بورتفوليو (2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 07:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2006, 12:48 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بورتفوليو (2) (Re: هشام آدم)

    - الورقة الثالثة من البورتفوليو -



    في فترة ما حاولت أن أرسم بالقلم الرصاص ملامح أو (كروكي) لملامح أعتقد أنها تشبهني. حاولت أن أكتشف نفسي بنفسي ، فوجدت أنني شخص لا يحب شيئاً بقدر ما يحب أن يقرأ الشعر ، ولا يكره شيئاً بقدر ما يكره أن يكون في أعين الناس غير ما هو عليه. ومنذ ذلك الحين آليت على نفسي أن أكرس جهدي لتوضيح هذه الملامح.

    في البداية لم تتوفر لي فرصة أن أقرأ من الشعر غير ما كان يدرس لنا في المدرسة من أشعار منهجية - أراها عقيمة الآن - ولكنها كانت بالنسبة لي الذخيرة الأولى التي تسلحت بها وأخذت بعدها محاولات المجاراة . بدأت أكتب الشعر بنهم وبغزارة. كنت أحس بأن شيئاً ما يدخل في أوصالي كلما انتهيت من قصيدة ، تماماً كما يشعر المراهق بفرحة غرة مع كل شعرة تنبت في شاربيه.

    ثم شعرت بأنني أحتاج أن أقرأ ما أكتب على أحدهم ، كي أعرف مدى ما أنا عليه من جودة أو (خرمجة) فكان أول من اخترت والدي (أطال الله في عمره) ، في البدء أخذ الورقة بيده اليسرى وقلب بصره فيها بسرعة خاطفة ، وهو يحرك شفتيه ثم نظر إلي وقال: ده شنو ده؟ أنا أكيد من أنه لم يقرأ غير عنوان القصيدة فقط أو ربما بعض الكلمات من المطلع. لكنه زجرني بعنف ، ظناً منه بأن ما أفعله هو من قبيل إهدار الوقت ... وبدأ - كلما وجدني أكتب شعراً - يكرر على مسامعي: يا ولد سيب الكلام الفارغ ده .. وانتبه لقرايتك.

    لا أدري ... شعرت أن الشعر فيما بعد أصبح من المحرمات ... فبدأت أخفي دفاتري الشعرية البدائية جداً في أماكن يصعب الوصول إليها ، لأنه كان يمزقها كلما وقعت تحت ناظريه. حاولت ألا أسمح لذلك اليأس والشعور بالإحباط أن يتسرب إلي من تلك التعنيفات التي كنت أسمعها منه. وربما نجحت نوعاً ما ... غير أنها نكتت في قلبي نكتة سوداء ما تزال تبدو ... وتطفو على السطح عندما أعجز عن تكملة قصيدةٍ ما .. فأجدني أمزقها بنفس الطريقة التي كان والدي يمزق بها أوراقي القديمة ، بل وأجدني أكرر : ده كلام فارغ .. ده كلام فارغ.

    لا بأس فمن شابه أباه ما ظلم!!!

    أذكر أن أستاذ اللغة العربية - أحد القلائل الذين كانوا يشجعونني على الكتابة والقراءة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً - يخبرني بأن المدرسة سوف تدخل في منافسة شعرية مع بقية مدارس مدينة الرياض ... وأنها - إدارة التعليم - سوف تختار من كل مدرسة قصيدتين فقط. فنصحني بالمشاركة. ورغم أنني لم أكن متحمساً في البداية إلا أنه بدأ ينفخ فيني شعور الأمل والتفاؤل الذي كنت قد نسيت طعمه.

    في صباح ذات يوم ، وبينما نحن وقوف في الطابور الصباحي - الذي يذكرني به الآن تحركات الجيش إلى الثكنات ، وانتظام المساجين في المعتقلات وفي شكل حركتهم في تناولهم للوجبات اليومية الفقيرة - وبعد أن تلينا النشيد الوطني السعودي (هل كان ذنبي؟) وقف وكيل المدرسة وعلى يساره مدير المدرسة وفي يده ورقة يقرأ منها ما لم أكن حريصاً على سماعه ، بينما شدني أنه قرأ اسمي بصوت عالٍ فانتبهت. ظنتت في البدء أن ثمة عقوبة تنتظرني على ذنب ما اقترفته ونسيت .. غير أن ملامحه المبتسمة لدى استقبالي جعلني أتساءل : ترى ماذا تحمل هذه الابتسامات ورائها؟ طلب مني الوقوف إلى جواره فامتقلت. وبعد انصراف الطلاب قادني إلى حيث مكتبه ليخبرني أن قصيدتي وزميل آخر لي تمت اختيارهما من قبل إدارة التعليم لدخول المنافسة .

    لقد كانت فرحتي كبيرة بهذا الإنجاز الأول الذي أحققه. غير أن فرحتي لم تدم طويلاً حيث أخبرني بأن هذه المسابقة تشترك فيها جميع المدارس الثانوية بمدينة الرياض. فخاب أملي . قلت في نفسي ... كيف لي أن أدخل منافسة كهذه وما أكتبه ما أزال لا أقتنع به؟ ثم كيف لي أن أحرز نصراً كهذا بينما الأولى به أبناء هذا البلد؟ فاكتفيت بانتصاري (المحلي) ولا أنسى أنني لم أخبر أبي بذلك أبداً بينما أسررت لأمي التي هزت رأسها وهي تقلب (الطبيخ) على النار وهي تقول: سمح !!!

    بعد شهر من ذلك .... وبينما نحن في حصة العلوم ، دخل علينا الوكيل وطلب من الأستاذ (استعارتي) لبعض الوقت. وفي غرفة المدير بشروني بأنني حصلت على المركز الأول في تلك المسابقة .. وأن هنالك جائزة مالية وشهادة تقديرية في انتظاري في مقر إدارة التعليم. وخيروني بين أن يرسلوا مندوباً عني لاستلام الجائزة أو ذهابي لذلك الغرض. فطلبت أن أقوم أنا بتلك المهمة.

    إن لذلك الخبر وقعاً لا أكاد أنسى ملامحه حتى اللحظة. فقد كنت أحسب الدقائق والثواني حتى ينتهي اليوم الدراسي .. بل كنت ألعن الشارع الذي مد لسانه لي فشعرت به أطول من ذي قبل. وما أن وصلت البيت حتى صرخت. نعم صرخت بكل قوة. فزجرتني أمي: بسسسسم الله .. يا ولد بتكورك مالك؟ فلما أخبرتها بما في جعبتي من أخبار مفرحة ، هزت رأسها وهي تقول: طيب ما تكورك كده!! لم أكترث كثيراً لتجاهلها هذا الخبر .. فلقد أصبحت لدي مناعة من الإحباطات المتكررة. ورغم أن أبي رفض الذهاب في ذات اليوم غير أنني كنت مصراً على الذهاب واستلام الجائزة فذهبت وحدي. ولما علم والدي بذلك ضربني لأنني (لم استطع أن أنتظر حتى الغد ليذهب معي) ضربني لأن (راسي ناشفة) على حد تعبيره ، لم يسأل نفسه لماذا كنت أستعجل الذهاب ، بل لم يكلف نفسه عناء أن يتفهم لي ذلك الاستعجال ، وكأن الموضوع يتعلق بشراء (خروف) لا يضير لو تم شراءه اليوم أو غداً أو حتى بعد غد. فتقبلت الضرب بابتسامة ظاهرية ، ولكن القلب ما زال عامراً بالنكت السوداء.

    وأذكر من تلك القصيدة هذه الأبيات:

    أطوي على قلمي حداده
    وأطوف من يشري مداده
    ما عاد يلهمني الرؤى
    ودمي نذرت العمر زاده
    أتعبت فيه حشاشتي
    ووهبت من بصري سوداه
    وهربت منه إليه في
    زمن يذم بلا هواده
    هذا يعيّب ما كتبت
    وذاك يستدعي مراده
    وتلوكه الأفواه ممن
    لا حديد ولا براده
    عمرو يشدّ لجامه
    وعويمر يرخي قياده


    إلى آخر القصيدة .............

    إنني لأحمد الله الذي منحني الصبر بل الثبات على الشعر كما لم يمنحنيه على ولعي بكرة القدم. فلقد كان والدي (أطال الله في عمره) يحاول ما استطاع أن يجعلني أكرس حياتي كلها في الدراسة.... الدراسة فقط. ربما لم يكن يعي آنذاك أن للحياة أكثر من باب وأكثر من نافذة. وأن الهوايات أمر مطلوب بجانب الدراسة كذلك. وهذا الأمر دعّم لدي إحساسي السالب جداً تجاه (السعودية) بأنها مقبرة الأحياء ... وبأن علي أن أصبر حتى أخرج من هذه الشرنقة الضيقة الخانقة حتى أتنفس الصعداء ، وحتى تتنفس تلك المواهب هواء الحرية الذي حرمت منه. وبدأ صبري ينفذ بعد تخرجي من الثانوية .. وأنا في انتظار أن تفتح الجامعة أبوابها


    <<<<
                  

العنوان الكاتب Date
بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:38 PM
  Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:42 PM
    Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:48 PM
      Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-22-06, 12:53 PM
        Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-23-06, 06:48 AM
          Re: بورتفوليو (2) هشام آدم03-25-06, 10:02 AM
  Re: بورتفوليو (2) Mohammed Elhaj03-26-06, 04:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de