الكتاب الأسود للرأسمالية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2006, 03:58 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية (Re: هشام آدم)

    ____________


    الاستعمار الرقي والمركنتلي:

    كان هناك شرط آخر مسبق لحلول الرأسمالية هو اتساع العلاقات التجارية وتعممها. وقد تحقق هذا الشرط اعتباراً من القرن السادس عشر من امتداد التجارة البحرية الأوروبية إلى العالم أجمع مع ظهور سوق عالمية حقيقية لأول مرة في التاريخ. فقد أدى اكتشاف كولومبوس لأمريكا عام 1492م لمصلحة تاج أسبانيا إلى غزو القارة وجرى على التوالي في عامي 1519 و 1532 تدمير الدولتين الرئيسيتين فيها: إمبراطورية الأزتيك في المكسيك وإمبراطورية الإنكا في البيرو. وكان الغزاة الذي خيّل إليهم أول الأمر أنهم وجدوا الهند، يبحثون عن البهارات وعن الذهب وقد وجدوا شيئاً منه ولكن ذلك كان بكمية صغيرة فبعد نهب الكنوز المحلية لم يعط البحث عن الذهب إلا القليل، وسوف تنضب موارده قبل عام 1550م. إلا أنه سرعان ما اكتشف الأسبان مناجم فضة غنية جداً في المكسيك وفي البيرو.



    كانت التجارة مع أمريكا احتكاراً ملكياً، وقد التزمتها شركة تجار متميزين كان مقرها إشبيلية. وكانت تجري بواسطة أسطول من السفن الحربية المتجمعة لأسباب أمنية (غالباً ما كان يهاجمها وينهبها قراصنة إنكليز) وهو أسطول ينطلق كل عام من إشبيلية ثم من قادش إلى هافانا وكانت موقعاً حصيناً يستخدم كأول محطة للتوقف، ثم إلى الفيرا كروز (لخدمة أسبانيا الجديدة) أو إلى مضيق بنما حيث ينزل الرجال والمنتجات على الضفة الشرقية للمحيط الهادي ثم يقودها أسطول إلى كالاو لخدمة البيرو والبلدان الأندية. وكانت بعض السفن تذهب إلى ميناء قرطاجة لخدمة غرناطة الجديدة (كولومبيا وفنزويلا الحالتين) وكان هذا الأسطول يحمل من أسبانيا المنتجات المصنعة والمؤن. وكان كل استيراد من جانب متدخلين آخرين يعتبر تهريباً. وكانت أسبانيا تتصل عبر أمريكا بالبلد الوحيد الذي كانت تمتلكه في آسيا (جزر الفيليبين) ففي كل عام كانت سفينة تنطلق من أكابولكو على ساحل المحيط الهادي في المكسيك إلى مانيلا تحمل إليها فضة وتأخذ بالمقابل منتجات الصين. لم تكن أمريكا تصدر سوى القليل عدا الفضة.



    كان المستعمرون الأسبان المشغولون بالإثراء السريع مع عيشهم حياة النبلاء (دون العمل بأيديهم) يخضعون السكان الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) لاستغلال ضار مصحوب بمعاملة بربرية (إعدامات وبتر أطراف من الجسد) كي ينشروا الإرهاب. وقد أبيد شعب الأنتيل الميم في أولى الأراضي التي وصلت إليها الاكتشافات لأنه لم يستطع تحمل الرق وأعمال السخرة وعبوديته الجديدة. حيث وصل الأمر أحياناً إلى انتحارات جماعية بالإضافة إلى الأمراض التي أدخلها الأوروبيون والتي لم يكن محصناً ضدها. فعدد سكان هيسبانيولا (هاييتي) الذي قدر بنصف مليون عام 1492 تقلص إلى 30 ألف عام 1514 . وأبيد عملياً خلال القرن السادس عشر. وبصورة عامة سوف يكون شعب الأنتيل موضع إبادة كاملة. ففي القرن التاسع عشر نفي آخر الكاريبيين إلى جزيرة الدومينيك حيث سيفقدون ممارسة تقاليدهم ولغتهم.



    لم تجر إبادة الشعب الأمريكي (الهنود) كلياً في القارة ولكنه سحق بصورة مخيفة للأسباب نفسها. ففي أسبانيا الجديدة (المكسيك) انخفض عدد السكان الذي قدر بـ25 مليون عام 1520م إلى 7 ملايين عام 1548م ثم هبط إلى مليون ونصف المليون بين 1595م و 1605م أي بنقص يبلغ 95% من الشعب خلال ثلاثة أرباع القرن. وفي البيرو كان العمل في مناجم فضة بوتوزي يتم عن طريق "الميتا" السخرة. وهي مؤسسة جرى اقتباسها عن طريق إمبراطورية الإنكا السابقة، ولكنها أدت منذ ذلك الحين إلى نفي السكان بعيداً وإلى ارتفاعات زادت عن 3000م فوق سطح البحر للعمل تحت الأرض. وكانت شروط العمل من القسوة بحيث لم يكن يعود إلا القليل. فقد كان الهنود المصادرون يدعون قبل الرحيل إلى حضور قداس الموتى .. وربما كان الانهيار الديموغرافي في أقل في البيرو منه في أسبانيا الجديدة. ولكنه تراوح بين 20 و 30% بين عامي 1530م و 1660م.



    وفي المجمل فإن شعب أمريكا الأسبانية الذي كان يبلغ حوالي 50 مليون في نهاية القرن الخامس عشر ، هبط إلى 4 أو 5 ملايين في منتصف القرن السابع عشر. وكان لا بد من انتظار نهاية القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر للوصول إلى صعود ديموغرافي بطيء. وفي أمريكا الشمالية أرض الاستعمار المعتدلة. كان إبعاد الهنود أو إبادتهم منذ البداية شرط الإقامة الأوروبية: فقد خصص بيوريتانيو إنكليزا الجديدة عام 1703م بمرسوم مكافأة قدرها 40 جنيهاً أسترالياً مقابل فروة رأس هندي أو مقابل كل هندي احمر يتم أسره. وفي عام 1720م رفعت المكافأة إلى 100 جنيه إسترليني.



    تجارة السود:

    تمكن الأسقف برتولوميو دولاس كازاس الحانق من المعاملة التي كان يتعرض لها الأمريكيون (الهنود الحمر) والتي هاجمها، خاصة في رسالته حول "تدمير الهنود" عام 1542م من الحصول على قرار بمنع استعباد الهنود (وهو ما لن يغير كثيراً من وضعهم) واقترح استبدالهم من أجل العمل بعبيد أفريقيا وهو ما سوف يندم عليه فيما بعد. وبالفعل، كان استخدام العبيد السود المستوردين من أفريقيا قد بدأ فعلاً. كان البرتغاليون خلال القرن الخامس عشر قد استكشفوا تدريجياً سواحل أفريقيا في غرب القارة، ولم يجدوا فيها سوى القليل من الذهب. وسوف يعودون منها بالعبيد أيضاً. ولكن هذا التصدير لن يأخذ كل أبعاده إلا عندما سيوجه إلى أمريكا. وبالفعل، لن يحل السود محل الهنود الحمر إلا في المناطق التي كانوا قد أبيدوا فيها عملياً أي في السهول الساحلية لخليج المكسيك وجزر الأنتيل وخاصة في الشمال الشرقي البرازيلي الذي استعمره البرتغاليون، وسوف يرتبط نمو الرق ارتباطاً وثيقاً بالزراعة السكرية.



    دخلت زراعة قصب السكر ومعالجته اللتان جاءتا من الهند في نهاية القرون الوسطى إلى جزر المتوسط التي استعمرتها البندقية وجنوه ثم إلى صقلية والأندلس وفي نهاية القرن الخامس عشر دخلت إلى جزر الأطلسي: مادير والكناري وسان توميه. وكان إنتاج سكر القصب منذ البداية صناعة زراعية حقيقية، إذ يتم زرع القصب وقطعه وسحقه في مطاحن السكر ثم تنقية السكر وتركيزه في مراجل ثم البلورة والتصفية التي تترك كنتاج ثانوي التفل الذي يستهلك مباشرة بهذه الصفة او يقطر لإنتاج الكحول. وهو عمل لا يمكن أن يناسب الإنتاج الحرفي، فهو يقتض أعداداً كبيرة من العاملين وانضباطاً صارماً في العمل يمكن للرق وحده توفيرها في ذلك العهد.



    وكان العبيد هم الذين يستخدمون في المزارع المتوسطية وفي بداية القرن السادس عشر دخل قصب السكر إلى جزر الأنتيل الأسبانية ولكن نموه كان محدداً بسبب نقص اليد العاملة. كانت البرازيل البرتغالية هي أول من استورد عبيداً أفارقة على نطاق واسع. وأصبحت حوالي 1580م أول منتج لقصب السكر. وفي جزر الأنتيل الصغيرة التي تخلي عنها الأسبان جزئياً واستعمرها الإنكليز والفرنسيون والهولنديون. كان الاستعمار في البداية من صنع أوروبيين استخدموا يداً عاملة لأشخاص "متطوعين" وكان هؤلاء الأخيرون يدفعون ثمن رحلتهم ب"تطوع" للعمل فترة تتراوح بين 3 و 7 سنوات لمصلحة الذين جندوهم ولكن هذا النظام عمل بصورة سيئة. فالعبودية حتى المؤقت منها كانت قد زالت من العادات الأوروبية. ولم يكن لدى المتطوعين المأخوذين من بين الهامشيين قابلية للزراعة وللزراعة المدارية خاصة وسوف يحل محلهم خلال القرن السابع عشر عبيد سود. وسوف تهمش الزراعات الممارسة (التبغ ، النيلة) لمصلحة الزراعة السكرية. ولدى احتلال الهولنديين المؤقت للبرازيل تعلموا الصناعة الزراعية السكرية. وسوف يدخلون وقد طردوا من البرازيل بعد إعادة الغزو البرتغالي زراعة قصب السكر إلى جزر الأنتيل الصغيرة. وخلال النصف الثاني من القرن السابع عشر أصح السكان العبيد أغلبية، وهكذا فإن البيض كانوا ما يزالون أغلبية في الباربادوس (البريطانية) عام 1645م وفي عام 1667م انقلبت النسبة فلم يعد البيض يمثلون سوى عشر السكان. كانت زراعة السكر منذ البداية مشروعاً رأسمالياً فهي تقتضي استثمارات ضخمة للإعداد وللأجهزة الصناعية (مطاحن ومراجل ... إلخ) وشراء عبيد وبسبب طول الرحلات كانت عودة الأموال التي يجري إنفاقها طويلة الأجل. والرأسمالي هنا هو التاجر (وغالباً مجهز سفن أيضاً) سواء استثمر مباشرة في المزارع أم موّل المزارعين بسلف وقروض.



    كان اقتصاد المزرعة في تبعية كاملة للتجارة والخارجية فكل ما تنتجه المزارع تقريباً (سكر بالدرجة الأولى أو التبغ والنيلة والبن بنحو ثانوي) مكرس للتصدير إلى أوروبا وكل ما تستهلكه من ادوات وملابس وحتى الغذاء مستورد. أما قطع الأرض المتروكة للعبيد ليقوموا فيها بزراعة غذائية وكان يترك لهم من أجلها يوم في الأسبوع كحد أعلى فلم تكن تكفي فكان الدقيق وخمور أوروبا وسمك المورة المجفف أو المملح من أمريكا الشمالية تستورد جميعها. وقد سبب طلب أمريكا للعبيد المرتبط بنمو اقتصاد المزارع نشاطاً في تجارة العبيد. واتخذت هذه التجارة جزئياً شكل تجارة "مثلثية" ففي فترة أولى كانت سفينة العبيد تحمل إلى ساحل أفريقيا "سلع التجارة" (منسوجات وخردوات وطرف وكحول وبارود وأسلحة نارية) وكلها منتجات مكرسة لاستهلاك الطبقات المتميزة في المجتمع الأفريقي المنظمة لتجارة العبيد والمستفيدة منها. ثم تغادر سفينة العبيد ساحل أفريقيا مع حمولة من العبيد إلى أمريكا وتبادل فيها عبيدها أخيراً بمنتجات استعمارية (سكر وتبغ وبن .... إلخ) ولكن، بما أن سعر حمولة سفينة من العبيد كان يعادل حمولة أربع سفن من المنتجات الاستعمارية فإن قسماً كبيراً من التجارة كان يجري مباشرة، أدوات وسلع أوروبية مقابل منتجات استعمارية. وكان هناك استثناء واحد. فقد كانت البرازيل البرتغالية تبادل مباشرة عبيدها المستوردين مقابل تبغ وروم. وهكذا فإن تجارة العبيد التي نمت بسرعة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أصبحا الشكل السائد للتجارة بين أوروبا وأفريقيا في الربع الأول من القرن التاسع عشر. وقد تخلى الأوروبيون بسرعة عن المضي إلى داخل أفريقيا، فقد تخصصت الدول الساحلية في دور الوساطة مقدمة لهم السلع البشرية ومدافعة عن احتكارها المثمر ضد الأوروبيين وضد سكان الداخل الأفارقة معاً. ولن تبدأ الاستكشافات في داخل القارة إلا في نهاية القرن الثامن عشر. بقصد وصول مباشر إلى السوق الأفريقية.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 10-04-2006, 04:01 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-03-06, 03:10 PM
  Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-03-06, 03:15 PM
    Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-04-06, 07:09 AM
      Re: الكتاب الأسود للرأسمالية عبدالله الشقليني10-04-06, 10:30 AM
        Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-04-06, 03:36 PM
          Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-04-06, 03:58 PM
            Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-05-06, 05:05 AM
              Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-07-06, 06:56 AM
                Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-07-06, 04:42 PM
                  Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-08-06, 04:33 AM
                    Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-09-06, 07:48 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de