|
Re: الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams (Re: بله محمد الفاضل)
|
3/ بعد مرور عامين عقب الحدث السابق، حدث اكتشاف آدم لما يقدر على فعله وما هو مقدر له، يدلف آدم إلى الجامعة كأحد طلاب كلية الطب في سنته الأولى {ولا أعرف كيف تمكن من دخول كلية الطب وهو الأمر الذي نوهت سابقاً إلى أنه ربما فاتني الانتباه إليه أو ربما مشاهدته}، وهي السنة التي لا يسمح له فيها سوى بالتحصيل فقط دون أن يكون بمقدوره الدخول والوقوف على ما نذر نفسه له، وهو التخفيف على المرضى (الذين يعتبرهم أطباء أيضاً وفق فلسفته المختلفة) وإعانتهم روحياً قبل صرف الدواء لهم على اجتياز ما يعانونه من أرزاء مختلفة.. إلا أنه وفي مقدماتٍ تفضي بآدم إلى قرار كسر هذا النمط (أي أن ليس بمقدوره مباشرة المرضى إلا بسنته الثالثة في كلية الطب) يجري اختبارات مع زميله وصديقه الذي تعرف عليه حينما كان يحاول التقرب من محبوبته لأول مرة فصدته بقوة فضحك هذا الزميل وأخبره بأنه كان يعتبر نفسه أكثر الناس مقدرة على إبعاد الإناث عنه فطلب منه آدم بضحكٍ أن يذهبا في موعدٍ مع بعضهما حيث أنهما يتقاسما ذات المقدرة، ليشرح له بسلاسة فذة رغبته في مساعدة المرضى على تخطي ما بهم بالاقتراب منهم، وشرع في تجريب عملية الاقتراب ممن لا يعرف من الناس بشكل عشوائي في الشارع وصديقه يدون الوقت والنتائج التي أفضت إليها التجربة، فنجح آدم في رسم الابتسامة على وجه من جرب معهم ذلك، وأن كان رد الفعل متفاوتاً فيما بينهم، وفي طريقهم وجدا اجتماعاً لجمعية تقطيع وتغليف اللحوم فبرز آدم كخطيب مفوه عجت لكلماته القاعة بالضحك والتصفيق وأُلبس الزي الرسمي لتلك الجماعة والذي كان مشابهاً تماماً لزي الأطباء عدا في تلك العلامة التي تعيده إلى أعضاء هذه الجماعة، فاتجه تفكيره بعدها للولوج إلى ما هو محرم عليه في سنته الأولى بكلية الطب بهذا الزي الذي يرتديه الآن...
نقطة الانطلاق الحقيقية والتي وضحت وجهة نظره بشكل قاطع هي عندما كان أحد أساتذته وبمعيته مجموعة من طلاب السنة الثالثة بكلية الطب يعاينون مريضة في ردهة المستشفى شارحاً لهم ما بها فانبرى آدم من خلفهم بعد عدة أسئلة متجهمة من قبل طلاب السنة الثالثة عن الداء والعلاج تلك الأسئلة التي دعت العبوس كله جرائها ليقطن وجه المريضة، انبرى آدم يسأل عن اسم المريضة فاضطر الأستاذ إلى النظر في أوراقها لمعرفة ذلك، ثم بانصرافهم قام بتحيتها ومداعبتها فاستجابت بشكل يؤكد له كما ستؤكد له العديد من التجارب صحة ما يرى... من هنا يبدأ الفيلم في الصعود إلى ذرى إنسانية عالية، تبدأ المواجهة والتصادم بين ما يرى آدم وبين إدارة الكلية ممثلة في عميدها بشكل خاص، يبدأ الفيلم في الاتجاه إلى الانحياز التام لآدم من كل عناصره مرضى وممرضات وطلاب وإدارة طبية عليا ومشاهد شده الفيلم بحبكته الإنسانية الضارية فيما عدا بالطبع عميد الكلية والذي يؤول الحال إلى إسداء نصيحة من الإدارة بعد شطبه لآدم وشكواه لتلك الإدارة، نصيحة مفادها أنه ينبغي له أن يبحث عن مزيد من السعادة...
|
|
|
|
|
|
|
|
|