|
Re: بين حجرين - رواية (Re: هشام آدم)
|
________________________
بعد مغادرة أبو السيك للمنزل، وبينما انشغلت فتحية شبانية بترتيب المنزل وهي تتذمر كعادتها، ارتدت إيمان وشاحها وغادرت المنزل دون أن تخبر أحداً بوجهتها. كان الريّس الذي أوشكته إجازته الاضطرارية على الانتهاء ما يزال على سريره سارحاً بالتفكير عندما سمع طرق الباب المتردد. وما أن فتح الباب حتى دخلت إيمان بسرعة وهي تغلق الباب ورائها. تاركة الريّس في دهشته من هذه الزيارة غير المتوقعة. وقبل أن ينتهي الريّس من جملته "إيمان؟ .. خير في ...." كانت إيمان تقاطعه: "محجوب أنحنا لازم نتكلم شوية." كانت الجدية التي تتكلم بها إيمان تثير نوعاً من القلق في نفسه، لدرجة أنه تراجع خطوتين إلى الوراء قبل أن يستجمع أفكاره. الريّس الذي كأنه يرى إيمان الصاوي لأول مرّة ، أحس بأن أطرافه الباردة بدأت في الارتجاف كأنها أعواد قصب هزيلة. وبطريقة خجولة مدّ يده إليها للدخول إلى الفرندة. وما إن جلست حتى نظرت إليه بحدة وهي تقول:
* شوف يا الريّس .. إنت ما زول غريب. مما رحلنا من ديم نور وجينا هنا، وأنحنا أكتر من أهل. والزواج طبعاً قسمة ونصيب وما معروف الله مقدّر لينا شنو. - إيمان .. ممكن .. * خليني أكمل عليك الله. أنا سمعت الكلام الجيت قلتو لياسر. أنا شخصياً ما عندي مانع. بس عندي شرط واحد. كان وافقت عليهو واتفقنا .. ممكن تعتبر موضوعنا ده ماشي. - شرط ؟ هي جابت ليها شروط كمان؟ * معليش .. هو شرط واحد مافي غيرو . - خير إن شاء الله؟؟ * أنا لازم أكمّل قرايتي ..
عندها رجع الريّس بظهره إلى مؤخرة الكرسي وتنفس الصعداء. ونظر إليها بابتسامة مرتاحة وهو يقول "هو دا الشرط بتاعك؟ يازولة ما في مشكلة أنا ما عندي مانع." ولكن ارتياح الريّس هذا لم يكن كافياً لينقل إليها الطمأنينة التي كانت تبحث عنها، لذا فإنها وبطريقة أكثر جدية واجهته: "وأضمن كيف؟" لم يعرف الريّس بماذا يرد عليها، غير أنه كان يعرف تماماً حاجتها الملحة للاطمئنان ، عندها تقدّم بجسمه قليلاً وقال "القدامك ده راجل يا إيمان"
كانت الدراما الحوارية التي تنشأ للمرة الأولى بين الريّس وإيمان بمثابة الصفقة الناجحة التي عقدها كل منهما مع الآخر. ولكن إيمان لم تكن تعلم برغبة الريّس الملحة في الهجرة. واكتفت بقبوله لشرطها الوحيد الذي وضعته للقبول بالزواج منه. كانت تعتبر أن الزواج منه تضحية كبيرة في سبيل تحقيق هدف أكبر. ورغم أنها لم تكن تعرف تحديداً ما يتوجب عليها فعله بعد عقد القران إلاّ أنها وافقت على أن يتم عقد القران في أقرب وقت عندما تناسب ذلك مع اقتراب موعد التقديم للجامعة. شعرت بأنه يتوجب عليها أن تطوّع مشاعرها تجاه الريّس الذي سوف يصبح زوجها خلال ثلاثين يوماً، ولم تكن تلك المهمة باليسيرة على الإطلاق، غير أنها بدت أكثر جدية في التأقلم. وقبل أن تغادر إيمان منزل الريّس كان هو الآخر يريد أن يطمئن على أمر ما، وأن يضعه نصب عينيها. لذا فقد وضع مؤخرته على أطراف الكرسي وهو يقول:
* أنا كمان عندي كلام داير أقولو ليكِ .. أنا زول بسيط شديد. يعني بالعربي كده داير لي زولة تتحمل حياتي دي زي ما هي .. لغاية ما ربنا يفرجا. - إنت قايلني ما عارف الكلام دا يا محجوب؟ وبعدين يمكن في الخرتوم تلقى ليك شغل أحسن من هنا. ومين عارف يمكن عرسنا دا يكون فيهو خير علينا كلنا.
لم تكن سعادة الريّس توصف عندما سمع منها هذا الكلام، وكأنها تعلم بدقة ما يدور في خلده. لقد وفرّت عليه الكثير من الكلام الذي كان يعد نفسه لقوله. أحس بأن الصفقة التي عقدها كانت صفقة ناجحة بكل المقاييس. وبدأت الدماء تجري في عروقه من جديد بكل حماسة وحيوية.
نهاية الفصل السابع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:31 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:35 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:42 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:55 PM |
Re: بين حجرين - رواية | Mohammed Elhaj | 06-26-07, 05:57 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:02 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:05 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:09 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:17 PM |
Re: بين حجرين - رواية | محمَّد زين الشفيع أحمد | 06-27-07, 05:15 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 07:10 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 08:49 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 09:35 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 09:44 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 10:08 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمد على النقرو | 06-27-07, 10:10 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 10:40 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمَّد زين الشفيع أحمد | 06-27-07, 10:43 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:01 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:14 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:21 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:23 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:27 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:29 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:24 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:44 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:48 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:56 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 08:11 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 08:33 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمَّد زين الشفيع أحمد | 06-28-07, 09:21 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمد جميل أحمد | 06-28-07, 10:15 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 11:43 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 11:27 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 11:47 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 12:07 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 08:05 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 08:50 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 09:08 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 09:19 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 10:49 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 11:47 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 12:48 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 01:04 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:07 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:11 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:31 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:39 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 07:19 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 07:25 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 07:28 PM |
|
|
|