معتقلون أطلق سراحهم من غوانتانامو يتحدثون عن الأوضاع في المعسكر: باكستاني حاول الانتحار 4 مرات لأنهم وضعوه مع عرب.. وسعودي أصيب بأذى دائم في الدماغ بعد محاولته قتل نفسه
كابل: كارلوتا غول ونيل لويس*
قال افغان وباكستانيون كانوا معتقلين في خليج غوانتانامو بكوبا ان اوضاع المعتقلين في المعسكر غاية في القسوة والبؤس الى درجة ان بعضهم أقدم على الانتحار. وطبقا لإفادات بعض من الافغان الـ32 والباكستانيين الثلاثة الذين الذين اطلق سراحهم دون ان توجه لهم اية تهمة، فان غموض مصير المعتقلين والحبس في زنزانات صغيرة الحجم وفي بعض الاحيان مع معتقلين يتحدثون العربية فقط، دفعت بعض المعتقلين الى محاولة الانتحار. وقال احد الباكستانيين انه اقدم على الانتحار اربع مرات خلال فترة 18 شهراً.
وتحدث افغاني قضى 14 شهرا بمعتقل غوانتانامو عن الشعور بالخوف والمصير المجهول. وقال سليمان شاه، 30 سنة وهو مقاتل سابق في صفوف حركة طالبان، ان البعض كان يقول ان غوانتانامو سجن لمدة 150 عاما.
لم تكن هناك شكوى من أي من هؤلاء المعتقلين تتعلق بالضرب او الاعتداء الجسدي، لكنهم قالوا انهم اخضعوا للحبس خلال الاشهر الثلاثة الاولى داخل زنزانات ضيقة طولها حولي مترين ونصف المتر وعرضها حوالي مترين في مجموعات مكونة من عدد يتراوح بين 10 و20 زنزانة سقفها من الخشب ومفتوحة من جنباتها.
كان المعتقلون يؤخذون خارج زنزاناتهم مرة واحدة في الاسبوع للاستحمام لمدة دقيقة واحدة، إلا ان المعتقلين احتجوا ونظموا اضرابا عن الطعام مما اضطر ادارة المعسكر الى السماح لهم بالاستحمام لمدة خمس دقائق اسبوعيا وإجراء تمارين رياضية مرة كل اسبوع لمدة عشر دقائق والمشي داخل قفص طوله 9 امتار.
تحدث شاه وزملاؤه من المعتقلين السابقين حول شعور قوي بالظلم وسط معتقلي المعسكر الذين يقدر عددهم بحوالي 680 تقريبا. ويقول شاه محمد، 20 سنة، وهو باكستاني اعتقل في شمال افغانستان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 وسلم الى جنود اميركيين ثم نقل الى غوانتانامو في يناير (كانون الثاني) 2002، انه حاول الانتحار اربع مرات لأنه سئم حياته. واضاف قائلا ان الانتحار يتنافى مع تعاليم الاسلام، إلا ان ظروف الاعتقال كانت قاسية والعيش في المعتقل كان صعبا، مؤكدا ان عددا من المعتقلين حاولوا الانتحار. وقال محمد انه عومل كمذنب رغم انه كان بريئا، على حد قوله.
جدير بالذكر ان الكابتن وارين نيري، المتحدث باسم المعسكر، اكد ان فترة الـ18 شهر التي اعقبت فتح معسكر غوانتانامو لحبس عناصر «القاعدة» وحركة طالبان شهدت 28 محاولة انتحار من قبل 18 معتقلا. وفيما لم تسفر هذه المحاولات عن وفاة أي من المعتقلين، فإن احدهم بات يعاني من تلف بالغ في الدماغ من جراء محاولته الانتحار، حسبما أفاد محاميه.
وقال الدكتور نجيب النعيمي، وزير العدل القطري السابق الذي يمثل 100 من معتقلي غوانتانامو، ان المعتقلين يتحدرون من 40 دولة ومن بينهم ما يزيد على 50 باكستانيا وحوالي 150 سعوديا وثلاثة تقل اعمارهم عن 16 عاما، اذ اعتقل معظم هؤلاء في افغانستان.
ويمثل الدكتور النعيمي عددا كبيرا من المعتقلين السعوديين، فيما يمثل محامون اميركيون حوالي 14 معتقلا كويتيا. واشار النعيمي الى ان هناك ايضا 83 معتقلا يمنيا بالإضافة الى معتقلين آخرين من كندا وبريطانيا والجزائر واستراليا وواحد من السويد.
تجدر الاشارة الى ان 32 معتقلا افغانيا وثلاثة باكستانيين على الاقل قد اطلق سراحهم منذ يناير 2002، كما سلم خمسة سعوديين الى السلطات السعودية ونقل السعودي الذي يحمل الجنسية الاميركية، ياسر عصام حمدي، من معسكر غوانتانامو الى سجن عسكري في نورفولك بولاية فيرجينيا. وقال الكابتن نيري ان ما مجموعه 41 معتقلا قد اطلق سراحهم، لكن دون ان يدلي بتفاصيل محددة حولهم. وفي غضون ذلك، تجري وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) استعدادات لتقديم 10 من المعتقلين أمام محاكم عسكرية قريبا.
وقال شاه محمد، الذي قضى بمعتقل غوانتانامو حوالي 18 شهرا انه لم يكن مسموحا لهم بالحديث او الوقوف او المشي حول الزنزانة. وأضاف قائلا ان الاوضاع في بداية فترة الاعتقال كانت اكثر قسوة، اذ لم يكن هناك اذان للصلاة ولم يكن هناك حتى ظل يستدلون له على الوقت، فقد كانت الشمس تأتي خلال فترة ما بعد الظهر وتظهر من احد جنبات المعسكر.