|
ارثوا الراحلين يا أروع الرائعين (Re: Wadmirghani)
|
صديق العمدة 00 الذي عرفته
اعتقد أنه العام 86، كنت وقتها طالب ثانوي اتحسس خطواتي في عالم المستديرة بمدينة عطبرة وكانت المناسبة حضور فريق المريخ للتباري مع منتخب عطبرة وكان يدربه وقتها على ما اظن المدرب المصري عصام بهيج، كنت احد هؤلاء الذي سيخوضون مع منتخب عطبرة هذه المباراة وكان وقتها المريخ حائزاً على كأس شرق ووسط افريقيا، بفريق معظمه من صغار السن، عيسى صباح الخير، ابراهومة المسعودية ، صديق العمدة عبد السلام حميدة ، وعدد من النجوم لا اذكرهم الآن0 لفت نظري صديق العمدة بقامته الفارعة وعضلاته الفارهة لأنني وقتها كنت قريب منه بحكم موقعي في الملعب كجناح ايسر وكان وقتها يلعب أمامي كظهير أيمن0 كان مهذب حد الدهشة انيقا متناسقا، كنجم فني0 لم يكن خشناً كعادة مدافعي السودان وقد كان له جسم يحرضه على ذلك0 اذكر جيدا تلك اللحظات، لأنها كانت المرة الاولى التي اصادف فيها مدافع بهذه الدماثة واخلق الرفيع واناقة اللعب0 توالت المقابلات بعد ذلك وتعددت بحكم المنافسات القائمة، وكان كالعهد به، مؤدبا ، يزداد مع الايام تواضعا وتألقاً، لا تفارقه ابتسامته في احلك ظروف الملعب، لا يهاتر، لا تخرج منه كلمة طيلة زمن اللقاء0 يفهم جيدا مغزى الرياضة ومعناها0 أول من يمد لك يده مصافحاً مع صفارة النهاية0 يخرج معك في حميمية حتى غرفة الملابس وكأنك صديق طفولة0 تركت الكرة غير آسف وفي وقت مبكر، ولم نلتقي فترة من الزمن، حتى كان لقانا الآخير بمحض الصدفة بجامعة القاهرة الفرع في آواخر 92، وكان دهشتي أن تذكرني واتى هاشاً لمصافحتي0 كانت تلك آخر مرة التقي فيها هذا الرائع الخلوق، الذي يجبرك على ان تنحت له مكاناً رفيعا في الذاكرة0 تتبعت مسيرته وانا خارج السودان، ولم اندهش عندما علمت انه اصبح مدربا كبيرا يقود فريقا كالمريخ وهو في هذه السن الباكرة، لأني كنت اعرف ا، وراء هذا الهدوء والخلق الجم عقل متفتح كبير يقود صاحبه الى مدارج النجاح0 رحم الله صديق العمدة وعوض شبابه الجنة ، والهم آله ومحبية وكل من غرس البسمة في نفوسهم الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون0
نقلا عن موضوع الاخ /عطبراوي /صديق العمدة 00 الذي عرفته
|
|
|
|
|
|
|
|
|