كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: بين حجرين - رواية (Re: هشام آدم)
|
________________________
كانت مشاعر أوديت المتضاربة بين الأسى والخوف والغضب هو أكثر ما يجعلها صامتة لا تعرف ما تقول. كانت تتساءل عن أخلاقية ما قام به والداها من إخفاء أمرٍ كهذا طيلة هذه المدة. كان يجب أن تعرف أنها ليست فتاة طبيعية، وأنها تحمل بين أضلاعها قنبلة موقوتة. بدأت تستشعر ضربات قلبها وكأنها تحس بوجوده لأول مرة. أحست بأن قلبها سوف يقفز من مكانه خارج قفصها الصدري، وضعت يديها على قلبها لا شعورياً وهي تقول - وكأنها تحدث نفسها - "ولماذا أخفيتما عني ذلك؟" لم تكن تنتظر إجابة ما على سؤالها. التفتت إلى أنونوزيتا التي كانت في حالة انكسار أمومي من النوع الحاد فعرفت أوديت أنها تشعر بالأسى حيالها ولم تستطع أن تقاوم شهوة التساؤل مرة أخرى "ترى ماذا تخفيان عني أيضاً؟" لم تكن نبراتها تحمل معنى العتاب أو اللوم بقدر ما كانت تحمل معنى المفاجأة والصدمة. أحست أوديت بالخوف يعتصرها عصراً. ولم تستطع أن تصنف ذلك الخوف تحت أي بندٍ عرفته مسبقاً.
انطلقت أوديت مسرعة وهي تحاول تأجيل بكائها لحين اختفائها عن أنظار والديها اللذين وقفا دون حراك مكتفين بمراقبتها حتى غاب عنهما صوت وقع أقدامها المسرعة ولم يتبقى في مسامعهما غير صدى صوت باب غرفتها الذي أغلقته ورائها بقوة. كانا أكيدين من أنها سوف تقضي وقتاً طويلاً في البكاء.
- يا إلهي .. هذا ما كنتُ أخشاه... * كفي عن حشر الآلهة في كل شيء عزيزتي .. إنها ابنتنا الوحيدة ويجب علينا أن لا ندعها تنام باكية. - ولكنها ... * تذكري أنها لربما كانت محقة في غضبها عزيزتي.
كان جيوفاني قلقاً من أن يؤثر انفعال أوديت سلباً على صحتها، فلم يتردد في الاتصال بطبيب الأسرة ، فرفع سماعة الهاتف وأدار القرص بينما توجهت أنونوزيتا مباشرة إلى غرفة أوديت وطرقت عليها الباب فلم تجبها في حين سمعت صوت بكائها يخترق أنسجة قلبها الأمومي المفرط في المحبة. "عزيزتي افتحي الباب أرجوك" غير أن أوديت لم تستجب لها أبداً. وفي الداخل وبينما كانت أوديت تبكي بحرقة شديدة، أحست بوخز في صدرها جعلها تتوقف عن البكاء وكأنها تسترق السمع إلى شيء ما. وضعت أوديت يدها على صدرها في محاولة لتهدئة نفسها فأحست بخفقانٍ متسارع. للحظة ما شعرت بأن هذا الوخز جاء في وقته، فلقد أمهلها لحظات لتفكر قليلاً في سبب نوبتها البكائية التي اكتشفت أنه بلا داعٍ يُذكر. إنها مريضة كأي إنسان آخر على سطح هذا الكوكب، ووالداها عاملاها بمنتهى اللطف ، فقط أرادا لها ألا تشعر بأنها أقل من بقية الأطفال ، وسمحا لها بأن تفعل كل ما تريد ولكن بحذرٍ كان يضايقها ولكنه لم يكن يمنعها قط. للحظة شعرت أوديت أنها مدينة لوالديها باعتذار وشكر ، ولكن ليس قبل أن تهدأ العاصفة الأسرية التي سببتها هستيريتها غير المبررة تلك. وعندما خرجت من غرفتها كان طبيب الأسرة في طريقه إلى غرفتها، ورأت والدها وأمها يسيران من ورائه وكانا قلقين بوضوح تام. تلك النظرات المتلهفة جعلتها تشعر بالامتعاض من نفسها وفي ذات الوقت فقد شعرت بأنها إنسانة محظوظة لحصولها على والدين كجيوفاني وأنونوزيتا.
نهاية الفصل التاسع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:31 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:35 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:42 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 05:55 PM |
Re: بين حجرين - رواية | Mohammed Elhaj | 06-26-07, 05:57 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:02 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:05 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:09 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-26-07, 06:17 PM |
Re: بين حجرين - رواية | محمَّد زين الشفيع أحمد | 06-27-07, 05:15 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 07:10 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 08:49 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 09:35 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 09:44 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 10:08 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمد على النقرو | 06-27-07, 10:10 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 10:40 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمَّد زين الشفيع أحمد | 06-27-07, 10:43 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:01 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:14 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:21 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:23 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:27 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-27-07, 01:29 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:24 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:44 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:48 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 06:56 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 08:11 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 08:33 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمَّد زين الشفيع أحمد | 06-28-07, 09:21 AM |
Re: بين حجرين - رواية | محمد جميل أحمد | 06-28-07, 10:15 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 11:43 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 11:27 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 11:47 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-28-07, 12:07 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 08:05 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 08:50 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 09:08 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 09:19 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 10:49 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 11:47 AM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 12:48 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 01:04 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:07 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:11 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:31 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 03:39 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 07:19 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 07:25 PM |
Re: بين حجرين - رواية | هشام آدم | 06-30-07, 07:28 PM |
|
|
|