|
صبرا آل أبو سبعة .. و إستوصوا بمحمد
|
وسط عويل النساء و بكاءهن لم أستطع أن أميز ما قالته حبوبة محمد. و لكن من بين الدمعات ، كانت الخيالات تسافر بي في هذا الحدث الجلل : فإن الله سبحانه و تعالى ، و الذي له في خلقه شئون ، قد أخرج محمد الفاتح من بين براثن الموت المحتوم ، و برجل واحدة ، فلله في ذلك أمر قادم و أمر مستقبلي لا يعلمه إلا هو ، مسطور في قدر محمد. فلا سودانير تستطيع أن تضمن له وظيفة ، ولا أمراء النفط يستطيعون التحكم في مصيره و مستقبله ، فرب الكون الذي أخرجه من تلك الكارثة ، يخطط له طريقه القادم ، خطوة خطوة. صبرا آل أبو سبعة ، فالمصاب جلل و لكن الصبر أجمل ، و لكننا نعرف فيكم الممؤمنين الصابرين المحتسبين ، فكونوا عشرة على الولد ، فظني به أن سيكون له مستقبل موعود بالخير ، و هو شاهد على هذا الزمان الكئيب الذي صار فيه المسلم مطاردا و الظالم في براءة الطفل و اللصوص في مسوح الرهبان و القديسين و الصالحين. هو شاهد على أحوال سوداننا ، بهذا الزخم الهائل من إلتفات الناس إلى مصير هذا البلد القارة ، يقتتلون و يتحاورون و يتغالطون و يهدرون الدماء و يكفرون ، و عندما يكبر هذا الولد بإذن الله ، ندعو الله صادقين ، أن يكون حديثه يوما : أنا آخر ضحايا الإهمال و ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. أعانك الله يا الفاتح أبو سبعة ، و سخر لك و لمحمد من تقوم على رعايته و إخوته بما يطمأن بالك و ينم عينيك . آمين.... آمين
|
|
|
|
|
|
|
|
|