينة, حول وحدة قوى المجتمع الحية, وقواه الحديثة والديمقراطية, فليت هالة وبخطابها المجيد هذا, تلين رؤوسنا وتسيل عليها ضرورات الوطن ومقدسية الحفاظ عليه, لنتدافع من جديد ومن كل حدب وصوب لبناء مركز الثقل الديمقراطي البديل, ككيان سياسي ديمقراطي مائة بالمائة, وقادر على إجتذاب أهل السودان, والأغلبية الصامتة, والقوى الديمقراطية التي لم يتوفر لها منبر يعبر عنها, ويوظف قدراتها الهائلة, إنها بإختصار مهمة بناء الحزب الذي سوف يتولى مهام نهضة السودان وإقالة عثراته من قبل, بالحفاظ على وحدته, وبتعبيد مساره على طريق الديمقراطية, وبتحقيق السلام والأمن لكل أهل السودان.
فيا أستاذه هالة ... الخطوة الجاية, هي إطلاق مبادرة لبناء الكيان الوحدوي آنف الذكر ... وهذه عندما تحدث فسوف تكون عملا يحفظه لك التاريخ ... لتضيف بعدا جماليا لسجلك السياسي ... الطيب أصلا.
لا أخفى إرتياحي العميق بخطابك الضافي, فقد منحنى قوة وأمل ... بل وذكرني بشبابي. وكما يقول الخواجات { You made my day }
فلك ... ولقرائك ... ولحبيبنا كمال قسم الله ...عاطر تقديري
|
|
|
|
|
|