|
|
 Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون (Re: فتحي البحيري)
|
الأخ فتحى
هذا هو المقال
سبت بلا أحد !
* في يوم السبت أول امس توفرت للرئيس البشير فرصة تاريخية، فرصة نادرة واستثنائية، حيث احتشدت في حضرته القوى السياسية المعارضة جميعاً، من اليمين واليسار والوسط: حزب الأمة ، الاتحادي الديمقراطي، الاحزاب الافريقية، المؤتمر الشعبي، الحزب الشيوعي، جاد، حق، البعث ، احزاب التجمع الديمقراطي، العدالة، التحالف الوطني..الخ ، وهذه هى المرة الأولى في تاريخ الانقاذ، ان تحظئ بمثل هذا الاعتراف والحضور الواسع، وربما تكون كذلك المرة الأولى في تاريخ السودان الحديث ان يحتشد هذا الطيف الواسع في حضرة رئيس !
* كان يوماً مفعماً بالأمل - أمل أن تتخطى البلاد، وإلى غير رجعة، حالة الاستقطاب السياسي الحادة، وان تتخطى الدورة السياسية الخبيثة - دورة انقلاب - انتفاضة - انقلاب.
ومأخوذة بهذا الأمل تجاوزت القوي آلسياسية المعارضة مراراتها السابقة، وتجاوزت محاذيرها الموضوعية وهواجسها وشكوكها في صدقية الإنقاذ.. رغم ان تلك المرارات والهواجس والشكوك انبتتها تجارب التعامل السابقة المرة مع الانقاذ. كلما امتدت يد لمصالحتها اقتطعت منها الإنقاذ أصبعاً... وكان التصور أن أوضاع البلاد الضاغطة والملتهبة تدفع كل وطني شريف أن ينأى عن الكيد السياسي وعن المناورات والألاعيب الصغيرة، وكان المأمول ان الانقاذ بضغط أوضاع البلاد هذه ، وباستنتاج الدروس الصحيحة من تجاربها، لا يمكن ان تفلت مثل هذه الفرصة التاريخية...ولكن ما حدث في الواقع فعلاً ان الفرصة قد افلتت !
* كانت مطالب المعارضة واضحة ومحددة: البلاد بحاجة إلى اختراق سياسي أساسي.
وعندما قابلنا الرئيس البشير في القصر الجمهوري لدعوته للإسهام في جهود تحقيق الاجماع الوطني قلت له جملة واحدة (البلاد بحاجة إلى اختراق سياسي.... بحاجة إلى جرأة واقتحامية ضباط المظلات، ولذا نريد عمر البشير ضابط المظلات..)
وكل من يعرف ألف باء السياسة، كان يعلم يقيناً بالاجراءات المطلوبة لتحقيق مثل هذا الاختراق: رفع حالة الطوارئ في غير مناطق العمليات، اطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، الغاء القوانين المقيدة للحريات، وإعادة هيكلة الحكم بمراجعة الفيدرالية الشكلية الحالية وتحويلها إلى فيدرالية حقيقية.. وقد صيغت أهم هذه المطالب في المذكرة التي قدمها اربعة من المشاركين في لقاء السبت: غازي سليمان، د.فاروق كدودة، الحاج وراق، ود.توبي مادوت، وقدموها تحسباً للألاعيب وابراءً للذمة وتوثيقاً للتاريخ.. ...وتكررت ذات المطالب في خطب جميع المشاركين من المعارضين د.عبدالنبي علي احمد، علي السيد، عبد الله حسن احمد، جوزيف أوكيلو.
ولكن استجابة رئاسة الجمهورية كانت محدودة ومتواضعة: رفع الرقابة الأمنية على الصحف ،، ورفع الحظر عن سفر السياسيين المعارضين!
* لقد قدم ممثلو المعارضة سبتهم إلى رئاسة الجمهورية، جاؤوها في حشد لا سابق له ، واعترفوا بها، وكانوا على استعداد واضح ان يتخطوا معها وبها أوضاع الأزمة الشاملة في البلاد، ولكن الحكومة لم ترغب في ان تقدم (أحدها) في مقابل (سبت) المعارضة!
* ومهما كان طيب النوايا تجاه الحكومة، ومهما كان ضعف قدرتنا علي الاستنتاج، ومهما كانت درجة قابليتنا للاستغفال السياسي، فالواضح ان الحكومة لم تخطط للقاء السبت الا كمناورة صغيرة لتعزيز موقفها التفاوضي في مفاوضات عملية السلام الجارية في كينيا!.... وهذا هو السبب الذي يفسر الاستعجال، ويفسر اختيار التوقيت، ويفسر تنظيم وإدارة اللقاء كمظاهرة احتفالية، ويفسر بالتالي محدودية القرارات التي صدرت عنه!
ومثل هذا السلوك ينم عن ضيق أفق وقصر نظر سياسي بعيد، فتوازنات القوى السياسية لاتتعدل بالاستعراض السياسي ولا بمحض أقوال في اجتماع خطابي..! كما ان الذين استغفلوا يومها لا يمكن استغفالهم مرة أ خرى، والثقة التي ضربت يومها لا يمكن استعادتها من جديد، وحتى وان احتاجت لها الانقاذ مرة أخرى.... وكراع البقر جيابة - وتاريخ السودان لن ينتهي في يوم السبت ذاك !
* كان يوم السبت يوماً تاريخياً، وكان يستوجب اتخاذ قرارات تاريخية.. وكان يستوجب بروز رئاسة الجمهورية كقيادة تاريخية.. ومن ابرز الكلمات التي قيلت يومها ما قاله جوزيف أوكيلو - أمين عام التجمع بالداخل وزعيم اتحاد الاحزاب الافريقية: ( سيدي الرئيس: لن ينساكم التاريخ ، ولن ننساكم اذا حققتم السلام ، ولن ننساكم اذا استطعتم ان تجمعونا سوياً شمالاً وجنوباً، ولن ننساكم اذا استطعتم تحقيق الوحدة الوطنية..) ولكن الكلمات ضد النسيان أغرقت في طوفان خطابيات الهتيفة وحارقي البخور.. وهكذا أفلتت الفرصة.. واذا استمرت سياسة الحكومة في تقصيرها الراهن عن الإيفاء بمتطلبات الاوضاع الملتهبة في البلاد، واستمر اعطاء الآذان والعقول لضيقي الأفق ومحترفي (الطبطبة) والتبرير فإن مصير البلاد لن يختلف كثيراً عن مصير ليبيريا والعراق !!
* كان يوم السبت سبت بلا أحد، وأخشى ما أخشى أن يكون كذلك بلا أفق!!
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | فتحي البحيري | 08-11-03, 03:21 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | kofi | 08-11-03, 04:39 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | فتحي البحيري | 08-11-03, 05:37 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | AbuSarah | 08-11-03, 05:27 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | WadalBalad | 08-11-03, 09:29 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | AbuSarah | 08-11-03, 09:42 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | Omer54 | 08-12-03, 09:38 AM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | AbuSarah | 08-12-03, 10:56 AM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | سمندلاوى | 08-12-03, 11:10 AM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | Mohamed Elboshra | 08-12-03, 12:22 PM |
| Re: الحاج وراق :سبت بلا أحد : اعطيناهم الاعتراف وكانوا يناورون فقط يناورون | فتحي البحيري | 08-12-03, 03:00 PM |
|
| |
WadalBalad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست