سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 06:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-23-2009, 02:15 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يا امى
    اكتب اليك وفى قلبى الان صوتك يصيح فى لدونته المعهودة تلك
    وتنصب منه وصاياك ايام الخريف، لكم اشتهى وصاياك
    كل مانزل مطر يظل ذاك الصوت مارقا من بينى مجدولا الى روحى
    ـ ما تمشو جمب الحيط لانها بتكون شربانة ودايما بكون فى سلك عريان خطر عليكم، حاسبو منه حبايبى
    كان لزاما علينا لحظتها ان نمشى "مسارقة " فى بالنا وصاياها
    نمشى كما يكون احرف لاعب سيرك
    من ناحيتى كنت الجا ايام المطر الى حذاء فريد اسميته"كبك الجن "
    ارسله شقيقى طارق لاحد الاولاد من اشقائى الصغار، لكن غيابه طال فلم يعرف ان العيال كبرت
    واستطالت اقدامهم ولم يعد يناسب احدا منهم ، فعاد من نصيبى
    حيث بت امتطى صهوته من البيت الى العمل فى الاذاعة مشيا
    ضجت امى بالضحك يوم حكيت لها بامر صاحب طلمبة البنزين الكانت الى جوار استاد الهلال فى امدرمان
    ذاك يوم عجيب
    كنت عائدة من الاذاعة كعادتى مشيا، يبدو ان صاحبنا كان يراقبنى كل يوم
    ذاك اليوم "غلبو الصبر والسكات "وجاءنى يسعى خلفى سالنى بادب جم
    ـ يا بت العم
    ـ اهلا وسهلا
    ـ انتى بتجى من وين كل يوم زى الوكت دا؟
    ـ من الاذاعة
    ـ شغالة هناك ؟
    ـ صاح
    ـ طيب مافى عندكم مواصلات ، ترحيل يعنى ؟
    ـ لا ماعندنا
    ـ قلت لى بتجى من الاذاعة ؟ انى امنت بالله ، وبتمشى وين ؟
    ـ امبدة ، الجميعاب
    ـ لاحول لله ، كل يوم ؟
    ـ كل يوم
    ـ ليه فى حاجة ؟
    ـ اى فى ، دا مشوار يكتل الله واحد ، على الطلاق الليلة ما بتمشى ، ارجينى فى محلك دا اجيب العربية واجى
    وكان يهمهم "انى امنت بالله ، البلد دى مالا ؟ دا مشوار يهد الجبل
    واوصلنى مساء ذلك اليوم الى البيت
    وقبل ان يفارقنى مد الى يده بورقة مكتوب عليها رقم تلفونه واسمه وان على الاتصال به فى اى مكان واى زمان احتجت اليه
    لم تفارقنى تلك الابتسامة والود الذى انعقد على محياه حتى هذه اللحظة فلم التقيه قط
    حيث تم فى اليوم التالى اجراء اضافتى لترحيل الاذاعة

                  

03-23-2009, 05:40 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)
                  

03-24-2009, 11:47 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Bashasha)

    العام 1988 كان قد شهد خريفا غير مسبوق لم تشهد البلاد مثلا له
    خريف اوقف كل حياة
    حتى عاد الى السطح المثل الشائع يتردد بطلاقة "بجى الخريف واللوارى بتقيف"
    ولعمرى فلقد توقفت الحياة واللوارى وكل شئ
    لكن كبكى لم يتوقف عن مشيه
    وكنت على يقين من انه لن يخذلنى
    فكلما غسلته عاد له لون جديد
    لكنى يا امى الان بتنا بعيدات احدانا عن الاخرى
    هنا القاهرة
    هذه المدينة بمكنتها ان تبتلعك وتقطع انفاسك من فرط "المناهدة "
    والجرى غير المسبوق ، صعود السلالم التى ما تعودتها جموعنا قبل الان
    هناك نمشى من اقصى الى ادنى مكان دون ان تحس بالتعب او رهق يعتريك
    ولا تحس بوطاة المسافة يبدو لك لطيفا وومتعا
    وهنا حيث التلوث فى اعلى معدلاته تحس الاجهاد من اول خطوتين
    والتلوث السمعى الذى لا قبل لك به
    حيث تصم اصوات السيارات وابواقها الاذان
    بابواقها العالية الدائمة النواح التى احيانا يطلقها اصحابها بدون مناسبة
    بل انك تظل خائفا طوال مشيك فى الشارع
    لاتستطيع عبور ضفتى الشارع حيث تمور العربات كموج البحر فى اقصى درجات مده
    لا يعنيها ان كنت عابرا والاشارة حمراء او خضراء المهم انه يعبرك انه حتما سيسحقك
    تماما كما وجدت الحال فى السودان
    نفس الفوضى يا امى
    كل ماعليك "هنا او هناك "ان تقف مصلوبا الى حافة الرعب
    كنت اقف حتى يفرغ الشارع شحنته الغاضبة من العربات
    وفى البال حين اركض عابرة ان هناك من سيلاحقنى بالبورى محتدا
    ظللت حتى ذلك الوقت ثقافنى فى البورى لاتتعدى استخدامها حالات محددة
    اما نصر كروى"هلال مريخ" او زفة عرس وسط تشجيع المغنيات للسائق
    دور بينا البلد دا نحرق الجازولين يا الوابور جاز
                  

03-24-2009, 09:57 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يا امى
    اكتب اليك لاقول لكم انى سئمت السكنى فى هذه الاقفاص التى لا بديل عنها الان
    لكم اشتقت الى سرير" مجدوع" وسط الحوش
    وذلك البيت الكبير والحوش الذى تمتد مساحته لالف متر مربع
    الذى رغم اقتطاع اجزاء منه لسكن العيال لكنه ما يزال فى خاطرى ذلكم الكبير
    اشتقت للسعات الشمس فى الصباح ونحن "نجرجر " السراير منها باتجاه الضل
    الكانت حيطته مجاورة لبيت ناس ابو سامية والشام صديقة عزة
    حدثونى انها تزوجت وباتت ام لعدد من الاطفال
    يا لى الان اعتلى "سقالة الشوق "
    هاهو صوتك الرائق يطوف باذنى
    ـ يا بنات يلا قومو كفاكن نوم
    يهل صوت عميرى وامتطى صهوته مغنية
    ـ عزة قومى كفاك نومك
    انام ياامى على حصير المنى وشوك الشوق الذى يطعن جنباتى الان
    ها نحن الان نصحو متكاسلات باتجاه الشروق الصباحى
    وانتى باتجاه المطبخ
    تشعلين نار التمنى والحب والشاى
    وتقوم عفراء باتجاه "سرايا عابدين " كما كان يحلو لها تسميتها
    لكبر اعترى الصالةالتى كانت تمتد بطول البيت وصوتها مغتاظا
    ـ ياامى ياخ كلمى اولادك ديل يعنى الواحد لو صلح سريرو بعد مايقوم مالو ياخ ؟
    وكانوا يتعمدون تلك الفوضى بدعاوى كثيرة
    وتجدها تحث الخطى باتجاه تعديل الفوضى ولملمة اطرافها
    هنا قميص ، وهنا بنطلون ، وهناك حذاء وتحته يرقد شراب متهالك
    واحيانا تصيح غير عابئة حتى بابى الذى كان احد المتعاطين للسعوط
    ـ ياخ كلمى الاولاد ديل ، دى حاجات حتى الجداد ما بياكلا ، ديل شنو ديل ياخى ، قرف؟
    لكنها مع كل تلك الشكاوى كنت تسمعها تردد كل صباح منذ ان تم اختراع تلك الاغنية بلهفة حميمة
    ـ وبقيت اغنى عليك غناوى الحسرة والاسف الطويل
    لاتبدا النظافة الا وهذه الاغنية ملازمة لها
    وتظل الاغنية دائرة بلا نهاية حتى اثناء نظافة العيد
    حيث "مقيل العتاد والعدة فى واحة البيت المغروسة فيه اشجار الليمون واللارنج "
    تلك الاشجار الكانت مثار جدل لا ينتهى بين هدى شقيقتى الراحلة ووالدى عليهما كل الرحمة
    وهى الزراعية المتخرجة فى كلية الزراعة ووالدى الذى كان يحب الخضرة مستبيحا ارض لبيت لاجلها
    والدى كان يضع السماد من مخلفات "بيت الغنم والجداد والحمام "
    وهى كانت تعود فى اعقاب ان يضعه وتنكته بمعاول اصلها الحب وفرعها الخوف على موت الشجر








    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 03-25-2009, 04:25 AM)

                  

03-25-2009, 01:41 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لكم افتقد السماء الصافى والليل ولحظة "تهضلم " فى اغسطس ويبدأ رزاز المطر ليقطع حبل النوم وتبدا رحلة الدخول الى الغرف
    البعض يدخل متبرما والاخر متكئا على حواف الاسرة فى انتظار انتهاء نوبة الرزاز ، وبصره يرنو الى عنقريب متكول الى حائط خارج مكانه ذاك فيما البعض احلوت له اللعبة واستطابها وبدا فى ونسة حميمة وصوت امى المتلهف يتساءل حينذاك
    ـ فصلتو نور التلاجة ؟ كان الكهربا قطعت بتبوظ ، واحد يجرى يغتى الصاج ، غتيهو بالطشت الكبير ، وماتنسى شوال الفحم ، والحطب حق العواسة ، انت حبيبى امشى بيت الغنم والجداد ، اقفل معاك شباك بيت الحمام ، محمد حبيبى انا ما قلت ليك من النهار نضف السبلوقات ؟ نضفتهن
    وتجئ الاجابة نعسانة
    ـ معليش يمة والله نسيت
    ـ ينساك الموت ، انشا الله المطرة ما تكون كتيرة ، باكر من الصباح تنضفن الله يرضى عليك حبيبى ، هسى عليك الله اجرى جرى الازيار ختيت الخرطوش فيهن لو اتملو ختو فى البرميل وما تخليهو فاتح الله يستر وما تقطع الموية كمان كان قطعت الا نشترى من ناس الكارو ، ومعاك كمان الازيار غتيهن ، الله يغتى عليك
    الكل راكض تلبية لما طلبته امى ، البعض متغطى بالبطاطين والاخر حاسر الراس ، ويعود الجميع ليطمئن قلب امى
    يا لك ياامى
    تخفت الاصوات وتبدا هى بالهم الذى لا يجعلها تسكت تبدا بحديث سردى عن السباليق ، فى الاوضة ، السنة الفاتت كبينا الرقيطة ، والسنة دى كمان بتقى تقيلة على العرش ، الله يهون ويقدرنا نعرش البيت بالزنكى ونلقمه من جوه ، لانه السباليق دى مشكلة كل سنة ، هسى عاينو السبلوقة التانية دى قدر الرشاش دا خلاها تسيل ، اجرى يامحمد اجرى ود امى جيب جردل للموية دى ، الله يهون
    لكم احزننى رحيلك ايتها القديسة
    لكم المنى انكى رحلتى لتلحقى باليف روحك الذى ترافقتى معه لخمسين عاما
    اعرف ان هذه ارسالة لن تستطيعى قط الى قراءتها
    لكنى اكتبها لك وحدك
    اتمنى ان اعود الى هناك ، حين ينزل المطر واراه ينقر الجدران فتتساقط اغطيتها
    ونبدا لعبة طالما احببناها جميعا تلك القائمة على رؤية الحيوانات والبشر الذين يكونهم الفراغ الذى يتركه طرف هذا الحائط او ذاك لحظة يتهدم ، هنا غزال ، وتضحكين قائلة
    ـ اها داك راجل ، وجنبو ولد صغير
    نرى معا غطاء السماء مكشوفا بلونه الازرق مرصعا بالنجوم تراه عزة "زى المرتبة الجديدة " ننام الى حضنها وتضحكين من خيالها
    رحمة الله عليك ياامى

                  

03-26-2009, 09:59 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلمى الشيخ
    كل 27 مارس وانتي طيبه ،، وعموم اهل المسرح ...

    سلمى
    اظن ان المعهد في وقتك ذاك كان ضاجا بالشخوص والقصص والحكايا
    وحكاياهم الخاصة،
    واظن ان زاكرتك تحفظ جزأ - منهم ومن حكاياهم- ان لم يكونوا كلهم ..
    احكي لنا عنهم ، وعن نشاطاتهم ، وعن تفاصيلهم المختلفة
    وعن المسرح وعن المعهد
    وعن الدرب الذي يؤدي بك الي المعهد
    وعن الموسيقى
    وعنك وعن علاقاتهم وعن
    اي حاجه
    يلا احكي (الدنيا عيد مسرح وكده ويلا خلينا نسرح)
                  

03-27-2009, 03:51 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    المسرح ودوره فى التغيير الاجتماعى

    فى تصورنا ان الفنون لا تخلق التغيير بمعناه الشامل ، لكنها تسهم فيه الى حد كبير باليات قد تكون مباشرة او غير مباشرة
    وحين نتحدث عن المسرح كفصيل ابداعى مشارك فى عملية التغيير فاننا يجب ان نتوخى انه مرآة عاكسة لانفعالات وكوامن امة ، اى امة كانت ،
    وحين نتحدث عن المسرح السودانى فان للحديث بعد خاص ومختلف
    فالمسرح فى السودان كرافد ثقافى معرفى ، يمتد عمره نحو اكثر من قرن اذا اعتمدنا ما جاء به المؤرخون (مسرح ارسطى له تقاليده الارسطية )
    حيث يؤرخون لبدايته العام (1903) والذى بدا فيه بابكربدرى اول عرض له فى مدينة رفاعة بمشاركة تلاميذ المدرسة الابتدائية (الاولية ) فى ساحة المولدالنبوى ، ثم بعد ذ لك نقل نشاطه الى مدينة امدرمان حيث افتتح مدارس الاحفاد
    كل المؤشرات تشير الى ان المسرح كفصيل ابداعى كان ينزع من خلال الرواد الى التغيير ، بل ويتعجل فى بعض الاحايين ذلك التغيير ، بخاصة من جانب خريجى (كلية غردون او كليات وجامعات بيروت و مصر )
    ومما يؤكد زعمنا هذا ما تم فى ليلة افتتاح نادى الخريجين فى مدينة امدرمان ، حين قدمت جماعة المسرح فى ليلة الافتتاح مسرحية (صلاح الدين الايوبى )
    فالمسرحية كانت استدعاء لشخصية عربية لها تاثيرها ونفوذها فى متن التاريخ الاسلامى والعربى ، ولذلك تم التواصل عبرها مما اضفى على المسرحية بعدا عاطفيا اعمق
    ومما يؤكد ذلك ما جاء فى كتاب حسن نجيلة (ملامح من المجتمع السودانى )
    حين وصف تلك الليلة بانها الهبت حماس فى نفوس الحاضرين مم جعلهم يتمثلون صلاح الدين الايوبى فى شخص صديق فريد بطل المسرحية حيث تفاعلوا مع مقولةالمسرحية (ان لم اصن بمهند دينى فلست اذن صلاح الدين)
    الشعر ودوره
    كان الشعر يشكل حضورا مؤثرا فى الحركة الثقافية عموما ، بل ان الشعر كان سلطة فى حد ذاته كخطاب مباشر ، ساهم فى توصيف الحالة الاجتماعية كوسيط من وسائط المقاومة ، تمت الاستفادة منه الى اقصى درجة ، ولعلها ما زالت تستخدم حتى الان ولنفس الاغراض السابقة مع اختلاف النوع
                  

03-27-2009, 03:56 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    مسرح الجاليات
    اذا رجعنا الى تاريخ الحركة المسرحية فى السودان ، فسنجد ان مسرح الجاليات كان له تاثيره غير المباشر فى دفع الحركة المسرحية ، حيث الجاليات المصرية ، السورية ، اليونانية وغيرها ، مسارح تقدم فيها عروضها ونشاطاتها الثقافية المختلفة ، ولكنها على رغم محدودية التفاعل بينها وبين المتفرج السودانى ، الا ان وجودها اثر بصورة او باخرى
    وما اورده حسن نجيلة من دخول على عبد اللطيف الى كواليس مسرح الجالية المصرية ، ومتابعته لعملية التحضير للمسرحية ومحاولته بعد ذلك تطبيق ما شاهده فى مسرحية (صلاح الدين الايوبى ) حين اعيد تقديمها العام (1923)
    ولعل مسرحية (صلاح الدين الايوبى ) كان لها دورها البارز فى اثارة الحماس والتنبيه الى العدوالجاثم فى صدرالامة (الاستعمار الانجليزى ) وضروة السعى للتخلص منه ، فكان لذلك اثره المباشر فى التفاف الخريجين حول حركة اللواء الابيض وثورة 1924 وتم اغلاق النادى قبل الثورة بعام واحد ولم يعاود نشاطه الا فى الثلاثينات ، تزامن ذلك مع صدورمجلتى الفجر والنهضة فاضاف صدورهما دماءجديدة لحركة المسرح والشعر بل والحركة الوطنية عموما ، فقد استطاع عرفات محمد عبد الله ، ومحمد عشرى الصديق استقطاب اعداد الخريجين الى عالم الصحافة مما كان له الاثر والنقلة النوعية حتى فى طرح القضايا واثارتها على نحو جديد ، فى فترة كان الطاغى على الاعمال الابداعية جلها هو الشعر
    عبيد عبدالنور
    هو مؤسس مدارس بيت الامانة فيما بعد ، فى منتصف الثلاثينات كان قد عاد من بيروت بعد انتها ء امد دراسته فيها فى منتصف الثلاثينات مملوءا بحماس الشباب ساعيا الى التحرر ممتلئا بان المسرح هو الاداة الفعالة فى عملية التغيير ، فبدا بتقديم عروضه المسرحية بمشاركة عدد من الخريجين ، محاولا فى عروضه ان ياتى ماهو جديد منتقدا من خلالها السلوك الاجتماعى الذى كان فى تصوره منافيا للعادات والتقاليد كمثال (شرب الخمر/ الصمت عما هو حادث من عسف المستعمر الانجليزى ) محاولا خلخلة الواقع بتاثير المسرح
    مما اوقعه فى مصادمات ولعل اشهر مصادماته كانت حين (سب احدالممثلين فى سياق العرض ـ الدين وهو فى حالة سكر ) مما الب عليه رجال الدين ، الذين رفعوا عليه دعوى ضده الى المفتى (احمديوسف هاشم ) والذى افتى لصالح المسرح ورد بان ذلك لا يعدو كونه تمثيلا ليس القصد منه الاساءة للدين ، لان الممثل يتقمص دوره مثله مثل الصوفى
    الرقابة ودورها فى خلق ردالفعل الابداعى الايجابى
                  

03-27-2009, 03:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    انتبهت الرقابة فى تلك الاونة الى خطورة الفن بكل فعالياته (الشعر ، المسرح ، الغناء، الصحافة ) فلجات بالتالى الى وسائلها المعروفة بمطاردةومحاصرة المبدعين ولعل اشهر الرقباء فى ذلك الحين هو ادوارد عطية ، الذى كان يستدعى وبصورة دورية كل من خالد ابو الروس، وخليل فرح كلما انتجا عملا جديدا ، وعلى وجه الخصوص خالد فرح الذى كان يعد سياسيا وفنانا يخشى من سطوة خطابه وتاثيره على الجماهير بخاصة حين كتب قصيدته (فلق الصباح ، ماهوعارف قدمو المفارق )
    كل هذا وغيره يوضح الى اى حد كانت السلطات المستعمرة تخشى الفنون وتتهيب سطوتها التى كانت فى تصورها ستقود الى ثورة مضادة تطيح بوجودهم فى قطركالسودان ه اهميته الاستراتيجية والاقتصادية
    الاندية الرياضية ودورها
    بداظهور الاندية الرياضية فى العشرينات من القرن المنصرم ولم يكن دورها قاصرا على الرياضة وحدها
    بل امتد النشاط ليشمل المسرح كند للرياضة ، وكان للمسرحيات جمهورها الموازى للرياضى ، ولعل ذلك جاء من ان المسرحية كانت ضمن عرض يشمل الشعر والغناء ، ولعل الغرض من ذلك هوعنصر الجذب لعدد كبير من الجمهور ، ذلك ان القائمين على المسرح انذاك كانوايدركون ان الوعى لم يكن بدرجة تؤهل المشاهدين لمتابعة عرض مسرحى كامل او مباراة كاملة
    وكان لتلك الاندية (الزهرة ، المريخ ، الحديد ، الهلال ) مؤلفيها من الشعراء ـ خالد ابوالروس ، سيد عبد العزيز ، ابراهيم العبادى ، سيداحمد غاندى
    ولعل اشهر المسرحيات التى حفرت فى الوجدان القومى السودانى مسرحية المك نمر لمؤلفها ابراهيم العبادى ، وقد وجد العبادى بحسه الفنى مفتاحا للدعوة القومية التى تبناها خلال مسرحيته ( المك نمر )
    جعلى ودنقلاوى وشايقى ايه فايدانى
    غير خلت اخوى من غير سبب عادانى
    يكفى النيل ابونا والجنس سودانى
    لكن السلطات كانت ترصد كل سكنة حركة فقامت بهدم الصرح المسرحى وتشتيت جهوده مما ادى الى ركودالمسرح وطويلا
    حتى كانت الفرقة القومية للتمثيل التى كان يتوفر عليها ميسرة السراج
    فى اربعينات القرن الماضى
    اول ظهور للمراة فى المسرح
    كان للسراج شرفان يكون اول من فتح ابواب المسرح امام المراة السودانية ولاول مرة تظهر ممثلة ، حيث كانت ادوراها يؤديها الرجال ، فكانت سارة محمد التى قوبلت بالرفض المتمثل فى رشقها بالحجارة والطماطم الفاسد وذلك فى اول عرض مسرحى لها ، وكان ان انتهت تلك المراة الاسطورية الى ناهية محزنة ظلت اسيرتها حتى رحيلها فلقد ظلت صريعة المرض النفسى حتى مماتها
    وحتى هذه الفرقة لم يكتب لها ان تستمر وسرعان ما انزوت فى جيوب التاريخ وباتت تاريخا ، ولم تنبعث له حياة الا فى اعقاب ظهور فرقة( تور الجر/عثمان حميدة ) وابوقبورة /محمودسراج ، وعثمان احمد حمد ودابدليبة ، واسماعيل خورشيد ، والفاضل سعيد فى مطلع الخمسينات
    انحصر نشاطهم من خلال مسرح الاذاعة
                  

03-27-2009, 04:03 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    افتتاح المسرح القومى
    لن نتعرض لتاريخ بنائه لكننا معنيون باول موسم مسرحى حيث كان فى تلك الايام يراس ادارة المسرح القومى الاستاذ الراحل الفكى عبد الرحمن
    وكانت فى تلك السنة 1967او ل مواسم المسرح ، وهنا لابدمن الوقوف على امر المراة فيه حيث كانت اسهامات السيدة اسيا ، والسيدة فتحية محمد احمد، والسيدة امينة عبد الرحيم
    ثم تلت ذلك بنات الاستاذ الراحل خالد ابو الروس ضاربا اروع الامثال فى انه اتاح الفرصة لبناته ان يصعدن خشبة المسرح كممثلات ، مما كان له فى تصورنا اكبر الاثر فى القادمات الجدد للمسرح
    ولا يفوتنى دورالرائدة نعمات حماد ومنى عبد الرحيم ، تحية زروق، هدية احمد حسين ، وجميعهن من خريجات المعهد العالى للموسيقى والمسرح
    ثم كان ان ظهرت بعد ذلك الفنانة فايزة عمسيب ، التى ادت دورا خالدا فى السينما ايضا حيث مثلت فى فيلم (عرس الزين ) كاول تجربة لها فى عالم السينما
    كل ذلك كان فى منتصف الستينات ، والسبعينات ، ثم انضمت للعقد الفنانات بلقيس عوض ، فتحية محمد احمد، نفيسة محمد محمود ، رابحة محمد محمود ، زكية محمد عبد الله ، رجاء ميرغنى
    ومنذ تلك الايام لم تفارق المراة السودانية خشبة المسرح ، ممثلة وكاتبة ومخرجة ، وناقدة
                  

03-28-2009, 09:56 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الوطن الغائب

    وكنت ابحث عنه فى كل مكان ، لم اجد صورة الوطن الذى عرفت لاعوام خلت
    المشاهد تغيرت ، الناس فى بلدى لم يعد فيهم من كنت اعرف ، بحثت عن الذين عرفتهم فى كل مكان لكنى لم اعثر على ضالتى
    حين سالت اين ؟ لم يرد احد على سؤالى ،
    بحثت عن عطر قديم كنت استلذ لرائحته لكنه اختفى، حتى الثياب التى عرفتها لم اجد من يرتديها ، تغيرت ألوانها ومعالمها
    الثوب الذى كنا نسميه الثوب السودانى والذى كان ملمحا اساسيا فى الشارع غدا "جلبابا " لا يتسق ولون الحياة ، فهو اسود فى احيان كثيرة ، لم تكن النساء يلبسن اللون الاسود يتأففن من لبسه
    كانت امى تقول عنه " دا لون الترك والناس كانت مكجنه الترك عشان كده حتى الحداد كان باللون الابيض،الهنود كانوا هم الدخلوه السودان ولانهم ما حكام كانوا الناس بيلبسوا اللون الابيض زيهم ، كان التوب البنقالى او الدمورية او حتى الطّرقة ، والتوب اظنيتو جانا مع الهنود لانو كان ما معروف قبل دخول الهنود ، كانت حبوباتنا بلبسن القرقاب والفركة الصفيح حسى البنات بقن يلبسن تياب ما زى حقتنا الزمان ، زمان كان التوب عندو اسم الاسم ذاتو مرتبط بحكاية او اغنية او اسم زول ، زى موضة امكن تقولى هسى الموضة ما بقت زى زمان بغنوا ليها ، يعنى كان توب الزراق ، ودا معمول من الدمور لكين مصبوغ بالزراق"صبغة زرقاء "
    او الفردة حقت النقادة او التياب البقت بعد داك تجى من لندن ، ولمن الوليدات اغتربوا فى السعودية برضو اتغيرت لكين ما زى هسى ، هسى البنات بقن يلبسن هدوم معشكبات ، زمان الواحدة من امهاتنا بتلبس التوب عادى لمن تكبر وتحج بتلس مع التوب الطرحة ، لكين نحنا ما كنا بنلبس زى البنات هسى ، يعنى تقدرى تقولى اتمسخت الملابس ، مافى موضة زى زمان ، يعنى التقليعات الكانت بتظهرفى ايامنا مثلا:
    لبسنا الكلوش ولبسنا جكسا فى خط سته ، ودى كانت موضة فى الستينات ، هسى بقن كلهن يلبسن زى القفف كدى ما تعرفى الواحدة ماشة ولا جاية " هكذا اختصرت امى الحديث عن الملابس التى تغيرت ، حتى" الجلابية" الكانت معروفة بين الرجال حال لونها الى عدة الوان ، وهنا تقول امى:
    زمان الرجال كانوا بلبسوا الجلابية البيضا وكان خلاس داير يغير الجلابيةالبيضاء يلبس السكروته ودى ما عند كل الناس لانها غالية ، ولونها سمنى ، او جلابية لونها لبنى ، بعد الولاد مشوا الخليج بقوا يلبسوا زى ناس الخليج لكين هسى الجلابية بقت مبوجنه ، الوان زى حقت البنات وما سمحه لانه كانت بيضا وجميلة ، هسى بقوا زى البنات بلبسوا طقم "
    لم اكن املك من الكلام امرا سوى الصمت لانها تعبر عن لسان حال المجتمع الذى تحول الى عدة مجتمعات اعنى مجتمعنا الذى عشناه فى وسط السودان
                  

03-28-2009, 10:21 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    المدهش ان ثقافة الاخر ماتزال هامشا كبيرا ، اعنى ازياء المناطق الاخرى من السودان نادرا ما تجد رجلا يرتدى ملابس من الشرق تلك المعروفة بالصديرى والعراقى او من الغرب بتلافيفها المعروفة وعمامتهاالكبيرة التى تبدو لمن يراها انها من ملابس الطوارق والتى بات اسمها التورا بورا نادرا ماتجد احد يلبس الملابس التقليدية فى العاصمة(سوى فى المناسبات كالزواج العزاء وتجد المظهر يتجلى فى وضع العمامة على الكتف دون لبسها فى احيان كثيرة ، بل ان العمامة نفسها بدت فى انحسار ، ففى السابق كنت لا ترى رجلا لا يضع العمامة لحظة ان يكون مرتديا الجلباب لكن الان بات يضع العمامة على كتفه دون ان يلبسها او يستعيض عنها بالطاقية فقط مما يسترعى لفت انتباهك ان شئ ما يجرى حولك ، شئ ليس بالقديم لكنه ربما نتج عن امور عديدة لم تكن من الذين حضروا تاسيسها )
    امر آخر يحدث فى الطرقات وهو بائعات الطعام ، والشاى والقهوة مشهد مستفز تماما جيوش منهن فى كل منحنى وكل مكان فى العاصمة حيث لم تعتد المدينة مشهدا كهذا تحول المقهى الى الشارع ، شاى مختلط بالعادم وما يفرزه من ثانى اكسيد الكربون ، والغبار والاتربة وما ينجم عن امراض قد يتعرض لها الانسان ، هذا الى بائعات الطعام بتلك الصورة اللاانسانية يفترشن باطعمتهن الارض دون رقيب او محاسب على تلك الجريمة التى تجعل من الاكل فى العراء فى آنية غير مغسولة بصورة جيدة فى مجملهن هؤلاء واولئك، نساء فى ربيع العمر يلتحفن السماء والحر تشوى الرؤوس لكنهن يجلسن اليها عنوة واقتدارا حولهن يلتف جمع من الرجال والنساء فى بعض الاحيان تراهن فى تلك الاماكن وفى اوقات من الليل يصعب ان تجد فيها حتى الرجال فى الخارج لكنهن يقلن لك : "المعايش جبارة " وتحكى لك الواحدة قصصا من اكثر القصص تراجيدية ، عن الزوج الغائب او الخائب الذى لا يهمه ان باعت الشاى او روحها ، المهم ان يعود ليجد الحياة مستمرة ، ماكله ومشربه وملبسه متوفر!!!
    تتحسر حين تستمع لتلك القصص التى باتت امرا عاديا فى بلاد لم تعد القيم التى كانت سائدة ما تزال تسود ، اختلف كل شئ ، برزت الى السطح امور لم تكن فى يوم الا للتندر حولها لكنها باتت احد اهم الملامح وهى عديدة منها ما هو فى مسار التندر بك او ما يتعارف عليه بتسمية "دقسوك "اى انك كنت محل الشخص الذى تم التلاعب به من قبل احد الناس واحيانا احد الناس هذا يكون من اقربهم اليك
    تجد ان ظاهرة الاحتيال لم تعد امرا غريبا كل يبرز مواهبه وفنونه اكثرهم فتنة من المحتالين ذلكم الذى سرق " شحاذى مدينة ودمدنى ، الذى جاء فى الاخبار انه وضع لهم المخدر فى الطعام الذى جاء به اليهم على اساس انه فاعل خير لكنه نهب كل ما يملكون وبلغت حصيلته اكثر من ثمانين مليون جنيه " ولا نعرف المدة التى استغرقها جمع مبلغ بهذه الضخامة ، لكنه امر يدعو للتامل ، وامثال تلك الواقعة كثيرة لكنها منسية فى مكان ما ، ربما يكتبها مؤرخ قادم
    تدعوك كثير من المشاهد الى التامل ، خذ مثلا اخبار الطلاق ، هذه وحدها تحتاج الى خبير فى المسائل النفسية والاجتماعية ليحدد الاسباب التى دعت الى حضور مثل تلك الحالات الى صفحات الصحف ، لا تكاد تخلو منها اى صحيفة وجميع الحالات متشابهة " الطلاق للتعذر اوعدم الانفاق ، او الهجر والغياب "
    والمشاهد عديدة منها التى تكتب ومنها المسكوت عنه ، وهنا تجد الاحالات مرتبة فى سياق غناء البنات يعبرن عنه فى دقة متناهية ويمسكن خيوط الازمة باحسن من اى خبير اجتماعى او نفسى ، ينتجن خطابا متسقا مع المرحلة ، يعبرن عن الازمات العاطفية والنفسية بشفافية وصدق جديرين بالاحترام
    امر اخر استفزنى وهو التدين بين الفتيات خاصة بل تجدهن يقدمن لك الافتاء كاملا ، فى مجملهن اولئك الفتيات حين رصدنا انتماؤهن ـ فليكن ـ الطبقى وجدناهن اولئك اللاتى يقعن فى قاع الترتيب المجتمعى ربما يستعضن بالتدين على الفقريرتدين البرقع او ما يعرف بالخمار او النقاب بلونه الاسود لا تكاد ترى من جسدها الا اجمعه فى كتلة سوداء لا تعرف هل هى امراة او خيال ، وتتعمد الى ذلك بحيث لا تراها الا ككتلة واحدة بلا ملامح محددة ، البعض منهن قال حين سالته :
    ـ ان ذلك هو اللبس الشرعى
    فهل من لم ترتدى ذلك الزى هى كافرة ؟ فى حين تقول احد السيدات من اللاتى وضعن الخطة لذلك الزى انها ( غير معنية بارتدائه ) لانها تضع القانون لكنها غير ملزمة بتنفيذه على صعيد شخصى ، هذا ما اوردته فى مقابلة تلفزيونية معها
    تناقض بين التنفيذيين والتشريعيين والمنفذين لاوامر السابقين ممن ذكرنا فى بلاد تحتاج اكثر ما تحتاج الى الوعى درجة للوصول الى القمة والقيمة الانسانية
    وهذا ما ينطبق على المناهج التى تبدو فى مجملها ماخوذة من نبع الحجاب فالمتابع للمنهج يجده خانعا لتلك المقولات حشد للسور القرانية دون ان يعى التلميذ ما هو بصدده ، مجرد حشو اجوف لا يسمن ولا يغنى فالتلميذ لا يفسر الايات بالقطع ولا يحتاج لكل تلك الايات فى حياته اليومية وما يحتاجه بعيد عنه كل البعد ، لا نقلل من اهمية التعليم الدينى لكنه فى بعض الاحيان يشكل عبئا على التلميذ فى حفظه والعمل به فيصير حشوا من ثم ، انحسرت فى مقابل ذلك مواد التاريخ التى تبث فى التلميذ الوعى بماضيه وتجلت تلك الانحسارات فى ان التلميذ مغيب عن واقعه وعن ماضيه فهو يعرف تاريخ الجزيرة العربية باكثر من معرفته بالجزيرة المروية فى حين ان التلميذ يحتاج لمعرفة الاثنين معا فى جرعة متكافئة .
    لكل ذلك نضيف ان الانسان السودانى بات مغيبا عن خواص الاخر فى الحياة اليومية بل ان الجهوية باتت هى معينه الاساسى فى المعرفة ، لم يكن احد فى السنوات العشرين السابقة يسالك عن جهتك الجغرافية او الاثنية كالقبيلة مثلا ، لكن الان بات ذلك سؤال ملح فانت لابد ان تكون عارفا بقبيلتك فى تكريس اقل ما يوصف به انه معنى بالحاح من السائل ، فكم من مرة ورد السؤال الى ( من ياتو قبيلة ؟) وكنت لا اعرف اي القبائل انتمى فلم تقل لى امى او ابى اى القبائل ننتمى سوى للسودان ، فهل دنقلا مثلا قبيلة ؟ لا ازعم فهى مدينة قديمة او ان شئنا الدقة مهبط حضارى لا علاقة له بالقبيلة ، او المحس او حلفا او غيرها من المدن او الحضارات ، ولاحظنا ايضا السخرية التى تتلمس طريقها عبر النكته المحكية من الاشرطة التى تباع فى الاسواق مكرسة للسخرية من الاجناس ( الشايقية ، الرباطاب ، الدينكا ، الفور، الهدندوة ) فى سرد مخجل لتلك الاجناس وارتباط بعضها بكثير من الشناعة المؤذية والناس يتقبلونها كأنها امر لابد منه !!! ولعلنا لم نرصد الكثير من المواقف التى تحيل المواطن الى العوبة فى يد هؤلاء الساخرين الذين يمسخرون الادمى السودانى ويحيلونه الى جهة فقط خالعين عنه فى بساطة انسانيته مضيفين اليه ابشع الصور حتى تتم السخرية منه ،دون انتباه لمشاعره ، صحيح ان النكتة امر حيوى لكن لماذا انتشرت فى هذا الوقت بالتحديد انواع هذه النكات ؟ هل هى مجرد امر يخص المرحلة ؟ ولماذا الان ؟ لماذا لم نكن نسمع قبل الان مثل هذه النكات وبهذه الحدة ؟ ما ذلك الا لان المجتمع السودانى بات مهجوسا بالجهوية وهذا ما كرست له السلطة فى اعلى بنياتها التشريعية والتنفيذية من خلق فضاء لموظفين ينتمون الى جهة دون الاخرى ، من ( تكبير الكوم القبلى داخل نسيج الخدمة المدنية ) مما ادى الى هذا الانفلات القبلى الذى يعكس من جهته الغضب غير الممكن تحمله ، فانت لا تدخل الى السلم الوظيفى الا ان كنت موال للسلطة او من احد منسوبى تلك القبيلة الحاكمة !! لم يحدث امر كهذا من قبل ، حتى الدخول للكليات العسكرية مرهون بهذه الجهوية بكل الاسف



                  

03-30-2009, 08:47 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    وكــــان
    يـــامـا
    كـــــان









    في قديم الوقت وحاضر الزمان


    .........................
    .........................
    ........................
    ........................
    ........................

    ________________________________________
    عفوا سادتي
    فإن سلمى الشيخ سلامة
    سوف تأتيكم بعد قليل
    فترقبوبهــــــــــا
                  

04-01-2009, 12:34 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    ايضا امى

    منذ ما يقارب العامين ظللت اعمل فى هذه الحضانة ، اتوفر على اطعام الاطفال وتنويمهم والعناية بهم دون كلل ، كل يوم يزداد تعلقى بهم ، كلما حملت طفلا بين يدى تذكرت امى

    يالامى

    ادرك الان كم انكى تعبتى لاجلنا يالامى ، واعلم الان كم انى احبك وافتقدك

    منذ ان بدات عملى فى هذه الحضانة وانتى حاضرة فى ذهنى حضور ينعقد كلما لامست يدى طفل يبكى مربتة على ظهره ، اذكرك لحظتها ، كم انك شقيتى لتخرجينا الى هذه الحياة رجالا ونساءا ،ممتلئين بالامتنان لك ، فانتى من سهر علينا لحظة مرضنا ، كنتى تخبئين دمعك حتى لانصاب بالضعف ، وتقوينا ، نستمد منك القوة والايمان ، نتحمل كل وخزات الفقر لانك تلقين الينا بحجر فى بركنا الراكدة ان الغد هو لكم ، ما عليكم ان تفعلوه هو الدراسة والتحصيل ، هناك فى تلك اللحظة ستنهار هذه البناية الرخوة التى كان اسمها الفقر ، لكنك كنتى غنية بنا واغنياء بكى صرنا ، كنت اراك تركضين بين المطبخ وغرفتنا التى كنا نذاكر فيها صانعة للشاى حتى لاتغفو اعيننا حيث الامل كله لدنك كان معقودا على نجاحنا ، لكم راهنتى على مقدراتنا ، ازعم اننا لم نخيب ظنك ، وفعلنا ما امرتينا به ، ويا له من امر محبب ، رغم صعوبته الكانت بادية لنا حينها ، لكنك غسلتينا بماء الصبر ، ودلقتى الينا بئرزمزم الامان وبتنا نسعى الى تحقيق حلم كان يتوهج فى حناياك ، رغم قليل من نجاح حصلنا عليه لكنه ما كان ليكون لولا سديد خطى دحرجتى الينا صخرته ، فتلقفناها وحين جاء وقت السداد ، كنتى اكثرنا فرحة ، كنا نتسابق لارضائك ما لسبب سوى انك كنت حافزنا وقائدنا ،اعلم يا امى اننا لم نكن عاقين بك ، لكلنى مع ذلك

    احس انى قصرت فى حقك ، فسامحينى ، ارجوك امى سامحينى ، لاننى لم افيك بعض حقك على ، كنتى تضحكين حين اقول لك ذلك وتردين على

    ـ عافية منكم وراضية عليكم ، بس عليكم الله خلو بالكم من بعض ، حبوا بعض دى اكتر حاجة دايراها منكم

    رحمة الله عليك يا امى
                  

04-01-2009, 06:29 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الاخ فيصل عباس
    الاخت سلمى الشيخ ..
    عدت مرة اخرى وغرقت فى الكلام ..
    وشغلتنى جداً الحكايات .. وبدأت ابحث عن اضان الدحش ..
    ووجدت فيصل ياخذنى الى حكاية اخرى ..
    ما الذى يمنع ؟
    ان تنشر هذه الحكاوى بمضامينها الراقية فى كتيب نوزعه على الوليدات فى مدارسنا؟..
    ولكاذ هلكونا بقصص "ميكى والشياطين الـ 13 ونحن نمتلك هذا التراث ؟
    اين وزارة "السغافة"؟..
    الآن يا فيصل وياسلمى احس بالوجع الحقيقى .. وكيف ان تراتثنا مازال شفاهياً ..
    كل هذا الذى كتبتموه جديد ..
    فكم من حكاية ماتت فى صدور المبدعين .. كم من حبوبة حكت ورحلت ..
    كيف ترحل الزهور كلها وتبقى الانظمة باشواكها ..
    بالله دى مش المصيبة زاتا؟
    اعود الى اقتراحى الاول ..
    فيصل
    سلمى .. تعالوا نقترح لناس المنبر كلهم .. ان نتعاون على طباعة ونشر هذه الحكايات ..
    فهذه هى مكتبة الاطفال السودانيين ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de