كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: داوود يحي بولاد (Re: SARA ISSA)
|
داود بولاد في دراسة جدارن من الطوق الشمالي اخر ثورة الغرابة
حقيقة محاولات تمرد الغرابة على الشرط الأول تثبتها النوايا المكبوتة بالثورة على المعاملة مع الشمال ،أعلنوها في جبهة النهضة الدارفورية ، وانقلاب حسن حسين ، واللهيب الأحمر ،و تظاهرات مدنية محدودة ، وغيرهما من النزعات الفردية للغرباوي ورغم إنها ارتدت بفعل عوامل الشرط الثاني لكن تلك الضجرات أحدثت تمزيقا في الشرط الأول إذ أن أسبقية التعليم لم تعد تعني تقدم معرفي لجهة دون أخرى في السودان و بمقدور الفئة القليلة المتعلمة إحداث شيء ممكن وسط قاعدتها الجاهلة. عند إعلان تلك الأجسام النهضة في الستينيات ، وحسن حسين في السبعينيات ، واللهيب في الثمانينات ، كان يعني أن الشرط الأول لم يعد يمثل الكثير من الأهمية بدليل أن أبناء الغرب أدركوا نقطة هامة في شكل العلاقة بينهم والشمال . وكان من مؤسسوها التنظيمات الأوائل المهندس دريج والطبيب على الحاج وأخريين وكلاهما اختار الالتحاق بغير الحزبين التقليدين في نهاية حياته .ليجد كل منهما حصار مجددا في كل محاولة خروج من مضيق لآخر. نبؤه بولاد خرق للشرط الثاني في أول العقد الأخير من القرن العشرين قام شاب غرباوي ريفي بإعلان مفاجئ قصد محاولة تغير شكل علاقة التبعية بين الغرب والشمال ، وبقيام الفتى الريفي داود يحي بولاد(1952-1992) بثورته المغمورة تلك أحدث ثقبا في جدران الحياء الديني والثقافي التبعي وهو ما يعد انتهاكا للشرط الثاني ، وعبر الثقب استطاع أن يمرر رسالة تحيى بعد رحيله ، وتحكى عنه إلى أزمنة أخرى. لم يكن المهندس الريفي داود بولاد يشعر بانتمائه إلى شعب الفور - وشعب الفور بغرب السودان ذات جذور عميقة في الأفريقية وصلة عميقة كذالك بالعروبة ، وتعد أمثولة التزاوج بين الثقافة العربية الوافدة مع الدين الإسلامي الحنيف والحضارات لإفريقية العريقة الضاربة في قدم السودان - ولكن بولاد كان عميق الانتماء إلى البيئة الدارفورية الريفية القاحلة . و تعد البيئة الدارفورية خلاصة التكوين الإنساني لمجتمع غرب السودان الجغرافية ، والتاريخ ، والثقافة ، والتقاليد الجامعة لكل الأعراق الغرباوية عربا وعجم في قالب مميز، ما يأهل الغرب بان يصبح متغير مستقل وليس تابع. ينحدر داود يحي بولاد من مجتمع مشبع بالفقر والتخلف ، وتربى تربية دينية إسلامية صارمة تدنو من الأصولية في الممارسة انتهى به الحالة إلى ارتياد صفوف الجماعة الإسلامية السودانية التي يقودها الدكتور حسن حفيد الصوفي النحلان الترابي الظاهرة الإسلامية في العصر الحديث . وكان بولاد متفقها وعالما دينيا كما كان مقرضا للغة العربية وملم بأنساب العرب .فقد حفظ قدر من التراث الإسلامي ووعى مثلها من الثقافة الإسلامية ذات الصلة بالعربية. وكان نموذج للشخصية السودانية الناتجة من خلاصة مبارة فريقي الاستعراب والافرقة الطبيعيتين فلم يكن ملما بلغة قومه شعب الفور - وكان في ذلك سر هلاكه- . ولعله أكثر من استطاع أن يميز بين العربية الثقافة واللغة من جهة والإسلام رسالة الرب الحنيف الذي يستند على الكتاب المدون بأحرف عربية ورسالة إلى رسول عربي من جهة أخرى. و أدرك كيف تحولت تلك العناصر الكونية إلى نسقا معترف بها في قالب عنصري في يد الجلابة السودانيين من صنف كانوا يشاركونه لقيمات الثقافة السياسية على مائدة الجبهة الإسلامية. لم تكن ثورته بأي شكل ضد الإسلام أو العربية العرق والثقافة كما أشاعت الجلابة عنه وعنها ـ ولكنها كانت ثورة حقوق مطلبيه ضد استغلال الشعوب باسم الأعراق النقية والتاريخ المزيف وباسم الأديان.ولأنها كذالك لم يمهله زميل دراسته الذي صار حاكما على أهله وشعبه الجنرال الطبيب الطيب خير حينها أن يسمع الغرابة صوته ورأيه الصائب. وعجلت المؤسسة الجلابية بقتله مستندة على مفهوم وفلسفة الدكتاتور النميري السابق - في قتل الثوار السودانيين من أبناء الغرب - ولكن بمفردات رومانتيكية جديدة .وجعل من بولاد أول رجل يعدم لرائيه السياسي في تاريخ الممارسة السياسية السودانية. وفي ذلك يكمن عظم خطورة العلاقة بين الغرابة والجلابة في السودان. واستمر الجدل حول رسالة الشهيد بولاد عشر سنوات . جدال بينيا وسط كل من الجلابة والغربة منفردين ، وجدالا تناظر بين الطرفين . وكلف مقتله دينا ظل في أعناق بعض الغرابة أمثال الطبيب الخليل إبراهيم (45 عاما) وبعض من مجموعته الحركية الشابة الذين كانوا مقاربين إلي بولاد في التكوين الثقافي . و دين كذالك في عنق أمثال المحامي عبد الواحد محمد نور (45 عاما ) ومجموعته الشبيهين له في التكوين العرقي ، ديونا لا تقل كلفة عما في أعناقنا جميعا كغرابة الذين ننحدر مع بولاد من رحم القدر الواحد هذه البيئة المهمشة التابعة. وقد ظل الثقب الذي أحدثه ثورة الشهيد المهندس الريفي في جدران الشرط الثاني يتوسع باستمرار مع تزايد الأسباب التي حضته للقيام بتمرده على حكم الشمال وهي
زيادة الوضوح في التعامل التميزي في علاقة الغرب بالشمال ، زيادة نسب الاستعلاء في المؤسسة الشمالية باسم العرق والدين ، جهل و قلة أدب الرؤساء ، قهر الشعوب على التبعية بالاستفزاز والاستغفال ، وتطور حركة الاستعراب وصيحات وامعتصماه التي استدعتها الجبهة الإسلامية إلى السودان . وتزايد كميات الفقر الاقتصادي والسياسي بمجتمع الغرب . ثم عوامل أخرى خارجية كتقدم عصر المعرفة ، ودخول عصر الحريات و فاعلية الشرعية الدولية. نهاية القرن و ميلاد كتاب يتيم لم يحسم الجدل حول ثورة المهندس الريفي الشهيد حتى ولد الكتاب الأسود في إحدى صيوف نهايات القرن العشرين بعد مقتله بثمانية أعوام . في عمق الوجود الجلابي. وجاء الكتاب المشخص لمرض المجتمع السوداني في شفافية وجراءة مجهول الأبوين ، ولم يستطيع احد تبنيه علانية إلا بعد تجاوز عمره الخمس سنوات - والسبب أن جداران الطوق التي صنعتها المؤسسة الجلابية من العناصر النابع من الشرط الثاني ظل متماسك البنيان أمام عقلية مثقفي غرب السودان وأمام نفسية غرابة دارفور خاصة، رغم ثقب الذي أحدثه بولاد ،. مع ذلك فقد غدا الثقب الذي أحدثه الشهيد المهندس بولاد حقيقة فعلية بفضل منجزات طلاب العدالة والمساواة مؤلفي الكتاب الأسود ، إذ انه بات بمقدور (الغرباوى) أن يخترق شرط الحديث في الثقافة والدين والعربية، و ينتقد الجلابة بهمهمة ولكن بثقة نفس ، ويستعد ليوم آتي . وهو ما كان يعد في السابق خروجا عن الملة الإسلامية من أوسع أبوابها ، وخنجرا في ظهر الشمال الدولة والعربية .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
داوود يحي بولاد | SARA ISSA | 03-14-07, 06:40 PM |
Re: داوود يحي بولاد | كمال علي الزين | 03-14-07, 06:48 PM |
Re: داوود يحي بولاد | SARA ISSA | 03-14-07, 06:56 PM |
Re: داوود يحي بولاد | Tragie Mustafa | 03-14-07, 07:00 PM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-14-07, 07:20 PM |
Re: داوود يحي بولاد | Tragie Mustafa | 03-14-07, 07:25 PM |
Re: داوود يحي بولاد | ابراهيم على ابراهيم المحامى | 03-14-07, 10:01 PM |
Re: داوود يحي بولاد | Mohamed Doudi | 03-14-07, 11:07 PM |
Re: داوود يحي بولاد | محمدين محمد اسحق | 03-15-07, 00:14 AM |
Re: داوود يحي بولاد | jini | 03-16-07, 11:51 AM |
Re: داوود يحي بولاد | عادل فضل المولى | 03-17-07, 12:21 PM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-15-07, 03:08 AM |
Re: داوود يحي بولاد | SARA ISSA | 03-15-07, 09:39 PM |
Re: داوود يحي بولاد | shahto | 03-16-07, 00:40 AM |
Re: داوود يحي بولاد | Mannan | 03-16-07, 07:11 AM |
Re: داوود يحي بولاد | abubakr | 03-16-07, 08:51 AM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-17-07, 04:47 AM |
Re: داوود يحي بولاد | مصطفي سري | 03-17-07, 07:46 AM |
Re: داوود يحي بولاد | أنور أدم | 03-17-07, 12:28 PM |
Re: داوود يحي بولاد | عادل فضل المولى | 03-20-07, 10:13 AM |
Re: داوود يحي بولاد | البحيراوي | 03-20-07, 10:37 AM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-20-07, 03:35 PM |
Re: داوود يحي بولاد | محمد حسين آدم | 03-20-07, 04:20 PM |
Re: داوود يحي بولاد | amar adam | 03-23-07, 06:44 PM |
Re: داوود يحي بولاد | ابراهيم على ابراهيم المحامى | 03-20-07, 04:35 PM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-20-07, 11:30 PM |
Re: داوود يحي بولاد | الكيك | 03-21-07, 08:14 AM |
Re: داوود يحي بولاد | Adrob abubakr | 03-21-07, 08:54 AM |
Re: داوود يحي بولاد | Abdlaziz Eisa | 03-21-07, 09:46 AM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-21-07, 07:58 PM |
Re: داوود يحي بولاد | محمد الامين احمد | 03-21-07, 08:40 PM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-23-07, 04:42 AM |
Re: داوود يحي بولاد | Kabar | 03-26-07, 08:40 AM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 03-27-07, 02:18 AM |
Re: داوود يحي بولاد | moniem suliman | 04-04-07, 01:06 AM |
Re: داوود يحي بولاد | mutwakil toum | 04-04-07, 03:09 AM |
Re: داوود يحي بولاد | ابراهيم على ابراهيم المحامى | 04-04-07, 05:12 AM |
Re: داوود يحي بولاد | Adel Khamis | 04-05-07, 09:07 AM |
|
|
|