يوميات زلابية الحنّانة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2006, 10:12 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات زلابية الحنّانة (Re: هشام آدم)

    ( عندما يكون الجداد قضية انصرافية )

    (عديلة) جالسة على الأرض تحاول أن ترسم طريقاً وهمية لسيارة هي عبارة عن (شبط) أمها الذي يبلغ من العمر عتيا. بينما يرقد (حمد) على سريره المفضل ممداً ظهره وواضعاً مذياعه على صدره مسدلاً طاقيته الغريبة على وجهه. (زلابية) هي الوحيدة التي لا يهدأ لها بال في هذا البيت. والحق يقال فهي التي تقوم بكل شيء في هذا البيت. هي التي تطعم الدجاج ، وهي التي تنظف البيت ، وهي التي تهتم بشجرتيها ، وهي التي تهتم بشئون المطبخ وبشراء حاجياتها بمفردها ، وهي التي تنظف ماء الحمام وسكبه خارج البيت. فهي العامود الفقري للبيت، وما زال حمد يذكر كيف أنه وعديلة قد عاشا يومين من أطول أيام الله عندما اضطرت زلابية للمبيت في بيت إحدى الزبونات. وما زلت عديلة نفسها تستخدم بعض ما فعله ككرت تضغط بها عليه عندما يرفع تحقيق طلب لها. فقد رأته وهو يحمل ما جمعه من أوساخ ويرمي بها في الحمام البلدي. وقد برر لها فعلته تلك بأنه لم يكن يعلم أين يجدر به وضع هذه النفايات. ولكن حمد ربما يرد عليها الصاع صاعين بأن يهددها بان يفشي سر السواد الذي على إحدى الطناجر ، حينما حاولت أن تطبخ غداء والدها فاحرقت الطبخة وحاولت جاهدة بأن تغسل أسفل الطنجرة ولم تفلح كل محاولاتها.

    زلابية التي بدأت في ربط خرطوم الماء بالصنبور لتسقي شجرة الحناء ، كانت ترتدي (سفجنتها) الخضراء المشهورة. وشهرة هذه السفنجة لها قصة طريفة، حيث يحكي حمد عن زوجته أنها في ذات يوم وبينما هي في طريقها إلى السوق صادفتها صديقتها (نهلة بنت سرور) مع مجموعة من الصديقات اللواتي اتشحن بالسواد. وهن في طريقهن إلى بيت الحاجة (منيرة عبدون) الحلفاوية التي تفويت صباح نفس اليوم. والجميع يعرفون منيرة بأنها أول حلفاوية تحفظ سورة الفلق وآية الكرسي كاملة وذلك بعد زيارتها للكعبة في حجة (الوداع). فلم تستطع زلابية أن تخفي حزنها على الحاجة منيرة التي أهدتها (دكتور شول) لدى عودتها من الحج. وللحقيقة والتاريخ فإن الحاجة منيرة لم تنس أحداً من أبناء أو بنات حيها . ولا ينس أحد (لا سيما حمد) فرحة زلابية بالهدية التي أهدته إياها الحاجة منيرة ، وكانت تعتز كثيراً بهذه الهدية فلقد جاءت في وقتها تماماً ، حيث كانت بحاجة ماسة إلى تغيير حذائها الذي تهالك بفعل مشاويرها الكثيرة وزياراتها التي لا تنقطع لجاراتها وللسوق ولعيادة الدكتور أمين ، ودكتور أمين هذا نفسه هو ليس دكتوراً ولكنه (فحيص) ، ولكن الجميع يطلقون عليه لقب دكتور ، لأنه يرتدي (بالطو) أبيض ، وهو الذي يحدد لهم نوع المرض الذي يعانون منه. وزلابية لن تنس أبداً الحاجة منيرة لا سيما وهي ترتدي (دكتور شول) الآن ، فأحست بوخز الضمير فاضطرت للذهاب معهن. ويقهقه حمد وهو يتذكر كيف أنها ذهبت إلى بيت العزاء متبخترة بالدكتور شول وعادت بالسفنجة الخضراء ، فأصبحت منذ ذلك الوقت لا تذهب إلى أي عزاء إلا بتلك السفنجة الخضراء.

    وبينما الجميع على ما هم عليه صرخت زلابية في حمد :

    * حمد .. حمد .. يا حمد

    رفع حمد رأسه بعد أن أزاح الطاقية جانباً ، والتفتت عديلة :

    - في شنو ؟ باسم الله ....
    * يا راجل تعال قوم جاي

    وثب حمد من سريره ظناً منه أن زوجته ملدوغة ، وعندما اقترب بدأ ينظر إلى قدميها ، ولكنها أشارت له بيدها إلى داخل (بيت الدجاج) فنظر ، فإذا بالبيض يفقس. فرفع حمد رأسه واعتدل في وقفته وهو ينظر إلى زلابية شذراً :

    - عليك الله يا زلابية مقوماني من هناي عشان الكلام الفاضي ده؟
    * أجي ... حسي يا راجل فقيس البيض ده كلام فاضي؟

    تقف عديلة على مقربة من المشهد وهي مبتسمة وكأنها تشمت في أبيها الذي لا يبدو أنه فهم زوجته بعد هذه العشرة الطويلة.

    - آآآي .. كلام فاضي وقضية انصرافية زاتو .... يعني ما شايفاني راقد ومتكوّع وبسمع في الرادي؟ بيض شنو ... وجداد شنو .. والله إنت مرة مخرفة.

    لم ترد زلابية بل اكتفت بابتسامتها الهادئة وهي تراقب خروج الفروخ لتضيف إلى البيت سكاناً جدد. ويزداد بذلك مسؤولية جديدة على مسؤلياتها.
                  

العنوان الكاتب Date
يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-21-06, 01:51 PM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة القلب النابض01-21-06, 02:35 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-21-06, 02:46 PM
      Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-21-06, 03:17 PM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة يوسف السماني يوسف01-21-06, 03:48 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-22-06, 10:42 AM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة ناصر محمد خليل01-22-06, 02:09 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-22-06, 02:25 PM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة ناصر محمد خليل01-22-06, 02:58 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-23-06, 08:41 AM
      Re: يوميات زلابية الحنّانة elham ahmed01-23-06, 08:47 AM
        Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-23-06, 04:53 PM
          Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-24-06, 12:27 PM
            Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-29-06, 10:12 AM
              Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-30-06, 10:05 AM
                Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم02-01-06, 04:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de