فاصل حنق معلن .. او هِزال المشِيمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2007, 10:17 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فاصل حنق معلن .. او هِزال المشِيمة

    مازن مصطفي

    ..........................
    “إلى الأوغاد: الرطل، تمساح، غزال، جاروميل، بورخيس و كافكا”
    ..........................

    هكذا أجدني سادراً في التحولات. الإنمساحات كما أدللها عامداً إلى إلغاء فروقاتها بنفس من أنا المتهور. الفروقات الدقيقة التى ربما يبصرها آخر ذو جذوة لائقة بي، ليكشف عن تورمي المرضي، و عن غلالة كان يجب بلوغها. أما ما راكمته من الشذرات، فغير كاف إلا لإحتباس طفيف حول تعددات مخاطية تتراكم، تتلاعق، تتعالق و تمتز من بعضها. وحول هاجس مركزي يتتبعني -بكل الذين تمثلتهم- حول جدوى هذه الكتابة. هاجس مضطرد. مرضي. خانق، مستلب، يفح بزوايا الذات منطلقاً من مركزها الطامح لإستدارة عمياء بلا خلوصات تذكر.
    هاجس القيمة. الهاجس الذي يصيب “كافكا” مثلما يصيب كاتب بهزالة “ديل بيرون” ( الذي لم أفطن لكيفية إستقرار الآمر لديه بمستوى الهاجس المفعم بالأمل) مما يسلبه (الهاجس) من أي قيمة دالة، ليترك متفحصه في حيرة من الدرجة الثانية، أي حيرة قيمة الحيرة حول القيمة.
    و لدي مظان بأن مجالاً مكتظاً بتلاحقات مزيفة حول النصوص، و غياب للمعيار الدقيق (رغم ركاكة كلمة معيار و تلاحق سقوطاتها) أي إنعدام “الختم” كما بعبارة لعبدالرحيم في سياق آخر، يلاحق الشاك -الذي كان علي بلوغه بحكم التراكم- بهذا الهاجس. و إن كنت مرضياً بإتجاه علاقتي بالعالم، أي متذبذب و غير مستقر و سيء الظنون أمام علاماته الرجراجة. شاهد على إنهيارات عظيمة لصروح تيقنت لقرون، كصروح الأديان المسموة، و الآيدلوجيات المتمطلقة، و العلم المتدقق. و بالمقابل، حاضر لعالم الفلسفات المتحركة بإصطداماتها لإلغاء المتفق عليه فكرياً. إذ كما نعلم عن التراكم، حتى بديهيات إقليديس لم تعد معمدة كبديهيات، و إفلاطون عقب قرون مركزيته أضحى أشبه بحادثة خيالية فكهة، مفجعة لدى المتربصين بتغلغلاتها. و الصدفة: تلك التي قهرتها الأفكار إلا بمحاولات خجولة ل “هيوم” و الأسقف “بيركلي” و قلائل-نسبياً- من الشكاك، و بعدما قضى عليها فلاسفة عظام ك”ماركس” و “انجلز” بإختزالها لمجرد جزازات على الدرب “تشق الضرورة طريقها عبرها”، تعود لتتصدر عالماً باع إستقراره الناعس للشيطان، في صفقة موفقة، و إن كانت تحملني قساوة معالجة الفراغات الواسعة في الداخل، و الإمتلاءات العقيمة لفيض الدلالات. أما “نيتشة”-مثلاً،كالمعتاد- فقد تبنى مشروع توسيع السديم القلق، مربكاً العالم بالأصنام و ملقياً الثابت في طاحونة شرسة الهضم، ناهشة للنكوص.
    و كون المنخرطين في المتاهات الأكثر طبعاً لعصرنا، المتواتر على تسميتها علماً بغرض التمييز عن الأدب (إجحافاً لكليهما) يستندون في خاناتهم الأقل ضراوة، خانة نادل التقنية التصنعه مجتمعات عدوة لما عدا البرهة، إلى يقين عارم الكسل بالدقيق و الموضوعي و الرياضي، هو كون بديهي لإحتمال دائم التوالد في لحظات البشري، و هو إحتمال النكوصات و الشلل عن قنص اللحظة، بوضع اليد على الأكثر فاعلية -ظاهرياً- في إقتناء التوازن. و هكذا كنت سعيداً بذلك، و فخوراً بما هو مؤكد كدائرية الأرض و حاصل جمع رقمين و ألاعيب الرياضيات الأخرى الباعثة على اليقين الدافق، الحار، المتغاضي عن الآخر كإستمناء. و كان فتجنشتاين قد برهن قبلها بسنين و دنين أن الرياضيات إنما ترتكز على الاعيب كألاعيب اللغة، قاضياً على وهم موضوعيتها، مسقطاً؟ إياها في حوش الآداب حيث همبريب التمتع باللعب المحتقر منذ إفلاطون الذي لا أستطيع التجاوز عن عشق خياله. فتجنشتاين؟ و أنا المربوط في حبل بافلوف و نيوتن و عجلة الجاذبية=9.8 و لا باب للفلاسفة في سوق الماشي المطبق على خيال الممكن المفتوح على الخصوبة المخصية و اللعنات المعيبة. لا باب للهراءات التي تضاعف الدجاج كما النكتة السائرة، و تلك التي تعلم الولاد ال............................و هكذا ما كان فتجنشتاين متاحاً لولا عشق و سنوات و أصدقاء ملاعين . و لذا ظل الفتى أحمقاً في ثقته البيضاء و ويلاته الأكثر عمقاً: إستكشاف الطنين المتواتر لإحتياج العضو، المباهج الدخانية المستورة لاحقاً/عبثاً باللبان و التحاشي. ضراوة النزاع على تأخيرة أو إثنتان...بتكرار لانهائي. الأب العامد إلى قسرك لإختيارات التوافق الينسبها له، المتحرك في قهر حماقاتك الطربانة الناشئة. الأب اليعمل على إعادة ولادتك في سياقه الشخصي، كعضو مكمل لجسده الشخصي، لا كمستقل لوجه الحياة. و لن يكن مجاز “ذراعه اليمين” المرجو منك أن تكونه إلا إشارة على نفي إستقلالك بقدر معنى المساعدة المتضمن مباشرة. و هناك ما لاحظه “كافكا” من تناقض التلويح بيسر الحال بفضل “النضال الأبوي” و شرطه بالشظف القديم ثم مطالبتك بتحصيله، و هو ما نجحت في إمتحانه بفضل يأس الوالدين المبكر، و إن كان يشوبه أحياناً شبهة من رجاء يتحاشي صفة السلطة، الواسمة للعلاقة ككل، كما يحرج “كافكا”عالم اللحظة مفصلاً. و تثنية على “كافكا”، كما يجدر بي أن أفعل بصورة دائبة لسنوات، أضيف أن خلاصي من العالم، لو إفترضنا أن هذا ممكن بغير الإنتحار، تعطل لسنوات قاتمة بفضل الثقة البليدة بالعلم، ذات الطابع الأبوي و المتقمص لكل تقني كوسيلة لما هو مادي و إجتماعي. من هوس الأفندية بكل ما هو “محترم”. و هكذا، كنت لأكون مسخاً أكثر مما أنا كائن، أو هكذا تقنعني اللحظة. و هي لحظة، في حالاتها الأشرق، مازالت مذهولة بمسلات التنوير التي عملت بها المعاول، بل بجورنيكا العقد الإجتماعي، هراء البروباقندا البيكاسوية. عاجزة عن رسم حدود علاقاتها، مشغولة بأوهام هوية و تبادل سباب. ومصادفات تعتني بأخواتها الصغيرات.
    ثم تتعقبك هوام تنشد فساء كرات الشك، فتخلق تراويح القول السائر و إكليشيهات الحكمة، و مردود نيء للخبرات، و مواعظ نصوص القرن السابع بتحويراتها. و للأخيرة سلطة تعففها (المرفق بحزمة دعائية من يقين) عن مجرد إخضاعها للتسائل، و لو من باب تأكيدها.
    لكن، وأوقفني لأردد أن سلفية كتلك باتت في حكم المعروف شناعتها، إلا لمن لن أستطع التغاضي عن قرف يعبر كلما واجهت طمسه للافتات الإعلان بطول طريق البيت، اخفاء لأجساد إناث لن يستطع حذفها، لحسن الحظ، من ملايين المعابر الراقدة هبطرش. طيب، بإستماحة الإيقاع عذراً، و بما أننا في معرض الذم، فلِِِم أتغاضى عن الأدهى لعنة و المسكوت عنهم تواطئاً أو توطئة للتزلف؟. وأعني أنصاف المتعلمين أولئك، الذين أتصور رجلاً أقل تسامحاً، كنيتشة مثلاً، قمين بركلهم في مؤخراتهم. أولئك المقتنصين سراً في حوارات الصداقة الشفاهية النيئة، مما أسخط الفتى ردحاً عظيماً، وأخرس.
    النزاعون لعداء الثقافة. اليقينيون العظماء الذين تِثني عليهم لإيقاظهم مدى شكك. الذائدين الطين بلة تغاضيه عن الإنتباه. المولعين بالتصنيف الركيك، النزعة الأمنية، البداهات المتضامة كجبل مخاط، المؤامرات، التناقض في صوره التعجز عن إحترامها. هواة الشعونة (أطرف من شوعنة، أليس كذلك؟) اللذين يعمل أحدهم هدماً في جسده الشخصى، لينتهي مليئاً بفخره الخاوي، مؤمناً بسهره على مصالح طبقة عاملة لا يفقه عنها التكتح. أولئك السلفيين المحشوين بعبارتين عن دار التقدم و دار رادوغا، عمدوا إلى إحالة مفردة مثقف إلى سبة قصوى يتم تلحينها، في الحالات الأشد جرمشة، بإضافة مفردة “عضوي”، التي تحيلني إلى صورة جيفة تتحلل، أي إلى صورة متشعون يتوارب.ولم أنت مهتاج هكذا على الدلاقين؟يكفي أنهم مسخوا علينا مصطفى سيد أحمد.
    وإكمالاً لفاصل الحنق الإعلاني أفصل: والأسباب التي تسقط المتشعونين (هذا النعت يطربني ثقله المعنوي) في طين عداء الثقافة إستطرادها يتخم، و لإيجازها أزعم أن لليقين وسائده اليشق مغادرتها، و اللازمة تماماً لضرب من سوقية بالتعاطي مع العالم إفترضها تجريدي ما ضرورية للإنهماك في عالم السوقة، المضطهدين بهذه الصفة في لا شعور العاملين عليها و المدللين شعورياً بالطبقة العامة. ثم جرى لتوكيدها كثقافة حقيقية (عملية، منتجة، ملتزمة و منتمية بمقابل نعت الإنبتات المريب الممنوح للمثقف) منح الآخر(المثقف؟) نعت مثقفاتي، الذي يحمل دلالات إدعاء برحة ليمدد المتشعون قدميه، و يعلن ذاته كحامل وحيد لحقيقة يتيمة هنا، كما بأي مجال، و كعادة تراث القرن التاسع عشر الواثق بإرتياح عصي على شرطي. و لم لا، و لاصوت يعلو فوق صوت المعركة؟. و صوت المعركة هنا لايتجاوز هتاف طويل متماثل و مباشر(لايفهم محققو التغيير المجاز غير السائد) حول أن إيد العامل هي العاد تعرق ما المكنات الأمريكية.
    و الفتى لا ينجو، وتمتد وسائد هزيلة و أخرى تالفة تماماً، ليجد الجسد تبريره عبر الإختيار العشوائي (بمحاولات تقنين شاحبة) من متعدد أجنة الإجابات، وإن كانت تكفي لتهدئة جنوح نادل التقنية (و المتسلف و المتشعون كحالات مترهلة)، إلا أن نجاحها تربكه النماذج القلقة بدافع النقص/الحيرة و تلك التي مستها لوهلةٍ وحشيةٍ فنون مظلمة، وملكت، على غفلة السيستم، تنويعات ورمية لاتليق بهشاشة المرايا الآنفة.ثم تلك التي أنا، العاجزة عن الإمساك ببداية للحفرة، و التي تنتابها شكوك في حفرية الحفرة ذاتها. تمتد سابحة في غائط الآخرين ممسكة بمحض جدوى الحركة. تتمنى، في برهاتها الأكثر يأساً، التحرر من حاسة الشم.
    و في برهاتها الأكثر جذباً، حين تشعر بغتة بذلك التحقق المريب للعالم في جسد كبالوعة، تتمنى عبوراً مستحيلاً، لشاطيء وصل عنيف و مباشر و أقصى. حاد.ثاقب.أحمق.ممراح بوحشية.دموي.عابر.أخرق.عضلي.تتمنى شحذاً جديداً، بذات ضراوة المتشعون و يقين السلفي، بحيوية الإرادة المميزة لكل ما هو متطرف، بجدواها.
    في البرهات الأشد حظوة، الكأنما تعمل داخلي بالواسطة، تقابلك الإقتراحات الأكثر قوة، الأكثر براعة و تضاداً، تلك التي أحنقت هوسرل على الفلسفة، والتي توصلك لحافة العدم اللزجة، الحافة التي تغازلها رندا في وصفها له كاملاً، و التي يبخسها “ديل بيرون” بتسرعه الأحمق في “إنتعاظ البراءة”، في الأكثر حضوراً تباغتك اللذة من المستبعد، الزائل، المتحرج على حواف المفردة. من المألوف لدرجة الإختفاء. من المحتقن لصدقه بالإشارة. من “كافكا”، “بورخيس”، “سليم”، “كونديرا”، “باموق” و “أوستر”. و الذين هناك، مجهولين تماماً لهزال المشيمة، تفترضهم أقدر على السالب، أشد وطأة، متوحدين تماماً في عالم أهطل، يحاولون البقاء أحياء لليلة أخرى، أمواتاً لسانحة أرحم.


    نقلا عن سودانفوراول
                  

العنوان الكاتب Date
فاصل حنق معلن .. او هِزال المشِيمة esam gabralla10-05-07, 10:17 AM
  Re: فاصل حنق معلن .. او هِزال المشِيمة esam gabralla10-05-07, 10:17 AM
  Re: فاصل حنق معلن .. او هِزال المشِيمة محمد مكى محمد10-05-07, 11:04 AM
  Re: فاصل حنق معلن .. او هِزال المشِيمة esam gabralla10-29-07, 09:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de