تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الممثلة تماضر شيخ الدين جبريل(Tumadir)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2006, 03:44 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل



    تماضر شيخ الدين تبدع فى النادى السودانى بمسقط
    حدث فريد..... هل لنا أن نتعلم منه درسا مفيد ؟



    كانت ليلة ..
    جاء كل شئ مختلفا تماما. فاليوم يوم جمعة، و بعده صباح السبت و مدارس العيال و الاشغال.
    حتى قبل أقل من اربعة و عشرين ساعة ظلت المشاورات جارية فى أن تقام الليلة أو لا تقام، و فى كيفية التحضير لها و الاعلان عنها، فى هذا الحيز الضيق من الوقت. و هو عكس ما جرى عليه الحال ازاء فعاليات النادى السودانى بمسقط من اعلان مسبق من قبل عدة ايام، تتبعه ملاحقة و تذكير برسائل الجوال وفق نظام سريع و محدد برع فيه أعضاء مجلس ادارة النادى.
    ظل معظمنا متوجسا أن يخيب أملنا الحضور، فتكون حسرة. لكن الذى حدث كان شيئا فريدا.

    من على خشبة مسرح النادى السودانى خلف مجمع الحارثى بمسقط، قدمت تماضر شيخ الدين اعمالا من مسرح الشخص الواحد، بسيطة وفذة، هزت وجدان الحضور. حكت لهم عن أنفسهم فى تلقائية و حضور مسرحى مبهر، و عن وجع الحياة فى مأزقها الوجودى، و عن مظالم السلطة، و عن ذكريات الوطن....حواريه، و شخوصه، و ترابه العبق، فأحزنت، و أبهجت، و أضحكت. فكان ذلك التجاوب الذى لم ارى له مثيلا قط، رغم جماليات ما قدمه النادى السودانى بمسقط من أدب و فن و ثقافة عبر مسيرة السنين.

    كان العرض الاول "اسمى عواطف وساكنة الثورة"، و هو عمل مسرحى شعرى من تأليف الاستاذة تماضر شيخ الدين، و ها هى تؤديه بنفسها. صاحب عرض "اسمى عواطف" عمل موسيقى غنائى يمهد لاحداثها، من الهام عبد الخالق، استاذة العلوم التى ما فتئت تزداد تألقا بفنها. عند بداية العرض، و قبيل ظهور الفنانة تماضر شيخ الدين ، جاء صوت الفنانة الهام عبد الخالق من خلف المسرح صافيا رقراقا، فولج المكان صمت عظيم. موضوع المسرحية حياة الموظفين و الموظفات فى الخرطوم، فى اواخر الثمانينات و اوائل التسعينات ...العلاقات بين الجنسين، و الوشاية، التى صار لها بعدا جديدا، و مرا، ليس كذى قبل. وعن معاناة عواطف، ساكنة الثورة، ما بين العمل و العيال، الذين نكتشف، عند استجواب ضابط الامن لها، أنهم ايتام، و أن ابيهم كان أحد الذين اعدموا فى الشهر الحرام.

    ثم توالت العروض المسرحية، فكانت مسرحية "دنيا صفا... دنيا انتباه "، و هى من تأليف عبدالله على ابراهيم، و اخراج اسامة سالم، و كانت قد قدمتها تماضر شيخ الدين بمسرح قاعة الصداقة بالخرطوم فى اواخر الثمانينات، وشاركتها فى التمثيل انذاك الفنانة مريم محمد الطيب. الا أن تماضر هنا الان تؤديها منفردة، و تنتقل من لعب دور شخصية الى شخصية اخرى، فى سلاسة و يسر. عمل درامى اعتمدت لغته المنلوج الداخلى والحوار فى آن معا، و هو يعكس مفارقات الحياة فى مأزقها الوجودى. امرأتان، احداهما تزوجت كثيرا من الرجال، حيث يموت عنها ازواجها، و الثانية لم يكن لها فى الزواج نصيب، و كلتاهما تندبان حظهما من الدنيا.

    بعد ذلك طالعتنا تماضر بدراما، اظنها من صنعها ايضا، عن تلك المرأة التى يسكنها الحزن، وصورة تلقيها لخبر وفاة، و جزعها حين تحاول نقل الخبر لابنة المتوفية، فتنتفض امام الابنة مقبلة مدبرة فى عجز تام عن أن تحتضنها بالعويل ليكتمل مشهد الحزن. فى تلك اللحظة بالذات احسست بأن لا أحد غير تماضر جدير بأن يمثل المسرح السودانى، و هو ما فعلته حكومة الشارقة فى دعوتها لها لتمثيل السودان فى مهرجان المسرح الذى اقيم قبل ايام بدولة الامارات العربية المتحدة.

    ثم قدمت تماضر فقرات كوميدية ضاحكة من مسرح الواقع، بذات العفوية المذهلة فى تقمص الشخصية، و الحكى المنبسط الاخاذ....عن بنات أهلها فى ودنوباوى و الثورات، و عن مجتمع الموسيقى و المسرح فى ذاك الزمان- معاناتهم و تطلعاتهم. فأدخلت السرور فى نفوس الحضور، و أغرورقت المآقى بالدموع حبورا و انتشاءا.

    كان الامر كله شيئا فريدا.
    عدد الذين حضروا من نساء و رجال، فاق توقعات جميع الذين نظموا الحفل. اعجابهم و تصفيقهم المتواصل لفقراته، و تجاوبهم مع الاعمال التى قدمت من دراما و كوميديا، و الطريقة التى استجابوا بها لطلب تماضر شيخ الدين التبرع لاطفال دارفور. فعدد الحاضرين كان أكبر من ضعف عدد كثير من حضور الفعاليات التى يقدمها النادى فى ايام معلومة، و التجاوب مع الاعمال الفنية التى قدمت بدأ عند بداها و ما توقف حتى آخر ثانية منها! أما الاستجابة للتبرع لاطفال دارفور، فذاك حقا شئ عجيب. فبرغم (الكشوفات الكثيرة الحائمة فى النادى هذه الايام) من عام و خاص، فان المتبرعين كانوا يتسابقون، زرافات، و ليس وحدانا، لتسليم تبرعاتهم الى، و كنت أعجز عن مسايرتهم لتسجيل ما تبرعوا به. و معظمهم دفع خمسة اضعاف ما طلبته تماضر كحد ادنى.
    جلس بقربى، عند بداية الحفل، بعض الصحاب، و ذكروا أنهم ليس لهم فى المسرح، و سوف يغادرون الحوش، لمشاهدة مباراة فى كرة القدم فى الصالة الداخلية، الا أنهم حين بدأ العرض، وقروا فى كراسيهم حتى الثمالة، و كانوا من الذين تبرعوا بخمسة اضعاف ما طلب منهم.

    هل لنا أن نتعلم من هنا درسا مفيدا؟
    اتفق جميع الحضور على جمال تلك الامسية الثقافية. فهل هم على قلب رجل واحد؟
    بالطبع لا، فهم من مشارب و توجهات فكرية و امزجة مختلفة. غير أن العمل الفنى الصادق الذى عكس بعضا من ثقافة مجتمعهم فى بساطة و تلقائية هو الذى جعل تلك الاستجابة الجماعية العفوية ممكنة. الدرس المستفاد هنا، فى زعمى، هو انه لا يمكن لنا أن نجزئ الثقافة، هذا فيه رائحة سياسة فلنتجنبه، وهذا ليس فيه، ولا بأس من تناوله.

    حين تقدم فعالية ثقافية عن الخدمات الطبية أو حول مشاكل التعليم و التربية، أوالاقتصاد، أو اية قضية من قضايا المجتمع، فلابد أن تمس السياسات القائمة على أرض الواقع، و الا كانت عملا سفسطائيا لا طائل وراؤه. فهل هذه سياسة بالمعنى الخاص للكلمة ؟
    كم من محاضرة و ندوة وفعالية من هذا النوع اقيمت بالنادى السودانى بمسقط، و تعرضت للسياسات القائمة بالنقد العلمى الموضوعي ، فأثرت نساءه و رجاله فكرا و ثقافة. أما حين يتعلق الامر بقضايا الثقافة ذاتها- الثقافة بمعناها السوسيولوجى الاولى، جماع معتقدات القوم و قيمهم و عاداتهم و نظرتهم للكون و لانفسهم و لغيرهم من الجماعات، فهنا نحتاج الى وقفة متأنية.

    لنفترض اننا شطبنا بند الانشطة الثقافية من انشطة النادى السودانى بمسقط، هل يتبقى لنا شئ سوى الكوتشينة و مشاهدة التلفاز؟
    و هل يمكن لانشطة ثقافية أن تكون دون حوار؟
    أن نفتح باب الحوار حول قضايا الثقافة – ما نحن، ما نريد، ما الهوية التى تجمعنا، هو مطلب الساعة. و هذا أمر يتخطى السياسة بمعناها الخاص، فهو شرط سابق عليها، و لا دخل له بشكل الحكومة القائمة، هل هى مدنية أم عسكرية، او أى حزب هو فى السلطة، و أى حزب يسعى اليها و ماهى ادواته. ولا دخل له بالصراعات الحزبية، رغم تأثيره عليها. فلو ذهبت هذه الحكومة، و جاءت حكومة غيرها، سوف تظل هذه الاسئلة عالقة تنتظر الاجابة عليها.
    ولنضرب لذلك مثلا بقضية دارفور. اذ ما زال كثيرون هنا من أهل الشمال النيلى، و أعنى المجتمع المحلى لسودانى مسقط،، يقللون من شأن الذى يحدث هناك، برغم اعتراف العالم أجمع، الاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية و المجتمع الدولى، بالفظائع التى ترتكب، وبضرورة ان تتدخل جهات خارجية. و يتمسكون بمقولات تخلت عنها السلطة ذاتها، مما يعنى أن الامر ليس أمر سياسة، و انما يجد تفسيره فيما ذكر آنفا من بعد سوسيولوجى- ثقافى.

    قبل فترة ليست بعيدة، قدم الاستاذ الشاعر فضيلى جماع محاضرة فى النادى السودانى بمسقط بعنوان " الثقافة السودانية بمنظور جديد". و مع اننى لم احضرها، فقد كنت خارج السلطنة وقتها، فقد علمت انه قوطع حين أورد امثلة و مقارنات من الواقع، ما كان له أن يدلل على الحاجة الى منظور جديد للثقافة السودانية دون ذكرها. فايرادها ضمن هذا السياق ليس تجريما للفاعل الاصلى الذى يتحمل مسئولية ما يتعرض له أهلنا فى دارفوربقدر ماهو تذكير بانه ما كان لهذه المظالم أن تستمر سنين عددا لو لا الرواسب الاجتماعية التى تحكم منظورنا نحن، أهل الشمال النيلى، للثقافة السودانية و لهويتنا.

    متى تكون المحظورات؟
    تكون المحظورات حين يأخذ الحوار شكل صراع بين أطراف تتكتل و تتحزب تحت لافتات و قوي سياسية محددة، و كل يكيل للآخر التهم، أى انه صراع بين أ طراف . ساعتها يصير الامر أمر سياسة. و لعل فى النص بعدم جواز اشتراك أعضاء البعثات الديبلوماسية فى اندية الجاليات، احتياطا من السلطات العمانية أن لا تتشكل محاور و أطراف داخل هذه الاندية. اذ من الطبيعى أن يمثلوا حزب الحكومة، كطرف، مما قد يخلق الحاجة الى طرف آخر يناظره.
    كثيرا ما يحضر الاخ رئيس البعثة الديبلوماسية السودانية فعاليات النادي السودانى بمسقط ، و يقف من على المسرح متحدثا. هو الشخص الوحيد، من بين كل أفراد الجالية السودانية الذى يعلم الجميع الى أى حزب ينتمى. هو يتحدث عن سلام و تنمية، و عن اشياء لا تجد لها صدى فى ارض الواقع. و الواقع المعنى هنا هم الحضور أنفسهم، فجلهم فى الخمسين من العمر، ومنهم من ولج الستين اقتدارا، و لا أحد فيهم يفكر، مجرد فكرة، فى العودة النهائية للوطن، مع ما فى دواخلهم من رغبة دفينة مؤجلة، لتحقيق شرط وجودهم الانسانى هناك حيث المنبت ، و الوجدان. حتى صارت طرفة اخينا أحمد صالح " بشرية" : فلان رجع للغربة تانى ؟! ...... نعم رجع نهائى - بعضا من الذاكرة الجمعية لهؤلاء القوم. هم بهم حنين مؤجل للاستقرار و الطمأنينة، الا انهم لا يعرفون لتحقيقه سبيلا. و لعل ذلك هو ما فجر فيهم التجاوب الكبير مع مسرح تماضر شيخ الدين.
    نعم، هو له صفته الرسمية كسفير لبلادنا، و من واجبنا أن نحترمه و نقدره، و لكن اذا أردنا أن نتمسك بالشكليات التى يريد بعضنا أن نتمسك بها، فنطاق ذلك الاحترام و التوقيرهو تشريفه للمناسبات القومية التى يقيمها النادى . و لقد تبقت لنا مناسبة قومية وحيدة، هى عيد الاستقلال، بعد أن شاءت الاقدار أن يتملكنا الخوف، و تسكننا سيكلوجية الانسان المقهور، فنقر،صمتا، بأن لا اكتوبر، مع أن الجميع، بدون استثناء، يدعون ملكيته، خاصة قبائل العقائديين و الايدلوجيين من يمين و يسار.
    و رغم كل ذلك، و فوق كل الذى تقدم، فان الغرض ليس هو رفض مجيئه و حديثه، ولكن الغرض الا نحجر على غيره الحديث، طالما كان فى سياق الموضوع المطروح، دون اسفاف و بلا اخلال بأدب الحوار.

    اننى أقول لاخوتى الذين يعترضون على أى نقد، و يخافون منه، و أنا أعلم ما فيهم من فضل و سماحة، و ادرك مدى حدبهم على النادى السودانى، وعلى أن يظل موئلا لنا و لصغارنا، انه من حقنا جميعا أن نتحاور. و هل من حوار بلا نقد؟



    ميرغنى أحمد خليل – مسقط – ابريل 2006
                  

العنوان الكاتب Date
تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Yaho_Zato04-15-06, 03:44 PM
  Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Tumadir04-15-06, 04:53 PM
    Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Tumadir04-15-06, 04:56 PM
      Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Tumadir04-15-06, 04:59 PM
        Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Habib_bldo04-15-06, 05:59 PM
        Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل عشة بت فاطنة04-18-06, 09:43 AM
    Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل عشة بت فاطنة04-18-06, 05:57 AM
  Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Elmuez04-15-06, 10:07 PM
    Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Tumadir04-16-06, 07:15 AM
  Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Adil Osman04-16-06, 08:03 AM
    Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Tumadir04-16-06, 08:25 AM
  Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل حامد بدوي بشير04-16-06, 01:15 PM
    Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل Yaho_Zato04-16-06, 04:17 PM
  تماضر فى الشارقة mohmmed said ahmed04-16-06, 10:11 PM
  Re: تماضر تبدع بمسقط -- سرد وتحليل: ميرغنى خليل بدرالدين شنا04-18-06, 11:30 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de