أكتب بعد مرور 55 دقيقة من صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية القاضى بإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير،،، ولاشك لدى الجميع ،حتى مؤيدى الإنقاذ، أن الحكومة قد إرتكبت جرائم ظلم بحق الشعب السودانى. والدليل على ذلك ان خطوط الدفاع التى إنتهجها معظم مؤيدى الإنقاذ،داخل وخارج البورد، قد بنيت على فكرة الكيل بمكيالين ضاربين الأمثلة بأن المؤسسات الدولية قد غضت النظر عن الجرائم التى إرتكبها الكيان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى. وخط دفاع آخر بنى على ضرورة الحفاظ على سلامة البلاد ووحدتها محذرين من خطر الصوملة وظهور قراصنة جدد على االبحر الأحمر قبالة سواحل بوتسودان،،، وهى،كلها، خطوط دفاع أهملت الشئ الأساسى الذى أدى الى هذا النفق وهو الظلم،،،، بدأ ظلم الحكومة عندما إعلنت نفسها كمشروع دولة دينية يفرق بين المواطنين على أساس دينى،،،جوبهت البلاد بحملة ظلم شرسة لم ترحم صغيراًً ولم توقركبيراً،،، وكان الظلم حينها شاملاً لم يستثن قبيلة، لون ، جنس أو نوع: الشهيد مجدى،الشهيد بشير الطيب البشير،الشهيد على فضل، الشهيدة التاية أبو عاقلة، الشهيد سليم، الشهيد طارق، الشهيد أمين بدوى،، الشهيد أبوبكر محى الدين راسخ، الشهيد رحمة وقد قصدت هنا أن أركز على مدنيين عزل لم يرفعوا سلاحا فى وجة الحكومة،،ولم يرتكبوا جرما يوقعهم تحت طائلة (الإعدام)،،،وأى نفس فيهم توقع أهل الإنقاذ تحت طائلة الآية الكريمة: ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (المائدة:32). وقد طاردت حكومة الإنقاذ المعارضين فى أرزاقهم فشهدت البلاد أكبر حملة ظلم وتشريد،وهى، أيضاً، لم تستثن قبيلة، لون ، جنس أو نوع. وكما أن وقوع الظلم لم يستثن أحد،،فالظلمة وجلادى الإنقاذ كانوا من جميع بقاع السودان لم يخلوا منهم لون، قبيلة، جنس، أو نوع....! ثم بعد إنقسام الحكومة إستند طرفى الصراع على بنية تحتية هشة تقوم على التفرقة العنصرية والجهوية، فدخلت البلاد نفق مظلم آخر وهو الظلم المستند على أساس جهوى وعرقى،،،وهو ظلم لو تعلمون عظيم،،، بنية الوعى عند الشعب السودانى هى هشة ،،تستند على الوعى التناسلى والقبلى،،تغيرت الصورة الإنتمائية فتفرقت البلاد على اساس قبلى وجهوى،،، ،،،والشى الوحيد الذى بقى هو: الظلم!!! وما من قوم إستمرأوا الظلم إلا وقد كانت النهاية المأساوية من نصيبهم ومن نصيب شعبهم ومهما طال الزمن إلا وقد سلط الله عليهم بذنوبهم من لايخافة ولا يرحمهم،،ودوننا ما يحدث فى العراق! ننظر الى الظلم على مستوى تجريدى لا نؤيد ظالم ضد ظالم،،،ولا نفرق بين مجرم وآخر،،، نقف مع الشعب الفلسطينى المظلوم،،ونقف مع شعب دارفور المظلوم،،ونذكر بألم جريمة إعدام الشهيد مجدى وخنجر غدر الشهيد بشير،،،ورصاصة الجبن التى إخترقت جسد الشهيد أبوبكر محى الدين راسخ،،، نقولها للبشير بالفم المليان أن حكومتك ظالمة،،،ظلمت الشعب مرتين:مرة بإسم الدين،ومرةً بإسم الجهوية،،، ونقول لمؤسس الحركة الإسلامية الدكتور الترابى أنك أيضا ظالم حينما أطلقت زبانيتك يظلمون الشعب السودانى بإسم الدين،،،والآن تستند على إنتماء باطل وهو الإنتماء الجهوى والعنصرى البغيض،،، إيقاف الظلم،بالبلاد، هو الهدف الإستراتيجى الذى يجب أن يسعى الية الجميع،،،وأول خطوات إيقاف الظلم هو محاصرة اللغة العنصرية البغيضة التى إجتاحتنا،،من بعد هزيمة لغة الدولة الدينية الظلم وجهه واحد،،،ونهايته واحدة بغض النظر عن شعارات الظلمة سواء إن كانت دينية، جهوية، نوعية، أو قبلية السعى لسيادة حكم القانون بالبلاد،،وقيام حكومة وحدة وطنية تستوعب الجميع هى الحل الأنجع لمشكلة البلاد الحالية،،وننصح القائمين على الأمر العمل على تهدئة الأوضاع وإعمال لغة العقل،،،بدلاً من لغة الهرج والمرج والمسيرات التى لا تسمن من جوع ولاتغنى من شنق ودوننا،أيضاً،تجربة العراق...!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
mekki
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست