كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2009, 05:35 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء (Re: الطيب شيقوق)

    هدية الى الدالي ود الحبوب وعادل ود عثمان

    الاستاذنا يحيي عبد الكريم Please keep away from this area



    موضوع بعنوان "من كتاب صدى الذكريات"

    بقلم د. محمد احمد بدين


    كم جمع الحب بين أصحاب القلوب المرهفة، في ذلك الجو الأخوي الصادق، والشاعري الملهم، والمفعم بالمودة النبيلة، وكم فاضت المشاعر أحاسيس دفاقة ، جاشت بها الصدور، وفاض بها الدمع ،فجادت القرائح باعذب الشعر وارقه، وكيف كتم بعضهم هذا الحب بين جوانحه،ولم يبح خشية العيون التي ترى، أو بلغة هذا الزمن الصعب" الشمارات!" وكيف سار الركبان بذكر بعضه الآخر، بين منحنيات الجامعة وأروقتها، وكيف تسرب البعض الآخر من الشعر، وتعدى أسوار الجامعة، ولحن، وتغنى به الفنانون، فأصبحت تلك القصائد أغانٍ خالدة في حياتنا ووجداننا!!

    ولا أود أن انكأ جراح هؤلاء الشعراء المرهفين،وغيرهم من العشاق المتيمين، فيصيحون بي، قائلين:"كفى!!" كعمنا مهدي أبوبكر- رحمه الله- الذي لام صاحبه، الأستاذ منصور عبد الحميد حين ذّكره بقصة حب قديم، قائلا:

    أثرت شجونا لا تزال تـؤرق * رفيق الصبا ألا تحن وتشــفق

    واسهرتني ليلي فهلا رحمت ما * يجيش به قلبي الشقي ويخـفق

    وأنت إن رأيت جموع الطلبة والطالبات، وهم يتهادون زرافات، ووحدانا في تؤدة وانسجام، هناك بين منعرجات الجامعة، وساحاتها، فقد رأيت بالفعل ما وصفه الشاعر المبدع شوقي حين قال:

    إذا ما رايتهمو عــندها ** يموجون كالنحل عند الربــي

    رأيت الحضارة في حصنها** هناك وعند جندها الأغلــب

    ومن رحم هذه الصومعة، خرجت إلى الوجود، أحلى وأعذب الكلمات، فكانت تلك القصة العاطفية، التي ترعرعت في مكان عزيز على الشاعر، وعزيز علينا جميعا، جمع بينه وبين المحبوب والأخر:

    ذكرت مكانا عزيزا على * وأنت به وأنا والأخر

    ويقال انه قهوة النشاط، والشاعر أدرى! وكيف نرى أن شاعرنا المبدع خشي الإفصاح والبوح ، وبالغ في إخفاء قصته من عيون البشر، إلا انه أعلن الهزيمة أخيرا، وأعلن عن ذيوع وانتشار الخبر! فكانت :

    حبيبة عمري تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر

    وكنت أقمت عليه الحصون وخبأته من فضول البشر

    أو ذاك الذي خشي على من يعز أن يسافر ويتركه وحيدا ، فلم يجد ما يقسم به غير المشاعر، وانه لأرق قسم وربك! لم يقسم بأغلظ الإيمان، فالشاعر رقيق يتجنب الغلظة حتى في قسمه! تماما كما اقسم قبله الشاعر الفذ حسين بازرعة بالمعزة، وبالمودة.

    فكانت:

    قلنا ما ممكن تسافر نحن حالفين بالمشاعر

    لان الدنيا بما فيها ومن فيها من بعدها ما بها غير الشقاء!. أما كان يجدر بها أن تجبر بخاطر هذا الشاعر المرهف، وتؤجل هذا السفر ولو "شوية"؟؟

    وسفر الأحباب لم يبتل به فقط الطلبة، بل تعداه إلى أساتذتهم الكرام، الذين فجعهم رحيل الأحبة، فكانت :

    أحبابنا أهل الهوى ** رحلوا وما تركوا اثر

    ولم يترك الشاعر جهة إلا وسألها عن هؤلاء الأحبة، حتى طير المشارق! عله يأتيه منهم بخبر. وحق له أن يسال عن الذين هم:

    بيض الوجوه كأنهم ** رضعوا من سطح القمر

    سود العيون كأنها** شربت من ينابيع السـحر

    ثم هناك تلك الحبيبة، التي تكفي فقط بسمتها الوضاءة المشرقة إلى أن تقسم الدنيا إلى قسمين! فكانت " سيد الاسم":

    حبيبي وقتين يبتسم الدنيا يا ناس تنقسم!

    في أي قسم نجد أنفسنا أخي كامل ؟! إن شاء الله نكون في قسمكم!وان أبيت، فسوف نحلفك ليس بعشرة الجامعة فقط، بل بالتي سبقتها في الفاشر الأميرية، حيث شاركتنا فيها مدرستكم كتم الأميرية!

    أو ذلك الشاعر المبدع الذي تحسر على "آماله" التي ضاعت، وفجع بطالعه، شانه شأن الكثيرين غيره في الجامعةّ! وليتها اكتفت وحدها بالضياع، كلا، أنها خطفت أيضا معها عمر الشاعر، فكانت الآمال الضائعة:

    هي "الآمال" ضاعت..... ** كيف ضاعــــت لست ادري

    سراعا كن كاللمح الخفـي** غداة بنّ خطفن عمـــــري

    سرقن هناءتي وكسرن قلبي** وفي الأحلام ضاق بهن صدري

    أو ذلك الصديق الولهان من كلية الحقوق، الذي حكى لي ذات مرة، انه بينما كان منهمكا ليلا في المذاكرة في المكتبة، جاءت ليلاه" fresh ، أي لتوها" من الداخلية، في كامل أناقتها، وعطرها، ودنت منه من الخلف في خفة وهدوء، دون أن يشعر بها، وانحنت فوقه تنظر إلى الكتاب الذي يطالعه، وهي تقول له:" ماذا تقرأ يا".....؟" فقال رفعت راسي، وعندما أبصرتها، ، صعقتني بساطع نورها، وغمرتني بشذا عبيرها الفواح، فبهت! وارتج على! وفتحت فمي كي أجيب، لكنه لم يسعفني بكلمة واحدة مفيدة! إنما هي فقط همهمة وغمغمة، وأتممت الباقي بإشارات من يدي، وإيماءات بالرأس!! ويذكر الرواة- وهم كاذبون هنا - انه خرّ مغشيا عليه!! كيف لا، اليست هي أخت اللائي قال فيهن الشاعر:

    يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ** وهن اضعف خلق الله انسانا

    أو ذلك الشاعر من خارج الجامعة، الذي خلبت لبه الطالبة الجامعية الحسناء ( ع)، التي ألف فيها أغنية " ظبية البص السريع * همت بيك وأنا خايف أضيع" – على ذمة الرواة_ وهو، وهي، والبص في طريقهم إلى مدينة كوستي.

    وهذه لم تكن فقط ظبية البص السريع، بل كانت ظبية البصات من جميع السرعات، والجامعة وما جاورها! آية في الأناقة، وحسن الهندام، نافرة، نفور الظباء، دائما وحيدة، لا ولد حولها ولا بنت! قتلت الكثيرين كمدا، وهي لا يهمها هذا، ولا تكترث لذاك، كما الدهر الذي:

    لا يبالي رضا المستريح ** ولا ضجر الناقم المتعب

    بل تنام ملأ جفونها عن معجبيها، نوم المتنبي عن شواردها !!

    وكانت في غاية الاعتداد والثقة بالنفس. اذكر جمعتنا في مرة من المرات، رحلة من رحلات الجامعة في يوم جمعة في إحدى الحدائق الخلابة بضاحية من ضواحي الخرطوم ، وجلسنا في دائرة لتأدية إحدى اللعبات، وكان يتحتم على كل واحد وكل واحدة منا اختيار اسم حيوان او طائر. وعندما أتاها الدور تلكأت قليلا‘ علها توفق في اختيار الاسم الذي يناسب كل هذا البهاء. فقطع احد الزملاء عليها حبل تفكيرها قائلا:" خلاص بقرة!" فما كان منها إلا أن قالت له سريعا" بقرة انت!..... أنا فراشة!!" وما جافت الحقيقة!

    وفي مرة أخرى كنا نجلس ليلا في مكتبة الجامعة الرئيسية حول الطاولات التي هي مخصصة لأربعة من الطلبة. وكان يجلس إلى جواري طالب من زامبيا، يدعى جيمس، يدرس في كلية العلوم، ويجلس أمامي طالب آخر لا اعرفه، والكرسي أمام جيمس شاغر. فجاءت الزميلة" ع" وجلست أمام جيمس دون تحية أو سلام. وفتحت حقيبتها على الفور، ووضعت أمام كل منا نحن الثلاثة قطعة من الحلوى الراقية، دون كلام، وكأن قائد الأسطول يصدر امرا لجنوده: "كلوا يا عيال مساكين!". وحفتنا الأنوار، و غمرتنا الروائح، وتكهرب الجو، وما هي إلا برهة، ودنا مني جيمس قائلا ما ترجمته بالعربية:" هذه البنت تخيفني! فهذا الجمال كثير على، وسوف يفتك بي من دون شك! لذا اني مغادر" وجمع كتبه على عجل وغادر المكتبة! وأثارت هذه الحركة فضول الزميلة، وإصابتها بنوع من العقدة. فقالت لي همسا " يا زميل- وهي لا تقل اسمك، حتى لو تعرفه حق المعرفة! فكل الجنس الخشن لديها زملاء وكفى!- ماذا قال لك هذا الزميل؟ ولماذا غادر فجأة؟ قلت لها:" بصراحة قال لي انه يخاف منك!" فأجابت مستغربة" يالعجب! أنا ما خفت من شكله القبيح ده، هو يخاف مني؟؟!!" فأجبتها إن الخوف " خشم بيوت" أيتها الزميلة العزيزة! ويبدو أنها لمّاحة، وفهمت ما رميت اليه، فتبسمت!

    رحم الله الزميلة الأخت "ع" رحمة واسعة، والهم زوجها, وذويها الصبر الجميل. فلقد قرأت نعيها قبل سنوات قليلة في إحدى الصحف وانأ هنا في جدة. ويبدو أنها كانت مغتربة مثلنا في إحدى دول الخليج، بعيدة عن الأهل والسودان. وما أقسى أن تكون بعيدا عن الأهل والسودان! ولكن هذا قدرنا!.

    ومن المحبين هناك فئة" كاتمي الصوت"، يعانون في صمت، يموتون كمدا، ولا يفصحون، لا شعرا، ولا نثرا، ولا بوحا لكائن من كان! فعرفوا كيف يخفون الحنين، ويواروه خلف ستار الحذر، تماما كما فعل المبدع الحسين، إلا أنهم لم ينهزموا أخيرا مثله، ويرفعوا الراية البيضاء، بل ظلوا صامدين! يرفعون شعار:

    فما حسنا أن تأتي الأمر طائعا** وتجز إن داعي الصبابة اسمعا

    لكن ما درى هؤلاء أنهم يحملون بدواخلهم قنابل موقوتة، قابلة للانفجار في أي لحظة! اذكر أن الزميل "ا" كان من ضمن هذه الفئة الصابرة. وكان متيما بإحدى حسناوات الشايقية، الزميلة الفارعة،

    " س"، وفي إحدى رحلات الجامعة ذات جمعة في ضاحية السقاي، تمدد بجوار هذه الزميلة، وأمضى كل الوقت وهو ينظر اليها، ولم ينبث ببنت شفه! وعلى الرغم من انه كان كالذي لم يقطف زهور خدودها،

    فقط " يعاين" بعيونه، إلا أن المحبوبة لم ترحمه ! فما كان منها إلا أن خاطبت من حولها بالدارجي السوداني وهي موجهة كلامها اليه: " يا أخوانا الود ده مالو من الصباح راقد جنبي كده زي المرأة الحامل!!" وانفجر الجميع ضحكا، خاصة إذا علمنا أن الزميل إياه، كان مكتنزا لحما، وشحما، وحتى كرشا!!

    ومن كاتمي الصوت هؤلاء، كذلك ذلك الأخ الورع البعيد عن الاختلاط والبنات، والمواظب على صلواته، وتبتله. وكان يكتم حبا جارفا لإحدى زميلاته. ويذكر الرواة، أن المحاضر وّجه سؤالا لهذه المحبوبة في إحدى المحاضرات. وعندما بدأت تجيب، أدرك المحاضر من أول وهلة إنها ملمة بالإجابة، فبدأ- كعادة بعض الأساتذة في هذه الحالة- يقاطعها بين الحين والآخر متمما إجابتها. والزميل يتململ في مقعده، وما لبث أن خرج عن طوره، مخاطبا الأستاذ، أيضا بلهجة الشايقية المحببة:" يا أخ خلها تتكلم.. الله لا كسبك!!" ويقال في رواية أخرى، انه سب له ......- والعياذة بالله- واخذ كتبه وانصرف!

    ويذكر الرواة – و هم هنا أيضا كاذبون- إن وفدا من الزملاء، والزميلات، قام على عجل بمقابلة تلك المليحة - والتي زاد من فتكها عدم ارتدائها لخمار، لا اسود ولا ابيض!- واستنكروا ما فعلته بذلك الناسك المتعبد، وطالبوها أن ترد للمسكين صلاته، ونسكه، وناشدوها أن لا تقتله بحق دين محمد!!

    ولله در رحلات أيام الجمعة تلك، التي كانت تنظمها الجمعيات على اختلافها بمناسبة، وبغير مناسبة ! فقد كانت النفوس تروح فيها عن ذاتها ترويحاً عظيماً ، وكانت تجد فيها المتعة والتغيير ، ويخرج الفرد فيها غالباً بعلاقات، وصداقات، وصلات جديدة تكون ذخراً للمستقبل . ولكم كانت تحدث في هذه الرحلات الكثير من النوادر والمفارقات والنكات . فكم منهم من ركب بصاً دون أن يعلم ا إلى أين يتجه هذا البص ، أو أى جمعية هي التي تنظم هذه الرحلة، على كثرة ما تنظم من رحلات في يوم واحد . فكل ما يهم هذا البعض أن ( ليلاه ) ركبت هذا البص ، والجميع كلف منذ قديم الزمان بالذهاب الي حيث تتجه ( ليلاه ) . وليس يهمه بعد ذلك في كثير أو قليل أن يتجه البص شمالاً ا إلى ( الكدرو ) أو جنوباً إلى ( الكاملين ) ! ولكن الذي يدريه هو أن البص لابد وأن يصل في النهاية مكاناً ما ينزل عنده الجميع . أما الجمعيات فما هي عنده إلا مسميات يراد بها التفريق بين الشخص ومن يحب . وأما الأكل فحدث ولا حرج ! فحيثما يصل البص فأنت واجد دون شك كل ما تشتهيه الأنفس وتستلذ له من طعام وشراب . لكل ذلك كان يوم الجمعة يوماً خاصاً ، ينتظر بفارغ الصبر ، يعد له الطلاب النفيس من الملبس ، وعند الطالبات فرصة لنفض الغبار عن الثياب الملونة والتي لا تجد فرصتها في المدرجات ، فهناك الثوب الأبيض لها بالمرصاد

    وأذكر كم كان يطربنا الأخ المرحوم الشيخ خير الله بصوته الشجي ، في مثل هذه الرحلات وكان شخصاً ، خفيف الظل لطيف المعشر، ويتمتع بشجاعة أدبية فائقة . وكنا ذات مرة عائدين من رحلة طويلة من الكاملين ، وأصاب البص عطب ووقفنا الي جانب الطريق في انتظار إصلاح ذلك العطب . وامتد بنا الليل، وبعضنا لا زال جالساً في مقعده داخل البص ، والبعض اشتد به الملل فنزل ينظر إلى المحاولات التي يقوم بها السائق ومساعدوه لإصلاح السيارة . وكنا من الذين بقوا داخل البص واقترحت الزميلة ( خ ) التي حباها الله بوجه سمح المحيا، حلو القسمات على الأخ الشيخ أن يغنى أغنية علها تذهب عنا السأم والملل . فقام الأخ الشيخ من مقعده في آخر البص وجاء إلى حيث تجلس تلك الشابة

    وجلس على المقعد المقابل لها مباشرة، وصار ينظر اليها ويغنى الأغنية السودانية :

    أنا ما بقطف زهور خدودك ...... بس بعاين بعيوني

    ويعيد مقاطع خاصة ويكررها ويركز عليها مثل:

    ملأ العيـون نـورك

    كشف الظـلام بسمـك

    وتجـلى لي رسمــك

    شخصك ملأ عيوني ....... أنا ما بقطف زهور خدودك

    او المقطع القائل:

    يا الغالي موهوبك

    يا العالي تعليمـك

    أنا من مظاليمــك

    والبنت تكاد تذوب خجلاً ، رغم أنها سُـرّت في داخلها بدون شك أن تكون هي المعنية بتلك الأوصاف الواردة في الأغنية في تلك اللحظة بالذات! " والبص " كله يردد الأغنية وراء الشيخ مما أضطر الزميلة نفسها أن تزيح ستار الخجل عنها وتشارك الجميع الغناء !!

    وفي مرة أخرى كانت رحلتنا إلى ( السقّاي ) شمال الخرطوم . وارتحلنا في بص الجامعة المرسيدس الوثير، تشجى آذاننا الأغاني من ( حقيبة ) وحديثة ، تبارى في أدائها الذكور والإناث ، وتحمل الينا نسمات الصباح الباردة الروائح الباريسية التي تفوح من كل جانب في البص . ويبدو أن روعة المشهد تذهب بالخجل من الكثيرين، فتكسو الخجول شجاعة أدبية ، وتزيد الشجاع جرأة وشجاعة .

    وبعد رحلة ممتعة دامت قرابة الساعة وصلنا الي ( السقّاي ) وحططنا الرحال في إحدى حدائقها الغناء على ضفة نهر النيل . وقضينا يوماً ممتعاً في لهو وسمر برئ ، حتى إذا انتهينا من تناول طعام الغداء ، دُعي الجميع الي لقاء مشترك للبدء في برنامج ترفيهي يشترك فيه كل أفراد الرحلة . وكان من ضمن فقرات البرنامج فقرة محببة في كثير من الرحلات ألا وهي فقرة أخذ الأوراق من ( القبعة ) .

    وتبادل الزملاء والزميلات في أخذ الوريقات ، وحكى بعضهم أطرف ما سمع من نكات، وحكى البعض الآخر أحرج ما مر به من مواقف ، إلى أن جاء الدور إلى بطلة قصتنا هذه (س) ـ أو سمها الضحية إن شئت . وهي شابة دمثة الأخلاق ، في منتهى التهذيب، وديعة الملامح ، اجتماعية تشارك في الكثير من النشاطات الجامعية وعلى علاقة طيبة مع الكثير من الزملاء والزميلات . وكانت تتمتع إلى جانب ذلك كله بصوت شجي وشجاعة أدبية نادرة . وتقدمت نحو القبعة في خطى ثابتة وأخذت لها وريقة . فلنرى ماذا كان يخبئ لها الحظ . إنها وريقة تقول : " غنى لنا أغنية تختارها أو تختارينها ".

    ولنترك هذه الشابة تفكر فيما تختار من الأغاني ، ونعود قليلاً ا إلى الوراء لنلقي بعض الضوء على بعض الأحداث التي لابد من فهمها لأنها تعكس لنا الأسباب من وراء اختيار تلك الشابة لتلك الأغنية التي سنعود بعد قليل لسماعها .

    ربطت بين هذه الشابة وبين زميل لها من نفس الكلية في الفصول المتقدمة علاقة حب قوية ، هي من كردفان الغرا أم خيرا بره ، وهو من بلاد دنقل، ما لبثت أن ترعرعت ونمت،وذاع الخبر وانتشر ، وسار بالحديث الركب في منعرجات الجامعة ومنحنياتها . وما لأمثال هذه القصص أن تُخفى ، وإن أكثر المحبوب من التخفي والتمويه ، وما أخالها إلا وقد خشيت هذا الإفصاح، فرددت كثيرا في سرها قول التي سبقتها في هذا الموقف قائلة :-

    إذا جئت فامنح طرفك غيرنا

    كي يحسبوا ان الهوى حيث تنظر

    ولكن ما باليد حيلة ، فالصحاب والصاحبات تناقلوا الحديث بين قهوة النشاط وبين الداخليات . وما كان ذلك عندهم بالأمر المشين ، فهو حدث قديماً وسيحدث في كل وقت وفي كل مكان . وليس هناك أجمل من عاطفة صادقة متبادلة بين اثنين في حب شريف يرضى فيه كلاهما بما رضي به جميل من بثينة في قوله :-

    وإني لأرضى مـن بثينـة بالـذي

    لـو أبصـره الواشـي لقـرّت بلابــله

    بلا، وبان لا استطيع، وبالمنى

    وبالأمل المرجو قد خاب آمـــــــله

    وبالنظرة العجلى، وبالحول تنقضي

    أواخره ،لا نلتقي واوائلـــــــــه

    واستمر الحال حيناً من الدهر وأصبحا كالخطيبين ، حتى صار منظرهما مألوفاً عند الصحاب الذين انشغلوا عنهم بالجديد من القصص والمسرحيات . وجاءت إجازة من إجازات آخر السنة الدراسية ، وودع كل منهما الآخر وسافر إلى وطنه الصغير . وكان لابد للإجازة أن تنتهي حتى يعود الجميع ويتخذ بعضهم من المقاعد المنتشرة في فناء الجامعة ، والمتناثرة ما بين المكتبة ( وقهوة النشاط ) مقعداً يلقى كل منهم النظرة العجلى وغير العجلى إلى أسراب المحبين وهم يتهادون في تؤدة وانسجام بين ناكر وحاسد، ومعجب وناقد

    ولكن يا لهول الصدمة ! فلقد جاء الشاب من قريته وهو يلبس دبلة الخطوبة!! فلقد خطب هناك ، مطبقاً بذلك المثل القائل : ( عندما يحب الطالب في الجامعة يتزوج في قريته !). ولقد شقّ الأمر على الفتاة ولقد فُجعت وغُدر بها . ومما يزيد الأمر قسوة أن ذلك حدث على رؤوس الأشهاد ، وعلى مرأى من رواد المقاعد ومنهم دون شك الشامت واللاحي . ولكنها لم تنهار ، فلقد كانت قوية ، وأخفت كل الجراح بين الضلوع وتذرّعت بالصبر الجميل . ولكن ما كان لها أن تنسى كلية ، فالأمر ليس بالسهل . وما أظنها جاءت إلى هذه الرحلة إلا لتجد سلوى تتعزى بها ، وتروّح قليلاً عن نفسها . فلننظر كيف روّحت عن نفسها ، بل كيف انتقمت لها !!

    ونعود مرة أخرى إلى الانضمام إلى رحلتنا تلك ، ونأخذ مجلسنا بين ذلك الجمع في انتظار الأغنية ، فالكل متلهف لسماعها، ولقد أعطي القوس لباريها ، فالزميلة تجيد الغناء وأي إجادة! ولقد كان ذلك الشاب الذي غدر بها ـ لسوء حظه ـ من ضمن الحاضرين في ذلك اليوم، ومن المفارقات الغريبة أنه كان يجلس بجواري . قرأت الشابة الوريقة مرة أخرى ، وأصلحت من ثوبها ووقفتها وبدأت تغني بصوت شجي واضح النبرات أغنية الفنان عثمان الشفيع الخالدة (ظلمتني) ، التي يقول في مطلعها :-

    ظلمتني يا ظالم .. ليــه يا ظالم

    وتمضي في أبيات الأغنية وهي تحاكي البلبل ، وفي ثبات ورباطة جأش في موقف صعب تنهار من دونه أعصاب الكثيرين :

    كل من كان معانا * في صباحنا ومساءنا

    لو عارفين هوانا *يحلفوا ما برانـــا

    لكن براك براك * ظلمتني يا ظالـــم

    ليه .... ليــه..* ياظالـــــــم

    والكل أدرك من أول بيت في الأغنية من تعني ومن تخاطب ، ولم ترد أن تكن كالقائل : " إياك أعني واسمعي يا جارة " ، بل أرادت أن تقول : " إياك اعني وإياك أردت أن أُسمع يا هذا " فكانت تحيد ولا تنظر إلا اليه ، وصاحبنا المسكين منكفئ على وجهه يذوب خجلاً لم يستطيع أن ينظر اليها قط، أو حتى يرفع رأسه !

    وقد تعاطف معها الجميع لدرجة مذهلة ، فالأمر واضح وصريح، وكاد المسرح أن يتحول إلى صورة مأساوية ، ولقد أدمعت أعين البعض ، فالسودانيون شعب حنين سريع الانفعال . ولكن ما عليها فلقد وجدت فرصتها ، وهاهي عاتبته على مرأى ومشهد من الجميع ، وحمّلته المسؤولية كاملة ، وأخبرته بكل وضوح أنه ظلمها ، أيستطيع الإنكار ؟ لا أعتقد .

    وانتهت رحلتنا تلك ، وانتهت من بعدها المرحلة الجامعية ، وسارت الأحداث سيرها العادي وغير العادي ، وتفرقت بنا السبل ، وباعدت بيننا دروب الحياة ، ولم تتبق لنا من تلك الحياة الحلوة سوى الذكريات . ولقد تزوجت هي غيره كما تزوج هو بأخرى . واليهما بعد كل هذه السنوات الطوال في غربيتهما ، مني ألف ألف تحية وسلام فكلاهما صديق ، وكل منهما مغترب خارج السودان. هي استقر بها الحال مع زوجها في إحدى الدول الأوربية الراقية، وهو أصبح سفيراً ينتقل من بلدٍ الي بلد؛ وقد يأتي يوما إلى بلدها سفيرا، فيجدها ضمن رعاياه! أيا ترى كيف يكون اللقاء؟؟!!! أيكون كلقاء الدكتور إبراهيم ناجي مع من كان يحب؟؟!!:

    يا حبيبي كل شيء بقضـاء * ما بأيدينا خلقنا تعســاء

    ربما تجمعنا أقدارنــــا * ذات يوم بعد أن عّز اللقاء

    فإذا أنكر خل خــــله * وتلاقينا لقاء الغربــــاء

    ومضى كل الي غايــته * لا تقل شئنا إنما الحظ شـاء

    تعليق:

    اتصل بي بعض الاخوان بادين اعجابهم بالحلقة السابقة:" جامعة الخرطوم.. قصص ونوادر" وهم: الاخ يوسف كوكو، والاخ ابراهيم محمد خير، والاخ محجوب محمد صالح، والاخ احمد صديق؛ فلهم جميعا الشكر. وارسلت الاخت العزيزة الدكتورة دينا شيخ الدين رسالة من امريكا شاكرة على الكلام الذي قلته في حقها، وعلى المساعدة التي قدمتها لها في موقف اللواري في نيالا؛ الا انها ذكرت، واكدت انها لم تكن ضمن المجموعة التي نزلت معنا في الفندق في نيالا، لانه كما ذكرت لا تنزل عادة في الفندق، فاما ان تنزل مع ذويها او تسافر في نفس اليوم؛ ويبدو انني نسيت هذه الجزئية، فلها الاعتذار والعتبى حتى ترضى.
                  

العنوان الكاتب Date
كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem12-31-08, 11:25 AM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem12-31-08, 12:02 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman12-31-08, 01:25 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub12-31-08, 02:03 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adel Sameer Tawfiq12-31-08, 09:01 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-03-09, 04:01 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-05-09, 12:25 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-06-09, 01:31 AM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق01-06-09, 05:59 AM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء عثمان دغيس01-06-09, 06:25 AM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء أبوالقاسم مضوي أحمد01-06-09, 11:06 AM
      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-07-09, 12:25 PM
        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-08-09, 06:06 AM
          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-08-09, 12:14 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-08-09, 01:09 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-12-09, 11:37 AM
      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق01-12-09, 11:55 AM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-13-09, 10:36 AM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-13-09, 11:53 AM
      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-14-09, 11:45 AM
        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub01-14-09, 01:42 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Dia01-14-09, 05:06 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Elwaleed M. Ahmed01-14-09, 05:33 PM
      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق01-15-09, 10:28 AM
        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق01-15-09, 11:42 AM
          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-15-09, 12:17 PM
          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub01-20-09, 03:58 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-15-09, 12:09 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-15-09, 12:22 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء أبوبكر أبوالقاسم01-15-09, 06:18 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-19-09, 08:04 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adel Sameer Tawfiq01-19-09, 09:15 PM
  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman01-20-09, 12:13 PM
    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem01-21-09, 11:26 AM
      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق01-21-09, 11:54 AM
        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-05-09, 11:01 AM
          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء معاذ حسن02-05-09, 03:39 PM
            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman02-05-09, 05:41 PM
              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-18-09, 11:14 AM
                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-19-09, 08:07 AM
                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-19-09, 11:39 AM
                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-19-09, 12:16 PM
                      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Teeta02-20-09, 07:19 AM
                        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Asma Abdel Halim02-20-09, 12:26 PM
                        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Asma Abdel Halim02-20-09, 12:28 PM
                          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء abulinah02-21-09, 04:44 AM
                            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Elwaleed M. Ahmed02-21-09, 06:14 PM
                              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء مي أبوقصيصه02-22-09, 04:37 AM
                                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-22-09, 05:54 AM
                                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء مي أبوقصيصه02-22-09, 11:29 AM
                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء أحمد عثمان عمر02-22-09, 01:49 PM
                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub02-22-09, 02:35 PM
                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub02-22-09, 02:40 PM
                                      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-22-09, 06:36 PM
                                        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman02-22-09, 07:54 PM
                                          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-22-09, 07:59 PM
                                            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adil Osman02-22-09, 08:20 PM
                                              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-23-09, 07:35 PM
                                                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Adel Sameer Tawfiq02-23-09, 07:59 PM
                                                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-24-09, 07:25 AM
                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Teeta02-24-09, 08:45 AM
                                            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub02-24-09, 09:17 AM
                                              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-24-09, 10:52 AM
                                                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Teeta02-24-09, 11:08 AM
                                                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-24-09, 11:26 AM
                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء أحمد الشايقي02-24-09, 12:00 PM
                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-24-09, 12:16 PM
                                                      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء أبوبكر أبوالقاسم02-24-09, 01:16 PM
                                                      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-24-09, 01:28 PM
                                                        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-25-09, 05:35 AM
                                                          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء abulinah02-25-09, 06:29 AM
                                                            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-25-09, 10:41 AM
                                                              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem02-26-09, 12:07 PM
                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub03-01-09, 09:37 AM
                                                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء مي أبوقصيصه02-26-09, 04:01 PM
                                                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-26-09, 04:37 PM
                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Asma Abdel Halim02-27-09, 07:01 AM
                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Asma Abdel Halim02-27-09, 07:03 AM
                                                      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق02-27-09, 03:47 PM
                                                        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء abulinah03-02-09, 06:33 AM
                                                          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-02-09, 11:43 AM
                                                            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub03-02-09, 02:31 PM
                                                              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق03-02-09, 09:57 PM
                                                                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق03-07-09, 10:25 AM
                                                                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-16-09, 11:36 AM
                                                                    Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub03-16-09, 01:28 PM
                                                                      Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-17-09, 12:16 PM
                                                                        Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء dalihabboub03-17-09, 03:37 PM
                                                                          Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء الطيب شيقوق03-17-09, 04:26 PM
                                                                            Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-19-09, 12:16 PM
                                                                              Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-25-09, 11:41 AM
                                                                                Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-26-09, 09:25 AM
                                                                                  Re: كلية القانون -جامعة الخرطوم-هذه المؤسسة العريقة أمكم **والأم يرفع شأنها الأبناء Yahia Abd El Kareem03-31-09, 12:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de