فصل من رواية الخطوة الاولى - يوسف العطا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2003, 09:23 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية الخطوة الاولى - يوسف العطا (Re: rummana)

    الأخت الأستاذة رمانة

    تحياتي
    وشكرا على الطلة والتعقيب

    وردا على تعقيبك أقول
    يوسف العطا قاص وروائي كانت له مساهماته في اوائل الثمانينات حين كان ينشر أعماله ومقالاته بالصفحة الثقافية لجريدة الايام واضافة للخطوة الاولى التي اوردت فصلها الاخير في هذا البوست فله رواية اخرى لا اذكر اسمها تماما ولكن تشكل كلمة النخيل جزءا من الاسم .
    كتب الأديب عيسى الحلو عن رواية الخطوة الاولى ما يلي


    Quote: هذه الرواية.
    لا يمكن الحديث عن رواية الخطوة الأولى.. دون التعرض لعالم القاص يوسف العطا. وهو عالم مليء بالمحاور.. وزاخر بالروئ .. فهو الرحيل ما بين القرية والمدينة.. وهو العمر بكامله دهشة الطفولة وتوقد الشباب وتأمل الشيوخ.. ومن ثم يبرز أول ما يبرز الزمان حنيناً جارفاً وشوقاً حارقاً وأملاً معقوداً بالمستقبل.. وفي أوقات الزمان الثلاثة.. منذ الميلاد حتى الموت تتراقص الحياة بكل الرؤى الفنية .. فهي إذاك قدرات لا يتملكها إلاَّ الكتَّاب الكبار.. أصحاب الرؤيا!!
    فكاتبنا الشاب يضعنا أمام فكرة وجهاً لوجه.. فنراقب نفوسنا في حالة الخوف والوجل .. ويا لعظمة ما نرى!!.. فالكائن الحي يتعلق بالحياة تعلقاً رائعاً.. فها هو ينهض رغم العجز والخوف ويمسك بحياته من جديد ليصنعها كما ينبغي أن تصنع !! وهكذا يضعنا الكاتب أمام السؤال .. هل يمكن لنا أن نمسك بالتاريخ.. كل أيامنا تلك الماضيات لنعيد صياغتها من جديد!!
    وهذه الرواية .. على الخصوص استطاعت أن تثبت كل المحاور التي يبنى عليها فن يوسف العطا القصصي. سلاسة في العبارة .. ووضوح في الأفكار وسخرية حادة .. فاجعة تبرق بين حين وحين!!
    فها هي الحياة بكل عناصرها بين أيدينا تنبض.. ضحكاً وبكاءً وعشقاً وأنواع العواطف شتى.. وهي كلها أفعال بشرية ترتجف في المسافة بين الحياة والموت.. دون أن تحس الإشفاق على الذات.
    إن رواية الخطوة الأولى .. هي من أجمل وأكمل الروايات السودانية وأشدها أصالة .. فمرحباً بيوسف العطا.. ومرحباً بفنه العظيم الذي تشير له هذه الرواية!

    عيسى الحلو




    -----------



    اما عن سؤالك لماذا النمال؟
    النمال فصل من فصول الرواية يتحدث عن دبيب الحياة في قدمي بطلها
    وربما عنى به الكاتب ما نطلق عليه التنميل في كلامنا العادي : كراعي نملت اذا اصابها التنميل او الخدر
    والنمال جمع نمل او نملة كما ورد في المعجم
    كما ان كلمة نمل تعني خدر
    وهذا ما ورد في المعجم المذكور عن كلمة نمل ومشتقاتها


    Quote: نَمَلَ-ُ نَمْلاً في الشجر: صعدَه . نَمِلَ *- نَمَلاً تْ يَدُهُ: خدرت أو – نَمْلاً وأَنْمَلَ * في الشجر: صعدَ * تَنَمَّلَ القومُ: تحرَّكوا وتموَّجوا * النَامِلَة*: السابلة * النَمْل *: قروح في الجنب و كأَنَّها سُمّيت بذلك لتفشيها وانتشارها.
    و- والنَمُل، الواحدة "نَمْلَة ونَمُلَة" (للذكَر والأنثى) ج نِمال (ح): جنس حشرات من رتبة غِشَائيّات الأَجنحة، حريص على جمع الغذاء. أَنواعه كثيرة ومنتشرة في أَنحاء الدنيا.
    يعيش كالنحل، في قُرًى تحت الأَرض، تتألف من ملكة مُنْجِبَة ومن عاملات غير منجبة وقليل من الذكور، تملأُها حبوبًا وذخائر للشتاء. لهُ شم ليس لغيرهِ من الحيوان $ * النَمِل *: الكثير النمل. يقال (مكانٌ نَمِلٌ وارضٌ نَمِلَةٌ) ويقال "فرسٌ نَمِلٌ أو نَمِلُ القوائمِ" أي لا يستقرُّ في مكانٍ حرصًا أو نشاطًا. و"رجُلٌ نَمِلٌ أو نَمِلُ الأصابع" أي خفيف الأصابع في العمل.


    --------------


    وهذا مقتطف من الفصل المعني في الرواية المعنون ب "النمال"



    Quote: وما تفتأ تنفخ الأمل الشارد في رمادي. توقد يأسي تفاؤلاً:
    - أبشر. أبشر أنت بخير.
    وآخذ أفكر. ألبس كلماتها كل المعاني التي تقول فلا ألمس هذا الخير أبداً ولا أراه. أجده دوماً ضوء القنديل في هبة الريح. وانتهي بعد سكوتي بقولي لها:
    - أف – أسكتي يا امرأة.
    - أنت بخير. فقط نسيت قدماك كيف تمشيان بعد الرقاد الطويل.
    - إنه الشلل. لماذا لا تقولين ذلك؟!
    - سلمتَ لي وبَعُدَ الشر عنك. أطرد هذه الكلمة عن فمك.
    وذات يوم على غير ما توقع، فيما هي تمسح بخليط الزيوت والثوم والدهون ،أحسست بغتةً بآلاف مؤلفة من النمل تزحف في نخاع عظام ساقي كالغزاة ينزلون سهلاً. في دبيبها الخبيث كانت ذرات رمال تسفوها الرياح. ولكنها تتكدس في تقدمها بإصرار. نعم جيش من النمل عرموم. متراص في كتلة. نملة جنب نملة. تسلل من الأصابع والأظافر ومسام الجلد حتى إذا تجاوز الأطراف والثغور اندفع بكتائبه وفيالقه إلى جوف اللحم في فتح عظيم. وفي مثابرته وتقدمه أجده ينقل عناصر من حياة إلى الأصابع والمفاصل والركبتين والفخذين. وهتفت لذاك في وجه زينب موجوعاً سعيداً:
    - يا زينب . النمل يأكل مني الساقين!
    جفلت كملدوغة. ركنت إلى السكون لحظة. ضحكت ثم فاهتْ بالبشرى:
    إنك تشفى. صدقت نبوءتي.
    ومن ذلك اليوم في أواسط الشتاء لم يفتر النمل أبداً في تنقله وزحفه. في صبحٍ ومساءٍ أجده عمال بناء لا يكلون في إنشاء وتعمير. ينقلون الطوب والرمل يعجنون الطين بالماء بأرجلهم وأيديهم. وفي الأنقاض المتهدمة يعيدون البناء طوبة فوق طوبة. ولبنة على لبنة. وكل ذلك السعي الخلاق يتم بلا ضجيج في الصعود إلى الساقين أو الهبوط عنهما. ومن ناحيتها قامت زوجتي زينب تحاول أن تنهضني، أقف على قدمي، تشجعها جيوش النمل تلك. ولقد كنت تتعجل وقوفي والساق لم ينضج بعد. تجدني أعتمد كشراع المركب إلى قامتها. وباليد الأخرى استلم الجدار. ومعاً نحاول ألا نفقد التوازن. بيد أنني أسقط في كل مرة أقوم فيها. أحس في قرارة نفسي أنه عليّ أن أحبو كالمواليد في أول عهدهم ينشأون زاحفين فقاعدين فواقفين بين إخفاق ونجاحٍ قبل مشيهم. مثلهم أود أن أمهد إلى خطوة واحدة أو خطوتين راجفتين. ومن الطبيعي سقوطي وتعثري حتى إذا انتهى أمري إلى مشية واجفة أمشيها بإستنادي إلى الجدار .كان ذلك إنجازاً عظيماً. لكن زينب في لهفتها تود اختصار مراحل النمو جميعاً إلى البرء التام.
    ومهما يكن من أمر فإن استردادي لصحتي أضحى جلياً لا تخطئه عين فقد أحسست بذلك التحسن الملموس مذ بدء النمال سعيها الحثيث وسيرها المتصل في جوف ساقي. كنت في رقادي كمركب ضخمة راسية في قعر الشاطئ تدفع بالظهور عن الماء الضحل إلى مجرى التيار الحي حتى إذا أصبحت في قلب الماء انطلقت. امتلأ جسدي حياة فوارة تزحم جوانحي لمست زينب مظاهرها في نضارة وجهي وقوة بدني بعدما عادت الروح إلي والأمل. وما تزال زوجي طوال اليوم عاكفةً تمسح وتدلك بمزيد من مزيج الزيوت والدهون وهمتها لا تفتر. وتنفخ جمر المبخر في بخور التيمان. تبسمل وتتعوذ وتبشر بالبشرى. على أنني أرجع دوماً ذلك الفضل إلى جيوش النمل تلك الصموتة. وإلى تلك الإدارة الراسية الدعائم في جوانحي. عزيمة تنفخ في صفحة شراعي. تدفعني دفعاً في هبوطي عن ذلك الطود القاحل لأعود الطفل الغرير عند أسفله والذي عاش في الطلحة قبل أكثر من ستين عاماً.


    -----------

    مرة شكري استاذة رمانة
    وأتفق انها فعلا رواية تستحق القراءة
    وليت الأستاذ يوسف العطا يقرأ هذا البوست ويطل علينا بجديده
                  

العنوان الكاتب Date
فصل من رواية الخطوة الاولى - يوسف العطا sympatico07-18-03, 05:18 PM
  Re: فصل من رواية الخطوة الاولى - يوسف العطا rummana07-19-03, 01:21 PM
    Re: فصل من رواية الخطوة الاولى - يوسف العطا sympatico07-20-03, 09:23 PM
      Re: فصل من رواية الخطوة الاولى - يوسف العطا rummana07-21-03, 10:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de