|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: هشام آدم)
|
الأخ : حامد محمد حامد تحية طيبة
أعتذر أولاً عن التأخر في الرد على مداخلتك السابقة،ولكن مشاغل العمل التي لا تنتهي
لقد تناولت في مداخلتك السابقة العديد من النقاط الجيّدة والتي يُمكن أن تفتح مجالاً واسعاً لحوار مطوّل حول أسباب تغييب الرواية السودانية بشكل خاص والأدب السوداني بشكل عام، وأشرت في مداخلتك إلى أن الكاتب السوداني يفتقد إلى الأسلوب الأمثل للترويج عن نفسه، وفي حوار أجرته معي الروائية والصحفية لنا عبد الرحمن لمصلحة جريدة "صوت البلد" القاهرية تطرقتُ إلى هذه النقطة بالتحديد، وقلت إن غياب الدور الرسالي لدور النشر، وإهمال النقاد لبوصلة وجوهر النقد هو ما جعل عبء الترويج يقع مباشرة على الكاتب، وأصبح –بالتالي- ما لم يكن مناطاً به إحدى المسئوليات التي وقعت على عاتقه بالتبادي. أعني أن وضيفة الكاتب والمبدع يجب أن تنتهي تماماً حدّ الإبداع، وأنّ مسألة الترويج للعمل الإبداعي يجعلنا نعتقد أنه من قبيل التلميع للذات، ولكن وفي ظل غياب كامل لدور النشر والنقاد في العملية التكاملية بين القارئ والكاتب والنص الإبداعي؛ نجد أنه أصبح لزاماً على الكاتب أن يخوض هذه المعركة بنفسه، وأنا إذ أقول معركة فإنني أعني ما أقول، فسوق الكتاب أصبح سوقاً تنافسية تصطدم به مصالح دور النشر وعلاقات النقاد بالمبدعين كما تظهر بادية سطوة الأسماء الكبيرة واللامعة والتي تحتكر -بطريقة أو بأخرى- سوق الكتاب. وعملية الصراع مع كل هذه العوامل هو صراع مشروع كما أعتبره، بل وصحي كذلك ولا يعني أبداً أننا لا نحترم فهم القارئ وعقليته على الإطلاق، كما لا يعني أننا لا نحترم الأسماء الأدبية الكبيرة التي نتنافس معها.
ومن قبل خضنا هنا (في سودانيزأولاين) نقاشاً حول دور المبدع السوداني في توصيل عمله للمتلقي غير السوداني (العربي)، وكانت حصيلة هذا النقاش هو وجود نماذج لها حجمها ومكانتها في تاريخ الأدب السوداني تدعم نظرية (أنا أكتب لأني كاتب، وعلى القارئ أن يُمارس –بالتالي عمله) وهو ما تفضّلت به في مداخلتك السابقة. وأنا في الحقيقة ضد هذه الفكرة، لأنه -كما قلت- أصبح إحدى الصراعات التي توجّب –مؤخراً- على المبدع خوضها مُكراً. وهؤلاء الذين مازالوا يرون أن عمل المبدع ينتهي حدّ الإبداع، وأن على القارئ أن يسعى للحصول على هذا الإبداع هو أمر غير متوافق مع متطلبات ومستجدات سوق الكتاب كما قلنا.
ومن ناحية أخرى، فإن سوق الكتاب فقد إلى حدّ كبير بريقه مع ظهور التقنيات الحديثة ووسائل المعلومات المتقدمة، والتي جعلت الحصول على المعرفة والأعمال الإبداعية أقل سهولة، وبالتالي فإن القراء بشكل عام أصبحوا منشغلين عن البحث عن الأعمال الإبداعية بالعديد من الأشياء التي قد تكون بالنسبة إليهم بكثير؛ كالجري وراء لقمة العيش، وكمحاولات البعض إلى امتهان مهنة الكتابة، طالما أنها لم تعد تتطلب أكثر من مجرّد (خط انترنت) وكلمة مرور في إحدى المواقع الإلكترونية.
وكما تفضّلت أخي الفاضل فإن غياب الحضور السوداني في المحافل الأدبية، ربما كان ناتجاً من إحساسنا بالخجل تجاه مسألة الترويج لأنفسنا، وهذا أمر محزن بالفعل، فالعديد من الفعاليات الأدبية والأمسيات والمنتديات الثقافية يغيب عنها العنصر السوداني، الأمر الذي يجعل القارئ والمتلقي العربي لا يكاد يعرف عن الأدب السوداني إلا القليل جداً، وخاصة وأنّ هنالك مجموعة كبيرة من الكتّاب السودانيين يتوجهون بكتاباتهم الإبداعية تجاه السودانيين فقط، وهذا أمر آخر يُثير القلق والغضب، فعولمة الكتابة هي إحدى الوسائل الناجعة في كسر صدفة الانغلاق التي يعيش داخلها المبدعون والكتّاب السودانيون، وربما تمكّنتَ من معرفة ذلك من خلال قراءتك لمقالي (نقد الانتلجنسيا السودانية).
أمّا بخصوص ضرورة انطلاق الكاتب من داخل بلده إلى الخارج التي تحدثتَ عنها في مداخلتك والتي تدعم المقولة المشهورة (المحلية هي طريق العالمية)، فأنا لا أكاد أصدقها أو أؤمن بها حتى، وأرى أنّ العديد من النماذج والأمثلة تضرب هذه المقولة من جذورها، لاسيما في المشرق العربي. فالعديد من الكتّاب الذين مارسوا الكتابة الإبداعية داخل أوطانهم ظلوا محبوسين المعرفة المحلية دون أن يعرف بهم أحد على الإطلاق. أضف إلى ذلك أننا كقراء (أفراد ومؤسسات) لا نكاد نعترف بمبدعينا إلا بعد موتهم أو بعد تكريمهم من الآخر. وهذا ما حدث للفيتوري والطيب صالح وليلى أبو العلا ومحسن خالد وجمال محجوب وأمير تاج السر (صاحب بيت النمل) وغيرهم كُثر.
وتشعر بالصدمة البالغة إذا عرفت أن معظم –إن لم يكن كل- الأسماء السودانية اللامعة لا تزال مجهولة للآخر. فمن يعرف عن مختار ود عجوبة مثلاً، ومن يعرف عن عيسى الحلو أو علي المك أو فضيلي جمّاع محيي الدين فارس أو التيجاني يوسف بشير أو إبراهيم إسحق إبراهيم وغيرهم، وغيرهم؟ لا أحد على الإطلاق سوانا نحن. لماذا؟ هل لا يستحق إبداع هؤلاء الانتشار؟ هل كان إبداعهم غير متسق وشغف القارئ العربي (الآخر) في البحث عن المتعة القرائية؟ هل كان إبداعهم أقل قدراً وقيمة من إبداع الأسماء العربية الأخرى؟ أنا لا أعتقد ذلك، ولكننا كسالى حيال الترويج عن أنفسنا وعن أسمائنا ونماذجنا وأعلامنا الأدبية.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | HAIDER ALZAIN | 04-28-09, 10:17 AM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | HAIDER ALZAIN | 04-28-09, 10:19 AM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | HAIDER ALZAIN | 04-28-09, 10:22 AM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | هشام آدم | 04-28-09, 12:01 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | حامد محمد حامد | 04-28-09, 01:25 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | هشام آدم | 04-28-09, 01:40 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | HAIDER ALZAIN | 04-28-09, 01:47 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | ALZOLZATOO | 04-28-09, 03:25 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | Abuzar Omer | 04-28-09, 03:32 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | كمال علي الزين | 04-28-09, 04:16 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | هشام آدم | 04-28-09, 04:26 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | هشام آدم | 04-29-09, 11:39 AM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | هشام آدم | 04-29-09, 11:55 AM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | هشام آدم | 04-29-09, 12:12 PM |
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض | HAIDER ALZAIN | 04-30-09, 06:07 AM |
|
|
|