نقد الانتلجنسيا السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2007, 06:52 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية (Re: هشام آدم)

    ___________________________


    الموضوع : في نقد المشهد البنيوي
    الكاتب : عبد المنعم عجب الفيا


    سررت جدا بالمقال المطول الذي أدلى فيه أسامه الخواض بشهادته عن ملابسات نشوء الحركة البنيوية وما بعدها في السودان والأثر الذي أحدثته في الساحة الثقافية ومصدر سعادتي وسروري أن تأتي هذه الشهادة من أهم الأسماء التي مهدت لدخول هذه التيارات النقدية للحركة الثقافية السودانية ، رغم أن المقال قد كتب تحت إحساس طاغ بالخذلان والتهميش وأخذ الحديث فيه عن النسيان كلازمة من لوازم الذاكرة السودانية ، حيزا كبيرا إلا أن أهميته تأتي من أنه أول محاولة لتقييم الأثر الذي خلقته تيارات الحداثة في الساحة الثقافية في السودان ، سلبا كان هذا الأثر أم إيجابا .


    وأول ما لفت نظري في مقال أسامه الخواض ، التغيير الذي طرأ على خطابه ، فقد كتب المقال بلغة مباشرة لا تختلف عن اللغة الإخبارية والتقريرية المتداولة . وهذا شئ لم نعهده في خطاب الحركة البنيوية وما بعدها حيث أتسم خطابها دائما بلغة المراوغة المتعالية التي تلفت النظر إلى ذاتها أكثر مما تلفت النظر إلى موضوعها ، كذلك لفت نظري حديثه عن قضايا إنسانية واجتماعية عامة مثل الوظيفة البنائية للكاتب في المجتمع ومسؤولية الدولة ودورها في تهيئة المناخ للكاتب والحديث عن الحقوق والواجبات وخذلان الأصدقاء ، وخياناتهم إلى غير ذلك من المواضيع فالحديث عن مثل هذه القضايا بهذا الوضوح من الأمور الممقوتة في عرف البنيويين وما بعدهم .


    فالمعروف أن البنيوية تقوم أصلا على إحلال الأبنية اللاواعية مثل " النسق والنظام اللغوي والأسطوري واللاشعوري محل الوعي الفردي والجماعي في صناعة وتغيير التاريخ . لذلك فهي تعمل جاهدة لتنقية النشاط الأدبي والإبداعي عموما من تلوث المعنى الاجتماعي والسياسي . أما بعد البنيوية فتقوم على تدمير مبدأ الإحالة المرجعي ، سواء كان هذا المرجع التقاليد والأعراف اللغوية والاجتماعية أو المعارف الإنسانية المشتركة ، وبالتالي يصبح في هذا السياق الحديث عن أي دور للكاتب في المجتمع حديث بلا قيمة . ولكن أسامه لا يشير من قريب أو بعيد إلى هذا التحول الذي طرأ على خطابه من حيث الشكل والمضمون وذلك رغم ما ينطوي عليه هذا التحول من مغزى عميق ، وربما يرجع هذا التحول إلى تخصص أسامه في دراسة التحليل السسيولوجي للنصوص الأدبية ، ونحن من جانبنا نرد هذا التحول الذي طرأ على خطاب أسامه إلى التحولات التي طرأت على مجمل خطاب تيارات الحداثة الغربية . ففي الوقت الذي يدلي فيه أسامه الخواض بشهادته عن منجزات البنيوية وما بعدها ، تجهر فيه تيارات الحداثة الغربية البنيوية وما بعدها وتعود مرة أخرى


    إلى نقطة البداية التي انطلقت منها البنيوية في الخمسينيات . فبعد كل الحديث المفرط في حماسه عن عزل النص الأدبي عن سياقه التاريخي والاجتماعي والتعامل معه بمثابة بنية مغلقة وبعد كل الحديث عن ( موت المؤلف ) و ( سحر الدال ) ومطاردة العلامات تعود هذه التيارات وترد الاعتبار مرة أخرى للسياق التاريخي والاجتماعي ويبدأ الحديث من جديد عن التحليل السسيولوجي للأدب وعن نظريات التلقي والقراءة والتأويل " الهيرمونطيقا " .


    ولعله من المصادفات السعيدة أن يأتي تخصص أسامه الخواض في دراسة التحليل السسيولوجي للنصوص الأدبية متزامنا مع هذه التحولات ، ولكن مما يؤسف له أن أسامه ، لا يتعرض مطلقا للحديث عن هذه التحولات والنقلات التي تركت أثرها على خطابه هو نفسه وبدون التعرض لهذه التحولات ومناقشتها ، فإن المحاولة لتقييم تجربة البنيوية وما بعدها ستكون ناقصـة .


    إن إغفال أسامه الإشارة إلى التحولات التي طرأت على الخطاب الحداثي ، تفسر بإحدى أمرين : فأما أنه غير واع بحقيقة هذه التحولات وهذا احتمال بعيد أو يفترض كذلك ، وأما أنه ينظر إلى هذه التحولات كأنما كلها تسير في خط مستقيم لتصب في خانة البنيوية وما بعدها . وهذا هو الاحتمال الأقرب ، بدليل أنه ختم شهادته بالحديث عن تطور المشهد البنيوي في المهجر بفضل توفر الكتب والمراجع :إن المنافي والمهاجر ساهمت في إضفاء حيوية فائقة على المشهد البنيوي وما بعده . فقد تم التغلب على كثير من العقبات والعراقيل التي كانت تحد من تطور وثراء ذلك المشهد .


    إن ظاهرة انتقال كتاب الحداثة من خطاب إلى آخر دون التمهيد أو التنويه لهذا الانتقال ، ظاهرة لا تخصنا في السودان بل تشترك فيها كل تيارات الحداثة العربية فهم بعد أن بدأوا في الترويج للبنيوية في حماس يحسدونهم عليه أهلها ، انتقل خطابهم فجأة إلى ما بعد البنوية ( التفكيكية ) ثم ها هو خطابهم ينتقل مرة أخرى إلى السيسيولوجيا دون تمهيد أو إشارة إلى هذه الردة . وسبب ذلك في رأي أنهم ينظرون إلى هذه التيارات كأنها تكمل بعضها بعضا لتسير في خط مستقيم إلى غاية معينة ، بينما الواقع على العكس من ذلك تماما ، فتيارات الحداثة لا تسير في خط صاعد بحيث يمكن اعتبار كل تيار امتداد طبيعي للتيار السابق له ، لكنها متضاربة وتقوم أصلا على تناقضات بعضها البعض .



    والدليل على أنصار الحداثة عندنا يتعاملون مع تيارات الحداثة على اعتبار أنها امتداد طبيعي لبعضها البعض دون الوعي بحقيقة التناقضات التي تنطوي عليها، شهادة أسامه الخواض في قوله ( قمنا في البداية بكتابة بيان إبداعي يوضح المقاربات النقدية الحديثة وكان ذا طابع بنيوي . وبعد فترة قصيرة تعرفنا علـى ما بعد البنوية فقمنا بتعديل البيان ) .


    فهم ، أسامه وعبد اللطيف على الفكي ومحمد عبد الرحمن حسن ، تعرفوا أولا على البنوية فتبونها وقاموا بصياغة بيان تبشيري بها ، على طريقة الحركات الأدبية والفنية في أوربا ، وقبل أن يظهر البيان في الناس قاموا بتعديل محتوياته بعد أن نمى إلى علمهم فجأة أن هنالك منهج أو تيار جديد ظهر اسمه ما بعد البنيوية،على حد تعبير اسامة، ، دون أن يتعرفوا على حقيقة هذا التيار الجديد . فكل اهتمامهم كان محصورا في مجاراة هذه التيارات الحديثة وركوب أي موجة جديدة من موجات الحداثة بغض النظر عن اتجاه هذه الموجة أو تلك . وهذا ما يؤكده قول أسامه بطريقة غير مقصودة : أهم المنجزات التي حققتها تلك المقاربات في نظرنا ربط الحقل الثقافي السوداني بهذه التيارات"اذن لم يكن الهدف إقامة حوار مع هذه التيارات لاعادة توظيفها والإفادة منها لدفع مسيرة الحركة الثقافية . لقد كان عبد الله بولا محقا عندما قال أن هؤلاء الشباب يطبقون مناهج النقد ، البنيوي ولكنهم لا يحاورونها ولا يساهمون في نقدها وإعادة صياغتها .


    ومن المفارقات التي تظهرها مجاراة البنيويون لتيارات الحداثة العالمية دون تمييز ، هي أنهم في الوقت الذي كانوا فيه يرفعون شعارات معاداة الإمبريالية والصهيونية العالمية ومناهضة التبعية السياسية والاقتصادية نجدهم في نفس الوقت بذات الحماس يهللون ويكبرون لتيارات الحداثة الأدبية دون الوعي الكافي بحقيقة هذه التيارات القائمة على التشكيك في النزعة العقلانية والروح العلمية التي أنتجت الحضارة الغربية والتي نحن أحوج ما نكون إليها .


    ومما يعمق هذه المفارقة أن معظم إن لم يكن كل الذين انضموا تحت لواء الحركة البنيوية وما بعدها في السودان ، كانوا من التيار الماركسي . وهذا ما يؤكده حديث أسامه عن ( المزاج اليساري الذي يصبغ الحقل الثقافي السوداني ) والوضعية الطبقية لمنتجي تلك المقاربات ، والحقيقة إن الصبغة الماركسية لحركة الحداثة لا تميز الحقل الثقافي السوداني فحسب بل أن كل تيارات الحداثة في العالم العربي ذات صبغة ماركسية ، صحيح أن السبب في ذلك أن مبدعي هذه المذاهب في أوربا كانوا أصلا ماركسيين ولكن هذا وحده ليس كافيا لعدم اتخاذ اليسار الماركسي في البلدان العربية موقفا نقديا جدليا من هذه المذاهب . أن مسؤولية اليسار الماركسي عموما عن هذه التيارات الحداثويـة التـي كادت أن تنتهي بالحركـة الأدبيـة إلى نوع من العدمية والعبثية ، رغم الانجازات التى لا يمكن نكرانها، في حاجة إلى المزيد من المناقشة وتسليط الأضواء .


    ومما يزيد المشهد البنيوي ما بعده بؤسا ، هو أننا لم نبدأ في التعريف على هذه المناهج في العالم العربي ، إلا في أوائل الثمانينات أي في الوقت الذي انحسرت فيه هذه التيارات تماما في البلدان التي شهدت مولدها . فالبنيوية لم تدم أكثر من عشر سنوات في فرنسا وتم تجاوزها عقب ثورة الطلاب عام 1968م وهجرها الناس هي الأخرى في فرنسا منذ أوائل السبعينات ثم انتقلت إلى أمريكا حيث خبأ بريقها مع نهاية السبعينات ، أقول هذا وأنا أنظر إلى تطور الفكر البشري نظرة جدلية أن الأفكار لا تموت نهائيا وإنما يحدث لها تمثل ولكن قصدت بذلك القول إن انحسار هذه التيارات الحداثوية في بلدانها كان حريا به أن يجعلنا نقف موقفا نديا يقوم على الأخذ والرد والمساءلة والنقد ولكنا بدلا عن ذلك وقفنا منها موقف الانبهار والتسليم المطلق بكل مقولاتها.


    المصدر : فى نقد المشهد البنيوى-قراءة فى شهادة اسامة الخواض
                  

العنوان الكاتب Date
نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 02:24 PM
  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 03:32 PM
    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 05:19 PM
      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 05:31 PM
        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 07:34 PM
          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 09:03 AM
            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 10:55 AM
              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:05 AM
                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:10 AM
                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:43 AM
                    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:50 AM
                      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 12:09 PM
                        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:17 AM
                          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:51 AM
                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:59 AM
                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 11:06 AM
                              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 01:09 PM
                                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 08:56 AM
                                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 09:01 AM
                                    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:15 PM
                                      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:33 PM
                                        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:43 PM
                                          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:52 PM
                                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:40 PM
                                              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:46 PM
                                                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:52 PM
                                                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 07:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de