إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2009, 06:35 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد (Re: فتحي البحيري)

    مدونة حسن النور مشحونة بحياة القنوك وطاقتهم اللا محدودة في استيعاب الهجرات التي وفدت إلى نهر الجور وأعالي الأنهار وتأثرهم بالهجرات وتأثيرهم فيمن هاجر إليهم فمما جاء في المدونة عن أديم مريال ياي أنه يشبه حجر العقيق الأزرق هذا ما جعل حياة القنوك تتجلى بريقاً بالعمل لهذا السبب ولغيرة لا يهتمون بالهجرة منهم وإليهم فمن يهاجر منهم يحسبونه تنازل عن مكانته المرموقة كرايمي وتخلى عن بناء مريال واستقرارها على الأرض كما في اعتقادهم هذا الشعور أباح به القنوك لملوال مادوت ومن سار معه في مشروع هجرته إلى جبال الكواليب برغم هذا الرأي المشترك انسكبت دموع الفراق وطالت جلسات المؤانسة ففي اليوم الأول من الشهر الذي هاجر في نهايته ملوال مادوت وأتباعه أجتمع ملوال مع أبنه وابن شقيقه ملوال ميار فعندما حضرا وجدا ملوال مادوت مستلقياً على سرير خشبي صنع من أشجار المهوقني ونسج بجلود الأبقار فجلسا القرفصاء واضعين أيديهم على صدريهما فأعتدل ملوال من إستلقائته جالساً على السرير مشبكاً قدماه فقال :
    - ( مرحباً بكما فقد جئتما في الوقت المناسب فأردت أن اسمع رأيكما )
    ردا بصوت واحد
    - ( فيما تريد أن تسمع رأينا؟)
    - ( نحن مقبلون على حدثٍ جلل فيه انقسام للأسر ، وبعضنا قد لا يعود من معارك روحية سيهجر من اجلها مريال الجميلة وقطعاً سيصارع قوى أخرى لها أهدافها الشريرة فتلك المستجدات لها تأثيرها في كل الأسر المقيمة في مريال وتحديداً على أسرتنا فماذا ستفعلان وأنتم الحاضر والمستقبل ؟
    رد ملوال ميار بهدوء الصارم المعهود .
    - ( أنا قطعت أمري بالهجرة معك وسأعمل ألا ينسى القنوك مريال أبداً )
    أشار ملوال مادوت إلي ريك بقوله :
    - ( ماذا عنك ياريك )
    - ( أنا سأبقى في مريال مع عمي ميار نرعى النقوك ونبني مريال )
    - يعتقد ريك أن علاقته بأبيه في تلك الأيام التي سبقت الهجرة من مريال قد صارت أكثر عمقاً والتصاقاً فقد لاحظ ريك أنه أخذ يعمل بكل طاقته ليشد عزم أبيه فكانت المحصلة النهائية أن أباه قد شدد عزمه وأعاد الثقة في نفسه كي يواجه متغيرات ما بعد الهجرة وفي ذلك يقول ريك :
    - ( ذكرني حنَّو والدي علىَّ في الأيام الأخيرة قبل هجرته اهتمامه بيّ عندما ألَّم بيّ مرضُ عضال فقد ظل إلى جانبي يحنوَّ علىَّ كأنني ولده الوحيد فقد ظل إلى جانبي لا يفارقني حتى برئت فقد كان أبي في تلك الظروف العصية يمسح وقرَّ جبهتي ويشد من عزمي ويقوي من إرادتي كي أتحلى بالصبر والتماسك فقد لعب معي كالأطفال حتى تري البهجة في قلبي فهو من منحني الإحساس بالتمسك بالحياة وهزيمة المرض والآن اشعر بالفشل لأني لم استطيع أن أمنحه ذات الحب الحاني الذي أعطاني إياه وهو يستعد لرحلة خطر احتمالات العودة فيها صفراً هذا ما يفرض شحنه بالحب والتضامن .)
    ففي الشهر الأخير الذي سبق خروج ملوال مادوت من مريال مهاجراً باحثاً عن الأحلام والنبوءات ضغط ملوال على أبنه البكر ريك حتى حفر في ذاكرته وصاياه فقد صار ريك صورة من ملوال فقد كرر له مرارا :
    (... الاعتصام بالحكمة والتجمل بالصبر والتحلي بطول الأناة والمقاومة بضبط النفس ، كن مسيطراً على القوة وليست القوة مسيطرة عليك ، تعطر بالمحبة والرحمة واجعل أريجهما يفوح منك صباح مساء ، تحرر من القلق الذي ورثته عنيّ وتمسك بالمحسوس ولا تجعل الأحلام تستدرجك بعيداً عن مريال ...)
    ظل اليوم الأخير من الشهر لملوال قبل هجرته عن مريال راسخاً في ذهن ريك ففيه تمت طقوس الوداع التقليدية فشاع البكاء والعناق فالأسر انقسمت بين المهاجرين والمقيمين في مريال إلا أن الجلسة المنفردة بين ملوال وريك تركزت جوهرياً حول الاعتناء بالقادمين من الصحراء ودمجهم في القنوك وتفهم عباداتهم القاسية وأخلاقهم التي لا تسمح لهم بالقتل حتى الحيوان )
    ففي مريال أمتزج أبناء الصحراء الذين وفدوا إلى النهر من واحات جالا ـ سليمة ـ اوجلا ـ الداخلة ـ وحقبوب فزرعوا الوادي باليام والبافرا وتضاعفت الماشية وضاق التونج بالأبقار بعد تضاعفها فقد جددوا مريال كما تنبأ بذلك ملوال قبل رحيله فقد امتزجت في مريال الدماء وتناغمت الأرواح فأينعت نبته صغيرة على شاطئ النهر ، فارورقت فصارت شجرة عالية فروعها في السماء وجذرها على الأرض فأثمرت المحبة والإخاء والثقة والاستعداد لاستيعاب الآخر بالبحث له عن أعذار إذا اخطأ والشد على يديه إذا أصاب كل تلك التبدلات أعطت مجلس القنوك الحق في اتخاذ قرار جري بتنصيب ريك ملوال سلطان بعد عمه ميار مادوت كما غير مجلس القنوك تقاليد احتفال (السَّبر الكبير) فقد أصبح مجرد احتفال بمواسم الأفراح والحصاد تعمل فيه الأمهات والآباء من اجل إنشاء الأسر العديدة فقد أصبح احتفال (السَّبر الكبير) موسماً للتزاوج والتناسل فقد حظر مجلس القنوك نشر الإشاعات أو التعصب لفكرة مهما كانت والعمل على نشرها في احتفال السَّبر كما أباح مجلس القنوك إضافة رقصات مختلفة لفقرات احتفال السَّبر منها تلك الرقصة التي يمنطق فيها الفتيان والفتيات احقائهم بجلود البقر ويرتدي الكهول ثياب من جلود الحيوانات الوحشية الكاسرة وبعدها يرقص الجميع على إيقاعات الطبول . فالأهم من كل ذلك ادخل مجلس القنوك فقرة الحكي في الاحتفال التي بدأها صلون كبير أبناء الصحراء الذين ذابوا في القنوك حيث حكي قصة هجرتهم من الصحراء وهضبة فوتاجالون إلى مريال ياي ففي الاحتفال السنوي رواها بروايات كثيرة وأساليب عديدة إلا أن أشهرها هذه الرواية الشائعة في كل الأدغال :
    ( روى ليَّ جديَّ عن أبيه عن صلون العاشر أن الصحراء صارت أكثر تصحراً فالواحات جفت ونضب ماؤها فصارت الحياة مستحيلة فكان الخيار الأوحد لأبناء الصحراء الذين تجمعوا من كل بقاع الدنيا الرحيل إلى منابع الأنهار التي جاءهم خيرها من كتاب الاخضري (أصل البلدان وتجمع السكان ) فبدأنا رحلتنا شرقاً من واحة الخارجة التي تجمعنا فيها من كل الصحراء خلال ثلاثة أعوام ففي العام الرابع بدأنا مسيرتنا في قافلة ضمت الرجال والنساء والأطفال وكل زوج من الحيوانات التي استئناسها في الصحراء فسارت القافلة المثقلة بالمعاناة تصارع قسوة الطبيعة واحتمالات الموت الراجحة جراء قلة الماء والغذاء برغم ذلك كان الرجاء هو طاقتنا للوصول إلى منابع الأنهار لهذا تعالت الأناشيد والأغاني والترانيم فكنا نسير ليلاً نلوذ من شمس الصحراء نهاراً حتى أدركنا بقعة تناثرت فيها شجيرات طلح وحراز وهشاب وسدر فشعرت القافلة بالتفاؤل بقرب الوصول للماء لان وجود الأشجار يعني الاقتراب من مجرى نهري وان المنطقة تهطل فيها الأمطار وفي جوفها ماء فمن فرط الفرح قررنا الإقامة مؤقتً في تلك البقعة التي أطلقنا عليها دار انتظار )فأويت مثلي مثل الجميع تحت ظل سدرة ومن فرط الإنهاك ظللت نائماً ربع قرن حسبتها بعد ما استيقظت غفوة صغيرة لكني أدركت كم من الزمن نمت حين وجدت أخي ديسم يأمر القافلة لتصهر كل ما عندها من حديد لتصنع منه معاول كي تحفر بها للوصول للماء فتذمرت القافلة بأن لا طاقة لها بالحفر والمنطقة ليست مقصدهم من الرحلة فالهدف منبع الانهار فاستعمل العنف وأجبرهم على الحفر الذي طال دون الوصول إلى الماء فعندما استيقظت على المشاجرة سألت أخي ديسم :
    - ( لماذا فرضت رأيك على القوم ؟ هل هو العقل والحكمة أم هي الرغبة المتسلطة المستبدة ؟)
    - ( حسبت أن في الأرض ماء لأن بها أشجار )
    - (إلا تعلم أين كان الهدف من هذه الرحلة ؟)
    - ( أعرف أنه منبع الانهار )
    - (لماذا عملت على تحطيم حلم القافلة ؟)
    - ( لأني أؤمن بالعالم الجديد يمكن وليس بالضرورة عند منبع الانهار )
    - (لماذا صادرت حق الآخرين في الاختيار ؟) صمت فكررت له السؤال بصيغة مختلفة :
    - ( أليس للآخرين حق في اختيار مستقبلهم ؟)
    صمت ديسم بعد تلك المناقشة المكشوفة أمام القافلة بأكملها ولم ينطق بعدها كلمة واحدة حتى مات من الصمت بعد عدة أعوام رغم إنيّ حاولت معه كثيراً فحكيت له الحلم الغريب الذي أفزعني وأيقظني فقد رأيت جماعة من الكهول ذوي اللحى البيضاء المرتدين ثياب ناصعة البياض مشرعين أياديهم إلى السماء بعضهم يصعد ويهبط إلى للسماء في مسيرة مهرجانية ملئها الهتاف وفي صعودهم وهبوطهم ينثرون قطعاً مكعبة من الجليد . فعندما حكيت لديسم هذا الحلم كنت أحاول استنطقه وان أجد عنده تفسير لذلك الحلم الكابوسي الذي صار رفيقي لكنه ظل صامتاً ولم يتفوه بكلمة .
    حادثة تسلط ديسم على عرضيتها قد أشعلت في القافلة وفي نفسي خطر تسلط الفرد المطلق لهذا قررنا إنشاء مجلس يدير شئون القافلة ولا يسمح بالتسلط لان السلطة صارت للمجلس فهو المعني بتحديد المسار هذا ما أشاع التفاؤل من جديد فسارت القافلة بسرعة اكبر بعد أن أعطت المجلس لكل فرد حقه في التصرف في شئون القافلة دون أن يكون لأي فرد مهما كان الكلمة النهائية المطلقة في مصير القافلة فعبرنا الفلوات والوهاد القاحلة حتى جاء إلينا صدى أصوات اتجهنا نحوها بتصميم الباحثين عن الحياة برغم وعثاء السفر وإنهاكه فقد حركتنا الأماني بالحياة القادمة المختلفة فالتقينا بالجلابة الهواره الذي أطعمونا وزودونا بالمياه وأرشدونا إلى وادي هور الذي تزودنا فيه بالأخبار والطريق لدنقلا التي قدرنا أن ندركها بعد بضع ليال قبل اليوم الذي ستكون مشغولة فيه بلقاء رجال الطريق وأهل السّر الذين ينتشرون على النهر البركة والتسامح فأسرعنا الخطى نحو دنقلا .
    ففي الطريق لم نكن وحدنا فقد التقينا برجال الحل والعقد الذين جاءوا من كل فجاج الأرض فتعرفنا على (ود أم مريوم ) ، (مريم البتول) ، (مريم النشابة ) ، (رابحة الكنانية) ، ( أم سلمه الحجازية ) (الأمام السحيني )، ( عبد الباقي أزرق طيبة)، ( مرفعين الفقراء )، (مرفعين الضيفان ) ، (حمدالنيل) ، (ود النيل) ، ( المجمر) (ابوجبه) ، (ابوفركه) ، (احمد التجاني) ، ( وغلام الله بن عايد) وصاحب السَّر ومركز الحكمة (محمد احمد) كما يشاع .
    صاحب مسيرنا إلى دنقلا شيء من الإسراع والإبطاء والصمت والقلق حتى أدركنا النهر فوجدنا النساء والرجال والأطفال في استقبالنا بالطعام والأناشيد الرطبة اللينة:
    (... الحب هو طريق لمنابع الماء
    تحركوا لا تقاعسوا اطرقوا يفتح لكم
    ... الدهر مفتاحه الثقة والأمان
    أحسنوا إلى مبغضيكم سامحوا الذين يسيئون إليكم
    جبل اللادو مركز الامل
    منه منابع النهر
    لا تركنوا للشلالات رغما فيها ماء غسل القلوب
    بشراكم بشراكم لأنكم تجاوزتوا طنين ذباب الخريف )
    أدركت القافلة النهر عند الغروب في اللحظة التي اكتست السماء بالنور ملء الأفق صدى (النوبات) فاكتست النفوس بالراحة والأمان بعد طول معاناة وترحال شاق في الطريق الصحراوي المفضي إل النهر وعلى حين غرة ارتفعت اصوات الانشاد :
    مرحباً بالعابرين إلى المنابع
    مرحباً بالعازمين على صقل الإرادات
    أروحنا ترتجف فرحاً وحبور
    قلوبنا تنادي فتهتز نوائبنا حين نرى معكم النور
    عقولنا تدعوكم للإقامة لأننا ننتظركم قبل بدء العصور
    أدركتم نهر الحياة
    بمراكب الشمس الذهبية ستصعدوا للمنابع
    فيحضنكم الدغل بوحوشه لأنكم عبرتم بالطريق الآمن ففي دنقلا عند حلقات الذَّكر في خضم إيقاعات الطبول رأيت وجه أمرآة حسبت أني أعرفها فوجهها مألوف ليَّ تماماً حاولت التركيز على وجهها فلم افلح في هضم تفاصيلها برغم أني رأيتها بوضوح عرفت أنها من سيطرت على مخيلتي في صحوي ومنامي فتركت كل شيء واقتربت منها فاتجهت إليها دون التفاته فتفرست فيَّ كمن تعرفني قبل الف عام وعندما حدثتني عرفت أنها المختارة فلم أجادلها لأنها كانت تمتطي صهوات خيول الغناء فنظرت إلى عينيها فأخبرتني بأنها أموم أنها المختارة التي صارت زوجتي التي ارتبطت بها من أول نظرة والتصقت بيَّ والتصقتُ بها فأنجبت ليَّ أبنائي ألاثني عشر الذين كنت احلم بهم وأنا في الصحراء وفي طوال الطريق إلى النهر لك أكن اصدق أن في زواجي سيجتمع فيه رجال الطريق :
    بانقا الضرير ـ المشّمر ـ الشاذلي ـ الدسوقي ـ الجيلاني ـ بطرن ـ ود فطومة ـ ودكنان بشرى وتمساح فجر عبد الرحمن فتملكني إحساس أن ضفتي النهر فرحتا بفرحتي فقد ارتفعت الأثقال عني حين اندلق عطر البخور الفواح ففي حفل العرس غنى الفتية والفتيات أغاني عديدة فصلتها ليَّ أموم (النَّم)، (الشاشاي)،
    (الدوباي) و(الجراري) فرقصنا مع قبائل النهر على إيقاعات الطبول سبعة ليالي بعدها حملنا عروسنا وركبنا النهر في اتجاه المنابع حتى وصلنا ملتقى الانهار فرأينا ثلة فتيات وفتيان يركضون خلف الأبقار فسألتهم مرشدنا ودليلنا أموم عن اتجاه المنابع بأسلوب لم نعهده :
    - ( سلام ياجنيات)
    - ( مرحب بيكم في ديار حمالين الشيل ، حلالين شبك أهل الحارة)
    ( البكان ده وين )
    - (دياركم انزلوا على الفريق )
    كنا مهتمين أكثر ما يكون بمعرفة المكان لكن الفتية أصروا على الاستضافة ثم يفصحوا لنا عما نريد .
    ( انتو في بلد الدَّيار والعَّمار )
    سألتهم أموم بإلحاح وتصميم جاد لكنهم كانوا أكثر منها تصميماً إنزالنا ضيوفاً عندهم .
    ((البكان ده وين ))
    (دم محل التاتيبه والقسيبة والرحَّا والمطمورة تعالوا قربوا عليَّ الضَّرَّا خلوا الكلام الخير عندنا كثير ) اعادت أموم على الفتية السؤال بأكثر من طريقة وظلوا على إصرارهم بالاستضافة ثم الإرشاد
    (يتقولوا على دياركم دي شنو )
    (انتو في السَّرف والجمام والمترة والحفير والسَّد)
    أخيراً تخلت القافلة عن سؤال المكان وقبلوا الاستضافة التي استمرت لسبعة أيام فيها تعارفنا وتحاورنا وأخذت الحوارات مسارات عديدة لامست كل شيء حتى رحلتنا للمنابع ففي كل ذلك عزفت قيثارة أصدرت الحان تعلن عن إتقان أنغام شجية مؤثرة جعلت الأرض تتفاعل بروح لم تعهده قبل ذلك ولا بعده ، فقدموا لنا مالم تره عين ولم تسمع به أذن ولا خطر على قلب بشر ففي تلك الأيام السبعة التي قضتها القافلة عند ملتقى الانهار أقيمت لها الولائم والاحتفالات وعند الرحيل زودوا قافلتنا بالذبائح والعطايا والهدايا كما أرشدونا للطريق حتى مريال .
    أدركت القافلة نوليك بعد رحلة شاقة كابدت فيها الذباب والناموس وأفراس البحر ووحوش الدغل فعند توليك انقسمت القافلة فبعضها عبر الشايى وتجاوز السدود إلى جزيرة غندكرو وبعضها اتجه نحو السوباط نحو فنجاك وأغلبية القافلة صعدت في اتجاه مريال حيث نزلنا بهدوء في موسم الأمطار وانتشار الذبابه التي أصابت الأبقار في مقتل بعدها تعرضنا لخطر الذئاب الممنوعون من قتلها أو اصطيادها ظللنا هكذا في ظروف قاهرة إلى ابعد الحدود حتى إلتقينا ريك ملوال الذي اهتم أن يدمجونا في القنوك فانصهروا فيهم وتصاهروا فصرنا قنوك لا نتميز عن بقية القنوك فتعلمنا الاوشام وتقاليد احتفال السَّبر )
    منذئذٍ صارت الحكايات فقرة ثابتة في احتفال يوم (السَّبر الكبير ) والحكايات تهدف إلى شحذ النفوس بالعَّبر والقيم وتحريك الأذهان للتفكير في الماضي تطلعاً للمستقبل وتأكيداً على أن القنوك هم مزيج من الناس تعاهدوا على الحياة المشتركة منذ الأزل وإلى الأبد .

    ****************************************************
                  

العنوان الكاتب Date
إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-13-09, 06:29 PM
  Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-13-09, 06:30 PM
    Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-13-09, 06:35 PM
      Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-22-09, 01:49 PM
      Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-22-09, 01:51 PM
      Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-22-09, 01:54 PM
      Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-22-09, 01:56 PM
      Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري02-22-09, 02:25 PM
        Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد salah awad allah02-22-09, 03:38 PM
          Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري03-02-09, 02:03 PM
            Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد salah awad allah03-02-09, 07:17 PM
              Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد salah awad allah03-03-09, 06:35 AM
                Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري03-23-09, 12:27 PM
                Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري03-23-09, 12:34 PM
                  Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري03-23-09, 12:48 PM
                    Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد فتحي البحيري03-23-09, 02:38 PM
                      Re: إلى صلاح عوض الله وآخرين : نص هيأه صاحبه للنشر .. والنقد salah awad allah03-25-09, 03:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de