|
الدور التاريخي للإنقاذ في السودان
|
الدور التاريخي للإنقاذ في السودان
لقد تمحورت الفكرة الجمهورية بشكل أساسي حول "فكرة" تطوير التشريع الإسلامي الموروث بصورة منهجية مستمده من القرآن الكريم وسنة النبي العظيم، عليه صلوات الله وسلامه، وقد لاقى الجمهوريون من العنت الكثير وهم يحاولون إيصال فكرة "مرحلية" الشريعة الإسلامية وضرورة تطويرها بالانتقال من آيات القرآن المدنية إلى نصوصه المكية، وبارتفاع السلوك البشري من مستوى شريعة النبي إلى مستوى سنّته، أي عمله في خاصة نفسه. ورغم بساطة الفكرة الجمهورية وقوّة منطقها، فإن أعداءها كانوا يجادلون من خلال نموذج مثالي تمت تجربته قبل أربعة عشر قرناً وثبتت قدرته على حل مشاكل المجتمع العربي قبل ما يزيد عن أربعة عشرة قرناً. وقد وفرّ مجئ الإنقاذ في السودان فرصة عظيمة للمقارنة بين أطروحات الفكر السلفي والفكرة الجمهورية بصورة جعلتها سهلة الهضم، وهذا هو دور الإنقاذ التاريخي الإيجابي في حركة تطور الفكر الديني والبشري. وعلى قاعدة "لايدخل الوجود شر مُطلق" فإن الإنقاذ لم تكن شرٌ مُطلق كلها، وخيرها في أنها أثبتت بجلاء عدم إمكانية استيعاب الشريعة الإسلامية -حتى بالصورة المزيّفة التي عرضتها بها- لمشاكل العصر وطاقاته وقدراته. وصارت بذلك تجسيداً لفشل الفكر السلفي التقليدي الذي يتبناه الفقهاء، والفكر الإسلامي المتأنّق الإعتذاري الذي يقوده مجموعة من "المفكرين الإسلاميين" الذين واجهتهم معطيات العصر وطاقاته بتحديات ليس في مقدورهم مواجهتها من خلال مسلّمات الفكر السلفي وأساسياته فزيّفوا الشريعة بصورة إعتذارية لا تحتاجها الشريعة الغرّاء...
|
|
|
|
|
|
|
|
|