|
ارثوا الراحلين يا أروع الرائعين (Re: Wadmirghani)
|
لانبكي صديق
نبكي الطموح في زمن لاتموت فيه الاشجار واقفة
خسرت كرة القدم مدرباً شاطراً وذكياً وطموحاً ياعمدة
قدر الله وما شاء الله فعل .. ولا حول ولا قوة الا بالله ، والحمد لله نشأ بين ظهرانينا وبيننا ، وغرس فينا ، ابن من ابناء امدرمان طيب المعشر والخصال ، ترعرع في العباسية والعرضة ورائحة امدرمان تفوح من انفاسه الطموحة المملوءة بعشق السودان الوطني وامدرمان المدينة والمريخ الكيان والروح .
قدم لكرة القدم من خلال الحواري بامدرمان وبرابطة العباسية ، ثم قدم لكرة المريخ من خلال اشبال المريخ عندما كان شبلاً في ذلك الوقت ولكنه كان اسد في صفاته .
مواصلة المسيرة ثم واصل المسيرة مع المريخ الكبير منذ 1985م يسقي بعرقه الطاهر شعار المريخ ويروي النجمة من رحيق العطاء ولكن الاصابة حرمته من العطاء في ذلك الوقت وحرمته من التضحية من اجل المريخ ، لم يدب اليأس في نفسه وقدم العطاء لكرة القدم من خلال التدريب ونجح .. نجح لانه طموح .. وثيق في نفسه وفي حبه للرياضة وفي عشقه للمريخ ، ولكن القدر لم يك بافضل من الاصابة فحرمه من العطاء الطموح وحرمنا منه ، مات شهيداً في سبيل عشقه المريخ وتخضب باسمي السير وجرتق بدمائه الحمراء التي استمدت حمرتها من حبة المشتعل ابداً للاحمر الوهاج .
لم يك الفقد كبيراً علي المريخ وحده بل كان الحزن فجاً عميقاً في قلب الرياضة في البلد ، لان العمدة كان محترماً يحترمه كل المجتمع الرياضي وهو يحترم بدوره الجميع ، لم يهتف ضده احد ، حتي خصومه لقناعة الجميع بتهذيبه وادبه الجم وقمة طموحه ، هل رأيتم مدرباً يحبه جميع جمهور النادي قبل العمدة ؟
افتقدته كرة القدم في البلد لأنها خسرت مدرباً زكياً «وشاطراً» وطموحاً كان يمكن ان يضيف لموسوعة التدريب في السودان شئ .
لايفارق مخيلتي كثرة اطلاعه وسعيه لامتلاك كل المراجع الفنية الاجنبية الحديثة التي تتحدث عن كرة القدم وفن التدريب .
خسارة عميقة انها خسارة عميقة ومدره للدمع السخي ومازالت مآقينا حبلي بدموع فقد والي الدين ، فالتقي مرج الدمعين وبينهما حقيقة واحدة هي ان الموت حق وان حظنا عاثر .
لنتصفح تاريخ العمدة في التدريب ، فبرغم حداثته النسبية الا انه رقم ورقم كبير ، واسالوا فريق امبده واسألوا التاكا كسلا واسالوا المريخ واسالوا فوزي المرضي والهلال
بعد الرحيل تعودنا ان نكتشف عظمائنا بعد رحيلهم ، ولكن فقيدنا اجبرنا علي معرفة قدره قبل ان يرحل . رجل احبه الجميع كل جمهور المريخ يحب صديق العمدة ويثق في قدراته ولذا كان الافضل دائماً والمطالب به دوماً والمفضل حتي علي المدرب الاجنبي
يقول الشافعي :
لاخير في الدنيا اذا
لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
ولسان حالي يقول
لاخير علي الدنيا رحل عنها صديق وكفي
اليوم تسيل المآقي بحوراً وتذبل زهرات الطموح ويوئد القدر الفرحة في الدواخل
لانبكي صديق اليوم لانبكي صديق بقدر ما نبكي الحظ العاثر لمسيرة كرة القدم السودانية
لانبكي صديق ود العمدة لان سماء امدرمان بكته يوم الرحيل «غباراً» حجب المدينة الحزينة وبكاء المدينة اعمق .
لانبكي صديق بقدر ما نبكي موت الطموح في زمن لاتموت فيه الاشجار واقفة باي حال من الاحوال.. لانبكي صديق بقدر ما نبكي فارع القوام واناقة الهندام وقوة الشخصية وقوائم الاحترام وحسن النظام .
لانبكي العمدة بقدر جبروت عموديته لأنه وضع بصمة واضحة في مسيرة المدرب الطموح «الشاطر» صاحب الفكرة في علم النفس والاجتماع وفنون الكرة .. قطعاً سيتعلم منه اجيال من المدربين القادمين سيتعلمون منه كيف تبني نفسك بنفسك ، وكيف تصل الي قمة طموحك برغم مرارة السنين .
لانملك ان نبكي وننتحب ولانلطم الخدود ، ولن نشق الجيوب «لاننا فقدناها قبل ان نفقد صديق»
ولكن لسان الحال يقول
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك محزونون ياصديق و«انا لله وانا اليه راجعون»
اخوك بابكر سلك
|
|
|
|
|
|
|
|
|