|
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية (Re: هشام آدم)
|
_______________
ما هي النتائج بالنسبة للشعوب؟
بالنسبة للهند الهولندية (أندونيسيا) فإن تاريخ الإدارة الاستعمارية الهولندية يعرض لوحة من جرائم القتل والخيانات والفساد ولوحة حقارات لن يعادلها شيء قط. جرى هذا الكلام على لسان الحاكم الذي عينه الإنكليز فيها لدى احتلالهم أندونيسيا إبان الحروب النابوليونية. فكل الوسائل : النهب ، الاسترقاق ، الابتزاز صالحة لتؤمن أرباحاً قياسية لشركة الهند الشرقية الهولندية التي استغلت أندونيسيا حتى نهاية القرن الثامن عشر. وسوف تفعل الدولة في القرن التاسع عشر ما هو أشد وأدهى أيضاً، فمنذ 1830م أقام الحاكم فان دي بوش "النظام" الذي يحمل اسمه: زراعات إجبارية وعمل إجباري. فقد فرض على الفلاحين أن يقدموا خمس أفضل أراضيهم وخمس زمن عملهم ليوفروا مجاناً منتجات للتصدير. وسوف تتجاوز الزراعات الإجبارية والعمل الإجباري غالباً الحدود الرسمية وسوف تمضي السلطة إلى حد طلب ثلث الأراضي بل ونصفها. ومن 66 إلى 240 يوماً فيما يتعلق بزمن العمل سنوياً. وبصورة موازية لذلك تضاعفت الضريبة العقارية. وقد أدت إقامة مزارع التبغ والمطاط وزيت النخيل إلى تجنيد يد عاملة "تعاقدية" كانت بالفعل عمالاً يعاملون أسوأ من العبيد.
وسيجد الإنكليز في الهند دعم بعض الطبقات الاجتماعية من التجار والمصرفيين خاصة، التي ستجعل من نفسها وسيطة للتجارة الإنكليزية. ففي عام 1793م جعلت إدارة شركة الهند من "الزاميندار" الذين كانوا متعهدي ضرائب في عهد الإمبراطورية المغولية ملاكين عقاريين كباراً. "سادة الأرض" على النمط البريطاني. في أقاليم كانوا مكلفين بجباية الضريبة فيها. وتم اختزال الفلاحين إلى وضع مكترين مؤقتين. كما جرى التناول عن احتكار الملح والأفيون وورق التبغ ومنتجات أخرى لبعض من كبار موظفي الشركة الذين اغتنوا سريعاً. ولكن ما هو أسوأ جاء مع تدمير الحرفة. ذلك أن التوازن الاقتصادي للهند كان يقوم على الترابط بين الزراعة والحرفة (النسيجية خاصة). فقد انخفض استيراد الأقمشة الهندية إلى إنكلترا بين 1814م و 1845م بمعدل ثلاثة أرباعها وفي الاتجاه المعاكس تضاعفت واردات القطنيات الإنكليزية إلى الهند خمسين ضعفاً. وكان على الحرفيين المفلسين أن يغادروا حرفهم ويرتدوا إلى عمل الأرض الذي كان مشحوناً إلى ما فوق طاقته من قبل. وأمكن لحاكم عام الهند أن يقول أن عظام الحائكين كانت تجعل سهول الهند بيضاء!
غدت المجاعات الدورية من خصائص الهند. فقد قتلت 18 مجاعة بين 1875م و 1900م على 26 مليوناً كما حدثت مجاعات أخرى في القرن العشرين (قتلت مجاعة البنغال عام 1943م ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين شخصاً) أما بالنسبة للصين، فقد تلت حرب الأفيون تدخلات عسكرية أوروبية أخرى مكرسة لفرض مشيئة الدولة الرأسمالية الكبرى التي ستحصل على "امتيازات" مرفئية. وقد فرضت على الصين منذ 1842م أن تحد الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية المستوردة بخمسة بالمائة وسوف نشهد تفكك دارات اقتصادية تقليدية وتفاقماً للبؤس سيؤدي إلى ثورات فلاحية كانت أهمها ثورة التاي - ينغ ( 1851م - 1864م)
ولمكن أن نلخص كل ذلك على النحو الذي ذكره ماركس كما يلي: "اكتشاف قارات أمريكا الفضية والذهبية، واسترقاق السكان الأصليين وحبسهم في المناجم أو إبادتهم وبداية الغزو والنهب في الهند الشرقية، وتحويل أفريقيا إلى نوع من أرض قنص تجارية لصيد أصحاب البشرة السوداء، تلكم هي الطرائق المثالية للتراكم الأولي التي تشير إلى العصر الرأسمالي عند فجره."
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-03-06, 03:10 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-03-06, 03:15 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-04-06, 07:09 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | عبدالله الشقليني | 10-04-06, 10:30 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-04-06, 03:36 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-04-06, 03:58 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-05-06, 05:05 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-07-06, 06:56 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-07-06, 04:42 PM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-08-06, 04:33 AM |
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية | هشام آدم | 10-09-06, 07:48 AM |
|
|
|