|
أسائل الحلم هلا بقيت
|
إعتدنا أن نقبل بالفرضيات أياً كانت دون محاولة لإثباتها للحد الذي أصبحنا معه نعشق خيالاتنا ، فالأوهام لا تكلفنا كبير عناء فالناس عادة ما يطلقون الآراء ونحن نصدَقها دون مناقشتها بعقلانية. ذات مرة قيل عن .... إنه لقيط وعامله الناس على هذا الأساس وأطلقوا لأوهامهم العنان ، لابد أن... لا يستحق الاحترام إذ إنه لقيط وهو بلا ضمير وخائن ، كل هذا بناه الناس على قول تعارفوا بأنه لقيط. ويعيش ... ويكبر ويحب ابنة المدرس الذي رعاه ، لكن الأحداث التي عاشتها بلاده والحروب أظهرت على مسرح الأحداث أمه التي قالت إن ... هو ابن المدرس وأن الفتاة أخته. ويصدم الناس ويمضون يعتذرون لـ... اللقيط والخائن والذي لا يستحق الاحترام ، لكن... رفض إلا أن يكون كما رآه الناس أصر أن يقدم لهم الدليل على سذاجة تفكيرهم وتقبلَهم آراء الآخرين دون مناقشة ، أصرَ على أن يواجههم بأنهم لا يرون شيئاً رغم عيونهم المفتوحة. هذا جزء من صراخ ماكس فريش في مسرحيةاندورا إلى متى نظل نرى العالم بعيون الآخرين دون أن نحاول فتح الجفون الملتصقة؟ إلى متى تكون زوجة الأب شريرة والحماة مشاكسة سيئة الطباع؟ إلى متى نحكم على الناس قبل أن نعاشرهم أو نلتصق بهم ؟ سارتر صاحب الأفكار الخاطئة كان موضوعياً في جزء محدد من كتابه مواقف حين تحدث عن الصين فسخر من فهم الفرنسيين للصين ، فهم لا يعرفونها إلا من خلال أعين التجار والسياح وغيرهم. ومع ذلك فهم يتحدثون عن الصين بثقة الواقف على أرضها. هم في الأصل لم يروها لكنهم اكتفوا بالعيون التي رأتها ليحق لهم أن يتحدثوا عن عادات الصينيين وقيمهم الاجتماعية. مقدمة لازمة لفتح الجفون التي استراحت على الإغفاءة الطويلة. رجل قديم قال: فتش عن المرأة ومضى ولكنه زرعها في آلاف العقول. كأنها يؤكد قول يوجين فيلد المنشد يعيش سنة وأنشودته تبقى على مر الأزمان. حتى الرجل الذي قال: وراء كل عظيم امرأة سخر الرجال منه لأنه استطاع أن يفتح عينيه ليرى المرأة إنساناً من الممكن أن ينتج عظمة فمضى أنيس منصور يغلف ذلك: وراء كل عظيم امرأة ! وهي وراءه لأنها عاجزة عن اللحاق به والمشي إلى جواره أو أمامه فقد كسحتها الهموم يكفي أنها تعيش مع رجل مهموم دائما. وكأن الأديب الرجل استعصى عليه أن يعترف بهذه الورائية مع أن الإنسان أي إنسان لا بد أن يكون وراءه شيء ما يدفعه ليجتاز الأشواك المنثورة في طريق العبقرية حتى وإن كان حجراً أو صخرة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|