|
حكاية البنت الولد
|
[font size=4] [font color=gren]
شباك اول فى اصرار غريب كانت تلك البنت صاحبة الوجه المدور والعيون الواسعة والشعر المكوم دوما الى الخلف تشتل الابتسامة فى وجوه اعياءها التعب وتحكى الحكاوى للاطفال المتدثرين بالصبر وتوزع رحيق التشهى للولد الجائع للعشق وتسرب الامل للشرايين التى اصابها البرد بالانكماش وللغات التى حاصرها الجفاف والمعانى الكريهة، وتغنى بصوت شجى يايها الولد الجائع القابع على الرصيف تعال وخذنى الى ساحات المدن المترملة والناس الباكية الشاكية فالرؤية تحكى ان خلاص البشرية على يد مجانين العشق احفاد ابن الملوح وابن شداد وكل المجانين الشيوخ فلنرحل لنجفف ينابع الدموع ونردم خيران الاوجاع ونسفلت الطرقات بحرير الكلام ونحول كل الاماكن القبيحة الى حدائق للعشق ونبنى عالم بلا سلطان واسوار وحراس عالم هويته "كلكم من ادم وادم من تراب"، فهتف الود الجائع بإن بكرة اجمل والاغانى القادمات اجمل والاطفال القادمون اجمل، ولكن بين الرؤية والحقيقة متاريس واسلحة وبين الواقع والرغبة زنازين واحزمة فاغلقت البنت حلمها وانحشرت وسط اشعارها واحزانها ودموعها ومزق الولد كل ما حوله وارتوى من دموع المحبطين ومات.
شباك ثانى كانت تلك البنت الولد تصارع جحافل التتار وتصنع العيد فى الزمن المستحيل البليد وتعود منتصف الليالى تتابط بعض من الرضا وتخترق شارع الميرغنى على مترو الميرغنى الى المجهول فلقد كانت الراكوبة فى ذلك الزمن، الحلم السراب والاصدقاء يفترشون بوابات المقاهى الليلة ويتوسدون الضراع والبنت الولد تتجاسر عليهم وتقتحم رجولتهم فيفتحون لها كوة وينظرونا اليها بإندهاشة واعجاب ويصيح كبيرهم لقد قالت لنا الحكمة الشعبية " البنت كان بقت فاس ما بتكسر الرأس ولكن...!
شباك اخير رحلت الطائرات والقطارات والسفن وتقسم العالم شلة الاصدقاء وحتلت البنت الولد فى اوجاع المدن الزجاجية فما صدئة و ما بدلت وفجأة طرقت بابى وهمست فى وجهى انى والبنات والمجانين وعم عبدالرحيم ننتظرك فى الشوارع العتيقة والاحياء القديمة والبلد القبيل فمزقت اوراقى التابوتية وقبلت صديقتى العجمية القبلة الاخيرة وكتبت لها وصيتى. بلادى وان جارت على عزيزة واهلى وان ضنوا على كرامُ
|
|
|
|
|
|
|
|
|