|
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية (Re: هشام آدم)
|
_____________
طريق الهند والاستعمار الآسيوي:
بينما كان الأسبان يستعمرون أمريكا بعد أن خيل إليهم أنهم بلغوا الهند من الغرب، كان البرتغاليون يستكشفون ويفتحون في الوقت نفسه تقريباً طريق الشرق ملتفين من الجنوب حول القارة الأفريقية. وقد وصل فاسكو دو غاما إلى الهند (الحقيقية) عام 1498م. سيكون الاستعمار الشرق في البداية من صنع البرتغاليين طبقاً لمبدأ الاحتكار الملكي ثم الهولنديين والإنكليز والفرنسيين الذي أتوا في أعقابهم. وكانت الممتلكات الإقليمية للمستعمرين تقتصر ما عدا بعض الاستثناءات وحتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر على الأقل على وكالات تجارية ساحلية. وكان الأوروبيون يأتون إلى الهند. وبصورة ثانوية إلى أندونيسيا والصين واليابان بحثاً عن منتجات ترفيه: بهارات ومنتجات الحرف الشرقية: منسوجات فاخرة والموسلين والكشمير والمنسوجات الهندسة كالأقمشة القطنية الملونة والحرائر وأصبغة نباتية وخزفيات صينية) وكان من المستحيل بالمقابل اقتراح أصناف مصنعة أوروبية، فقد كان الآسيويون يصنعون الأفضل والأرخص. فكان ينبغي التسليم بتسديد ثمن المشتريات فضة. وكانت الفضة الأمريكية هي التي تشدد ثمن المشتريات الآسيوية. وبين القرنين السادس عشر والثامن عشر امتصت الصين ثلث الفضة التي توفرها أمريكا ، بل وربما النصف. وكانت الصين تراقب مداخلها مراقبة لصيقة. والبرتغاليون هم وحدهم الذين استطاعوا أن يقيموا فيها وكالة تجارة في ماكاو. أما اليابان فقد انغلقت عام 1638م على التجارة الأوروبية باستثناء دخول محدود ومراقب إلى ميناء ناجازاكي احتفظ به الهولنديون وحدهم.
إلا أن الهولنديين سيطروا منذ القرن الثامن عشر لضمان احتكار البهارات مباشرة أو عن طريق ملوك محليين على جزر الملوك ثم على جاوة حيث أقاموا عاصمة إمبراطوريتهم التجارية باتافيا "جاكرتا اليوم". وخلال القرن الثامن عشر شرع الفرنسيون والإنكليز في توطيد وكالاتهم عبر سيطرة إقليمية وقد جرى التخلي عن محاولة دوبلكس الفرنسية التي اعتبرتها شركة الهند الشرقية الفرنسية مبادرة شخصية واستنكرتها. وبعد ذلك بعد هزيمة فرنسا في حرب السبع سنوات (1763م) ثم حلت شركة الهند الشرقية الإنكليزية مكانهم. وأدى انتصار بلاساي إلى سيطرة الشركة على البنغال. وقد تغير أسلوب الاستعمار والعلاقات التجارية منذ ذلك الحين جذرياً. ففي التجارة أضافت الشركة مصدراً للأرباح هو الاستغلال الضريبي للأقاليم المفتوحة. وبدأ حينئذ "ترحيل" الفضة والثروات الأخرى المتراكمة في الهند. وعند منعطف القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ابتدأت الحركة التي سوف تحول الهند من مورّد لمنتجات مصنعة وترفيه إلى مورّد لمواد أولية للصناعة الإنكليزية كالقطن والخيش. ومشتر لمنتجات مصنعة للصناعة الإنكليزية وهو ما أدى إلى دمار الحرف التقليدية.
أما بالنسبة للصين فقد جرى انقلاب الأمور بصورة أكثر تأخراً كان ذلك في بداية القرن التاسع عشر: فمن أجل تسديد ثمن المنتجات الصينية حل تدريجياً محل الفضة الأفيون الذي كانت تستورده إلى الصين شركة الهند. وكان عام 1820م على وجه التقريب العهد الذي انقلب فيه الميزان ضد مصلحة الصين. وقد فرضت "حرب الأفيون" (1839 - 1842) على الصين فتح خمسة مرافئ والتخلي عن هونغ كونغ، وعلى الأخص استيراد الأفيون الذي كانت الحكومة الصينية قد حاولت منعه. وكي نستعير كلمة برودويل نقول: "ها هي الصين تقبض دخاناً ، وياله من دخان!"
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-03-06, 03:10 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-03-06, 03:15 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-04-06, 07:09 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | عبدالله الشقليني | 10-04-06, 10:30 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-04-06, 03:36 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-04-06, 03:58 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-05-06, 05:05 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-07-06, 06:56 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-07-06, 04:42 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-08-06, 04:33 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-09-06, 07:48 AM |
|
|
|