يوم من أيام فاطنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2007, 07:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوم من أيام فاطنة (Re: هشام آدم)

    ______________________

    ( الحلقة التاسعة )



    في غمرة صمت الجالسين، وأصوات المطر الذي بدأ يهطل بغزارة على زنك البيت، وأصوات قطرات الماء المتساقطة من "مِرِقْ" السقف على الأواني، وصوت تسابيح عوض الزين، فُتح باب المنزل، ودخلت الحاجة فاطنة بطريقة سريعة وأغلقت الباب ورائها، وهي تُغطي رأسها بكيس نايلون. التفت الجميع بمن فيهم قِطّة وجدي للحاجة فاطنة وهي تدخل المنزل، شعر عوض الزين بالارتياح لاكتمال عدد أسرته الصغيرة، كما أحس وجدي بالسعادة كذلك. قِطّته فقط هي التي كانت تُحس بالخوف لرؤيتها، فاختفت تحت السرير. قـام وجدي ليفتح الباب لأمه التي انغرس حذاؤها "دكتور شول" في الوحل، ولم تستطع إخراجه فآثرت خلعه، والدخول سريعاً إلى داخل الفرندة.


    خلعت الحاجة فاطنة الفردة الثانية من حذائها وبدأت تمسح قدميها في قطعة الشوال التي كانت على مدخل الفرندة. مسكت وجدي وقبّلته وسلّمت على الجميع وهي تخلع عنها ثوبها المُبلّل تماماً.

    * شنو يا فاطنة؟ وين لغاية حسي.
    - أسكُت يا الزين، والله برّه في جِنس مَطَرة!
    * بالغتي لاكين، ما قَدُر ده.
    - وإنتا مالك ما مشيت الشُغل؟
    * أمشي كيف وأنا ما عارف ليكي دَرِب؟
    - ليه مالي، شافعة بطِش؟ بعدين مشيت، لقيت ليك النسوان ديل كِده عند محاسن، التقول عندها سِماية بس. لا حول الله....... إنتو الصادق وين؟
    * قاعد يقرا جوّا ... المهم محاسن كيف حسي؟
    - نصييييحة، ما عندها عوجة. إلياس بيسلّم عليك بالمناسبة.
    * الله يسلّمك ويسلّمو. والله طوّلتَ منو.
    - أها وإنتا حتعمل شنو في الشُغل ده.
    * ما حمشي.
    - وكان خصموا عليك؟
    * ما أنا كلّمت "الشفيع" يمشي لي "الفاتح البِعيو" وكان ما لِقاهو، بشوف لي أورنيك* وخلاص.
    - سمح كان كِدا ... آ يا أولاد جهّزوا لمّبة الجاز سريع.
    * هديييييك، جاهزة.
    - أها قبل ما أنسى، جبتا لينا الجاز يا الزين؟
    * لا والله نسيت يافطوم.
    - سجمنا ده كان كِمِل نشوف كيفن باقي الليل ده؟
    * بيكفّي إن شاء الله. إنتي بس أقُعدي، وخُتِّ الرحمن في قلبك.


    جلست الحاجة فاطنة وهي تتفقد البيت بنظراتها المتجولة السريعة وكأنها تبحث عن شيء ناقص عليها أن تفعله.

    - ختيتو الفُنطاس بتاع الموية بره عشان يتملي؟
    * فُنطاس شنو يا ولية. ده وقتو؟
    - الموية البتقطع يوماتي دي يا الزين؟


    نهض إبراهيم مُسرعاً وخرج من الباب الآخر الخلفي للفرندة، فتح غِطاء الفُنطاس وعاد بسرعة.

    - خلاص يا أمي مرقتا ليكي الـفُنطاس بره.
    * فااااااالح.
    - فالح!!!!!


    ويضحك الجميع، والحاجة فاطنة تكتفي بابتسامات خجولة، فهي لا تعرف سبباً لضحكهم. يستمر المطر في الهطول وتزداد غزارة المطر حتى امتلأت الأواني التي وضعها إبراهيم ومُزمّل. بدأ القلق يتسرب إلى قلوب الجميع بمن فيهم عوض الزين نفسه. وساد صمتٌ مُطبق على المكان. أخذ وجدي وإبراهيم ومُزمّل بتفريغ الأواني الممتلئة وسكبها في الحوش ومن ثم وضعها مرةً أخرى. ولكن بدأ سقف البيت كلّه بالتسريب من جميع الاتجاهات.


    وفجأة انقطعت الكهرباء، مما جعل الصادق يخرج من غرفته. أصبح البيت مُظلماً لدرجة شديدة. بينما بدأ البعض في الإنصات لتعويض عدم الرؤية.

    * ده منو ده؟
    - ده أنا ما لِك يا ولية؟
    * ماشي وين في الظُلومّة دي يا راجل، ما تقعُد قَبَلك؟
    - دقيقة ... ماشي أولّع لمبّة الجاز.


    وفجأة يسمع الجميع صوت صراخ قِطّة وجدي

    - اللللله يصُرفِك ... عليك الله ده وقتِك؟

    ( فاطنة وهي مُبتسمة )
    * ما قلنا ليكم الكديسة دي أرموها برّة.


    بدأ عوض الزين في تحسس طريقه في الظلام الدامس، فيرتطم مرّة بقدم السرير، ومرّة بقدم أحد أبنائه حتى وصل إلى الطاولة التي وُضعت عليها لمبة الجاز. تحسّس عوض الزين بيديه الطاولة، حتى وجد علبة الكبريت، أشعل عوداً ولكنه انطفأ قبل أن ينجح في إشعال لمبة الجاز، فحاول مرة ثانية وثالث، ونجح في الرابعة، أخفض اللهب قليلاً حتى لا يستهلك كمية كبيرة من الجاز. وبدأ المكان يُنير إنارة خافتة تَمَكَّن منها الجميع رؤية بعضهم البعض. بينما تركت تلك الإضاءة الخافتة الخجولة ظلاً عِملاقاً لعوض الزين على الجدار وهو يعود بتثاقل إلى سريره. أصبح المكان مخيفاً بتلك الإضاءة الخافتة وتلك الظِلال الكبيرة. دقّق عوض الزين في المكان فوجد قَطّة وجدي وهي على إحدى زوايا الفرندة تلعق ذيلها الذي وطأهُ في الظلام. كان عوض الزين ينظر كأنه يريد أن يرى مدى الإنجاز الذي حقّقه بعبوره حتى هنا في تلك العتمة. ثم بدأ في العودة إلى سريره. كان وجدي ينظر من خلال لهب لمّبة الجاز المتراقصة إلى غزارة المطر في الخارج فصاح قائلاً:

    - دييييشك .. والله في جِنِس مطرة يا جماعة.


    بدأ الأخوة في النظر من وراء اللهب وهُم يحوقلون. والتفت الصادق إلى والده وهو يقول:

    * دي أقوى من بتاعت السنة الفاتت يا أبوي.

    وتلتفت فاطنة على عوض الزين وكأنها تذكرت شيئاً:

    - إنتو كنتو انتهيتو من المتراس يا الزين؟
    * لسه كان باقي فيهو شويّة شُغُل.
    - قدر الفي، ما بيتحمّل لو الليلة بس؟
    * والله ما أظِن يا فطّوم. الله يستُر بس.
    - الله يستُر.


    بعد مُدّة، نهض عوض الزين واقترب من لمبة الجاز وبدأ يُدقق النظر في ساعته اليدوية من طراز "رادو" القديمة، إنها الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل. لقد استمر المطر في الهطول منذ أكثر من أربع ساعات متواصلة. وما زال الجميع مستيقظون، فلم يستطع أحد النوم في هذا الجو الماطِر، إلاّ قِطّة وجدي التي استقر بها المقام في تلك الزاوية النائية عن الأقدام، بل أنها لفّت ذيلها حولها جيداً. نظرت الحاجة فاطنة إلى عوض الزين وهي تقول:

    * مالك يا الزين؟
    - المطرة دي كتيرة شديد. أكتر من أربع ساعات ونص. المتراس ما حيتحمّل.
    * يا راجل خُتّ الرحمن في قلبك.


    عاد عوض الزين إلى سريره وذهنه مُنصرف تماماً إلى المتراس الذي قام بجهودٍ وعونٍ ذاتي من أبناء الحي، ولم يكتمل بناءه. إنه يعلم تماماً أن المتراس لن يستطيع الصمود في وجه المدّ البحري الذي سوف ينجم عن هذه العاصفة المطرية. ولكنه لم يكن قادراً على تحديد تأثير العاصفة على البحر بصورة دقيقة. وقف فجأة وألقى نظرة إلى الحوش، ليجد أن الماء قد ملأ الحوش بالكامل ورأى بأم عينيه الماء وهو يجري جداول في فناء منزله الجالوصي الصغير. وما هَاَلَهُ أن المياه كانت تجري بسرعة كبيرة نحو جدران البيت، وليس في اتجاه باب الشارع. فازداد قلقه كثيراً، حاول أن يرى من خلال نافذة الفرندة ما يجري في جدار الفرندة الخارجي، ولكنه لم يستطع الرؤية فالظلام كان حالكاً في الخارج، ونور لهب الفانوس بالكاد يُضيء جزءاً صغيراً من الفرندة. كانت الحاجة فاطنة تُراقب عوض الزين بقلق، فهي تعرف أن زوجها لا يقلق من فراغ، ولا يُبين قلقه إلاّ إذا كان هناك أمر يستحق القلق فعلاً، ولكنها كانت تُحاول أن تتمالك أعصابها وألا تنطق بكلمة واحدة، بيد أنها لم تستطع أن تظل مُمددة على السرير، فنهضت واستقامت في جلستها وبدأت تنظر إلى أبنائها واحداً تلو الآخر. وتنظر إلى أركان البيت كمن ينتظر أن يخرج من بين أحشاء زوايا الجالوص شبحٌ ما.
                  

العنوان الكاتب Date
يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-28-07, 08:12 AM
  Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-28-07, 09:13 AM
    Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-28-07, 10:19 AM
      Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-28-07, 11:25 AM
        Re: يوم من أيام فاطنة asmhan hashim07-28-07, 12:01 PM
          Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-28-07, 12:31 PM
            Re: يوم من أيام فاطنة abuguta07-28-07, 12:38 PM
              Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-28-07, 12:41 PM
                Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-29-07, 08:23 AM
                  Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-29-07, 09:45 AM
                    Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-29-07, 10:19 AM
                      Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-29-07, 11:29 AM
                        Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-30-07, 07:46 AM
                          Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم07-30-07, 09:16 AM
                            Re: يوم من أيام فاطنة معتز تروتسكى07-30-07, 04:15 PM
  Re: يوم من أيام فاطنة عبدالله داش07-31-07, 01:11 PM
    Re: يوم من أيام فاطنة معتز تروتسكى08-01-07, 12:16 PM
      Re: يوم من أيام فاطنة Wafa Ajjasim08-01-07, 12:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de