عذرا ايها الكردي فبعد ان حررت انت القدس والاقصى وبلاد الشام وكل بلاد الصليبيين ها قد عاد المسجد الاقصى ليقع من جديد بيد الاحتلال الاسرائيلي وهو يرقد بثوب الاسى والحزن ويتجلل بالسواد وينادي كل يوم صلاح ولا صلاح ولسان حاله يقول :
قد عفَّر الوغد وجهي بالدم القاني
ومزق العلج اثوابي وادراني
فصحت علّ صلاح الدين يسمعني
او علّ صدرة الفرسان يلقاني
اين السيوف التي في كف معتصم
صالت على البغي من فرس ورومان
معذرة ايها الكردي ومن يسمون اليوم باسماء العرب والمسلمين ويصنفون انفسهم في خانة الزعماء والقادة ويتلفعون بعباءات الذل والخزي ها هم نراهم يعقدون المؤتمرات والقمم ليشربوا نخب ضياع القدس ونخب دمار بغداد ثم ينفضوا ،اننا نراهم يضحكون ملء اشداقهم ويأكلون ملء كروشهم، ينامون ملء اجفانهم ولا يحرك فيهم قيد الاقصى وهوان القدس واستغاثة بغداد اي ساكن، ايها البطل الكردي العظيم اسمع الى ما يقول فيلسوف وشاعر الاسلام في الهند المرحوم محمد اقبال وهو يناجي النبي & فيذكرك انت رغم بعد السنين )يا من منح الكردي لوعة العرب، اسمح للهندي ان يمثل بين يديك ويتحدث بأشواقه واحزانه اليك، انه يحمل قلبا حزينا وكبدا مقروحة، لا يعلم اصدقاؤه وزملاؤه ما يعانيه من حزن والم انه لا تنقطع الحانه المشجية كالعود الذي لا راحة له ولا انقطاع ، انني كحطب في الصحراء مرّ به ركب فأشعل فيه النار وأعجل الركب السير فمضى وخلّفه وبقي الحطب يشتعل وينتظر ركبا جديدا ليستهلكه ويأتي على بقيته فمتى يمر به ركب جديد في هذه الصحراء الموحشة المظلمة( ص207 من كتاب روائع اقبال لابي الحسن الندوي .
عذرا ايها الكردي وانت الذي وصلك خبر اعتراض الامير الصليبي ارناط الذي احتل قلعة الكرك في الاردن ومن هناك راح يقطع الطريق على الحجاج المسلمين المتوجهين من الشام نحو الحجاز فكان يقتل الرجال ويسبي النساء وهو يقول لهم )نادوا محمدا ينتصر لكم( فلما سمعت ما قاله بكيت وانسابت الدموع من عينيك وقد قلت قولتك المشهورة )انا سأنوب عن رسول الله بنصر امته(وهذا ما كان منك ايها البطل الذي ما هدأ لك بال ولا سكنت لك جارحة حتى وفيت بوعدك يوم حطين يوم انتصرت على ملوك اوروبا وامرائها ، ويوم اوقع حظ ارناط التَّعيس في الاسر فمثل بين يديك وذكرته بما قال وقلت له )يا ارناط انا انوب اليوم عن رسول الله( & وقتلته بيديك رغم ان الاسرى لم يكونوا يقتلون في عرفك واخلاقك ولكن لانه اساء وتحدى رسول الله & فأردت بذلك ان تنتصر لحبيبك محمد & لتقول ان اللسان الذي ينال من رسول الله & يخرس وان اليد التي تمتد لتطال دين رسول الله & تُقْطَع فعذرا ايها الكردي حيث لا احد اليوم ينوب عن رسول الله & يدافع عن حرمات الامة واعراضها ومقدساتها من الغزاة الصليبيين الجدد، عذرا ايها الكردي حيث وصل الصليبيون الى ارض اجدادك واحتلوها لا بل قد وصلوا قريبا من الحرمين وقريبا جدا جدا من قبر حبيبك محمد & حيث ليس في قادة الامة اليوم الا اشباه رجال لا يجيدون الا الكلام، اولئك الذين قال فيهم اخوك الهندي محمد اقبال )ان هؤلاء الشيوخ والامراء لا يستغرب منهم ان يبيعوا جبة ابي ذر وكساء اويس القرني ورداء فاطمة الزهراء واعز المقدسات في كأس يحتسونها ولذة ينتهبونها( كتاب روائع اقبال ص.151
عذرا ايها الكردي صلاح الدين ، وانت الذي كنت كل مساء بعد ان ترجع من قتال الصليبيين القدامى يوم حطين فكنت تخلع عباءتك وعمامتك وتنفض ما علق عليها من غبار في كيس، وتجمع ذلك الغبار حيث اوصيت اولادك أن اذا متَّ ان يضعوا هذا الغبار تحت رأسك حتى اذا جاءك الملكان في القبر يسألانك كما يُسأل كل انسان عند موته في قبره فاذا رأيا ذلك الكيس من الغبار قالا ما هذا الكيس يا صلاح فتقول لهم هذا غبار الجهاد في سبيل الله