|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 (Re: هشام آدم)
|
____________ الرسالة الثامنة عشر:
عندما يعتدل المزاج . . تمر أمام عيني في إحداثية الرؤية الوهمية (سينما اللاوعي) بعض الصور المتحركة ، لي ولك ، ونحن نقف على شاطئ رملي عريض الاتساع ، ليس فيه من الأصوات غير صوت صرخات الموج المنتحر على الشاطئ ، وأصوات النوارس التي لا نراها. والسماء خالصة الزرقة وكأنها مرآة للبحر. شاطئ مليء بالأصداف وألعاب الأطفال الرملية ، خالٍ من نفايات المصطافين ، ومن خفر السواحل. نركض فيه حتى تنقطع أنفاسنا ، فيمد أحدنا الآخر بأنفاسه عبر قبلة طويلة الأجل ، قبلة تحمل نكهة البحر والرطوبة. بعينين مبتلتين بالرغبة والشوق.
في إحداثيات البحر ثمّة دلافين تتقافز من بعيد تنادي علينا ، ثم تغطس مرةّ أخرى وكأنها تخالسنا النظر ثم تعود لتخبر صديقاتها الأخريات .. قبيلة من الدلافين في إحداثية داكنة الزرقة من البحر. ونحن لا نكترث كثيراً بكل هذا الضجيج الجميل.
أفرش قميصي الكاروهات على الرمل لتجلسي عليه ، وأتمدد واضعاً رأسي على حجرك .. ناظراً إليكِ من الأسفل وأنت تداعبين شعري وتنظرين إليّ بنظرةٍ أكثر صفاءاً من وجه السماء الخالي من الغيوم (حب الشبّاب) !!
نلعب كالأطفال بالرمل ، تصنعين تلّة صغيرة وتضعين على قمّتها بعض الأصداف ، وأهدّ التلّة برفسة من قدمي ، نتعلّم كيف نصنع من الرمل المبتل كريات صغيرة نتقاذف بها تماماً كما الأطفال عندما يفلتون من رقابة الكبار .. ثم ننزل إلى الماء ، بحر عذب غير مالح .. نغتسل فيه من الرمل العالق في أيدينا وفي الأجزاء الداخلية من ملابسنا ، ونتراشق بالماء .. أحملك بين ذراعي .. أفهم كيف أن الماء قد أبان لي استدارة نهدك كاملاً من وراء قميصك الـT-Shirt البمبي.
هذا البحر على امتداده لا يخيف .. وبقعة الدلافين كالسراب تبتعد كلّما اقتربنا منها ، كأنها تستدرجنا إليها .. والنوارس التي ترافقنا في مشوارنا المتثاقل .. كأنها - بأصواتها المتعالية - (طقطاقات) في زفّة مائية!!
عندها حبيبتي .. أجدني مبتسماً .. وأشعر ببرودة جميلة تدخل من بين أظافري كما يفعل الشيطان .. أيتها الفتاة التي لا تعرف غير الصفاء وتتقن الحنين .. أيتها التي تجعلني أشعر بأنني طفلها وماردها .. وتشعرني بأن بوصلة هذه الدنيا لا تتجه إلاّ غرباً حيث تكون. أيتها التي تخرجني من ملّة الاتجاهات لؤمن بوحدانية الاتجاه الذي هي فيه .. أن أسكن بين عينيها تاركاً هذا العالم يضيق كما يشاء ليتسع في عينيها بقدر ما أشتهي ... أيتها الفتاة التي تعني أمي وصديقتي وأختي وحبيبتي وابنة الجيران وكل النساء في دنياي .. عندما تختزل النساء في واحدة !!
أحبك وأحب طعم قبلتك اللذيذة .. عندما تغمضين عينيك تاركة بين شفتك العليا والسفلى ما يكفي لكي أدخل من مجرى الهواء وأسكن كل الزوايا زاوية زاوية .. أتمدد كالماء المسكوب فأكون في كل خلاياكِ في وقتٍ واحد .. أتعلّم أن أكون داخلكِ هواءً تملئين به صدرك ولا أخرج .. أو دماءاً تزور الخلايا كل ساعة ولا أتخثر .. كم أتمنى يا حبيبتي أن أفتح كتاب تاريخك وأمزق بأسناني كل صفحة تحمل بقعة حبر غير مرغوب فيها .. كم أتمنى أن أكون لكِ كل شيء ، كما أنّك لي كل شيء.
وإلى أن تتحقق الأمنيات أو حتى نتوقف عن التمني .. أتمنى أن تكوني بخير دائماً وبلّغي تحياتي الخالصة لأسرتك الكريمة ولأختك الصغرى والبقية.
وصية: ألوي لي أرنبة أذن أختك الشقية .. وقولي لها : هشام يشتاق كثيراً لمناغشاتك ومشاغباتك
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-13-06, 10:36 AM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-13-06, 11:23 AM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-13-06, 04:23 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-14-06, 11:57 AM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-14-06, 05:25 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | Rasha Hatim | 05-14-06, 05:37 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-15-06, 11:02 AM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-15-06, 01:59 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-15-06, 04:33 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-16-06, 12:02 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-16-06, 03:34 PM |
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 | هشام آدم | 05-17-06, 02:16 PM |
|
|
|