ولنا ان نتعاضد مع كل الاقليات ومع اخوتنا النوبيين نحو تحقيق طموحاتهم واسترداد حقوقهم المشروعة التي تحاول السلطات السودانية والمصرية سلبها وتكفيف الافواه المطالبة بحقوقها.. واستسمح الاستاذ منان في انزال فحوى مذكرة مجموعة حسم النوبية التى ارسلت في وقتها للسلطات السودانية :
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ : 10 رجب 1425هـ .. الموافق 26 اغسطس 2004 : Date الرقـــم : ح س م . م/04/001 : Ref.
السيّد رئـيـس الجـمهـوريّـــــــة . السيّد نائب رئيس الجمهوريّة. السيّد رئيس المجلس الوطني. السيّد رئيس الحركة الشعبيّة لتحرير السودان. السيّد والي الولاية الشماليّة . السيّد معتمد وادي حــلـفا. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إننا نخاطبكم اليوم والسودان يتعرض لمحنة فرقت بين أبنائه أغرت به اعداءه لننقل لكم نبض كثير من اللذين يرون ان المعالجات المتتالية لمظالم المستضعفين في السودان قد أكثرت الحز و أخطأت المفصل . ورسالتنا هذه لمحاولة تدارك ما قد ينشأ نتيجة لتراكم المظالم على أهل الشمال . فإذا كانت المظالم السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وتهميش الآخر وعدم الاعتراف به هو الوقود الذي ظلّ يُشعلُ نار الحروب في بلادنا، فإنّ التحيّز الثقافي واللغوي والإثني وقضايا الهويّة كانت ولا زالت أساساً للصراعات ومجالاً لإخفاقات السياسة والساسة. ورغم الجهود التي تُبذل لإحلال السلام الدائم في البلاد إلا أنّ الخطأ القاتل للقائمين على أمر البلاد هو نظرتهم إلى تظلّم الأطراف كلٍّ على حِدة ، لم يستبقوا الأحداث ليمنعوا التذمّر هنا وهناك من الوصول إلى مرحلة الغليان، ثمّ بدؤوا بمن حمل السلاح فصار المرجل يغلي في كلّ مكان . ولقد ظللنا نحن أبناء المنطقة النوبيّة بأقصى الشمال ننتظر بروز إرهاصات الحلّ الشامل لمشاكلنا وتظلّماتنا في إطار حلّ مشاكل كلّ أطراف الوطن ، ورفعنا الصوت عالياً مطالبين بإدراج إقليمنا في معالجات المناطق الأقلّ نموا.. ولكنّ أصوات الطلقات هنا وهناك كانت قد أصابت آذان الحكومات بالصمم. كنّا نظنّ أنّ ما يصيبنا من تهميش وإهمال هو بعض ما يصيب الأطراف ، وليته كان الحال. ــ إذ أنّ الأمر جدّ مختلف ــ . لقد بدأنا نربط الأحداث وبدت لنا معالم ما يُرسم لطمس الهويّة النوبيّة .. •حربٌ ثقافيّةبدأت بحذف تاريخها من المناهج المدرسيّة ، وقفل الطريق أمام مؤسّساتها الثقافيّة المنتمية لعبق الأرض السودانيّة في تاريخها البعيد، ومن ثمّ استهداف لبقاء النوبيّ في أرضه •تهجير قسريّ بفعل مسلسلات الإغراق التي توالت ومسلسلات الإغراق المقترحة . •وتهجير قسريّ من نوع آخر ــ لغياب مقوّمات الحياة الكريمة بالمناطق النوبية . ليس هدفنا اليوم مقارنة حظّ مناطقنا من التنمية مع غيرها من المناطق ، وليس غرضنا أن نثبت أنّ لفظ التهميش لا يفي بوصف الحال عندما يكون الحديث عن أقصى الشمال. ولكنّنا نودّ أن نقول بملء الفم • لا لاستهداف الهويّة النوبيّة ، كياناً وأناساً وأرضاً وثقافة. وحتى لا نُتّهم بإلقاء القول على عواهنه نبرز هنا بعضاً من ملامح استهداف الهويّة النوبيّة. إغراق الأرض كلّما فكّر أحدهم في سقيا أرضه أو توليد الكهرباء ذهب للأرض النوبيّة التي تعيش على ( ضوء القمر) فأغرقها وأشعل فيها المآسي حتى تنير للآخرين ، و تبقى هي (الأرض النوبيّة) في لجّتين من الماء والظلام . الحوض النوبي الخصيب انظر ماذا فعلنا بالحوض الخصيب! هجّر النوبيين عن أرضهم، وحينما لاحت الفرصة لإعادتهم لأرض الأجداد التي آوتهم لآلاف السنين، يُعلن وزير الدولة للزراعة عن طرح وزارته حوالي 6 مليون فدّان أمام الشركات المصريّة وفقاً لعقود انتفاع طويلة الأجل. ! {جريدة الصحافة 31/03/2004م} نحن ننظر لهذا الأمر من عدّة زوايا •نعم ومرحباً بالاستثمار وفقاً للضوابط المتعارف عليها .. •مرحباً بسريان التكامل بين الولاية الشماليّة وأسوان كما خُطط له ، وليس كما ينفّذ الآن . •لا... وألف لا .. للاستثمار الاستيطاني غير المدروس . •لا لتعليب القرارات والتعتيم عليها . نحن بعض أهل الشأن ، لا نعرف عن الحريّات الأربع إلا عددها . •هذه إذن هي الفرصة لإعادة المهجرين قسراً إلى الوادي النوبيّ الخصيب. لماذا لا يقوم مشروع زراعيّ قوميّ استراتيجي لزراعة القمح والبقول في هذه الأرض ليغيّر وجة الإقليم ، وليعيد التائهين لأرضهم؟ •اعادة توطين أهل الإقليم من حلفا الجديدة و الكلاكلات لأرضهم . دون البحث عن الحلول خارج الإقليم . الحرمان من الطرق {طريق شريان الشمال} رغم ضيق موارد البلاد ذهبت الطرق في السودان في كلّ اتجاه ، وعندما يممّم طريق شريان الشمال صوب الشمال استبشرنا كثيراُ، ولكنّه وقف على أعتاب المنطقة النوبيّة. ومُسحَ قطاع حلفا ـ دنقلا من قائمة المسّاحين. لا يهمّ إن كان أهل الشمال قد أسهموا طوعاً أو كرهاً في بلاد الاغتراب، ولكنّ الذي يهم أنّ هذا الطريق قد ابعد. الحرمان من الكهرباء كنّا نتوقع – وفق ما – أشيع عن اتفاقيّة السدّ العالي أن ينال الإقليم الشمالي نصيباً من الكهرباء، ولكن هيهات. ثُمّ جاءت الحكومة تبشّر بالكهرباء مع فكرة إقامة سدّ كجبار، مقرونة بوعيد الغرق في ظلّ تعتيم إعلاميّ ودراسات غير مكتملة وضعتنا في خانة الرافضين فصارت حجّة ضدّنا. ونسمع من يقول: لا نصيب لشمال دنقلا من كهرباء سدّ الحامداب. هو بالطبع نوع من الاستهداف. لأنّ الكهرباء تعني التنمية إن ارتبطت بالزراعة أو باستخراج المعادن من باطن الأرض. ولكن المنطقة المستهدفة لا ينبغي أن تسير في ذلك الاتجاه. الحرمان من حقوق المياه كانت الزراعة على الدوام المهنة الرئيسة في الإقليم، و حقوق المياه للمنطقة النوبيّة مهضومةً على الدوام ، ولم يفكّر أحدهم في التنمية في هذا الإقليم.. لأنّ المياه لا تكفي : " حــرامٌ على بلابله الـــدّوْح *** حلال على الطير من كلّ جنس " ويؤدّي هذا لمزيد من التهجير والإفراغ للمنطقة من أهلها. ميناء وادي حلفا وادي حلفا، الميناء النهريّ القومي الذي تعرّض للإغراق ثمّ التهميش المقنّن عبر سياسات غير مقبولة وبمبرّرات واهية خفضتها من محافظة لمعتمديّة. ثمّ قرارات تعمّد اختيار مدن أخرى كمنفذ للجمارك. رغم أنّ الخيار المنطقي هو وادي حلفا. فكيف تتخطّى الميناء والمنفذ الطبيعي لتقيم إدارة الجمارك على بعد مئات الأميال، إن لم تكن وادي حلفا وكلّ المنطقة من حولها مستهدفة. الآثار والسياحة يُعتبر هذا الإقليم من أعظم الحقول الأثريّة المفتوحة في حوض النيل، باعتراف المؤرخين والخبراء في الداخل والخارج. ومع ذلك تشهد الثقافة النوبيّة ممثلة في آثارها وتاريخها ومعثوراتها ومكنوناتها أقلّ من القليل من الاهتمام والرعاية الرسميّة وذلك على تعاقب الحكومات بالبلاد، في وقت تستثمر فيه الشقيقة مصر الحقل الأثري المقابل بدرجة عالية من الاهتمام والرعاية من قبل الدولة على مرّ الحقب، كمصدر أساسيّ من مصادر الدخل القوميّ. ويقابل هذا في الجانب السودانيّ أيقاف النشاط الكشفي الدوري ونقل المعثورات إلى المتحف القوميّ بالخرطوم وتقليص القيمة السياحيّة لمناطقها الأصليّة. أليس هذا استهدافاً لهذه المنطقة؟
فإنّنا حين نكتب لأهل الحلّ والعقد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا نقول إنّ :ـ •النوبيّين يرفضون استهداف هويّتهم وأرضهم وأرثهم ، إن كان هذا الاستهداف يجري عن عمدٍ أو بدون قصد. •النوبيّون قد تنبّهوا لما يُحاك ضدّ هويّتهم وعقدوا العزم للوقوف بقلب رجلٍ واحد ليس فقط لإبطال الاستهداف وبذل الجهد في الداخل والخارج للنهوض بالنوبييّن أرضاً وشعباً، ولكن أيضاً من أجل حلّ قضايا السودان. •لقد انتظمت الداخل والخارج صحوة نوبيّة عارمة تسعى في اتجاه تبلور الكيان النوبيّ الجامع . •همّنا وهدفنا جمع كلّ المستضعفين والمتظلّمين في كلّ أطراف السودان لنقول ً لمن غفل عنّا : •نحن يدٌ واحدة ضد الظلم والتهميش واستهداف الثقافات والهويّة. •رسالتنا لأولي الأمر:ـ النظر لقضايا السودان في كلّ أطرافه.. لنعالجها معاً في ذات الإطار إن كنّا نريد لهذا السودان أن يبقى كما كان دوماً (مليون ميل مربّع).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة