عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الممثلة تماضر شيخ الدين جبريل(Tumadir)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2004, 10:52 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى (Re: Tumadir)

    نوافذ مفتوحة
    ـــــــــــــ
    يحيي فضل الله
    ـــــــــــــــ
    الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمد عيسي
    بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي ـ 3 ـ
    ـــــــــ
    ,, كنت اعرف ان هذا اليوم وشيك المجئ ، تدهس عجلاته عشقي ... ذلك العشق الذي نسجناه علي نول الايام ، تعرفنا علي انفسنا و نحن نغزله علي مراعي الاغنام و نحن نجمع الحطب و نحن نغني و نحن نرقص ، نجري و نتدفق براءة ، ثم بدأت تتضح الفروق تفصلنا ، انت العفري وانا هطيل ، انا ذكر وانت انثي ، فقير اناوانت ثرية ، دميم ..... في البدء اعتقدت ان الرجل كذلك دميم ،لكنني انتبهت الي حقيقة ان الصبية من حولي أوسم ، لم يوقفني ذلك ولم تشعريني انت بذلك ، وانطلقنامن جديد اليان بدأت دمامة تشكل مادة للهزء والتفكه وسط الاتراب ، فما كان مني ولا ادري كيف فعلت ذلك ، ان جعلتها مادة حقيقية للهزء والسخرية مني و من الاخرين والاشياء فتحولت الطاقة العدائية نحوي الي حب ,,
    ـ منلوج لشخصية هطيل في مسرحية التحدي ـ
    فيما بعد منتصف اغسطس وصلني مظروف اصفر كبير علي عنواني بمدينةهاملتون
    من الصديق الرشيد احمد عيسي و المظروف به تكملة محاور هذه النوافذ المفتوحة و كنت قد رحلت من مدينة اتاوا الي مدينة هاملتون في الاول من يوليو 2003م ، رحلت من مدينة اتاوا لاسكن في شارع له ايضا مع اتاوا علائق فهو يسمي شارع اتاوا العليا فهو احد شوارع جبل هاملتون و هذه ايضا وشيجة اخري تغازل ذاكرتي وحنيني حين اتحسس المسافة بين جبال النوبه و جبل هاملتون ، حملت مظروف الرشيد و نزلت الي حافة الجبل ممتطيا دراجتي الخضراء و جلست علي مقعد خشبي عتيق وتحتي المدينة تمارس حيويتها بين البحيرة ـ بحيرة اونتاريو ـ والجبل وبدأت اقرأ ـ،، صديقي العزيز ابو داليا
    مبتدأ الكلام شوق ثم شوق ثم شوق ومنتهاه مبتدآه .
    نحن نسعي بشدة للقيا نحاول عبر كل المتاح لنجعلها فيزيقية ، نلعن كل الظروف و كل السياسيين العاجزين عن منح ابتسامة ، نلعنهم لانهم حرمونا من لحظات الوطن وخفقاته و معاناته وابداعاته و حرمونا من تلاقي ارواحنا ، انفاسنا ، اجسادنا علي اجمل فضاء ابدعه الخيال الانساني ـ المسرح ـ
    لك ودي و شوقي و حبي العظيم ولك لقيا في الحلم والخيال وفي القريب العاجل بأذن الله .
    الرشيد احمد عيسي
    قال شاعر اسكتلندي
    ـ يا لها من قوة تلك التي تمنحنا اياها رؤيتنا لانفسنا كما يرانا الأخرون ـ ,,
    و لاني اعرف تماما العلاقة الوجودية و الجدلية بين الرشيد احمد عيسي و خشبة المسرح اصابني نوع من ذلك الخوف المبرر جدا من وجود الرشيد بالسعودية ، لا يحتمل الرشيد حياته خارج و بعيدا عن فن المسرح ، كنت اقرأ فيما كتبه لي من هناك ، من الخبر بالسعودية وانا اتحسس هذا الفقد العظيم ، فقد هذا الفنان المسرحي لحياته بين شخوصه الدرامية ، كتب الرشيد عن ذلك بالم كثيف عظيم
    كانت كل الاشارات تؤكد بانني حتما في طريقي للمعهد العالي للموسيقي و المسرح ، اسرتي محافظة تفكر في مستقبل واضح وبسيط لابنائها ، خالي من كل التعقيدات و كان والدي ليبراليا في تفكيره خاصة فيما يخص اختياراتك و لكن اخي الاكبر و هو اسلامي شاب صالح نشأ في عبادة ربه ،هو عائل الاسرة خاصة بعد اغترابه و قبلها ضحي بدخوله جامعة الخرطوم ليدخل معهد المعلمين العالي ليساعد الوالد في تربيتنا
    لذلك كان هو الامر الناهي و كان يعتقد بانني يجب علي الاقل ان اكون معلما و ان ادرس لغة انجليزية و بعد الجامعة مباشرة يوفر لي فرصة عمل بالسعودية لتستمر حياة الدناقلة العجيبة الذين لهم مقولة مشهورة ان العمل و الثروة في الخارج موجودة في كتب الجغرافيا القديمة ، كأنما كان القدر يمنحني زمن ليأخذ زمنه
    ، انا الان مغترب بالسعودية و لم يخطر ببالي ان ذلك سيحدث و كنا يا يحيي نحاول ان نجعل لحياتنا معني ، ان نقول كلمتنا عبر اجسادنا او قلمنا او صوتنا ، ان نحول هذه الازمات الوجودية ، عذا الصراع الي جمال ، ان نمنحه خلاصة وعينا و شفافيتنا و حساسيتنا ، تمردت علي كل شئ وتبعت اختياري و دخلت المعهد العالي للموسيقي و المسرح ، كنت علي موعد مع لقاء الاحبة ، شركاء الحلم و الفكرة و الرؤية و الحب الانساني الذي لا يدركه كثيرون ، لقاء احبة يغذونك وتغذيهم ، جدلك معهم في الافكار ، في الاحاسيس ، في الرؤي و الرؤية ، في كل شئ هو استمرارك ، هو حياتك ، كان المعهد في تلك الفترة و انت تدري يا صديقي هو حليط من طلاب افذاذ أتوا من انحاء الوطن المختلفة ، جاءوا بتجاربهم الثرة ليجدوا معهد مفككا هشا و اساتذة تخيفهم المعرفة و يعصف بهم الجدل ، كان للمعهد مكتبة عظيمة و بعض اساتذة لهم فضل عظيم علينا ، اساتذتنا كانوا زملائنا و يستمر المعهد هكذا بهذه الجدلية الرائعة ، ان يتعاون الطلاب كل حسب اجتهاده ووصغه ، نتداول المعرفة عبر النقاش ، تبادل الكتب عبر المحاضرات الخاصة و السمنارات ، لم يكن هناك اساتذة اجلاء ، كانوا خائفين لاسباب انت تدريها يا صديقي ، كانوا يدرون انهم أتوا يطرق غير مشروعة و ان من يستحق ان يكون استاذا
    هو خارج المعهد ، لهذه الخروقات الجبارة في تاريخ المعهد لم يتماسك و لم يمتلك رؤيا واضحة لتطوير الثقافة السودانية في مجالاتها المختلفة لان من كانوا به كان ينقصهم كل شئ ، كانوا فاقدا تربويا و فاقد الشئ لا يعطيه ، كانوا فاقدا ثقافيا و فكريا و تعليميا لذلك اصيب المعهد بالشلل الدائم و الفقر المعرفي و الفكري و التجريبي فاصبح عرضة لامراض قاتلة و هجمات شرسة من التعليم العالي وشكك في مهامه و كنا نحن ضحيته ، كان نتاج ذلك حركة مسرحية تعيش ليومها فقط ، لا حياة فيها ، خالية من الفكر و البحوث و التخطيط و تصور افاق المستقبل
    ، حتي التوثيق كان منسيا ، ان اساتذتنا يا صديقي لم يكونوا بحجم الوطن و لا المعهد و لابحجم انفسهم ، كانوا يخافون من ظلالهم لانهم كانوا غير حقيقيين ، دخلنا المعهد و الوطن تعصف به الازمات السياسية و يمزق السياسي الوضيع الانتهازي اوصاله و اليمين يعبث بكل شئ و يجد مناخا صالحا و ساحة خالية و بفعل ما يحلو له ، يموت الناس في اطراف السودان المختلفة بالمجاعة و تقطع ايدي اخرين في الخرطوم و تطبق الشريعة الاسلامية علي الفقراء و الجوعي ويغني لنا فنانوا العالم نحن العالم ، بكي الفنانون الما و حبا لانسانيتنا و انتحر مصور فتوغرافي حين التقط صورة لهيكل طفل يموت من الجوع و ينتظره صقر ليأكله بعد موته ، يا له من وطن ، نحن يا صديقي ذاكرة الوطن المتقدة ، لا ننسي مأسيه و معاناته لذلك سيكون رائنا و عداءنا للسياسئ السوداني ابدي ، لانهم سياسيوا غفلة بدون رؤي و تصور ، بدون افق ، بدون احلام و اشواق حقيقية لبناء وطن و انسان قوي ليساهم في الحضارة الانسانية و لا زال يا صديقي السياسي هو السياسي مثل ديك العدة يخرب كل شئ ، فهل نستطيع ا ن نجمل الكثير مما خربه السياسي ، انت عاصرت معي كل شئ و لك كتابات ثرة حول الحراك الاجتماعي ة السياسي والثقافي و يكفي تجربتنا الضخمة مع بيتر كوش الالماني والمقطوعيى بقوانين سبتمبر ، سيحين وقت الكلام المباح علي خشبة المسرح و في دراما التلفزيون نفسو بيدور ليوالراديو

    ـ ,, عايز اتحرك اغوص في الشخصيات الحايمة دي ، استوطنها تماما واطلع بيها عليكم ، انسان الزمن العلينا دا شائك وصعب و محتاج لشغل كتير عشان يتفهم ، انا دارس اخراج و تمثيل صاح ، لكن العملية محتاجة لدراسة من نوع تاني عشان تكون فعالة و ذات خطر ، ما حاقدر اعمل غير ده ، يا اكون صادق مع نفسي يا اكون ترس داير في اتجاه ما مقتنع بيهو و ما عارف ه ,,
    ـ شخصية جمعة في مسرحية التحدي ـ
    وللرشيد احمد عيسي محطات مهمة في حياته الفنية ما بعد التخرج كتب لي عنها ـ,, الحديث عن جماعةالسـديم تحفه الكثير من المحظورت خاصة وانت من المؤسسين ولكن اليك رأيي الشخصي ،لم يكن كثير من افراد الجماعة بالقدرات الفكرية والمهنية الكافية لان تكون هنالك رؤي مشتركة خاصة ان موضوع المسرح يحتاج لمبدعين من نوع خاص ، اصحاب قدرات هائلة في الفكر والثقافة والتضحية فالمسرح فن معرفة و ادراك ويحتاج الي حوار نوعي لانه فن يرتبط بالتفاصيل الحية من الحياة و يحتاج الي مرونة ولمبادرة و فعالية و قدرة علي حل المشكلات فالمسرحي علي الدوام مشغول بالافكار و الرؤي والمعالجات ومشكلات الجمهور والتسويق و مشكلات اخري كثيرة و معقدة ، غير ذلك الحاجة المأسة للتجريب الغائب في تجاربنا للوصول الي صيغة مسرحية سودانية اصيلة في الشكل والمضمون و كانت هناك فئةمعينة تطرح الافكار و تسأل وتبحث عن الاجابات من خلال الاكتشاف والممارسة ، السديم كانت مرحلة هامة في حياة افرادها الاكاديمية ، كانت تجلي اكاديمي مثمر وفريد ولكن لم تكن هنالك عناصراستمرار كافية خاصة ان الواقع السياسي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي لا يساعد وانت ملم بالتفاصيل .
    قصر الشباب والاطفال ـ قسم الدراما ـ تقاطع مع جماعة السديم في انه كان معملا و مدرسة لاصحاب الرؤي و الافكار ومحاولات التجريب في المسرح ، كان مكانا خصبا لافراد السديم في امكانية استمرار تجربتهم خاصة ان المناخ الاكاديمي هو الوحيد الصالح لاستمرار التجريب و امتصاص لاسئلته الملحة و حاجته للمعرفة واشير هنا الي عطاء الاخ والصديق محمد عيدالرحيم قرني في المساندة والدعم ولكن شروط القصر آنذاك وادارته الجاهلة والضعيفة كانت في صراع دائم مع هذا القسم بدعاوي انه خلية شيوعيين و هكذا كانت هناك حرب شعواء ، كما ان نظام الترقيات والتقارير التي تكتب عن القسم واساتذته كانت غير منصفة فعاني الاخ قرني و تصوره من هذا التعسف الاداري والضعف العام الذي تعاني منه وزارة الشباب اذ انها كانت وزارة فاقد تربوي وماخور كبير تديره ايدي نسائية مشبوه ، وفي غمرة التصفيات التي قام بها الاسلاميين في تصفية المؤسسات والعاملين امتد حقدهم الازلي علي المبدعين والمثقفين ليطول قسم الدراماو هكذا اصبحنا بين يوم وآخر فائض عمالة ، نقل الاخ قرني الي جنوب كردفان وانا الي عطبرة لمكاتب الشباب لنفعل ماذا ؟ ، لا ادري ولكن الفكرة كانت لايقاف هذا القسم المزعج ، هذه التجربة يا صديقي كانت هي مرحلتي الهامة في حياتي المهنيةوالفكرية .

    بعد التخرج مباشرة كانت هناك مرحلة لم شمل السديم واعادة فح الحوار و بناء الافكار والرؤي لاستمرار التجبة وبعد محاولات مريرة و حوار عاطفي فج مع بعض الافراد استطعنا ان نقنع البعض وفي ذلك الحين وانت بشكك الدائم في افراد بعينهم خاصة الاخ حاتم محمدمحمد صالح و آخرين كنا نواصل تجربتنا الذاتية في مسرح خاص بنا بدأ بعرض ـ الزنزانة ـ لهارولد كمل واخراج عادل السعيد و مسرحية مقترحة هي ـ التعري قطعة قطعة ـ كلفنا بها الاخ عادل الياس الذي آثر النجومية السريعة فهرول نحو فرقة الاصدقاء ، كانت تجربة انضمامي لقصر الشباب والانخراط في قسم الدراما مع الاخ الاستاذ الفذ محمد عبدالرحيم قرني قد وفرت لي مناخا خصبا في تحقيق الكثير من الافكار والاكتشاف خاصة ان تدريس المسرح له شروط صارمة و يحتاج لمعرفة متجددة واطلاع دائم في هذا المجال المعقدوالشحيح الدراسات فالتمثيل في المعهد لم ندرسه كما ينبغي والنظرية الاساسية التي تدرس تدرس خطأ فاعداد الممثل كتاب استانسلافسكي ترجم ترجمة بهاالكثير من الاخطاء وتجربة استانسلافسكي كانت عبر مراحل ، كل مرحلة تفضي الي اكتشاف و هنالك اكتشافات و تحولات علمية هائلة تثري الحياة المسرحية ، فرويد و اكتشاف اللاشعور ، بافلوف والارتباط الشرطي ، كارل بيونغ و اللاشعور الجمعي ، استانسلافسكي كان يفكر في اطار هذه المنظومة العلمية الهائلة ، فالتمثيل عملية نفسية ذهنية معقدة ، عملية تخطي الذات نحو الاخر تحتاج الي وعي وثقافة ومنهج ، كان لابد ان اعد نفسي لهذه المرحلة الهامة ، مرحلة تأسيس منهجي العلمي القابل للتطور و الاكتشاف والتعديل المستمر ، كل ذلك بالاستفادة من هذا المناخ العلمي الجاد في قسم الدراما ، كما ان استانسلافسكي فتح الباب علي مصراعيه لاكتشاف فن التمثيل واثراء هذا النوع من الدراسات التي هي مجموع العلوم الانسانية التي تستخدم اليوم في تحليل ودراسة ظواهر النشاط الانساني بالاضافة الي ان القصر كان للفاقد التربوي وان كل اقسامه توظف في اتجاه تأهيل هولاء الذين عانوا من مشكلات اجتماعية ونفسية حرمتهم من مواصلة حياتهم الطبيعية خاصة في التعليم وتنمية قدراتهم ، فكان تفكيري المستمر في تقديم اطروحة جادة وجديدة في اطار التجريب وهي استخدام الدراما في تأهيل الفاقد التربوي ،كان هما حقيقيا دفعني بشدة لتقديم هذه الاطروحة لنيل الماجستير في التربية وعلم النفس ، رشحتني لذلك زميلة عزيزة ـ توفت رحمها الله ـ كانت رئيسة قسم التدريب في القصر ولكن هيهات فجامعة الخرطوم رفضتني بحجة ان شهادتي دبلوم يعادل الباكلاريوس الوظيفي ،هذه احد ترهات جامعة الخرطوم والتعليم العالي ،اضاعوني واي فتي اضاعوا ، تخيل بكل هذا الحماس والجدية في التحضير مع الاستفادة من تاريخ وتجريب قسم الدراما في التربية من خلال التدريس للتمثيل والدراما والاعداد النفسي و والاستعداد الكامل مع معرفة واسعة بعلم النفس كعلم تجريبي موضوعه الانسان ،ولكن الاقزام واصحاب الاحلام الصغيرة دائما كانوا حجر عثرة ، لازال هذا الحلم يراودني وصدقني يا يحيي ان مشروع بحثي مع ذاتي مستمر وهذه الاطروحة احد مشاريعي التي سانجزها باذن الله .

    كان هذا حلمي بالخروج بقسم الدراما بقصر الشباب الذي كان امانتي التي حملني اياها استاذنا الجليل قرني ، كنت احلم بالتوثيق لهذا القسم و اساتذته و تجربته الثرة بهذه الرسالة و تقديمها كمساهمة متواضعة للعالم في اطار استخدامات الدراما الثرة والكثيفة والحديثة ولكن سيحين وقتها ، اليك المفارقة ، زميلي في قسم الرياضة ـ حسن صابر ـ قدمنا سويا للماجستير تم قبوله هو وانجز الماجستير ، كان حزينا حتي انه تحدث للمسجل في جامعة الخرطوم و قال له مازحا ـ رسالة زميلي الرشيد افضل وافيد مني ـ ولكن معهد التربية الرياضية نال الباكلاريوس و معهد الموسيقي والمسرح لازال دبلوما يعادل الباكلاريوس الوظيفي ، يا لها من مفارقة .
    الكتابة يا صديقي عن تجربتي قسم الدراما و السديم بتفاصيلها الدقيقة ستأخذ مني وقتا كبيرا ولكنك تعلم جيدا ان قسم الدراما كان يجرب علي جميع المستويات في الجانب الاكاديمي كنا نقدم مناهجا مفتوحة و ثره واساتذة متعاونين اصحاب خبرات عالية و متفردة و كان لدينا برنامجا اكاديميا وثقافيا ايضا متفردا و غنيا و كنا نأتي بكل الانجازات الدراميةو الثقافية المتميزة في الوطن لهذا القسم ، كما كنا نكرم كل المبدعين الافذاذ ، كنا نحاول ان نقدم انموذجا مثاليا لما ينبغي ان تكون عليه مؤسسات الفنون رغم كل الظروف المحيطة بهذا القسم الاانه افلح علي مدي خمسة عشر عاما ان يكون متفردا وان يقدم كوادر متميزة وارثا غنيا ولكن دائما تغتال التجارب التقدمية التي يمكن ان تطور و تدفع حركة الوطن الي الامام ، كان يمكن ان يتطور قسم الدراما ليصبح مدرسة او تيار فنيا في التجريب ويقدم نماذجا لمخرجين و كتاب واساتذة عظام يدفعون حركة المسرح الميتة التي تحتاج الي افكار جديدة وتجارب مستمرة ، كان يمكن للقسم ان قلعة فكرية للتجريبيين الشباب ولكن اين الوطن الحلم ؟ ، احيانا ، اجدك و كل الاخوة والاصدقاء في المنافي علي حق ،كنا نصارع في وطن هو في احلامناوتصوراتنا ولكن كان الواقع طاردا تحكمه و تديره جرذان تدمر كل شئ يقع علي نظرها ، كنت اتحاشي تلك النظرة التشاؤمية للوطن و كان أملي عظيما ولكن كلما انظر للتلفزيون اجد ان الاقزام لازالوا يتحكمون في كل شئ ,,
    في بداية التسعينات تمانعت علينا خزانة الاذاعة لصرف اجورنا ، اذكرانه كان يوم خميس وكان غدا الجمعة يوم وقفة عيد الفطر ودائما ما يكون شهر رمضان بمثابةموسم من حيث كثافة الدراما والبرامج الدرامية ، حين وصلنا ذلك اليوم الي الخزانة حالمين بالصرف و بشراء مستلزمات اطفالنا للعيد اكتشفنا ان الخزانة خاليةمن اجورنا كمتعاونين وهنا صرخ الرشيد احمدعيسي ثائرا علي ماحدث ، بل انه ركض بثورته نحو مكتب مدير الاذاعة وكان وقتها الاستاذ الهميم صلاح الدين الفاضل الذي امتص ثورة الرشيد وتحمل الكثير من الشتائم وكنا قد ركضنا خلفه انا و معي الصديق محمد عبدالرحيم قرني خوفا من مغبة ما يسمي بغضبة الحليم ، اثناء ثورة الرشيد داخل مكتب مدير الاذاعة انتقلت بي ذاكرتي الي حدث صغير يكثف تضاده مع الثورة الحادثة امامنا ، بعد عروض تخرجنا في العام 1983 م سجل معي الاستاذ عزالدين هلالي حوار حول مشروعي تخرجي لمجلة المسرح بالاذاعة ـ حكاية تحت الشمس السخنة ـ للكاتب الدرامي الاستاذ صلاح حسن احمد و قد تم تسجيل مشاهد من المسرحية تخللت الحوار و كان الرشيد مشاركا في العرض بادائه المتميز لشخصية ـ يعقوب ـ واخبرني هلالي بعد نهاية التسجيل ان نحضر كلنا يوم الخميس لصرف حقوقنا المادية من خزنة الاذاعة ،جاء يوم الخميس وحين اخبرت الرشيد و نحن في قصر الشباب للذهاب الي خزنة الاذاعة رفض الفكرة تماما و بعد الحاح مني و ملاوة وصلنا الي خزنة الاذاعة و لازال الرشيد رافضا ان يصرف استحقاقه ـ تسعةجنيهات ـ التردد الذي احتل كل تعبيرات وجه الرشيد وقتهاوهو يوقع ولاول مرة اسمه علي الكشف المالي و الثورة علي وجهه الان و هو يشتم الاذاعة امام مديرها لحظتان تحرضان علي التأمل ، تأمل ذلك القرار المغامر بترك الوظيفة و الاحتراف و قد فعل قرني ذلك من قبله و استمرت خزنة الاذاعة تتمانع علي المتعاونين في صرف استحقاقاتهم و اظن ان ذلك حادث حتي الان ، يقول الرشيد عن الاحتراف ـ ,, كان قرار الاحتراف يراودني منذ تخرجي ، لايماني ان فنان المسرح لا ينبغي ان يعمل موظف وكنت علي الدوام احلم بان تكون لي مؤسسة او فرقة محترفة وانت شريك هذه الاحلام واحد صانعيها ولكن الواقع كان له رأيا اخر ، فالسودان كما كان جادلني اخي الاكبر صلاح وهو علي درجة من الثقافة عالية ، كان يقول لي ان السودان ليس بلد فنون فلا تكن حالما ، السودان ليس به دولة تحترم الثقافة وتقدرها و تقدر دورها في بناء الانسان السوداني ، السودان بلد لم يتكون بعد ، السودان انت لاتعرفه ،بلد قبلي متنوع متعدد ، ما تفعله صعلكه فانت لاتصلح لشئ ، ايه يعني فنان ، روح ـ,,
    اما ابي فكان له رأيا ساخرا قال لي ـ ,, يعني حتكون احسن من الفاضل سعيد يا مشخصاتي ، الفرق بينك وبين الفاضل سعيد انو انت عندك شهادة مشخصاتي ,,
    الاحتراف كان قرارا خطيرا و قاتلا خاصة وانا لم اعد وحدي ، لدي اطفال صغار و امرأة تحملت اقصي درجات الفقر ، تصور يا يحيي ، ماذا يمكن ان يحدث ؟ ، الاذاعة تعثرت كثيرا في صرف الاستحقاقات ، المسرح الخاص توقف رغم العمل مع بعض انصاف الموهوبين ، انت تعرفهم ، التلفزيون موسمي للغاية ، ما الذي يحمي المحترف ؟ ، ان الوطن مأزق كان لابد ان تأتيه من كل الجوانب ، ان تكون موظفا ، تاجرا ، فنانا ، وهذا ليس عيبا فالفنانون في كل العالم يستثمرون اموالهم التي تأتي من اعمالهم الفنية ، ولكن السؤال ، هل ما يدفع من اجور يكفي لحياتي ؟ ، دعك من الاستثمار ،كان يمكن ان ينجح الاحتراف في وجود فرقة جادة ذات تصور و رؤية اقتصادية و خطط واضحة وان يكون برنامجها كثيفا و انتاجها متنوع كما كنا نحلم وان تمتلك هذه الفرقة مؤسسة انتاجية متكاملة ، تلفزيون ، مسرح ، اذاعة ، وان تكون لها استديوهاتهاوفي نهاية المطاف يمكن ان تكون لها قناة تلفزيونية و مسرح خاص بها ،هذه احلامنا المشروعة ويمكن يا صديقي ان تنفذ هذه المشاريع في يوم ما ، كنت اعتقد ان الاحتراف والعمل الجاد في الوطن رغم الظروف السيئة يمكن ان يحقق كل تلك الاحلام و لكن من يؤمن بهذه الافكار ؟ ، نحن ازمتنا في عدم اتفاقنا وثقتنا وايماننا ببعضنا البعض ، اضف الي ذلك ضعف ثقافتنا العملية بالاضافة الي واقع كسيح و ورثة مسرحية من فنانين فقراء يفكرون في قوت يومهم ، فنانون بدون رؤي لمستقبلهم الذي اصبح مظلما معتما ، حتي بصيص الضوء اختفي ،كنا نحاول انا و معي الاستاذ الصديق العزيز قرني ان نحقق هذه الاحلام و كان حوارنا جادا و عمليا و كانت بدايتنا في هذا البرنامج التلفزيوني ـ ناس و ناس ـ واكتسبنا خبرات عالية في الانتاج و ادارته وبدأنا نخطط لشركة انتاج فنية و بدأت اتصالاتنا ببعض الجهات منها شركة دال للسيارات بواسطة عصام حسن نجيلة ، زميل قرني في الخرطوم الثانوية ، ووضعناخططنا و مشاريعنا العملية ولكن لظروف خاصةوتفاصيل ساسردها لك ، سافرت انا للسعودية وتعطل هذا المشروع المستقبلي الجاد. ,,
    و لا تزال النوافذ مفتوحة علي احلام الفنان المسرحي المميز الرشيد احمد عيسي
                  

العنوان الكاتب Date
عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:47 AM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:50 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:52 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:53 AM
        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:55 AM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:58 AM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى samo11-10-04, 10:59 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Abo Amna11-10-04, 11:06 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 11:06 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-11-04, 12:10 PM
        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-14-04, 05:06 AM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Yahya Fadlalla11-14-04, 11:48 AM
            Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-14-04, 11:58 AM
              Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-16-04, 03:03 AM
                Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-16-04, 04:11 AM
                  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-16-04, 04:42 AM
                    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى nazar hussien11-16-04, 06:40 AM
                      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-16-04, 11:21 AM
                        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى معتصم ود الجمام11-17-04, 02:15 PM
                          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Abdel Aati11-20-04, 03:39 PM
                            Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى ود شندي11-20-04, 11:11 PM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى samwal ebrahiem11-21-04, 02:37 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-21-04, 03:46 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Yahya Fadlalla11-23-04, 11:15 AM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Walid Safwat11-23-04, 02:32 PM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-24-04, 00:13 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى منعمشوف11-26-04, 09:35 AM
        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى منعمشوف11-26-04, 09:48 AM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى عشة بت فاطنة11-27-04, 12:44 PM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى تراث11-27-04, 01:50 PM
            Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir12-07-04, 01:40 PM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Salah Yousif12-07-04, 07:35 PM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى munswor almophtah12-08-04, 08:00 PM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Yasir Elsharif12-09-04, 01:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de