|
الطيب مصطفى : العُنصريّة والحركة الشعبية...
|
لم يأت الأستاذ مكي بلايل بجديد حين اتهمني بالعنصرية فقد رماني بها آخرون من غلاة وعتاة العنصريين الذين تنضح كتاباتهم وأقوالهم وأفعالهم بالحقد الأعمى خاصة من قيادات الحركة الشعبية ولا أريد أن أدافع عن نفسي لأن ذلك لن يجدي مع الذين اعتادوا على أمر الناس بالبر ونسيان أنفسهم بالرغم من أنهم الأولى بأن ينتصحوا بما ينصحون به الناس.
قبل أن أتعرض لموضوع العنصرية دعوني أصحِّح بعض المعلومات المغلوطة التي وردت في ثنايا مقالَي الأخ بلايل العميقَين فقد قال الرجل عني بأني لا اعتبر الحرب بين الشمال والجنوب بكل نتائجها وتداعياتها ظلماً للجنوب وإنما اعتبر مقاومة الجنوبيين في سبيل تحقيق شروط أفضل للوحدة ظلماً.
أود أن أسأل الأخ بلايل : هل اندلع التمرد لأول مرة عام 1955م من أجل شروط أفضل للوحدة أم أنه كان ناشئاً عن أحقاد زرعها الاستعمار الانجليزي وبعثاته التبشيرية في نفوس أبناء الجنوب... أحقاد تفجَّرت قبل أن يخرج الاستعمار الانجليزي في بداية عام 1956م ؟ ثم ألا يعلم الأخ بلايل عن الشرارة التي أدت إلى اندلاع القتال بما في ذلك التوجس من نقل بعض الكتائب الجنوبية إلى الشمال؟!
إذن فإن الحرب لم تكن ناشئة عن مظالم لأنها اندلعت قبل أن يتولى الشماليون مقاليد الحكم الوطني بسيادة كاملة ولا نريد أن نتحاسب في هذه العجالة عن مَن ظلم مَن أو ما إذا كان من حق الدولة أن تقاتل أي تمرد يخرج على سلطانها فهذا حديث يطول.
أما رد بلايل على قولي بأن اتفاقية نيفاشا ظلمت الشمال لأنها أعطت الجنوبيين حكم الجنوب وأشركتهم في حكم الشمال واستدراكه عليّ بقوله بأن للحركة الحق في حكم الجنوب والمشاركة في حكم الشمال فإني أرد عليه بالقول بأنه من الخطأ أن تُمنح الحركة حكم الجنوب بمفردها دون سائر الأحزاب الجنوبية لأنها لا تمثل كل مكونات شعب جنوب السودان الذي يغلي الآن ويعاني من بطشها وجبروتها ومن شريعة الغاب التي يرزح شعب جنوب السودان اليوم تحت وطأتها وجحيمها.
|
|
|
|
|
|