|
Re: مشاركات عبر المراسلة لى شباب معجب بالمنبر (Re: فتحي البحيري)
|
. . لأجل عينيها عاصمة الضباب
قل للعيونِ الخُضرِ والزرقاءِ من إنكلترا هي ذي شعوبُ الزِنجِ والأعرابِ قد مدت يدا الأمسُ ولَّى يا صديقي لا تحدثني عن الماضي ونادي لي الغَدَ جئنا جميعاً للمحبةِ والسلامِ وللعلومِ لكي يصير بكلِّ رُكنٍ للفنِ والآدابِ في عوالِمِنا صدى لِمَ لا يكونُ مكانَ سفكِ دِمائِنا وردٌ وشئٌ من ندى لِمَ ليس نشري كتاباً.. بعضَ شتلٍ أو نشيِّد للعِمارةِ صَرحَ فنٍّ حينما نشري رُصاصاً أو قنابِلَ للردى لم ليس نذكرُ أنتم ونحنُ أطفالاً هناك حين يبيتُ في رَغَدٍ أطفالنا تُمسي وتُصبحُ في أسى .. دعكَ من هذا أيا صديقي فإِنَّ اليومَ أقبلَ بالكثير والغدُ أُفقٌ للرجاء والعلمُ بحرٌ والفنونُ كثيرةٌ فلنعمل لأجلِ أن يكونَ للإنسانِ عِندنا وعندكُم بها إلى السماءِ إرتقاء ستُغني مادونا لروعةِ الطبيعة للحبِّ وما أفتقدنا من النقاءِ أروع الأغاني أنْ بالأمسِ في منامي كانَ سان بيرود على أحلامي كأنني لم أكن لأُبارح المكانَ .. لامضاء الأغنيّةُ كنتُ أعرفُها الفتاةُ الصغيرةُ ذاتُ العينينِ الصحراء كل ما قد كانَ يبدو كأنه ما الأمسُ .. لا لم يكن بعيداً للوراء الجزيرةُ نسيمها نسيمُ الإستواء كلُّ الطبيعةِ بَرِيُّها ودونما شِراء أنه هناكَ حيثُ الشوقُ يأخذني والإشتهاء هي لا إسلابونيتا لا غيرها وتعزفُ السامبا وعندها تُمعِنُ الشمسُ في البُعدِ عالياً هناكَ في السماء ويرّن في أُذُنيَّ .. تلسعُني على عَينىَّ إسبانيةُ هدهدتكم يا هؤلاء ووقعتُ في غرامي مع السان بيرد و نادني هوَ حين كانَ يُساق دافئاً على البحرِ الهواء ولأجلِ أن تدومَ تِلكُم الأيام كنتُ قد صليتُ لكنها سريعاً مضت ومنها عبرتُ ونُغني نحنُ للشرقِ في بهائهِ القديم وسِحرِهِ الخلاب لقوافل الأسفارِ للبعيد وروعة الإياب للرمالِ للصحارى والبحرِ والعُباب لروائحِ التُرابِ والعُطورِ والبَخورِ والتوابل للخيامِ وشرقيةِ الثياب لملبس الحريرِ والحُلي ومُرقَّع الجُلباب للخَرَزِ في المسابِح للذِكرِ والمديحِ والدَرويشِ في القِباب لقديمةِ الحضارة والدواةِ للكِتاب وإسلاميةِ العِماره بعربيةِ النُقُوشِ والرِخامِ والخطِ في الجُدران لزخارِفِ النحتِ بالمشربياتِ والأبواب لأجلِ أن تُشعَّ بيننا بوادرُ الفُنونِ والعلمِ والثقافة لأجلِ عينيها عاصمة الضباب ومن هُناك نستمدُ باقيَ الفُنونِ والحَداثة ونَمزِجُ المِعمارَ عِندنا بانكليزيةِ العِماره والرسمُ عندنا وعندكم يحدِّثُ الوئامَ والسلامَ والصداقة وبين شرقِنا وغربِكم تعودُ تزدهر قوافلُ التجارة تجيئكم بكلِّ طيباتِ الشرقِ وبعلومِ العصرِ تأتِنا وبالحضارة وتعاوِدُ الأسفارَ تحملُ الجديدَ والأصالة وثم تأتِنا بكلِّ صرعةٍ تحكي بعبقريةِ العقولِ والإجادة وسيكتبُ التأريخُ عن علائقٍ جديدة وبيننا وبينكم سيكونُ شاهدُ الكتابة
القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في المجلس البريطاني عن العلاقات السودانية البريطانية
تهانى حسب الله السودان
|
|
|
|
|
|
|
|
|